يتم التحميل...

الرذائل الأخلاقية: هوى النفس - الحسد

درب الهداية

إن سلوك طريق الله والآخرة للوصول إلى الكمال الإنساني والسعادة الأبدية عند مليكٍ مقتدرٍ غير ممكنٍ من دون جهاد النفس وتهذيبها من الأمراض والرذائل الأخلاقية. وأوّل ما يحتاجه الإنسان المؤمن الحريص على آخرته

عدد الزوار: 136

إن سلوك طريق الله والآخرة للوصول إلى الكمال الإنساني والسعادة الأبدية عند مليكٍ مقتدرٍ غير ممكنٍ من دون جهاد النفس وتهذيبها من الأمراض والرذائل الأخلاقية. وأوّل ما يحتاجه الإنسان المؤمن الحريص على آخرته هو معرفة هذه الموانع والعوائق التي تحول بينه وبين لقاء ربه، والتي تحرمه من فيضه الجزيل، وعطائه العميم. فالمعرفة الدقيقة والصحيحة بهذه الموانع هي المدخل الصحيح لإزالتها والتخلّص منها، لأنه من غير الممكن معالجة الداء ما لم نكن على معرفةٍ به وبآثاره ونتائجه. لذا كانت المعرفة المسبقة بهذه الأمراض والرذائل أمراً لا بدّ منه لمن يريد أن يهذّب نفسه ويطهّرها. وفي هذا الفصل والفصلين اللاحقين سوف نذكر بعض هذه الأمراض، مبيّنين خطرها الداهم على سلوك الإنسان، وكيفية معالجتها.

هوى النفس

1- حقيقة الهوى:
الهوى هو حب الشيء والميل إليه والتعلّق به واشتهاؤه، من دون فرقٍ بين أن يكون متعلقّه أمراً حسناً أو قبيحاً. وهوى النفس هو عبارة عن حب النفس وميل الإنسان إلى اتّباع الأوامر الصادرة عنها سواء كانت خيراً أم شراً. واتّباع أوامر النفس يعدّ شركاً بالله لأن المطاع فيه هو النفس وليس الله، فالأمر الصادر عن النفس إن كان خيراً ولم يكن في طاعة الله ولأهدافٍ إلهية فهو مخالفٌ لإرادة الله وبالتالي باطل، وإن كان شراً فهو صادرٌ عن النفس الأمّارة بالسوء التي تأمر الإنسان بالسوء دائماً وتدفعه إلى معصية الرب ومخالفة أمره. وقد تحدّث الله تعالى عن هذه الحقيقة وأشار إلى أن المتّبع لهواه في الحقيقة عابدٌ لغير الله: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ1. فأشار بشكلٍ واضحٍ إلى أن الإنسان يمكن أن يتسافل إلى الحدّ الذي تصبح فيه نفسه هي المعبودة والمطاعة وليس الحق عز وجل. والمشكلة الكبرى في هذه التبعيّة للنفس تكمن في أنها تضلّ الإنسان عن جادّة الحق والصّراط المستقيم، كما قال عزّ اسمه: ﴿وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بالْمُعْتَدِينَ2. والأخطر من ذلك أن اتّباع الهوى يصدّ عن سبيل الحق، ويحول دون الوصول إليه، وهل بعد سبيل الحق إلا الضلال!؟ فعن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: "إنما أَخاف عليكم اثنتين‏، اتّباع الهوى وطول الأَمل أَما اتّباع الهوى فإنه يصدّ عن الحق وأَما طول الأَمل فينسي الآخرة"3. لذا كان أمر الله وحكمه واضحاً وصريحاً بضرورة تجنّب هوى النفس وطاعتها، لأنها لن تورث الإنسان إلا العذاب والضّلال: ﴿وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ4. والمؤمن الصادق يكفيه أن يعرف الأضرار والمساوئ الناجمة عن اتّباع الهوى وحب النفس، وما وعد الله به الذين يخافونه في الغيب من الجنان، حتى يقلع عنه: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى5.

