النص الكامل لمقابلة السيد حسن نصرالله مع قناة الميادين-2
2015
النص الكامل لمقابلة السيد حسن نصرالله مع قناة الميادين-2
عدد الزوار: 157
* غسان بن جدو: سماحة السيد قبل الموجز، تحدثتم عما قلتم أنها اثباتات تتعلق بتعاون
المسلحين مع الاسرائيلي، اسرائيل تتهم عبر وسائل إعلامها أن حزب الله يتحرك في
الجولان؟
* السيد حسن نصر الله: الذي حصل في الجولان هي مقاومة سورية يعني من أهل البلد، لا
يوجد تشكيل لحزب الله في الجولان يقوم بأعمال المقاومة، قلت في أكثر من مكان نحن
مستعدون أن ندعم ونساعد ولم نطرح في يوم من الأيام أن نقوم بأعمال المقاومة في
الجولان، المنطقي والطبيعي أن السوريين أنفسهم، وهذا ما كان أعلنه الرئيس الأسد في
مرحلة من المراحل أنه قد يسمح بأن يقوم السوريون بمقاومة شعبية من هذا النوع، نحن
قد نقوم بدعم أو مساعدة أو مساندة أو تدريب أو تأمين بعض المستلزمات بعض المجموعات
المقاومة، ولا يصح القول أن حزب الله يقوم بأعمال المقاومة في ساحة الجولان.
* غسان بن جدو: نحن عادة لا نحب الاسئلة الافتراضية، ولكننا نتحدث باستشراف عن عام
2015، بحسب المعطيات الحالية بين يديكم كيف سيتجه الصراع بينكم وبين اسرائيل في عام
2015؟
* السيد حسن نصر الله: يعني لا أعتقد أن هناك أمر مختلف عن عام 2014، ولكن فرضية
الكلام عن أمر ضخم قد يحصل، هذا الأمر يبقى مستبعداً، ولا أحد يستطيع الجزم بأمر،
لأن الموضوع له علاقة بالبنية الاسرائيلي، بل بأمر واضح، الاسرائيلي يختلف حول
تقييم أدائه في حرب غزة، بالنسبة لنا ما حصل في غزة هو فشل عسكري اسرائيلي، دمروا
بيوت وهجروا وقتلوا وذبحوا، ولكن هناك فشل عسكري ذريع جداً يرتقي إلى الهزيمة
وانتصار عسكري للمقاومة، الجيش الاسرائيلي في حرب غزة الأخيرة هو الجيش الذي قال
إنه استفاد من كل دروس وعبر الحروب في لبنان (حرب تموز) وفي غزة السابقة، وهو منذ
حرب تموز يدرب ويتجهز ويشكل ويناور على كل الجبهات، ثم يفشل في غزة، هذا الفشل
الذريع، معناه انه ليس الجيش الجاهز للحرب على لبنان، الاسرائيلي يقول إنه سيذهب
إلى الحرب في لبنان إذا كانت الحرب تمنحه انتصاراً حاسما واضحاً لا لبس فيه، وسريع...
هل اسرائيل بوضعها الحالي، بوضعها هي، بمعزل عن إمكاناتنا وقدراتنا، وبالنظر إلى
قدرات المقاومة في لبنان، هل هي قادرة على تحقيق نصراً سريعاً حاسماً جازماً؟
اسرائيل حتما غير قادرة على ذلك، اسرائيل لم تعد اسرائيل، وكل الاستدراكات التي
تحاول القيام بها، وبرايي اسرائيل اليوم وكل ما قامت به خلال 8 سنوات كان يجب أن
يظهر إنجازاً في غزة، كل قواتها أخذتها إلى غزة ولم تحقق الإنجاز، لم تستطع إيقاف
القصف الصاروخي للمقاومة رغم أن ظروف غزة أصعب من ظروف لبنان، وفي العمل الميداني
رأس الحربة في الجيش الاسرائيلي، لواء غولاني وجهت له ضربة قاصمة وفشل وانسحب إلى
حدود قطاع غزة، هذه اسرائيل بعد 8 سنين من حرب تموز وتدريب وتجهيز وتحضير ومناورات؟
هذا فشلها في غزة فما بالك بمواجهة لبنان، هنا الساحة مختلفة الإمكانات مختلفة
والأجواء مفتوحة أكثر، الاسرائيلي يحسب جيداً، وطالما يقوم بحسابات جيدة، فهو لا
يستطيع، ليس هو لا يريد، هو لا يستطيعً، وسيكون مجنوناًإذا اتخذ قرار الحرب.
بالإحتمالات ضمن المعطيات القائمة لن يفكر الاسرائيلي بالحروب.
* غسان بن جدو: وإن اضطر ضمن المزايدات الانتخابية للقيام بأي عمل؟
* السيد حسن نصر الله: دائما الاسرائيلي عندما يذهب إلى الحروب للمزايدات
الانتخابية يفشل ويسقط، بيريز عام 1996، ذهب إلى عناقيد الغضب للمزايدة الانتخابية،
وخسر وسقط، وأتى نتنياهو وغير كل المعادلة، هو لن يذهب حتى إلى حرب جديدة ضد غزة،
وهناك أمر إضافي مؤسف، الاسرائيلي ينظر إلى المنطقة ويرى كل العالم مشغول في مكان
آخر، لماذا نذهب لحرب مع لبنان؟ الحرب على لبنان قد يصمد فيها حزب الله والمقاومة
ولبنان ويغير فيها معادلات قد تؤدي إلى استنهاض كبير ويداوي جروح كبيرة في المنطقة،
ويغير مسار الأحداث في المنطقة برمتها، تخيل مشهد في الحرب، ليس صاروخاً أو اثنين،
بل صواريخ تدك المستعمرات ومدن وأهداف عسكرية ورسمية اسرائيلية تصاب بدقة، ماذا
يفعل هذا بالعالم العربي؟ ماذا يفعل بالشعب الفلسطيني في الداخل؟ هل مصلحة اسرائيل
الذهاب بهذا الاتجاه؟ مصلحتها ان تبقى المصيبة القائمة هي المسيطرة على الوجدان
العربي... الاسرائيلي لماذا سيذهب إلى حرب إن لم يضمن إنجازاً حقيقياً؟
* غسان بن جدو: كان هناك تواصل مع الفصائل الفلسطينية خلال الحرب الأخيرة في غزة؟
* السيد حسن نصر الله: التواصل لم ينقطع مع الأجنحة العسكرية وفي الحرب كان يوجد
تواصل.
