قدسية الشهادة
ربيع2
يتحدث الإمام الخميني قدس سره عن قدسية الشهادة فيقول: "نحن والكتّاب والخطباء والبلغاء؛ إذا أردنا إحصاء قيمة وأجر عمل الشهداء والمجاهدين في سبيل الله وتضحياتهم وسعة نتائج شهادتهم، لابد أن نعترف بالعجز، فما بالنا إذا أردنا إحصاء المراتب المعنوية والمسائل الإنسانية والإلهية المرتبطة بالشهادة، هنالك العجز والتواني بلا ريب"
عدد الزوار: 219قدسية الشهادة
يتحدث الإمام الخميني قدس
سره عن قدسية الشهادة فيقول: "نحن والكتّاب والخطباء والبلغاء؛ إذا أردنا إحصاء
قيمة وأجر عمل الشهداء والمجاهدين في سبيل الله وتضحياتهم وسعة نتائج شهادتهم، لابد
أن نعترف بالعجز، فما بالنا إذا أردنا إحصاء المراتب المعنوية والمسائل الإنسانية
والإلهية المرتبطة بالشهادة، هنالك العجز والتواني بلا ريب"1.
فلسفة الشهادة
ويشير الإمام الخميني قدس سره إلى مسألة مهمة للغاية عند التحدث عن مقام الشهداء
حيث يشير إلى أن قياس الشهادة بالموازين الدنيوية والحسابات المادية مسألة مهينة
لمعنى الشهادة يقول قدس سره: "يجب أن يعلم عملاء أمريكا أن الشهادة في سبيل الله لا
يمكن أن تقاس بالغلبة أو الهزيمة في ميادين القتال، مقام الشهادة نهاية العبودية
والسير والسلوك في العالم المعنوي. لا تحقروا مقام الشهادة لتقابلوها بفتح خرمشهر
أو سائر المدن، إنها أوهام القوميين الباطلة" فالهدف الحقيقي الذي رسمه الله سبحانه
وتعالى للإنسان يتلخص بقوله تعالى:
﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا
لِيَعْبُدُونِ﴾2.والشهادة هي أقرب طريق للوصول إلى ثمرة العبادة وهي القرب من الله
عز وجل.
الارتباط بمدرسة عاشوراء
إن تاريخ المسلمين حافل بالجهاد والشهادة، وليس غريباً على المسلمين أن يرتفع
شبابهم شهداء إلى بارئهم مخضبين بدمائهم، فشعارهم: "القتل لنا عادة".
فمدرسة عاشوراء هي المعين الذي لا ينضب وهي الخزان الأكبر للمعاني الأخلاقية الأسمى،
فمنها يتعلم الإنسان القيم الدينية والإنسانية كالتضحية والإيثار والبذل وعزة النفس
والاستقامة في الحياة، وإلى ذلك يشير الإمام الخميني قدس سره في كلماته: "نحن لا
نبالي إذا سكبت دماء شبابنا الزاكية في سبيل الإسلام، لا نبالي إذا أضحت الشهادة
ميراثاً لأعزائنا، إنه الأسلوب المرضيّ المتّبع لدى شيعة أمير المؤمنين عليه السلام
منذ ظهور الإسلام إلى اليوم"3، يقول أيضاً: "منهاج الشهادة القاني، منهاج آل محمد
وعلي، ولقد انتقل هذا الفخر من آل بيت النبوة والولاية إلى ذراريهم وأتباع
مناهجهم"4. كما يقول أيضاً: "لقد قدمت أمة الإسلام من محراب مسجد الكوفة إلى صحراء
كربلاء وعلى مر تاريخ التشيع الأحمر، قدمت ضحايا قيمة إلى الإسلام العزيز وفي سبيل
الله"5.
إن ثورة أبي عبد الله الحسين عليه السلام بما تحمل من رسالة كتبت بأطهر دماء الأرض
لتخترق بنورها كل أنواع الحجب وتصل إلى آذاننا، وهي القادرة على صنع الشهداء بكل ما
يحتاجه الشهيد من مواصفات إلهية، وقد استطاعت هذه المدرسة أن تخرّج ببركتها قوافل
الشهداء على مر التاريخ.
والحمد لله رب العالمين
1- صحيفة النور،ج20،ص188.
2- سورة الذاريات: 56
3- صحيفة النور، ج 5، ص 269.
4- صحيفة النور، ج 15، ص 154.
5- صحيفة النور، ج 15، ص 252.