هانئ بن عروة المراديّ
قصص الصالحين
وكان كأبيه عروة بن نمران من أصحاب النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وهو من الشخصيّات الشيعيّة المشهورة، وقد شارك هانئ بن عروة مع أمير المؤمنين عليه السلام..
عدد الزوار: 683
وكان كأبيه عروة بن نمران من أصحاب النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وهو من الشخصيّات الشيعيّة المشهورة، وقد شارك هانئ بن عروة مع أمير المؤمنين عليه السلام أيّام خلافته في حروبه الثلاثة. وكان رضوان الله عليه زعيم قبيلة بني مراد وتحت لوائه وإمرته أربعة آلاف دارع وثمانية آلاف راجلٍ1.
وفي عهد معاوية كان بصحبة حجر بن عديّ فأراد معاوية قتله لكن شفع فيه بعضهم، فلم يقتله.
وعندما ورد مسلم بن عقيل إلى الكوفة ورأى خذلان أهلها أوى إلى منزل هانئ، ووصل الخبر إلى ابن زياد عبر أحد العيون، فافتُضح أمر مسلم، واعتقل هانئ بن عروة، فعذّبه عذاباً شديداً حتّى يسلّمه مسلم، لكنّه لم يرضخ لهذا الذلّ والعار وقال في جوابهم: "والله عليّ في ذلك من أعظم العارّ أن يكون مسلم في جواري وضيفي وهو رسول ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا حيٌّ صحيح الساعدين كثير الأعوان، والله لو لم أكن إلّا وحدي ليس لي ناصرٌ لما سلّمته إليه أبداً حتّى أموت"2.
وقلق بنو مذحج على أوضاع هانئ فحاصروا قصر ابن زياد، فخرج إليهم شريح القاضي ودعاهم إلى الهدوء مخبراً إيّاهم سلامة هانئ بن عروة، وأنّه لم يقتل وحينئذٍ خدع القوم ورجعوا وانصرفوا عنه، وبقي هانئ محبوساً حتّى اعتقل مسلم، فقتلهما ابن زياد في يوم واحد في الثامن من ذي الحجّة سنة 60 للهجرة3 وكان عمر هانئ حين شهادته يربو على التسعين سنة4.
وقيل إنّ هانئ لمّا أخرج من حبسه أخذ إلى السوق في ناحية للقصّابين وهو يستصرخ قبيلته: وا مذحجاه، فلم يجبه أحد منهم، وأمر عبيد الله بن زياد بضرب عنقه، فضربه غلام له اسمه رشيد بالسيف على عنقه فقتله وقطع رأسه وصلب جسده، وأرسل برأسه مع رأس مسلم بن عقيل إلى يزيد بن معاوية5.
ولمّا بلغ الحسين عليه السلام خبر استشهاد مسلم وهانئ استعبر وبكى بكاءً شديداً6وهو يكرّر قوله تعالى: ﴿إِنَّا لِلهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾، ويقول: "رحمة الله عليهما"7.
1- إبصار العين، ص110.
2- بحار الأنوار، ج45، ص20.
3- نفس المصدر، ص96.
4- المسعوديّ، مروج الذهب، ج3، ص59.
5- الفتوح، ص854 و855.
6- إبصار العين، ص141 و142.
7- نفس المصدر، ص139 نقلاً عن طبقات ابن سعد. وقال البعض بأنّ عمره كان تسعة وثمانين سنة (تنقيح المقال، ج3، ص288).