* غسان بن جدو: أنتم حريصون على ترميم ما يعرف بمحور المقاومة، حماس جزء من المحور
أم حركة مقاومة لا نقاش فيها، وعلاقتكم فيها جيدة؟
* السيد حسن نصر الله: هذا له علاقة بالتوصيف لمحور المقاومة، ما لمسته خلال
لقاءاتمعنا ومع الأخوة الإيرانيين ان لدى حماس إرادة جدية لترتيب العلاقة بشكل
كامل، وهذا ليس قرار شخص بل قرار قيادي ومركزي في حماس في الداخل والخارج، ليست
وجهة نظر بهذا الاتجاه، وهي اتخذت قرار إعادة ترتيب العلاقة من جديد مع الجمهورية
الاسلامية وحزب الله، وهذا قرار واضح بالنسبة لها، هي حركة مقاومة ونحن حركة مقاومة
وايران دولة تدعم المقاومة، وأنا استطيع أن أدعي أن العلاقة الثنائية بدرجة عالية
تم ترميمها، عندما اقول العودة إلى محور المقاومة أن هناك عودة بمعنى العودة بمعزل
عن سوريا، هذا له علاقة بموقف حماس من سوريا وموقف القيادة السورية من حماس، بهذا
الملف لم نصل إلى مكان، يعني مازال النقاش يركز على الأمور الثنائية بيننا، إلى أين
سنصل في النقاش حول سوريا هذا الأمر منتظر.
* غسان بن جدو: أنتم تطرحون موضوع عودة العلاقات بين حماس وسوريا؟
* السيد حسن نصر الله: هذا الموضوع للنقاش، ولسنا على عجلة من أمرنا، في هذا
الموضوع هناك صعوبات من الطرفين، حماس لها ظروفها وقراءتها المعروفة، حتى لو أرادت
حماس ترتيب العلاقة مع النظام، القيادة السورية هذا الموضوع ليس سهلاً لها، وهو
موضوع على درجة عالية من الصعوبة، نتيجة التطورات والأحداث التي حصلت، حتى الآن هذا
ليس موضوع بحث، قد نصل إليه في مرحلة من المراحل.
* غسان بن جدو: هل تشخيصي دقيق إذا قلت ان علاقتكم مع كتائب القسام كانت جيدة وهناك
تواصل لا بل تعاون أما علاقتكم مع القيادة السياسية لم تكن جيدة؟
* السيد حسن نصر الله: حتى في الأعوام الماضية، الإبتعاد السياسي المعين، اثر على
مستوى العلاقة وحيويتها، لم تكن في العامين الماضيين العلاقة مشابهة لما سبقه،
العلاقة بقت قائمة حتى مع الجناح العسكري معنا ومع الأخوة في إيران.
لا يوجد شروط على حماس ولم نضع شروط، نحن بالأساس، لما حصل التباعد، حماس ابتعدت
وليس حزب الله.
* غسان بن جدو: انتم حريصون على علاقة استراتيجية وليس فقط التواصل؟
* السيد حسن نصر الله: عندما نتحدث عن علاقة استراتيجية، اسرائيل عدو الأمة وخطر
على كل المنطقة، قبل البعض أو تغافل، ما يهمنا أننا في جبهة واحدة، حرب تموز
وتداعياتها على الشعب والمقاومة في فلسطين واضحة، وحرب غزة الأخيرة وتداعياتها على
مجمل الصراع مع اسرائيل في كل الجبهات ومنها الجبهة اللبنانية واضحة، العدو لا يجزئ
المعركة، العرب من يجزئها، عندما أتحدث عن علاقة، أتحدث عن تعاون في مواجهة المشروع
الصهيوني، تعاون عسكري وإعلامي وأمني وتعاون لوجستي، ويمكن أن يأتي اليوم الذي
نقاتل فيه في وقت واحد في جبهات عديدة مفتوحة، وهذا اسمه تعاون استراتيجي، وقد يأتي
يوم يفرض الاسرائيلي، أو الناس تأخذ خيارات وتكون هناك مجموعة جبهات في الآن عينه،
الأصل هذا وليس التواصل العادي، نحن نتحدث عن علاقة استراتيجية مع كل حركات
المقاومة الفلسطينية، في مقدمتها حماس والجهاد الاسلامي، باعتبار أنهما حركتان
فاعلتان قويتان موجودتان في الداخل الفلسطيني، نحن هذه العلاقة الاستراتيجية التي
نريدها، إذا كنا قادرين على التفاهم على كل شيء في المنطقة هذا ممتاز، إذا كان هناك
وئام وانسجام كامل على كل صعيد، هذا ممتاز، ولكن لو صدف اننا اختلفنا على أمور حتى
لو كانت تمس محور المقاومة، هل ننهي العلاقة؟
* غسان بن جدو: الأخوة في حماس مستعدون لهذه العلاقة الاستراتيجية؟
* السيد حسن نصر الله: ما يجري إعادة ترميمه الآن هو هذا؟
* غسان بن جدو: ما الذي حصل في إيران؟
* السيد حسن نصر الله: هذا ما يحصل الآن في إيران.
* غسان بن جدو:اليس الأمر مجرد إعادة تواصل وليس مجرد مصلحة مالية وغيرها؟ وحماس
تريد ان تدخل في علاقة استراتيجية مع إيران؟
* السيد حسن نصر الله: هذا ما أعرفه وهذا ما أفهمه وهذا هو قرار حماس، وليس المطلوب
مني الحديث بالنيابة عن حماس ويجب ان تسألهم هم. فهمي أن حماس تريد ترميم هذه
العلاقة وهذا منطقي والطبيعي جدأً وخصوصاً بعد حرب غزة.
* غسان بن جدو: في حرب غزة الأخيرة، أظهرت فصائل المقاومة قدرات على الأرض
* السيد حسن نصر الله: سأعطيك شاهد، قبل أسابيع لما صارت التظاهرة في غزة، وقف
الناطق الرسمي بإسم كتائب عز الدين القسام، وبجانبه كل قيادات حماس، ليس فلان موجود
وفلان غائب، كل القيادات كانت موجودة وقرأ نصاً، لم يكن ارتجالياً وكان يوجد خطاباً
موجهاً إلى إيران في كل جوانبه بكل وضوح.
* غسان بن جدو: هذا النص اطلعت عليه القيادة السياسية قبل أن يتلوه المتحدث بإسم
حماس؟
* السيد حسن نصر الله: بالتأكيد.
* غسان بن جدو: فيما يتعلق بحرب غزة الأخيرة، ظهرت قوة لكتائب فلسطينية أخرى، من
ضمنها كتائب أبوعلي مصطفى وكتائب الناصر صلاح الدين ولجان المقاومة وإلى غير ذلك...
