يتم التحميل...

مقتطفات من كلام الإمام القائد (دام ظله) حول شهر شعبان

شعبان

أبارك لكم حلول شهر شعبان والأعياد المباركة في هذا الشهر المبارك، فشهر شعبان من الفرص الثمينة أمامنا، وان هذه الأشهر الثلاثة - رجب وشعبان ورمضان - هي أيام نفيسة وعلينا اغتنام الخيرات الإلهية فيها، وكما يعبر العسكريون يجب أن نستكمل ذخيرتنا المعنوية، فإذا ما هبط الاحتياط المعنوي في كيان الإنسان إلى ما هو أدنى من المستوى المطلوب فستتقاذفه المنزلقات والانحرافات الفادحة.

عدد الزوار: 209

مقتطفات من كلام الإمام القائد دام ظله
المناسبة: ولادة الإمام الحسين (عليه السلام) والإمام السجاد(عليه السلام) وأبي الفضل العباس(عليه السلام)


نبارك لصاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وللإمام الخامنئي (دام ظله الوارف) ولكل المجاهدين إطلالة شهر شعبان المبارك، وذكرى ولادة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (صلوات الله عليه) وذكرى ميلاد الإمام زين العابدين (عليه السلام) وأبي الفضل العباس (عليه السلام)، راجين من الله سبحانه وتعالى أن يمن على شهدائنا بالرحمة وعلو الدرجات، وعلى جرحانا بالشفاء العاجل، وعلى أسرانا بالفرج القريب، وعلى المجاهدين في المقاومة الإسلامية بالنصر المؤزر.

فيما يلي مقتطفات من كلام الإمام القائد (دام ظله) حول شهر شعبان:

"أبارك لكم حلول شهر شعبان والأعياد المباركة في هذا الشهر المبارك، فشهر شعبان من الفرص الثمينة أمامنا، وان هذه الأشهر الثلاثة - رجب وشعبان ورمضان - هي أيام نفيسة وعلينا اغتنام الخيرات الإلهية فيها، وكما يعبر العسكريون يجب أن نستكمل ذخيرتنا المعنوية، فإذا ما هبط الاحتياط المعنوي في كيان الإنسان إلى ما هو أدنى من المستوى المطلوب فستتقاذفه المنزلقات والانحرافات الفادحة.

إن المعنويات الكامنة في وجود الإنسان تمثل مصدراً للهدفية وتضفي معنى على حياته ووجهته، مثلما تقوم المبادئ المعنوية والأخلاقية بتوجيه حياة المجتمع والبلد والأمة، فتضفي على جهدها وكفاحها معنى وتهب الإنسان هويته، فإذا ما أُفرغ شعب أو بلد من مبادئه الأخلاقية والمعنوية ضيّع هويته الحقيقية وغدا كالعهن المنفوش، يتأرجح تارة بهذا الاتجاه وأخرى بذاك الاتجاه، ومرة تتلاقفه يد هذا وأخرى يد ذاك، وأن هذا الشهر الشريف والذي قبله والذي يليه هي لنا لاستكمال ذخيرتنا المعنوية.

إن هذه الأشهر فرصة لإعادة النظر، ولقد كان أولياء الله وأئمة الهدى (عليهم السلام) يدأبون على المناجاة الشعبانية. وقد سألت إمامنا العظيم ذات مرة: أيَّاً من الأدعية ترجح؟ فذكر منها اثنين: أحدهما المناجاة الشعبانية والآخر دعاء كميل. ففي هذين الدعاءين مضامين راقية، وهذه الأدعية ليس من شأنها القراءة فقط. أي ليس أن يملأ الإنسان الأجواء بصوته ويتفوه بهذه الكلمات فقط. فهذه حالة قشرية ليس لها شأن يذكر. بل لا بد أن تتناغم هذه المفاهيم مع الفؤاد ويدخل القلب رحابها. وإن هذه المفاهيم الراقية والمضامين البهية بألفاظها الرائعة إنما الغاية منها أن تستقر في فؤاد الإنسان "إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك، و أنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك" أي اللهم اجعلني دائم الاتصال والارتباط بك وأدخلني في حريم عزك وشأنك وأنر بصيرة فؤادي بحيث تقوى على النظر إليك "حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور" فيقدر بصري على اختراق كافة الحجب النوارنية ويجتازها حتى يصل إليك ليراك ويدعوك.

مخطئ من يجعل الدنيا ولذاتها وشؤونها اليومية أكبر همّه، ولابدّ أن يأتي يوم يعي فيه خطأه؛ وإذا ما فات الوقت لا يمكن عندها فعل شيء. ولكن إذا أردتم السير على هذا الطريق فعليكم السير فيه باندفاع واخلاص وشوق، وعليكم باستثمار فترة شبابكم من أجل التقرّب إلى الله.

ويمكن استثمار هذه الفرصة منذ الآن. وسيحل في المستقبل القريب شهر رمضان. فتزودوا في هذه الأشهر بما تستطيعون من ذخيرة معنوية، لأنَّ هذا يعتمد على روح الشباب وهو ذخيرة لكم. وهذا يصدق على سائر شؤون المجتمع. فكل ما يستند إلى الشباب يتصف أولاً بالبقاء، وثانياً انه يكون مونقاً ويانعاً.

إنّني أستفيد من اجتماعكم الكبير هذا، وأدعوكم وكل من يسمع صوتي أو سيسمعه لاحقاً إلى توثيق صلتكم بالله ما استطعتم، خاصة في هذين الشهرين المباركين؛ رجب وشعبان. فهما شهرا الدعاء والاستغاثة، والاتصال بالله، ومناجاة المعشوق الحقيقي لكل إنسان. أعدّوا أنفسكم في هذين الشهرين للورود إلى مائدة الضيافة الإلهية في شهر رمضان".

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

2015-05-20