هل العصمة موهبة إلهية أو أمر اكتسابي؟
عصمة الأنبياء في القرأن
قد وقفت على حقيقة "العصمة" والعوامل التي توجب صيانة الإنسان عن الوقوع في حبال المعصية، ومهالك التمرد والطغيان، غير انّ هاهنا سؤالاً هامًا يجب الإجابة عنه وهو: انّ العصمة سواء أفسّرت بكونها هي الدرجة العليا من التقوى،
عدد الزوار: 264
قد وقفت على حقيقة "العصمة" والعوامل التي توجب صيانة الإنسان عن الوقوع في حبال
المعصية، ومهالك التمرد والطغيان، غير انّ هاهنا سؤالاً هامًا يجب الإجابة عنه وهو:
انّ العصمة سواء أفسّرت بكونها هي الدرجة العليا من التقوى، أو بكونها العلم القطعي
بعواقب المآثم والمعاصي، أم فسّرت بالاستشعار بعظمة الرب وجماله وجلاله، وعلى أي
تقدير فهو كمال نفساني له أثره الخاص، وعندئذ يسأل عن أنّ هذا الكمال هل هو موهوب
من الله لعباده المخلصين، أو أمر حاصل للشخص بالاكتساب؟ فالظاهر من كلمات المتكلمين
أنّها موهبة من مواهب الله سبحانه يتفضّل بها على من يشاء من عباده بعد وجود أرضيات
صالحة وقابليات مصحّحة لإفاضتها عليهم.
قال الشيخ المفيد: العصمة تفضل من الله على من علم انّه يتمسك بعصمته.
وهذه العبارة تشعر بأنّ إفاضة العصمة من الله سبحانه أمر خارج عن إطار الاختيار،
غير أنّ اعمالها والاستفادة منها يرجع إلى العبد وداخل في إطار إرادته، فله أن
يتمسك بها فيبقى معصومًا من المعصية، كما له أن لا يتمسك بتلك العصمة.
وقال أيضًا: والعصمة من الله تعالى هي التوفيق الذي يسلم به الإنسان مما يكره إذا
أتى بالطاعة. وقال المرتضى في أماليه: العصمة: لطف الله الذي يفعله تعالى فيختار
العبد عنده الامتناع عن فعل قبيح.
*
عصمة الانبياء في القرأن / اية الله جعفر السبحاني.