هل إن علاقاتكم مع هذه الأطراف سيتم تمكينها وتمتينها أم أنكم ستكتفون بشكل رئيسي
مع حماس والجهاد فقط؟
* السيد حسن نصر الله: نحن مع كل الأطر المقاومة في فلسطين لنا علاقة، وإن شاء الله
سنسعى في المرحلة المقبلة أن نعطي المزيد من الجهد والوقت (حتى على المستوى الشخصي،
يمكن شغلتني الأحداث الأخيرة) لتعزيز العلاقة مع كل أطر المقاومة في الساحة
الفلسطينية، وهذا لا يقتصر على الجهاد وحماس والفصائل الفلسطينية المعروفة.
* غسان بن جدو: رؤيتكم هي فلسطين؟
* السيد حسن نصر الله: مع الأخذ بعين الاعتبار ان لنا اصدقاء وحلفاء وربما هناك دول
لا خصومة معها لنا قد تتحفظ على هذه العلاقة، ليس الجميع يفكر بطريقتنا.
* غسان بن جدو: سوريا؟
* السيد حسن نصر الله: الاخوان السوريين يتفهمون، من دون أن أسمي...
* غسان بن جدو: من قطر؟ تركيا؟
* السيد حسن نصر الله: لا هؤلاء لا يحزنون إذا عمقنا علاقتنا مع حماس؟؟
* غسان بن جدو: هؤلاء يشجعون
* السيد حسن نصر الله: لا اعلم ولا افترض، وأنا أتحدث عمّن يعتب علينا وليس من يعتب
على حماس، أو يحزن لتقاربنا، هناك الكثير من الاصدقاء في لبنان والعالم العربي
يمتلكون تقييما لحماس مختلف عن تقييمنا، وهناك من يقيّم حماس كجزء من الإخوان
المسلمين، وبالتالي هذه القوى ترتب من قراءتها رأياً سلبياً مختلف جداً، ولذلك انا
أعرف أنه في بعض الأوساط عتب أنه أنتم يا حزب الله تريدون إعادة ترتيب الأوضاع مع
حماس في وقت لم تقدم فيه حماس تغييراً في الموقف السوري.
بعض أصدقاء حماس يمكن أن ينزعجوا من ترتيب العلاقة معنا، وبعض أصدقائنا يمكن أن
ينزعجوا من ترتيب العلاقة معهم، بالنسبة لنا هذا مبنانا: نحن حريصون على تعزيز
العلاقة مع كل أطر المقاومة الفلسطينية التي تقف في وجه المشروع الصهيوني لأن
فلسطين هي قضيتناالمركزية وهي ما يجمعنا وهي الأولوية، وعندها نتجاوز كل شيء.
* غسان بن جدو: طالما تطرقتم إلى هذه النقطة ورأي الحلفاء، سماحة السيد ليس خافياً
أن هناك من يطلب أن يرتاح الاستاذ خالد مشعل، وحتى كتب أخيراً هذا، هل أنتم مع هذه
المسألة؟
* السيد حسن نصر الله: نحن لا نستطيع الكلام بهذه اللغة ومقاربة هذا الموضوع، هذا
شأن الأخوة في حماس: من يكون رمزهم ومن يكون رئيس مكتبهم السياسي، ولا نستطيع إذا
اردنا علاقة مع حماس أن نشترط عليهم من نقبله ومن لا نقبله، وما نقبله لأنفسنا
نقبله لحماس.
* غسان بن جدو: هل هناك من الأخوة الفلسطينيين المقاومين من شارك في الأعمال
العسكرية في سوريا، ضدكم أم ضد الجيش السوري؟
* السيد حسن نصر الله: حتى الآن لا دليل أن هناك أطر شاركت، أن هناك قرار فصائلي،
ان الفصيل الفلاني أمر قوات تابعة له بأن تشارك، وهذا لم يثبت ولا دليل عليه، نعم
صار في سوريا شباب فلسطينيين في مخيم اليرموك وغير اليرموك، أنهم كانوا ينتسبون إلى
هذا أو ذاك الفصيل، وعندما حصلت الأحداث شاركوا فيها، وعندما سئل الفصيل قال لا
نوافق ونحن لسنا جزء من هذا ولم نأمرهم بهذا.
* غسان بن جدو:أنتم بوصلتكم فلسطين، كل الشعب الفلسطيني، ولا شك أنكم حركة مقاومة
وبالتالي أنتم حريصون على تمتين العلاقة مع حركات المقاومة، ولكن هناك أطراف أخرى
تمثل الشعب الفلسطيني، من فتح وغيرها، لماذا لا يكون هناك انفتاحاً كاملا على الشعب
الفلسطيني، يفترض العلاقات تكون مفتوحة مع الجميع بقطع النظر عن بعض الخلافات
السياسية القائمة، قد تختلفون مع أبومازن حول المفاوضات مع اسرائيل، لماذا لا تكون
هناك علاقات جيدة، وهو يمثل شريحة كبرى في الداخل الفلسطيني.
* السيد حسن نصر الله:بأصل العلاقة لا مشكلة، لدينا علاقات مع الجميع، مع فتح لدينا
علاقات مع شخصيات رئيسية في فتح، منذ أيام كان هناك احتفال لحركة فتح، وأحد الخطباء
كان عضو المجلس السياسي في حزب الله، نحن على تواصل مع كل التنظيمات والأحزاب
والشخصيات، ونحن على علاقة رسمية مع السلطة الفلسطينية وممثلهاالسفير الفلسطيني في
بيروت، وهناك تعاون، وحتى في المرحلة السابقة، مرحلة الانتفاضة، كان هناك علاقة
عملية ولوجستية قائمة بيننا وبين شهداء الاقصى، وهي من فتح وهي ليست حالة منشقة
ومنعزلة عن حركة فتح، وطول الفترة السابقة كان لنا علاقة معها، وانا حتى لو اختلفت
مع المجموعة الفلسطينية حول رؤيته للحل، في اللحظة التي يحمل فيها السلاح ويقاتل
العدو أنا معه.
* غسان بن جدو: حتى لو لم يقاتل؟
* السيد حسن نصر الله:حتى لو لم يقاتل أبني علاقة معه.
* غسان بن جدو: فيما يتعلق بسوريا، هي لب القضايا بلا شك، الوضع الآن في سوريا عام
2015 ليس كما كان قبل سنوات، ما هو التقديرالعام للوضع السوري؟
* السيد حسن نصر الله: بتوديعنا للعام 2014 وما سبقه، هناك أمر انتهى وحصل، مقولة
أنه أسقاط النظام في سوريا والسيطرة على سوريا، هذا انتهى وأقول ميدانياً انتهى،
إنتهى بمعنى انه لم يعد هناك قدرة لا لما يسمى اصدقاء سوريا، ولا لقوى المعارضة
المسلحة وغير المسلحة ان تسقط النظام في سوريا او تسيطر على دمشق مثلاً.
