عاقبة السكوت عن السلطان الجائر
عاشوراء في فكر الولي
يخطب في الناس، الذين هم من جهة، أنصاره وأتباعه الذين سمعوا جيدا منطق الحسين بن علي عليه السلام وفهموا نظريته حتى أصبحت أكثر رسوخا في أذهانهم. ويخاطب، من جهة أخرى، طيفَ أتباع الحر بن يزيد، الذين قلّما طرقت هذه الأمور أذهانهم
عدد الزوار: 845
ألقى الإمام الحسين عليه السلام في أحد المنازل، خطاباً مزلزلا ومدويا، قال فيه:
"أيها الناس إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا
قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله".
يخطب في الناس، الذين هم من جهة، أنصاره وأتباعه الذين سمعوا جيدا منطق الحسين بن
علي عليه السلام وفهموا نظريته حتى أصبحت أكثر رسوخا في أذهانهم. ويخاطب، من جهة
أخرى، طيفَ أتباع الحر بن يزيد، الذين قلّما طرقت هذه الأمور أذهانهم (قلما سمعوا
بها)، ولم يدركوا بشكل صحيح لماذا جاء الإمام الحسين عليه السلام. كما أن الحرب
الإعلامية والدعايات ضد الإمام الحسين كانت شديدة وقوية. يقول:
"أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا
قول: "كان حقا على الله أن يدخله مدخله"، أي انه كان حقا على الله وفرضا
أن يدخله في نفس المكان الذي ادخل فيه ذلك الجائر، ويبتليه بعذاب الجائر نفسه، لأن
الذي لا يكترث للظلم والفساد والانحراف، هو في الحقيقة قد ابعد نفسه عن الاتصال
بخالق العالم وتلك القدرة الإلهية، وعن التيار الذي سيحقّ الحق وسيطبق الأحكام
الإلهية.
* من كتاب (دروس من عاشوراء)، للإمام السيد علي الخامنئي دام ظله -يصدر قريباً-. 2013-11-15