2- آثار اتّباع هوى النفس:
أ- عدم الإيمان بالآخرة: اتّباع الهوى يمكن أن يحول بين الإنسان والإيمان الصحيح بالآخرة: ﴿إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى * فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى6.

ب- أسوأ الضلال: اتّباع الهوى أسوأ الضلال، فهو يخرج الإنسان عن طريق الله: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ7.

ج- إنتفاء العدالة: اتّباع الهوى مانعٌ من العدل والإنصاف: ﴿فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُو8.

د- فساد الكون: إن نظام السماء والأرض خاضعٌ لإرادةٍ حكيمة وعادلة، فلو دار حول محور أهواء الناس وشهواتهم لعمّ الفساد كلّ ساحة الوجود: ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ9.

هـ- مصدر الغفلة: اتّباع الهوى يحجب عن سبيل الحق ويورث الغفلة: ﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطً10.

و- فساد العقل: اتّباع الهوى يفسد العقل ويضعفه ويمنعه من التمييز بين الحق والباطل: فعن الإمام علي عليه السلام قال: "طاعة الهوى تفسد العقل"11، وفي حديثٍ آخر عنه قال: "الهوى عدوّ العقل"12.

ز- التلوّث بالكبائر: إن الإفراط في طلب اللذة وعبادة الهوى يسوق الإنسان باتّجاه منزلقات الإثم وارتكاب الذنوب، كما حدث مع بني إسرائيل: ﴿لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ13.

ح- أسّ المحن: اتّباع الهوى سببٌ أساسي للمحن والبلاءات التي تصيب الإنسان في هذه الحياة كما أخبر بذلك أمير المؤمنين عليه السلام: "الهوى أسّ المحن"14.

3- علاج اتّباع الهوى:
إذا عرفنا أن اتّباع الهوى يكون باتّباع أوامر النفس دون الله والانصياع التام لتلبية رغباتها، فإن العلاج الأساس يكون بمخالفة هذه الأوامر النابعة من النفس والاحتكام عوضاً عنها إلى أحكام الشريعة في كافة شؤون حياتنا لأنه ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ15، بالإضافة إلى تقوية رادع الإيمان والتقوى في النفس. فمن يشعر بوجود الله دائماً في حياته ويره حاضراً وناظراً إلى سلوكياته وأفعاله، ويرَ محكمة العدل الإلهية يوم القيامة بعين البصيرة لا يمكن أن يتجرّأ على كسر طوق الحدود الإلهية ويتجاوز التشريعات الدينية ويتلوث بمفاسد الشهوات والرذائل. فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: "خالف نفسك تستقم وخالط العلماء تعلم"16. فمخالفة النفس وإشغالها دائماً بالطاعات والواجبات الشرعية بحيث لا يعود لها منفذٌ للجري وراء تلبية الأهواء والشهوات هي السبيل الوحيد للتكامل والرقيّ الإنساني. كما أن معاشرة الصالحين وترك صحبة رفاق السوء لها الأثر الأكبر في توجيه الإنسان نحو معالي الأخلاق وعدم التلوّث في مستنقع الرذائل.

الحسد

1- حقيقة الحسد:
الحسد حالة نفسانية يتمنى معها صاحبها سلب النعمة التي يتصوّرها عند الآخرين، سواء نالها أم لا. وهي من أبشع الرذائل وأبغض الصفات. وهو يختلف عن الغبطة لأن الغبطة هي تمنّي النعمة التي لدى الغير ولكن دون تمنّي زوالها عنهم. والحسد آفة الدين كما جاء عن الإمام علي عليه السلام: "آفة الدّين الحسد وحسب الحاسد ما يلقى"17، ورأس العيوب والرذائل لأنه تتولّد منه أمراضٌ ومفاسد أخرى كالعجب وفساد الأعمال وغيرها، لذا قال أميرالمؤمنين عليه السلام: "رأس الرذائل الحسد"18. والأخطر من كل ذلك أن الحسد لا يمكن أن يجتمع مع الإيمان، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يجتمع الحسد والإيمان في قلب امرئ"19.