* غسان بن جدو: حتى لو كانوا في ريف دمشق؟
* السيد حسن نصر الله:هم مأزومون في ريف دمشق، وهم يحاولون أن يستفيدوا من هذا
العامل انسانيا ضد دمشق، هذا لا يستطيع أن يسقط دمشق، فليفك الحصار أولاً، كل ما
بني عليه منذ البداية عند الدول الاقليمية والدول العالمية وبعض قوى المعارضة بأن
النظام سيسقط وينهار خلال أربعة أشهر انتهى، طيب قالوا أربعة أشهر ثم مددوا عاماً
ثم شهر رمضان الأول والثاني والثالث، وخطب أردوغان انه سيصلي صلاة الجمعة في المسجد
الأموي في دمشق، ثم تواضع قليلاً وقال إنه سيصلي صلاة العيد في المسجد الأموي في
حلب، هذا كله انتهى، والعالم كله يعرف أنه لا يوجد امكانيات، وهذه الامكانيات في
الميدان وليس في النوايا السياسية، وهذا يعود إلى صمود القيادة والجيش السوري وصمود
القوات الشعبية وصمود جزء كبير من الشعب السوري الذي هو في هذا الخيار، وبجزء كبير
يعود الفضل لهم، العالم لا يستطيع القيام بحل عسكري، والمطلوب حل سياسي بمعزل عن
القيادة السورية لا مكان له، وأنا أعتقد أن الجميع وصل إلى هذه النتيجة. إذا بالحل
السياسي يريد أن يترك الرئيس الاسد الرئاسة، هذا لا يكون بدون موافقة القيادة
السياسية والرئيس الاسد من عدمه، أول ناتج، أي السيطرة على سوريا من خلال القوة
العسكرية هذا انتهى...
الأمر الثاني، من اهم النتائج الموجودة الآن، مسار الأحداث خلال السنوات الماضية
الواقع الميداني صورته على الشكل التالي: جزء كبير من سوريا وكل مدنها الرئيسية عند
النظام، جزء من الأرض مع داعش، وجزء من الأرض مع جبهة النصرة وقوى أخرى، الواقع
الميداني أوصل أن ما يسمى بالجيش الحر، أو ما يسمى بالقوى المعتدلة (بين هلالين)
وبتعبير أدق: القوى العسكرية المرتبطة بالإئتلاف مع اسطمبول، او المرتبطة بالمملكة
العربية السعودية وأخواتها هي بمعرض الزوال ولم تعد ظاهرة، حيث يوجد داعش هؤلاء تم
القضاء عليهم وتصفيتهم وارتكبت بهم مجازر، في موضوع شمال حلب وشمال إدلب في الآونة
الأخيرة، ما يعرف بجبهة ثوار سوريا التي يقودها جمال معروف، معروف ولاءها للسعودية،
تم ضربها من قبل جبهة النصرة والرجل هرب وجماعته إلى تركيا، إذا يوجد حضور لهذه
القوى في ريف دمشق ومنطقة درعا والقنيطرة، ونرى ونسمع دائماً عن اشتباكات ما بين
هذه القوى، وما بينها وبين جبهة النصرة، وفي بعض المناطق بينها وبين جبهة داعش،
المحصلة أن المشهد الميداني المستقبلي أن جزء من الميدان هو خاضع للنظام، يوجد جزء
تحت قبضة جبهة النصرة وجزء تحت قبضة داعش، هذه النتيجة الثانية، وبالتالي القوى
العسكرية المرتبطة بشكل أو بآخر إن كان بالإئتلاف الخاص باسطمبول أو بالمحور
السعودي ورفاقه هي إلى مزيد من الوهن والضعف، النتيجة الثالثة ان هذا سيعقد الحل
السياسي، لأنه الآن، مثل دعوة موسكو، وعندما كان السيد بوغدانوف هنا تحدثنا، إذا
اتفقت القيادة السياسية الحالية مع المعارضة الداخلية السياسية كلها، ومع شخصيات في
المعارضة السياسية الخارجية، ولو لا بل أكثر من ذلك، لو أتى إئتلاف اسطمبول وحاور
واتفق (نفترض جدلاً) وصار اتفاق بين القيادة وكل أطياف المعارضة السورية، لكن من
دون داعش والنصرة، هذا ما هو أثره الميداني؟ لا أثر ميداني له، هذه المعارضة ستأتي
إلى دمشق، إلى منطقة نفوذ النظام، ليكون لهم مكان وموقع وشراكة في السلطة، ولكن أي
منهم لا يستطيع أن يذهب إلى مناطق سيطرة داعش والنصرة، وهي مناطق واسعة، وبالتالي
بقاء الحرب في سوريا والقتال فيها، عندما نتحدث عن حل سياسي، نعني حل سياسي ينهي
القتال، وإلا حل سياسي كهذا يحل مشكلة المعارضة السياسية ولا يحل أزمة سوريا، والله
يوجد مجموعة شخصيات في اسطمبول نريدهم وزراء، أو مجموعة شخصيات في أوروبا نريدهم
وزراء ونريد شراكة في السلطة السياسية، ولكن هؤلاء ما تأثيرهم على الميدان، وهل
يستطيعون أن يؤثروا على النصرة وداعش اللذان يمتلكان نفوذاً واسعاً؟ لذلك هذا
التعقيد يؤثر على الحل السياسي، ما يدخل إلى الحل السياسي، هو بعض الدول الموجودة
في المنطقة، عندما يصير هناك قرار إقليمي بأن موضوع داعش يجب أن ينتهي، وأي شكل من
أشكال الدعم والتسهيلات والحماية يجب ان ينتهي، موضوع جبهة النصرة باعتبار أنها
مصنفة أساساً منظمة إرهابية، هذا الموضوع خارج النزاع الداخلي السوري، حينها يصير
في إمكانية وجود حل سياسي ينهي الحرب في سوريا. وهذا يتوقف على إرادة بعض الدول
الإقليمية التي تقف إلى جانب داعش والنصرة وتقدم أشكال الدعم المختلفة، وبالتالي
هذا الحل السياسي الذي يجري الحديث عنه، لو صار هناك تقدم في موسكو، يمكن أن يحسن
الوضع في سوريا، يساعدنا على التقدم، يجمع المعارضة السياسية مع النظام، يحيّد بعض
القوى الاقليمية التي ترى أنها أصبحت على شراكة مع القيادة السورية الحالية، ولكن
هذا لا ينهي الحرب في سوريا.
