المِقْدَادُ بن عَمرو
قصص الصالحين
في شهر رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة خرج جيش المسلمين المؤلف من ثلاثمائة وثلاثة عشر مقاتل لاعتراض قافلة تجارية لقريش قادمة من الشام.
عدد الزوار: 332
في شهر رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة خرج جيش المسلمين المؤلف من ثلاثمائة
وثلاثة عشر مقاتل لاعتراض قافلة تجارية لقريش قادمة من الشام.
كانت قافلة ضخمة تتألف من ألف بعير بقودها أبو سفيان عدوّ الإسلام اللدود.
عندما هاجر المسلون من مكة إلى المدينة أغار المشركون على بيوتهم ونهبوها وتركوها
مثل الخرائب.
لهذا أراد سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) استعادة ما نهبوه من أموال، وتأديب قريش
بتهديد قوافلها التجارية إلى الشام.
عسكر المسلمون قرب آبار بدر، في انتظار وصول القافلة. وبعد مدّة وصلتهم أخبار خطيرة.
لقد غيّر أبو سفيان مسار القافلة، كما أن قريش تعبّئ جيشاً كبيراً مجهّزاً بأفضل
الأسلحة لحماية القافلة.
كان المسلمون قد خرجوا لمصادرة قافلة تجارية ولم يخطر على بالهم انهم سوف يواجهون
جيشاً كبيراً.
استشار سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) أصحابه ليعرف موقفهم.
نهض عمر بن الخطاب و قال:
ـ انها قريش وغدرها والله ما ذلّت منذ عزت ولا آمنت منذ كفرت.
سيطر القلق على نفوس المسلمين لما سمعوه من عمر وفكّر بعضهم بالعودة إلى المدينة.
وفي تلك اللحظات الحساسة نهض الصحابي المهاجر المقداد بن عمرو الكندي فقال بحماس:
ـ يا رسول الله امض لأمر الله فنحن معك.. والله لا نقول لك كما قال بنو اسرائيل
لنبيّهم: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا انا
معكما مقاتلون.
بدت ملامح الرضا على وجه سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) ثم التفت إلى الأنصار
يريد أن يعرف موقفهم فقال:
ـ أشيروا عليّ أيها الناس.
أدرك سعد بن معاذ أن الرسول يعنيهم فنهض قائلاً:
ـ كأنّك تريدنا يا رسول الله ؟
قال النبي (صلى الله عليه وآله):
ـ نعم.
قال سعد بحماس المؤمن:
لقد آمنا بك يا رسول الله وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك مواثيقنا
وعهودنا على السمع والطاعة فامض يا نبي الله لما أردت فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت
بنا هذا البحر (البحر الأحمر) وخضته لخضناه معك ما بقي منّا رجل واحد.
وعندما حدثت المعركة وتمّ النصر للمسلمين عادوا وهم يتذكرون كلمات المقداد ذلك
الصحابي المهاجر المؤمن الذي لا يخاف أحداً إلاّ الله.
فمن هو المقداد ؟
يتمنى المقداد إلى قبيلة كندة، فرّ من قبيلته وقدم مدينة مكّة. لجأ إلى رجل من أهل
مكة يدعى "الأسود بن عبد يغوث الزهري" ولهذا عرف بالمقداد بن الأسود، وعندما نزلت
الآية الكريمة "ادعوهم لأبائهم" دعي بالقداد بن عمرو.
بلغ المقداد الرابعة والعشرين من عمره، وكان الإسلام قد أشرق من فوق جبل حراء، وسمع
بدعوة سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) فأسرع إلى اعتناق الدين الجديد. فكان من
المسلمين الأوائل.
كتم المقداد اسلامه، وكان يتصل بسيدنا محمد (صلى الله عليه و آله) سرّاً.
وتمرّ الأعوام بعد الأعوام، والمقداد يتألّم لما يحلّ بالمسلمين من العذاب والقهر.
الهجرة
أمر سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) أصحابه بالهجرة إلى المدينة، فهاجروا فرادى
وجماعات. ويأتي أمر الله سبحانه إلى رسوله بالهجرة فيهاجر. ويفرح المقداد بسلامة
رسول الله وينظر بإعجاب إلى فتى الإسلام علي بن أبي طالب الذي انقذ بتضحيته سيدنا
محمداً (صلى الله عليه وآله) من سيوف المشركين.
عندما هاجر سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة أغار المشركون على بيوت
المسلمين المهاجرين ونهبوها. لهذا فكّر سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) بتأديب
قريش وتهديد قوافلها التجارية.
