مقتطفات من كلام السيد القائد في الأخلاق
ربيع2
من علامات الإيمان اجتناب الذنوب، والخوف من الله، والتعامل الحسن مع الآخرين، ومخاصمة أعداء الله والشدّة معهم، والتغاضي عن الخلافات الصغيرة مع الإخوة، ومحاسبة الأعداء على كلِّ صغيرة وكبيرة،
عدد الزوار: 462الإيمان وآثاره:
يقول سماحة الإمام الخامنئي دام ظله: "من علامات الإيمان اجتناب الذنوب،
والخوف من الله، والتعامل الحسن مع الآخرين، ومخاصمة أعداء الله والشدّة معهم،
والتغاضي عن الخلافات الصغيرة مع الإخوة، ومحاسبة الأعداء على كلِّ صغيرة وكبيرة، "أَذِلَّةٍ
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ"، وهذا ما لا يتلاءم مع مصارعة الآخرين، بل يتأتّى من المحبّة
والعفو والمداراة، ومحبّة الناس الّتي ينبغي أنْ تكون موجودة في قلب كلِّ مؤمن، وهي
أثر من الآثار الّتي يُخلِّفها الإيمان الحقيقيّ لا الادّعائيّ، وفي الحديث عن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مداراة الناس نصف الإيمان والرفق بهم نصف العيش،
أساساً فإنّ الإيمان إذا لم يكن ممزوجاً بالمحبّة والعشق العميق ومزيّناً بالصبغة
العاطفيّة فلن يكون فعّالاً. فالمحبّة هي الّتي تُعطي الإيمان فعّاليّته في مجال
العمل والتحرُّك، وتجعله فعّالاً جدّاً، فبدون المحبّة لا يُمكننا أنْ نستمرّ في
نهضتنا. ونحن نمتلك في فكرنا الإسلاميّ أسمى عناوين المحبّة، إنّها محبّة أهل البيت
عليهم السلام. وقمّة هذه المحبّة تتمثّل في قضية كربلاء وعاشوراء وحفظ الذكريات
الغالية لتضحيات رجال الله في ذلك اليوم ممّا حفظ تاريخ التشيّع وثقافته. ومحبّة
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام، كما في الروايات الشريفة،
شرطٌ أساس في استكمال المسلم لإيمانه، ففي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده
والناس أجمعين"، ولهذه المحبّة آثار عظيمة على
الإنسان في الآخرة، ففي الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "حبّي
وحبّ أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهنّ عظيمة: عند الوفاة، وفي القبر، وعند
النشور، وعند الكتاب، وعند الحساب، وعند الميزان، وعند الصراط".
الأخلاق هي أساس المجتمع:
يقول سماحة الإمام الخامنئي دام ظله: "إنّ
تبليغ الدِّين وتبيين الحقائق، الّذي يُعدّ واجب علماء الإسلام والمبلّغين العظام،
يشمل اليوم كلّ تلك الأمور. فلو أنّنا بلغنا أعلى المستويات الاقتصاديّة، وضاعفنا
من قدرتنا وعزّتنا السياسيّة الحاليّة عدّة أضعاف، لكنْ أخلاق مجتمعنا لم تكن
أخلاقاً إسلاميّة، وكنّا نفتقر إلى العفو والصبر والحلم وحُسن الظن، لساء وضعن،
فالأخلاق هي الأساس، وكلّ تلك الأمور هي مقدّمة للأخلاق الحسنة "إنّما بُعثت لأتمّم
مكارم الأخلاق". والحكومة الإسلاميّة تهدف إلى تربية البشر في هذا الجوّ، لتسمو
أخلاقهم، وليكونوا أقرب إلى الله، وأنْ يقصدوا القرب منه، فحتّى السياسة لا بُدّ
فيها من قصد القربة، والقضايا السياسيّة لا بُدّ فيها من قصد القربة، فمن يتحدّث في
القضايا السياسيّة، والّذي يكتب عنها، والّذي يُحلِّلها، والّذي يتّخذ القرارات
فيها، لا بُدّ لهم من قصْد القربة. إذاً، ففي المقام الأوّل لا بُدّ من إحراز رضا
الله. انظروا كم هو الأمر واضح، وكيف يغفل بعضنا عنه".
التحوُّل الأخلاقيّ عند الإنسان:
يقول سماحة الإمام الخامنئي دام ظله: "التحوُّل
الأخلاقيّ يعني أنّ يتخلّى الإنسان ويجتنب كلّ رذيلة أخلاقيّة، وكلّ أخلاق ذميمة،
وكلّ روحيّة سيِّئة ومرفوضة، ممّا يوجب أذيّة الآخرين، أو تخلّف الإنسان نفسه، وأنْ
يتحلّى بالفضائل والسجايا الأخلاقيّة. فالمجتمع الخالي من الحسد والضغينة والحقد،
والمفكِّرون الّذين لا يستخدمون فكرهم في التآمر على الآخرين والتزوير والخداع،
والمثقّفون وأصحاب العلوم إذا لم يستخدموا علومهم في إلحاق الضرر بالناس ومساعدة
أعداء الناس، وكان جميع أبناء المجتمع يُريدون الخير لبعضهم بعضاً ولا يتحاقدون ولا
يتحاسدون، ولا يسعون لرغد عيشهم على حساب دمار الآخرين، ولا يطمعون بالاستئثار بكلِّ
شيء. هذا هو التحوُّل الأخلاقيّ والحدّ الأدنى للمسألة".
لبُّ الأخلاق:
وإلى هذا المعنى يُشير سماحة الإمام الخامنئي دام ظله
بقوله: "أعزّائي... إنّ الإنسان في أسمى شكلٍ وأكمل حياة هو ذلك
الإنسان الّذي يُمكنه التحرُّك في سبيل الله ويرضي الله عنه، والّذي لا تأسره
شهواته، ذلك هو الإنسان السالم والكامل. أمّا الإنسان المادّيّ الّذي يقع أسير
شهوته وغضبه وأهوائه النفسيّة وأحاسيسه فإنّه إنسان حقير، مهما كان كبيراً على
الظاهر وله منصب. فرئيس جمهوريّة أكبر دول العالَم الّتي تمتلك أكبر ثروات العالَم،
إذا كان عاجزاً عن لجم شهواته وقمعها، وكان أسير طلباته النفسيّة، فإنّه إنسان وضيع،
أمّا الإنسان الفقير الّذي يُمكنه أنْ يتفوّق على شهواته، ويطوي الطريق الصحيح، أي
طريق كمال الإنسان وطريق الله، فإنّه إنسانٌ عظيم".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
2013-03-01