* غسان بن جدو: يبدو أنكم أخرجتم العامل السعودي من الميدان السوري؟
* السيد حسن نصر الله: الآن في الميدان، العامل السعودي هو اضعف عامل بلا نقاش، في
البداية، عندما كان بندر مستلم الملف وهم مهتمون، هم دعموا الجميع، لم يتعاطوا
هؤلاء لنا وهؤلاء لا: دعموا الجميع بالمال والسلاح والتسهيلات بفتح الحدود وتأمين
ظروف الإنتقال إلى سوريا، من يأتي إلى سوريا قاعدة أو داعش أو سلفية جهادية وطني
علماني جهادي لا مشكلة لديهم، بالنسبة لبندر كان مستعد ان يأتي بكل مقاتلي الدنيا
ليقاتلوا في سوريا من أجل إسقاط الرئيس بشار الأسد، ثم يحل أزمة وجود المقاتلين،
هذا خطأ ارتكبته السعودية، هم تصوروا انه يمكن تطبيق نموذج افغانستان، في افغانستان
من صنع طالبان والقاعدة (وحتى في باكستان) المخابرات الأميركية والباكستانية
والسعودية وبعض دول الخليج، ثم انقلب عليهم وخرج عن سيطرتهم، وصارت طالبان مشكلة
لأميركا في أفغانستان وطالبان الباكستانية مشكلة للجيش الباكستاني الذي جمعها
واسسها ودربها، وصارت القاعدة مشكلة للمملكة العربية السعودية، ولا ننسى المواجهات
الدامية بين القوات السعودية وبين القاعدة، كانت فكرتهم ان يأتوا بكل هؤلاء من كل
أنحاء العالم لإسقاط النظام، عمليا مع الوقت عندما بدأت الجماعات التي تمتلك تماسكا
تنظيمياً وحوافز قتال مختلفة، الذين ترجمتهم حالياً الداعش والنصرة، هما خارج سيطرة
السعودية، هي أرادت أن توظفهما في هذه المعركة وخرجا عن السيطرة، ماذا بقي للسعودية
في سوريا؟ بقي لها الجبهة الاسلامية، او جيش الاسلام في الغوطة، وجبهة ثوار سوريا
انتهت، بعض فصائل الجيش الحر، وهم الآن الأقل تأثيراً في الميدان. ولكن لا أنكر
التأثير السعودي في الحل السياسي، يمكن هم الأضعف تأثيراً في الميدان، لكن لو
السعودية ذهبت بشكل جاد إلى حل سياسي فهذا يعطيه دفعاً قوياً.
* غسان بن جدو: بهذا المعطى الذي تتفضل به على الأرض، ما هي القوى الاقليمية التي
إن قبلت (لأن لديها أطرافاً على الأرض) سنذهب باتجاه حل سريع؟
* السيد حسن نصر الله:أنا أعتقد بشكل اساسي تركيا، لها علاقة بداعش والنصرة،
علاقتها عملية وميدانية، الحدود مفتوحة، ولا يدخل اي شيء من تركيا تهريب، وإذا
اتخذت الحكومة التركية قراراً لا يخرج ويدخل إليها شيء، الحدود التركية تحت عين
الجيش والمخابرات التركية، ولازالت حتى الآن الحدود مفتوحة ويأتي مقاتلين من كل
أنحاء العالم ويدخلون عبر تركيا إلى سوريا، تحت عين الاتراك والمخابرات التركية،
ويوجد تسهيلات لا بل معسكرات داخل الاراضي التركية لجميع الجماعات المسلحة، بموضوع
العلاقة مع داعش... داعش كل هذا السلاح الذي تقاتل به... اسمع، نحن قاتلنا في جبهة،
ونحن نعلم ما هي الحرب، أنت تحتاج إلى سلاح وذخيرة وإمداد، لا تستطيع أن تصنع جبهة
بالغنائم، هناك سلاح وعتاد يأتي إلى داعش، داعش التي تقاتل على جبهات طويلة وعريضة
من أين يأتيها هذا السلاح، وأهم مصدر يأتي عبر تركيا.
* غسان بن جدو: بعلم تركيا؟
* السيد حسن نصر الله: هل تتصور أن يدخل بدون علمها؟ لا يمكن أن يدخل شيء عبر
الحدود التركية من دون علمها، هذا النفط الذي يباع ويشكل مصدر التمويل الاساسي
لداعش، أين يباع وإلى أين يذهب؟ كله يذهب إلى تركيا، هذا معروف، سأقول أمراً يا
غسان، مسألة علاقة تركيا مع داعش في سورياوالعراق، ما سمعته، هي من المسلمات عند
دول المنطقة، هي من المسلمات عندالمسؤولين في سوريا وايران والعراق والسعودية وعند
الأميركيين مسلم بها.
ومن قال أن الأميركيين يريدون إنهاء داعش؟ داعش بنيت وكبرت وتطورت وقويت تحت عين
الأميركيين وبرضاهم (إلى ما قبل الموصل) أنت تتصور مثلاً أن بعض الدول الإقليمية
تجرؤ أن تقدم مالاً وسلاحاً ودعماً ولوجست لداعش والنصرة وهناك غضب ورفض أميركي،
هناك غض نظر أميركي، إلى ما قبل الموصل، داعش متبناه إقليمياً ودولياً وحتى فرنسياً
وبريطانياً، وكان المطلوب منها اسقاط النظام في سوريا والحكومة في العراق، وكان يتم
توظيف داعش في الموضوع، المشكلة مع داعش انها انقلبت مع تحالفاتها المحلية في
العراق عندما قتلت حلفاءها ومع تحالفاتها المحلية في سوريا عندما ضربت حلفاءها،
الذين هم حلفاء أميركا والسعودية وقطر والخ... والأسوأ من هذا أنها ذهبت باتجاه
حلفاء هذه الدول، عندما ذهبت باتجاه أربيل، أو عندما بدأت تهدد باجتياح الأردن أو
السعودية أو الكويت، خرجت عن السيطرة، وهذا الذي تم بسببه استدعاء الإئتلاف الدولي،
ولكن هل ما يفعله في العراق وسوريا جدي؟ ليس جدياً أبداً.