فخرجت أول سرية بقيادة حمزة بن عبد المطلب واتجهت نحو منطقة "العيص" على البحر
الأحمر، واصطدمت بقوات المشركين بقيادة أبي جهل، ولم يحدث أي قتال لتدخّل بعض زعماء
القبائل هناك.
وأعقب ذلك خروج سرية اُخرى وذلك في شهر شوال من السنة الاُولى للهجرة وتتألف هذه
السرية من ستين فارساً.
كان هدف السرية الوصول إلى وادى "رابغ" وتهديد طريق قريش التجاري بين مكة والشام.
في مكة
سمع المشركون بأخبار هذه السرية، فاستنفر أبو سفيان أهل مكة للتصدّي للمسلمين.
فكّر المقداد بالانضمام إلى قوات المشركين والاستفادة من هذه الفرصة والهجرة إلى
المدينة.
انطلق المقداد إلى عتبة بن غزوان وكان قد أسلم وكتم اسلامه.
وهكذا اتفقا على الانضمام إلى قوات المشركين.
قاد أبو سفيان مئتي فارس واتجه بهم نحو وادي "رابغ" وهناك اصطدم المشركون بستين من
فرسان المسلمين. وحدث ترشق بالسهام، وفي الأثناء فوجئ المشركون وهم يشاهدون اثنين
من فرسانهم ينطلقان باتجاه المسلمين. وسمعوا أصوات المسلمين تملأ الصحراء:
ـ الله أكبر.. الله أكبر
عندها علم أبو سفيان بأنّ الفارين كانا المقداد وعتبة بن غزوان.
أكل الحقد قلبه، وأصدر أمراً بالعودة إلى مكة خاف أبو سفيان أن يكون بين جنوده
مسلمون آخرون يكتمون ايمانهم.
في المدينة المنورة
عاش المقداد في المدينة المنورة حياة طيبة. فالقلوب يعمرها الايمان. وسيدنا محمد (صلى
الله عليه وآله) يغمر الجميع بعطفه وحبّه وخلقه الكريم.
كان سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) حريصاً على المسلمين يفكّر بأمنهم وحياتهم
ومستقبلهم في الدنيا والآخرة.
كان المقداد مؤمناً عميق الايمان يحب الله ورسوله. لهذا لم يتخلّف يوماً عن مرفقة
سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) في جهاده.
فقد أغار المشركون على مراعي المدينة ونهبوا بعض المواشي، فاستنفر سيدنا محمد (صلى
الله عليه وآله) المسلمين لمطاردتهم.
كان المقداد من أوائل الذين استجابوا لله والرسول. قاد سيدنا محمد مئتي فارس
لمطاردة المغيرين. ولكنهم أفلتوا، فعاد النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة بعد
أن قذف المشركين الرعب، وتسمّى هذه الغزوة بعزوة بدر الصغرى.
معركة بدر الكبرى
في 12 رمضان خرج المسلمون لاعتراض قافلة تجارية لقريش عائدة من الشام.
وقريباً من آبار بدر، وصلت الأخبار عن جيش يعدّه المشركون بقيادة أبي جهل.
استشار سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) أصحابه، فنصحه البعض بالعودة إلى المدينة
وسيطر القلق على المسلمين.
في تلك اللحظات نهض المقداد وقال كلمته الحماسية فألهبت مشاعر الايمان في النفوس.
عندما اشتعلت المعركة خاضت المسلمون قتالاً مريراً ودعا سيدنا محمد (صلى الله عليه
وآله) الله سبحانه وتعالى أن ينزل النصر على عباده المؤمنين وماهي إلاّ ساعات حتى
دبّت الهزيمة في جيش المشركين.
وانتقم الله من أبي جهل واُمية بن خلف اللذين كانا يعذّبان المسلمين كما وقع في
الأسر بعضهم، من بينهم النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط و غيرهما.
كان المقداد قد أسَّر النضر بن الحارث.
قاد المسلمون الأسرى نحو المدينة المنورة وعندما وصلوا منطقة "الاثيل" أصدر النبي (صلى
الله عليه وآله) أمره باعدام النضر.
كان النضر بن الحارث يعذّب المسلمين في مكة وكان المسلمون يتألمون ويدعون الله أن
يخلّصهم من شروره.
لهذا أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقتله حتى لا يعود إلى مكة ويصبّ على
المسلمين المستضعفين العذاب.
أمر سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) بطل الإسلام علي بن أبي طالب بتنفيذ الحكم.
صاح المقداد:
ـ انّه أسيري يا رسول الله.
أدرك النبي أن المقداد انّما يتوقع أن يحصل على فدية الأسرى التي سيبعثها ذووه في
مكة.
رفع النبي يديه إلى السماء وقال:
ـ اللّهم اغن المقداد من فضلك.