2- دوافع الحسد:
للحسد أسبابٌ كثيرة أهمها قلّة الإيمان وضعفه في النفس. فالحسود ساخطٌ على الله، غير مؤمنٍ بعدله وحكمته ورحمته وحسن تقديره. مع العلم أن تقسيم النّعم والأرزاق إنما جاء على خير تقديرٍ وأجمل نظامٍ وهو يتطابق تماماً مع المصالح التامة والنظام الكلي. والحاسد في حقيقة نفسه رافضٌ لهذا النظام الأصلح، ولا يرى أن الله عادلٌ قي تقسيمه للنعم والمواهب وحكيم في تقديراته، وهو في قرارة نفسه لا يؤمن بأن من يتمتع بالقابلية واللياقة ويطلب من الله أن يرزقه فإن الله سيرزقه حتماً لأنه الجواد المطلق. عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قال الله عز وجل لموسى بن عمران عليه السلام: يا ابن عمران لا تحسدنّ الناس على ما آتيتهم من فضلي ولا تمدّن عينيك إلى ذلك ولا تتبعه نفسك فإن الحاسد ساخط لنعمي صادّ لقسمتي الذي قسمت بين عبادي ومن يك كذلك فلست منه وليس مني"20.

وهناك عوامل أخرى منها:
أ- رؤية ذلّ النفس: عندما يعجز الإنسان عن الوصول إلى المراتب السامية، سوف يشعر في نفسه بعقدة الحقارة والدونيّة فيتمنى زوال النعمة عن غيره ليكون معهم سواء.
ب- العداوة والحقد: عندما يبغض الإنسان شخصاً آخر، ويسعى للانتقام منه، فإنه يتمنى أن تحيط به البلايا وتزول عنه النّعم.
ج- الكبر والغرور: عندما يرى المتكبر أن غيره يتمتّع بنعمٍ أكثر منه، فإنه يتمنّى زوالها بل ويسعى في إزالتها لكي يحرز تفوّقه وتقدمه عليه.
د- حب الرئاسة: لكي يبسط الإنسان سيطرته على الآخرين، يجب أن تكون إمكاناته وثرواته أكثر، لذا يتمنى زوال النعم عن غيره ليتمكن هو من السيطرة.
هـ- الخوف من عدم الحصول على المقاصد الدنيوية: لأن الحسود يتصور أن النّعم الإلهية محدودة فلو حصل الآخرون عليها فهذا يعني حرمانه هو منها، أو حصوله على القليل منها في أحسن الأحوال، لذا يتمنى زوال النعم عن الآخرين كي لا ينافسه أحدٌ فيها.

3- عواقب الحسد:
يترتّب على الحسد نتائجُ سلبية كثيرة أهمها:

أولاً: يشعر الحسود بالهمّ والغمّ دائماً، وهو يعيش حالةً شديدة من الانقباض والحزن والكآبة، فهو يشعر دائماً بالضيق والاختناق، ويتألم لمجرّد سماعه بنعمةٍ تصيب غيره، وهذا ما يسلبه هدوءه واستقراره. لذا نراه يتحرّك في تعامله مع الآخرين من موقع الخصومة والعداوة والتعرّض لهم وذكر عيوبهم من أجل الانتقاص من سمعتهم ومكانتهم. قال أمير المؤمنين عليه السلام: "الحسود كثير الحسرات متضاعف السيئات"21.

ثانياً: الحسد يأكل دعائم الإيمان ويوهن علاقة الإنسان مع ربّه، بحيث يدفع الإنسان إلى أن يسيء الظن بالله تعالى وحكمته، لأن الحسود في أعماق قلبه معترضٌ على الله تعالى. عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تتحاسدوا فإن الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب اليابس"22..