* غسان بن جدو: وأنتم جزمتم أن هناك علاقات بين داعش وتركيا سواء في العراق وفي
سوريا. هل تشعرون أن هناك لغزاً تركياً؟
* السيد حسن نصر الله: الموقف التركي واضح. في موضوع سوريا حتى الآن هو موقف متشدد
جداً وله خلفيات كبيرة وعديدة، وأيضاً في العراق. الآن أنا ألحظ أنه قد يحصل نوع من
التبدل أو التطور او التحسن في الموقف التركي على مستوى العراق على ضوء الحكومة
الحالية. زيارة رئيس الوزراء التركي قبل أيام، هناك حديث عن زيارة للرئيس التركي
إلى العراق أيضاً. وما عرفته عن بعض المحادثات التي حصلت في بغداد تؤشر إلى تطور
إيجابي ما في الموقف التركي تجاه الأوضاع في العراق. لكن لا يوجد أي مؤشر إيجابي ما
تجاه الأوضاع في سوريا. هنا المسألة مختلفة
* غسان بن جدو: لنكمل إذاً في ما يتعلق بداعش وكل هذا
* السيد حسن نصر الله: الائتلاف الدولي وداعش. حين حصلت الأحداث في الموصل وصلاح
الدين الخ، أنا أوافق أن الحركة لم تكن فقط داعش وهذا قيل في الأيام الأولى وأنت
يمكنك أن تراجع بعض الفضائيات العربية كيف احتفت بهذا التطور العسكري الهائل الضخم
الذي حصل في هذه المنطقة..
* غسان بن جدو: حتى الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين..
* السيد حسن نصر الله: أنا لا أريد أن أدخل في الأسماء لكن هناك دول وفضائيات عربية
احتفلت بهذا الإنجاز "العظيم" الذي حصل. الذي حصل لاحقاً أن داعش جاء وبدأ بتصفية
الحلفاء المحليين وطلبت منهم البيعة لخليفتها. ثم أخرجت من الأردن والسعودية
والكويت وكردستان. هذا الموضوع هو تجاوز للخطوط الحمر. الولايات المتحدة الأميركية
والدول الإقليمية توظف داعش لتخدم مشروعها وليس لتعرض مشروعها ومصالحها وحلفاءها
للخطر. هنا جاء استدعاء الائتلاف. الأميركيون لم يأتوا من تلقاء نفسهم، تم
استدعاؤهم من قبل حلفائهم في المنطقة. وأنا أتذكر بعض كبار القيادات والملوك
والرؤساء في المنطقة قالوا علناً في التلفزيونات وفي لقاءات مع سفراء إنه إذا لم
يحصل تدخل دولي سريع إن داعش سيكون بعد شهر في أوروبا وبعد شهرين في أميركا. مفهوم
هذا الكلام ماذا؟ أن كل هذه الدول ستسقط بيد داعش وبالتالي هلموا لمساعدتنا. جاء
الائتلاف الدولي الذي هو منظر. القوة الحقيقية هي للأميركيين والقرار أميركي. هنا
نأتي لنبحث نية الأميركيين. هل يريدون القضاء على داعش في العراق وفي سوريا أو أي
شيء آخر. لكي لا أطيل البحث أنا أقول هم لا يريدون القضاء على داعش في المدى
المنظور، من هنا الى سنة سنتين أو ثلاث سنوات، الآن اتحدث بالمدى الزمني وسأعود
للسياسة. هم يريدون احتواء داعش بحيث لا يملك القدرة للتحرك باتجاه الأردن
والسعودية والكويت وأربيل ويمكن ألا يقبلوا بأن يتحرك باتجاه بغداد. رغم أن منع
حركة داعش باتجاه بغداد لا يحتاج للأميركيين الآن. احتواء حركة داعش في العراق، في
سوريا لا ادري ما إذا كانوا يريدون احتواءها أم لا. مثلاً لو قام داعش بالتوسع على
حساب النظام هل سنشهد موقفاً مشابهاً مثلاً من منطق توسعها باتجاه أربيل؟ أنا أشك
في ذلك. هم لا يريدون القضاء على داعش ولكن يبقى داعش لتوظيف شروط داعش لفرض شروط
في المنطقة.
* غسان بن جدو: في المنطقة وليس في سوريا فقط؟
* السيد حسن نصر الله: سوريا والعراق والسعودية والكويت والأردن.. الخ. الأميركيون
يريدون شيئاً من العراقيين، إذا اعطيتمونا ما نريده نجن جاهزون لمساعدتكم في القضاء
على داعش. ما تفعله أميركا الآن في العراق ليس مساعدة في القضاء على داعش. أولاً
حجم وعدد ونوع الغارات الجوية لا شيء. ما شنه التحالف منذ تشكيله إلى اليوم لا يزيد
على عدد الغارات الإسرائيلية على لبنان في حرب تموز في اليومين الأولين. هذا احتواء
وليس ضرباً لداعش. ثم كل العالم يعرف أن الغارات الجوية لا تستطيع أن تقضي على جهة
بدون عمل بري وميداني، فكيف إذا كانت غارات متأنية ويصدر بيان أنه خلال اسبوع شنت
أربع وعشرون غارة. هذا ماذا يغير في المعادلة. أولاً من خلال العمل العسكري واضح أن
هذا احتواء وليس إسقاطاً، الأمر الثاني عدم تسليح الجيش العراقي على الرغم من وجود
عقود. لذلك بالأمس رئيس الوزراء العراقي الدكتور العبادي في القاهرة شكا..
* غسان بن جدو: من عدم إيفاء واشنطن بتعهداتها
* السيد حسن نصر الله: عقود وأموال وإمكانات والتزامات لا تعطيها. بل تمنع، بحيث
أنه لو ذهب العراق ليتسلح من دول أخرى هي تمنعه. أنا أقول لك بصراحة ما يملكه الجيش
العراقي من ذخائر أو بعض سلاح أو قوات الحشد الشعبي أو حتى جزء مما تملكه القوات
الكردية هو من إيران، يعني تم شراؤه أو الحصول عليه كمساعدة من إيران.
* غسان بن جدو: سلاح؟
* السيد حسن نصر الله: ذخائر ومختلف أنواع السلاح وهم لم يردوا على الأميركيين في
هذا الموضوع. الأميركيون عبروا عن انزعاجهم. لا تعطيني سلاحاً ولا تدعني آخذ سلاحاً
من إيران؟؟ هذا نموذج.
إذاً منع السلاح عن العراقيين، الأداء العسكري الأميركي في مواجهة داعش، كله يؤكد
أن الهدف هو الاحتواء وليس القضاء. إلى أين سيوصل الاحتواء؟ إلى مساعدة العراقيين
في مقابل قواعد أميركية في العراق من جديد، ومطارات وكذا وكذا.. وحصانة للجنود.