رضي المقداد بدعاء النبي وسلَّم عدوّ الإسلام والإنسانية ليلقى جزاء أعماله وجرائمه.
أوصى النبي (صلى الله عليه وآله) أصحابه بمعاملة الأسرى معاملة حسنة وأطلق بعضهم
دون فدية لأنّهم كانوا فقراء لا يملكون شيئاً.
وطلب من الذين يعرفون القراءة والكتابة أن يعلّموا أطفال المسلمين ذلك عوضاً عن
الفدية.
معركة أحد
بعد أن هُزم المشركون في معركة "بدر" عقدوا العزم على الثأر فعبّأوا جيشاً كبيراً
من ثلاثة آلاف مقاتل.
زحف المشركون باتجاه المدينة، حتى اذا وصلوا مراعيها تركوا خيلهم وإبلهم ترعى
تحدّياً للمسلمين.
استشار النبي (صلى الله عليه وآله) أصحابه في ذلك فأشار بعضهم بالبقاء في المدينة
واختار الآخر الخروج منها.
كان شبّان المسلمين متحمسين للخروج والقتال خارج المدينة. لهذا استجاب النبي (صلى
الله عليه وآله) وعقد العزم على مغادرة المدينة.
وصل الجيش الاسلامي إلى جبل أُحد، وعبأ النبي قوّاته استعداداً للقتال.
أمر النبي (صلى الله عليه وآله) خمسين من أمهر الرماة بالتمركز فوق جبل "عينين" وهو
جبل صغير. وذلك لحماية مؤخّرة الجيش الاسلامي.
وعندما اشتعلت المعركة، قام فرسان المشركين بهجوم للالتفاف على قوات الإسلام، فتصدى
الرماة وأوقفوا الهجوم وأجبروهم على الانسحاب.
وقام المشركون بمحاولة ثانية وثالثة ولكنهم أخفقوا بعد أن قام سلاح الفرسان بقيادة
المقداد بالتصدّي للهجوم وقاتل بضراوة.
ارتدّ المشركون بقيادة خالد بن الوليد إلى موقعهم.
وفي هذه اللحظات أمر النبي بشن هجوم معاكس استهدف لواء المشركين وذلك لزعزعة
معنوياتهم.
وحدثت معارك ضارية حول اللواء وكان يسقط في كلّ مرة فيحمله آخر.
وعندما سقط للمرّة الأخيرة دبّت الهزيمة في صفوف المشركين وولوا الأدبار، ووقع
الصنم الكبير الذي حملوه من مكة من فوق الجمل!
عندما شاهد الرماة هزيمة المشركين، واخوانهم يطاردون فلولهم ويجمعون الغنائم، هبطوا
من فوق الجبل، صاح قائدهم و ذكّرهم بوصيّة سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) فقالوا:
ـ لقد انهزم المشركون ولا داعي للبقاء.
و في هذه اللحظة شن خالد بن الوليد مع فرسانه هجوماً عنيفاً، لم يصمد أمامه ما تبقى
من الرماة.
فوجئ الجيش الاسلامي بهجوم الفرسان، فدبّت الفوضى في صفوفهم. وأصبح الكثير من
المسلمين بين قتلى وجرحى.
عندما رأى المشركون ما حدث عادوا وحملوا اللواء وسقط الجيش الاسلامي بين فكي كماشة،
الفرسان من الخلف والمشاة من الامام.
استهدف المشركون سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) لقتله والقضاء على الإسلام نهائياً
ولكن الصحابة المخلصين من أمثال علي بن أبي طالب والمقداد والزبير ومصعب بن عمير
وأبي دجانة الأنصاري وسهل بن حنيف وغيرهم صمدوا في المعركة، وراحوا يدافعون عن حياة
النبي.
فكّر سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) بالانسحاب إلى مرتفعات أحد لتسهيل عملية
الدفاع، فكان يقاتل ويقاتل معه الصحابة الأبطال وهم ينسحبون إلى أعالي الجبل. وبعد
مدّة توقفت هجمات المشركين.
الدرس الكبير
كانت المعركة أُحد درساً للمسلمين تعلّموا منه الكثير، تعلّموا منه طاعة الرسول في
كلّ الظروف، فطاعته نصر، وعصيانه هزيمة.
لقد أصيب سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) بجروح بليغة وتعرّضت حياته للخطر بسبب
تناسي الرماة وصيته بعدم مغادرة مواقفعهم فوق جبل عينين في جميع الأحوال.
تزعزت هيبة المسلمين بين القبائل وشمت بهم المنافقون اليهود.
لهذا أراد سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) إعادة هيبة الإسلام فأصدر أمراً
بالتجمّع من جديد والقيام بمطاردة قوّات المشركين.