ثالثاً: الحسد يحجب العقل عن إدراك حقائق الأمور، فالحسود لا يستطيع أن يرى نقاط القوة عند المحسود حتى ولو كان قائداً عظيماً ومصلحاً اجتماعياً كبيراً. بل يبحث دائماً عن نقاط ضعفه وعيوبه.

رابعاً: يسلب الحسد الإنسان أصدقاءه ورفاقه، ويؤدي إلى تمزق روابط الألفة والمحبة بين الناس، كما جاء عن الإمام علي عليه السلام: "الحسود لا خلّة له"23. فمن العوامل الأساسية التي تؤدي إلى هزيمة المسلمين وانتصار الكافرين عليهم، هو تشتّت كلمتهم وتخاصمهم فيما بينهم.

خامساً: يؤدي الحسد إلى تلوّث صاحبه بأنواع الذنوب الأخرى، من قبيل الظلم، والعدوان، والغيبة، والتهمة، والكذب، والبهتان وغيرها من أجل الوصول إلى مقصده. فهو رأس العيوب كما قال الإمام علي عليه السلام: "الحسد رأس العيوب"24..

4- علاج الحسد:
لعلاج الحسد طريقان، طريقٌ علمي وآخر عملي.

أ- الطريق العلمي:
بأن يتأمّل الإنسان جيداً في أمرين:
الأول: في النتائج السلبية والعواقب الضارّة للحسد على المستوى الروحي والبدني. إذ من المهم أن يعلم الحسود أن هذا المرض الأخلاقي سوف يؤدّي إلى هلاكه في الدنيا والآخرة كما أخبر بذلك أمير المؤمنين عليه السلام: "ثمرة الحسد شقاء الدنيا والآخرة"25. وسيحول دون إشراق نور الإيمان في قلبه، ويسلب منه الراحة والنوم وسيحوّل حياته إلى حزنٍ وغم دائمين.
الثاني: أن يتأمّل في جذور ودوافع حصول هذه الحالة في النفس. فإذا كان السبب ضعف الإيمان وعدم المعرفة الصحيحة بالله، فعليه أن يعمّق أسس المعرفة والتوحيد والإيمان بالله في قلبه. أما إذا كان السبب الشعور بعقدة الحقارة والدونيّة فعليه أن يعالجها في ظل الثقة بالله وحسن الظن به، ومن خلال الإدراك بأن الكمال الحقيقي هو في التحلّي بمكارم الأخلاق والقرب من الله وهو ميسّر لكل إنسان.

ب- الطريق العملي:
وهو أن يتكلّف الحاسد بدايةً في إظهار المحبة للمحسود. فإذا كانت نفسه تدعوه لإيذائه واعتباره عدواً وتدفعه إلى هتك حرمته وكشف عيوبه للآخرين، فعليه أن يعمل خلاف ما تريده نفسه، فيثني عليه مثلاً ويذكر صفاته الإيجابية ويحسن إليه ويدعو له بالخير ويقدّمه أمامه. ومع تكرار مثل هذه الأعمال تزول آثار الحسد من النفس شيئاً فشيئاً، ويعيش الإنسان حالةً من الرضا والصفاء والسلام الروحي مع نفسه ومع الآخرين.

* درب الهداية، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.


1- الجاثية، 23.
2- الأنعام، 119.
3- الكافي، ج 2، ص 355.
4- ص، 26.
5- النازعات، 40 - 41 .
6- طه، 15 ـ 16.
7- القصص، 50.
8- النساء، 135.
9- المؤمنون، 71.
10- الكهف، 28.
11- غرر الحكم، ص 64.
12- م.ن.
13- المائدة، 70.
14- غرر الحكم، ص 306.
15- المائدة، 44.
16- غرر الحكم، 237.
17- مستدرك‏ الوسائل، ج 12، ص17.
18- م.ن، ص23.
19- م.ن، ص18.
20- الكافي، ج2، ص 307.
21- مستدرك ‏الوسائل، ج 12، ص22.
22- مستدرك الوسائل، ص17.
23- م.ن، ج 12، ص21.
24- م.ن، ص21.
25- م.ن، ص23.

2013-12-24