بمعنى أن ما عجزت عن الحصول عليه في الاتفاقية في 2011 تريد ثمنه. الولايات المتحدة
لا تأتي الآن قربة لله تعالى ومن أجل الجمعية الخيرية لتوزيع الديمقراطية وحماية
الإنسان في العراق. لماذا إذاً ستقضي على داعش.
* غسان بن جدو: هذه معطيات لديكم؟
* السيد حسن نصر الله: طبعاً أنا أتحدث عن معطيات
* غسان بن جدو: طلبوا من العراقيين فعلاً قواعد جديدة؟
* السيد حسن نصر الله: يريدون قواعد والحضور ولذلك تجد هذا الصوت العراقي المرتفع
الرافض لوجود قواعد وحضور ميداني.. في موضوع سوريا يقول الأميركي لماذا أريد أن
أريح الرئيس الأسد من داعش. أنا أدع داعش يضغط على النظام وعلى بقية الأطراف الأخرى
في سوريا إلى أن ينضج الحل السياسي الذي أنا أضع فيه شروطي والذي يناسبني. وبالتالي
أي أحد بعقل استعماري استكباري استيطاني وعقل سيطرة من الطبيعي أن يتصرف الأميركيون
بهذه الطريقة. وعندما اختلفوا مع الأتراك على موضوع داعش، يعني هل تصدق مهما كان
عناد الأتراك بالنهاية تركيا هي عضو في الحلف الأطلسي وفي النهاية لم يستطيعوا أن
يتفاهموا مع الأتراك وتسامحوا معهم. لماذا؟ لأن الهدف الحقيقي للأميركيين ليس
القضاء على داعش وإنما احتواؤها ويمكن لهم ذلك دون الأتراك.
فاصل
* غسان بن جدو: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام من جديد، سماحة السيد كنا نتحدث قبل
الموجز عن داعش والإئتلاف وتركيا، عندما تقول الخارجية الأميركية سماحة السيد في
بيان رسمي إن المفاوضات ينبغي أن تمضي قدماً ومع الرئيس الأسد رغم موقف الولايات
المتحدة الأميركية من شرعيته، أولاً كيف تقرأ هذا البيان الأميركي الرسمي الجديد
وهل يؤثر على الموقف التركي؟
* السيد حسن نصر الله: ماذا تريد بالذي يتحدث به جون كيري والذي يقوله أوباما في
الإعلام، في الكواليس وفي الرسائل حتى مع بعض الدول الإقليمية،بالنسبة للإدارة
الأميركية إذا كان المطلوب في النهاية الوصول إلى الحل السياسي هي غير مهتمة ببقاء
الرئيس الأسد أو ذهابه. أي في العمق الأميركيون يصلون إلى مكان بأن ذهاب الرئيس
الأسد ليس شرطاً للحل السياسي.
* غسان بن جدو: هذا قالوه؟
* السيد حسن نصر الله: نعم، دعني أقول لك هذا المعنى، أننا لسنا مهتمين في إطار أي
حل سياسي ببقاء الرئيس الأسد أو رحيله. هذا عمق وحقيقة الموقف الأميركي. وهذا لم
يأت بدون ثمن..
* غسان بن جدو: متى هذا الكلام؟
* السيد حسن نصر الله: هذا كلام عمره خلال الشهرين الماضيين..
* غسان بن جدو: جديد إذاً
* السيد حسن نصر الله: جديد نعم..
* غسان بن جدو: أبلغوا الإيرانيين؟
* السيد حسن نصر الله: دعني لا أقول لمن أبلغوه. الذي يضع هذا الشرط أنا برأيي حتى
المعارضة لو خليت ونفسها، لأنهم يعرفون ما هي الأفق والإمكانات، في النهاية هذه
المعارضة ليس لديها مشكلة أن تصل إلى حل تكون فيه شريكة مع الرئيس الأسد في إدارة
سوريا. الذي يصر على رحيل الرئيس الأسد هي دول إقليمية، يعني تركيا السعودية، قطر
إذا أجرينا لها حساباً إلى جانب هذه الدول في المعادلة. ولكن أنا اعتقد نتيجة
التطورات في أوروبا وغير أوروبا أن المجتمع الدولي سيصل إلى نتيجة تقول لا حل في
سوريا إلا مع الرئيس الأسد ودون شرط ذهاب الرئيس الأسد. إذا أنتجت تسوية بقاء
الرئيس الأسد، المجتمع الدولي سيقبل هذه النتيجة.
* غسان بن جدو: هل عندما يتحدثون بهذا المعطى عندهم معالم تسوية ومفردات معينة من
أجل التسوية وماذا يريدون؟
* السيد حسن نصر الله: هناك معالم، أنا أقول لك بعض الأفكار المطروحة عند بعض الدول
الإقليمية..
* غسان بن جدو: أي تركيا والدول العربية؟
* السيد حسن نصر الله: بعض الدول العربية بدون تركيا، أنه يمكن أن يحكى عن حل يقول
ما يلي بقاء الرئيس الأسد في ولايته ويسكتون عما بعد الولاية لجهة ترشحه او عدم
ترشحه
* غسان بن جدو: أي الولاية المقبلة بعد سنوات؟
* السيد حسن نصر الله: يعني استمرار الولاية الحالية، تشكيل حكومة وحدة وطنية من
القيادة الحالية وأطراف المعارضة المقبولة المعتدلة. لا أحد يطرح أن يكون داعش
والنصرة جزءاً من الحكومة مثلاً ولا أفترض أن داعش والنصرة جاهزين بحسب تركيبتهما
وعقيدتهما وفهمهما. ثالثاً تشكيل لجنة لإعادة النظر بالدستور والإصلاحات ونفتح باب
الحوار على إصلاحات. ويمكن للبعض أن يتحدث عن انتخابات نيابية مبكرة مثلاً. هناك
معالم لحل من هذا النوع. أو مثلاً أن تبقى صلاحيات الرئيس ولكن يفوض جزءاً من
صلاحياته لحكومة وليس كلها لأن هذا لم يقبل سابقاً. يفوض جزءاً من صلاحياته لحكومة
الوحدة الوطنية..
* غسان بن جدو: جزء من صلاحياته الأمنية والعسكرية؟
* السيد حسن نصر الله: كلا، الرئيس في سوريا لديه صلاحيات واسعة، جزء من صلاحياته
غير الأمنية والعسكرية. القيادة العامة للقوات المسلحة من جيش وقوى أمن تبقى عند
الرئيس والأمور الأخرى يعطي جزءاً كبيراً أو معتداً به لصلاحيات حكومة وحدة وطنية.