حمراء الأسد
استجاب المسلمون بالرغم من جراحهم والتفوا حول قائدهم العظيم، فاتجه نحو مكان يدعى
حمراء الأسد.
تعجّب اليهود وهم يرون التفاف المسلمين وحماسهم للتصدي لجيش المشركين بعد يوم واحد
من معركة أُحد.
كان أبو سفيان قد عسكر في "الروحا" بعد أن فكّر المشركون بالعودة لمهاجمة المدينة
والقضاء على الإسلام.
سمع أبو سفيان بزحف الجيش الاسلامي فشعر بالقلق لأنّه يعرف ان هزيمة المسلمين كانت
بسبب تهاون الرماة، لهذا فضّل الانسحاب إلى مكة.
أراد أبو سفيان أن يقوم بمناورة لتخويف المسلمين فأرسل تهديداته اليهم في حمراء
الأسد.
لم يبال المسلمون بتهديدات المشركين وظلّوا معسكرين في حمراء الأسد ثلاثة أيام
وكانوا بوقدون النيران ليلاً تحدّياً للمشركين.
خاف أبو سفيان فأصدر أمره الانسحاب إلى مكة.
وهكذا استطاع سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) إعادة هيبة الإسلام في جزيرة العرب.
يحبّه الله
بلغت منزلة المقداد وايمانه بالله ورسوله ان قال سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله)
فيه وفي بعض أصحابه:
ـ ان الله أمرني أن أحبّ أربعة وأخبرني أنّه يحبّهم: علي والمقداد وأبي ذر وسلمان.
توفي سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله)، وكان بعض الصحابة مطمئنين إلى أن خليفته هو
وصيّه علي بن أبي طالب.
ولكن حدث ان اجتمع بعض المهاجرين والأنصار ودار صراع حول الخلافة في سقيفة بني
ساعدة أسفر عن مبايعة أبي بكر بالخلافة.
فوجئ المقداد وسلمان وعمّار وأبوذر وأبو أيوب الأنصاري والعباس بن عبد المطلب
وغيرهم من الصحابة بهذه البيعة. ووقفوا إلى جانب الامام علي بن أبي طالب.
ظلّ الإمام على موقفه وإلى جانبه زوجته فاطمة الزهراء ابنة سيدنا محمد (صلى الله
عليه وآله).
وبعد ستة أشهر توفيت الزهراء وهي حزينة بسبب ما حصل بعد وفاة والدها العظيم.
اضطر الإمام علي لمبايعة أبي بكر حفاظاً على مصلحة الإسلام ووحدة الاُمة. فبايع
بقية الصحابة الذين امتنعوا بادئ الأمر.
بايع المقداد (رضى الله عنه) وانصرف إلى حياة الجهاد دفاعاً عن دين الله ورسالته.
وكان يعلّم الناس القرآن، حتى شاعت قراءته في بلاد الشام.
ظلّ المقداد وفيّاً لله ورسوله، لم يغيّر ولم يبدّل، ظلّ كما هو في حياة حبيبه رسول
الله وفي عهد أبي بكر وفي عهد عمر.
وبعد اغتيال الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، جعل الخلافة في ستة من أصحاب النبي، على
أن ينتخبوا من بينهم الخليفة.
وهم علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، والزبير
بن العوام، وطلحة بن عبيد الله.
و اجتمع أصحاب الشورى لانتخاب الخليفة.
كان بعض الصحابة يتمنون عودة الحقّ إلى أهله و يورن ان الإمام علياً هو أحق الناس
بالخلافة.
لهذا صاح المقداد ليسمع أهل الشورى:
ـ إن بايعتم عليّاً سمعنا و أطعنا.
ووقف عمّار بن ياسر موقفاً مؤيداً.
و لكن الاطماع لعبت دورها وأدت إلى بيعة عثمان بالخلافة.
النهاية
ورأى المقداد بعينيه ما لحق بأبي ذر من أذى وعذاب حيث توفي الصحراء وحيداً.
وما أصاب عمار بن ياسر الذي أغمي عليه من شدّة الضرب وهو شيخ بلغ التسعين.
ورأى ما حلّ بالصحابي ابن مسعود من شتم وضرب وإهانة.
وكان المقداد يتألّم لما أصاب الإسلام على أيدي بني اُمية الذين عاثوا في الأرض
الفساد وقهروا العباد.
وبالرغم من كلّ هذا فقد ظلّ المقداد صابراً محتسباً مؤمناً بالله وبما وعد الله
عباده المؤمنين الصابرين إلى ان لبّى نداء ربّه وهو في السبعين من عمره.
فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيّاً.
* جمعية القرآن الكريم للتوجيه والإرشاد - لبنان.
2015-02-10