(1): ﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾: هذه بشارة من الله سبحانه لنبيه
الكريم بفتح مكة والنصر على أعداء الله وأعدائه وبهذا الفتح والنصر أظهر سبحانه
دينه، وأنجز وعده في قوله الكريم: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على
الدين كله ولو كره المشركون – 33 التوبة) حتى قادة الشرك استسلموا واضطروا للإذعان،
قال الدكتور طه حسين في كتاب مرآة الإسلام: (شهد أبو سفيان بين يدي محمد (ص): لا
إله إلا الله وأظهر التردد في الشهادة بأن محمدًا رسول الله، ولكنه اضطر آخر الأمر
إلى أن يعلنها).
(2): ﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ﴾: وهو الدين الذي آمنت به
يا محمد ودعوت إليه وقاسيت الكثير في سبيله، ورفضت من أجله المال والملك وقلت فيما
قلت: لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره
الله أو أهلك فيه ما تركته. فماذا ترى الآن؟ لقد عوضك الله بخير منه ملايين المرات.
(3): ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾: اشكره على هذه النعمة الجلى... وهكذا كل من
أطاع الله وعفَّ عن حرامه أحرز عنده عوضًا عنه ما هو خير وأبقى ﴿وَاسْتَغْفِرْهُ
إِنَّهُ كَانَ تَوَّابً﴾: كان العديد من الصحابة يستعجلون النصر، ويأخذهم القلق
والضجر من التأخير، والنبي (ص) يقول لهم: وعدني به ربي وهو آت لا محالة، وقوه تعالى:
(واستغفره) فيه تعريض بهؤلاء المستعجلين القلقين، وإنه كان عليهم أن يصبروا ويثقوا
بوعد الله، ويتغلبوا على خواطر النفس ووسواسها.
* التفسير المبين / العلامة الشيخ محمد جواد مغنية.
2015-12-10