ارتباك شخصيات معروفة، وإدراك زينب الكبرى عليها السلام للموقف
عاشوراء في فكر الولي
إنّ قيمة وعظمة زينب الكبرى هي في موقفها وحركتها الإنسانية والإسلاميّة العظيمة على أساس التكليف الإلهيّ. فعملها وقرارها ونوعيّة حركتها، كلّ ذلك منحها هذه العظمة. وكلّ من يقوم بمثل هذا العمل،
عدد الزوار: 173
إنّ قيمة وعظمة زينب الكبرى هي في موقفها وحركتها الإنسانية والإسلاميّة العظيمة
على أساس التكليف الإلهيّ. فعملها وقرارها ونوعيّة حركتها، كلّ ذلك منحها هذه
العظمة. وكلّ من يقوم بمثل هذا العمل، ولو لم تكن بنت أمير المؤمنين (عليه السلام)،
ستحصل على هذه العظمة. فالجانب الأساس لهذه العظمة نابعٌ من هنا، حيث شخّصت الموقف
بدايةً؛ سواءٌ قبل تحرّك الإمام الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء، أم في لحظات
المحنة يوم عاشوراء أم في الأحداث القاصمة التي تلت شهادة الإمام الحسين، وثانياً،
اختيارها الموقف كلّ بحسبه، وهذه المواقف والخيارات هي الّتي صنعت زينب (عليها
السلام).
فقبل التحرّك إلى كربلاء، نجد وجهاء، كابن عبّاس وابن جعفر وشخصيّات معروفة في صدر
الإسلام، ممّن يدّعي الفقاهة والشهامة والرئاسة قد تحيّروا ولم يعرفوا ماذا يفعلون،
ولكنّ زينب الكبرى لم تُصب بالحيرة، وأدركت أيّ طريقٍ ينبغي أن تسلكه، ولم تترك
إمامها وحيداً وتمضي. ليس أنها لم تكن مدركة لصعوبة الطريق فحسب، بل شعرت به أفضل
من غيرها. لقد كانت امرأةً، حاضرة لأن تنفصل عن زوجها وعائلتها لأجل أداء المهمةّ،
ولهذا أحضرت أطفالها وأبناءها معها . كانت تشعر بحجم الواقعة.
في تلك الساعات العصيبة حيث لا يقدر
أقوى الناس على إدراك ما ينبغي أن يفعل؛ أدركت ذلك ودعمت إمامها وجهّزته لمذبح
الشهادة. بعد شهادة الحسين بن عليّ (عليه السلام) ، وحين أظلمت الدنيا وتكدّرت
القلوب والنفوس وآفاق العالم، أضحت هذه السيّدة الكبرى نوراً ساطعاً. لقد وصلت زينب
إلى حيث لا يصل سوى أعظم الناس في تاريخ البشرية أي الأنبياء عليهم السلام.
تحتاج المرأة اليوم إلى القدوة [النموذج]؛ فإذا كانت قدوتها زينب وفاطمة (عليهما
السلام)؛ [أي أن يكون] عملها عبارة عن الفهم الصحيح، الفطنة في إدراك الموقف
واختيار أفضل الأعمال والمواقف، حتى لو ترافق ذلك مع التضحية والتزام أي شيء من أجل
أداء التكليف الكبير الذي أخذه الله تعالى على الناس .
* من كتاب دروس من عاشوراء، للإمام السيد علي الخامنئي دام ظله-يصدر قريباً-.
2013-11-11