هناك بعض القوى الإقليمية تفكر بهذه الطريقة. لا أقول إن هذا وصل إلى مستوى
المبادرة الجدية لكن هناك مسودات من هذا النوع موجودة. أنا معلوماتي مثلاً أن إحدى
الدول الإقليمية، ولا تطلب مني أن اسمي، غير تركيا والتي هي الأشد بموضوع سوريا وصل
معها الحال أن تقبل بحل في سوريا ببقاء النظام والجيش وحزب البعث وليس لديها نقاش
حتى في طائفة الرئيس والشرط الوحيد لديها هو أن يذهب الرئيس الأسد..
هذا لم يعد كلاماً سياسياً هذا أصبح موضوع أحقاد شخصية. هذا لم يعرض على السوريين
طبعاً ولكن قيل في لقاءات بين دول وعلى مستوى عال وهذا يعبر، طبعاً أنا رأيت فيه
أمراً إيجابياً، وهو أن هذه الدولة الإقليمية المعنية بدرجة كبيرة وصلت إلى مرحلة
من اليأس والإحباط والقناعة بأنه لا يمكنها أن تغير شيئاً من الواقع الموجود في
سوريا ولا تستطيع أن تفرض من خلال الميدان شيئاً على النظام.
* غسان بن جدو: يعني هذه الدولة العربية القوية المتشددة التي أنا أقول إنها
المملكة العربية السعودية وليس أنتم، مستعدة لكل هذه المسائل، يبقى كل شيء حتى
طائفة الرئيس ما عدا شخص الأسد؟
* السيد حسن نصر الله: أنا لا أقول ما أقول، أنا أقول الدولة التي أقصدها قالت ذلك،
قيل هذا لمسؤولين كبار في المجتمع الدولي أنه في حال حصول هكذا حل نحن مستعدون
للذهاب باتجاهه.
* غسان بن جدو: هذا الكلام الأميركي أن لا مشكلة لأميركا مع بقاء الرئيس الأسد هل
سيؤثر على الموقف التركي بمعنى تدخل تركيا في الحل السياسي ولا تضع شرطاً جازماً
بأن الرئيس الأسد ينبغي أن يذهب؟
* السيد حسن نصر الله: قد يؤثر ولكن ليس بهذه السهولة، الموضوع يحتاج إلى المزيد من
الوقت، لا أتصور أننا في الأشهر القليلة المقبلة أمام حل سياسي ولكن أستطيع أن أقول
إننا أمام خطوات تمهد لحل سياسي. هناك حراك ما، حراك إقليمي ودولي. لا يستطيعون أن
يتركوا أكثر من ذلك الوضع في العراق وسوريا كما تركوه في السابق. يعني اللعبة كما
يستخدمون في أدبياتهم انتهت. والآن ليس فقط أصابع اللاعبين بدأت تحترق بل أيديهم
بدأت تحترق. النار بدأت تصل إلى عيونهم ووجوههم.
* غسان بن جدو: هناك معطى آخر سماحة السيد، الإيراني الآن هو الذي بدأ يكسب، أليس
على أساس أن هدف كل حصار سوريا والعراق هو رأس الأفعى إيران، بأدبياتهم. بمعنى آخر
أن هذه الأطراف التي كانت موجودة الآن تخسر والذي يكسب على الأرض وسياسياً هو
إيران؟
* السيد حسن نصر الله: المشروع في سوريا والعراق والمنطقة فشل.. كان هناك مشروعاً
ضخماً
* غسان بن جدو: هل صحيح أنكم قلتم لبوغدانوف عندما التقيتموه أن الرئيس بشار الأسد
خط أحمر؟
* السيد حسن نصر الله: في الكلام الدبلوماسي لا نتكلم بهذه الطريقة ولكن ما نقوله
هو أن أي حل في سوريا بمعزل عن الرئيس الأسد هو غير ممكن. هذا أولاً. ثانياً نحن
نعتقد جازمين بأن أي حل سياسي ضمانة تطبيقه وإجرائه بعد كل هذه الحرب والدماء
والصعوبات والجراحات التي خلفتها الحرب على سوريا، ضمانة إجرائه هو الرئيس بشار
الأسد. هذا قلته لبوغدانوف وإن أي حل على حساب الرئيس الأسد هو ليس حلاً. ثم لنتكلم
بصراحة، لماذا تريد أن تعطي في السياسة لهذه الدول ما عجزت عن أخذه في الحرب؟ ومن
هو الرئيس الذي يبحثون عنه والذي يشكل ضمانة لبقاء سوريا حيث هي وفي موقعها. لا
توجد أي ضمانات من هذا النوع ونحن في اعتقادنا أن الرئيس الأسد هو الذي يشكل
الضمانة الحقيقة الوحيدة حتى لتطبيق الحل السياسي إن تم التوصل إلى حل سياسي. هذا
ما قلته له. في النتيجة خط أحمر ولكن لست أنا من يرسم لروسيا خطوطاً حمراء.
* غسان بن جدو: لأنه نقل عن لسانك أنك قلت لبوغدانوف ان الرئيس الأسد خط أحمر؟
* السيد حسن نصر الله: أنا لا أذكر إذا استخدمت هذه العبارة لكن هذا المضمون صحيح.
أنا قلت رأيي بأنه حتى روسيا تخسر إذا تخلت عن الرئيس الأسد. وهي طبعاً ليست في
وارد التخلي وكل معلوماتي تقول هذا.
أنا أقول لماذا انتهت اللعبة، هذا العراق الآن القوات العراقية في الكثير من
الجبهات ودون الحاجة إلى التحالف الدولي غيرت المعادلة الميدانية، الآن داعش الذي
بدا للوهلة الأولى أنها تمتلك حاضنة شعبية في الموصل وصلاح الدين والأنبار بدأ يفقد
هذه الحاضنة الشعبية. لا يستطيع لأحد أن يحافظ على حاضنة شعبية وهو يقتل من العشيرة
السنية الفلانية ألفاً ومن العشيرة السنية 700 ومن العشيرة السنية الثالثة 1200. لا
يستطيع الإبقاء على الحاضنة الشعبية. لعبة ورقة داعش انتهت بمعنى أن قدرتها على
تغيير المعادلة. الآن ما يفعله داعش في العراق وسوريا هو إلحاق الأذى ولكن هو لم
يعد يستطيع فرض معادلة سياسية ومعادلة ميدانية.
* غسان بن جدو: لا في العراق ولا سوريا؟
* السيد حسن نصر الله: لا في العراق ولا سوريا. لا يستطيع أن يفعل ذلك. وبالتالي
الاستفادة من داعش انتهت. الآن من خلال الاحتواء هم يريدون فرض شروط على العراقيين
وعلى السوريين. مزيداً من ابتزاز دول الخليج مالياً واقتصادياً ونفطياً الخ.