يتم التحميل...

العلم

علم وعمل وجهاد

يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "البعض يظن أن الفتيات يجب أن لا يدرسن، إنه خطأ واشتباه.". لطالما اهتم الاسلام بالعلم والتعلم واعتبر العلم حياة الدين و... تُرى هل الدين مختص بالرجال دون النساء حتى تحرم النساء من حياته، فتمنع من العلم والتعلم؟

عدد الزوار: 397

هل العلم حكر على الرجال؟

يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "البعض يظن أن الفتيات يجب أن لا يدرسن، إنه خطأ واشتباه.".

لطالما اهتم الاسلام بالعلم والتعلم واعتبر العلم حياة الدين و... تُرى هل الدين مختص بالرجال دون النساء حتى تحرم النساء من حياته، فتمنع من العلم والتعلم؟...

لا شك أن الدين هو للنساء كما هو للرجال: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون َ1، ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا... َ2، فإن كان العلم هو أمر مطلوب بنفسه وهو هدف وكمال، فلا شك أن النساء لهن سهمهن في الكمال ومن حقهن أن يحصلن على مثل هذا الهدف، وإن كان مطلوباً ليساعد الإنسان على تأدية دوره على هذه الأرض، وليميز بين العمل الصالح وغيره، وليختار الطريق الأسلم والأسلوب الأصح، فذلك كله لا يختص بالرجال بل هو ضروري وهام للنساء بنفس مقدار أهميته عند الرجال، لذلك لم يكن العلم في يوم من الأيام حكراً على فئة دون أخرى في الإسلام، لا في أدبياته ولا في سيرته على امتداد العصور، فالقران الكريم رغم كثرة الايات التي تحث فيه على العلم والتفكر والتدبر، لم يميز في اية واحدة بين الرجل والمرأة في ذلك. وكذلك في السيرة نجد سهم النساء في العلم ارتفع عالياً وحلق في سماء المجد مع ظهور الإسلام، حتى كان لقب العالمة من أسماء سيدة النساء وقدوة المسلمات فاطمة الزهراء عليها السلام ...

يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "وفي هذا المجال التقدم العلمي ليس هناك أيّ‏ُ فرق بين المرأة والرجل". وبعد ذلك كله من الطبيعي أن يطلق القائد دام ظله صرخته المستنكرة ليقول: "فمن يقول إن الرجل يمكنه أن يدرس والمرأة لا يمكنها ذلك؟".

في ظل الإسلام تعلمت المرأة

رغم كل محاولات إعلام العدو على امتداد الأزمنة لتشويه صورة الإسلام الناصعة وإشاعتهم فكرة أن الإسلام يضطهد المرأة ويمنعها من التعلم... إلا أن نظرة واحدة إلى تاريخ وحاضر المرأة في ظل الإسلام سيقلب ذلك كله ويدحضه، فالإسلام كان على الدوام ولا يزال يأخذ بيد المرأة ويرفعها في المجتمع داعماً حضورها لا سيما في ساحات العلم والتعلم، وهذا ما أكدته التجربة الإسلامية في العصر الحاضر أيضاً، ويشير الإمام الخامنئي دام ظله إلى ذلك بقوله: "النوع الأول هو تمجيد ومديح وشكر لحضور المرأة في الثورة، وفي الأعمال بعد الثورة، وفي أساس النهضة. فلولا حضورهنّ في ساحة المواجهة هذه لما انتصرت هذه النهضة أساساً. أو ما أراه اليوم في التقرير من إحصاءات أعلنها المسؤولون من ازدياد عدد النساء في الجامعة".

ويقول أيضاً دام ظله: "وفي المجالات العلمية أيضاً، فها أنتنّ‏ِ مصداق لهذا الحضور ونموذج عنه، وهناك من أمثالكنّ في مختلف المجالات".

علمها من أهداف الإسلام‏

إن ظاهرة ظهور العلماء من النساء في ظل الإسلام على الدوام، ليست من قبيل الصدفة، ولا هي وليدة أمر طارئ لأسباب عارضة، بل الأجواء الإسلامية بما رسم الله تعالى لها من أهداف تفرض ذلك كله، وتوصل المجتمع وخصوصاً النساء إليه، يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "فالإسلام يريد أن يبلغ الرشد الفكري والعلمي والاجتماعي والسياسي وأهم من ذلك كله رشد الروح والفضيلة عند المرأة، أن يبلغ حدّه الأعلى، وأن يكون لوجودها كعضو في المجتمع وفي الأسرة البشرية أعلى الفوائد والثمار. وكل تعاليم الإسلام تسعى إلى ذلك".

العلم تكليف للنساء

إن تعليم المرأة في الإسلام ليس مجرد أمر مقبول، بل هو أمر مطلوب ومرغوب فيه، وينبغي المسارعة إليه، والسير بخطوات متقدمة وثابتة فيه، ووجود مثل هذه الحالة هو من علامات سلامة المجتمع البشري وسيره بالاتجاه الصحيح، يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "إنّنا نعتقد أنّ‏ِ النساء في كلّ‏ِ مجتمعٍ بشري سالمٍ قادرات وعليهنّ‏ِ أن يجدن الفرصة لبذل الجهد والتسابق في مجال التقدّم العلمي".

وهذا ما يجب أن يقتنع به النساء قبل أي شخص في المجتمع ليبادرن إلى العلم والتعلم، يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "لا بد أن تكون هناك قناعة وإدراك بين النساء أنفسهنّ لضرورة التوجه نحو اكتساب المعرفة والعلم والمطالعة والوعي والمعلومات والمعارف، وأن يولين ذلك الأهمية".

الهدف من تعليم المرأة

لماذا تتعلم المرأة؟
هناك عدة أسباب يذكرها الإمام الخامنئي دام ظله تجعل من تعلم المرأة أمراً ضرورياً لا بد منه، ومن هذه الاسباب:

1-اكتساب المعرفة:
إن اكتساب المعرفة أمر مطلوب بنفسه، فالعلم كمال ووجوده ضروري لكل إنسان يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "إني أؤكد لكنّ أيتها النسوة المسلمات والمؤمنات اللواتي اجتمعتنّ اليوم هنا: من كانت منكنّ تدرس فلتدرس بجدّ، لكن الدراسة ليست مقدمة للعمل فقط، ليست من أجل العمل وكسب المال. إنّ‏ِ دراسة النساء أمر مهم جداً بهدف اكتساب المعرفة، ومهمة من أجل رفع مستوى الرشد الفكري. أما العمل فإنّه يأتي في الدرجة الثانية".

2- مقدمة العمل:
صحيح أن المرأة ليست مكلفة بشكل مباشر بتأمين لقمة العيش للعائلة، ولكن هذا لا يعني أن نمنعها من العمل، ولا يعني أن العمل غير مفيد وغير ضروري بالنسبة للمرأة وهو ما سنتعرض له في الفصل التالي إن شاء الله تعالى ، والعلم مقدمة ضرورية للعمل، وقد وردت الإشارة إلى ذلك في كلمة الإمام الخامنئي دام ظله السابقة.

3- رشد المجتمع:
المرأة هي نصف المجتمع على أقل تقدير وعندما تتعلم المرأة فهذا يعني أننا رفعنا نصف المجتمع من ظلمات الجهل إلى نور العلم، وهذا أمر لا يستهان به على مستوى رشد المجتمعات، وبذلك ستتضاعف طاقات المجتمع المتعلمة بشكل يسهل الاستفادة من المعلمين، ويؤمن أعداداً كافية لمهمة التعليم.

يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "إن المجتمع الذي تدرس فيه النساء والرجال، فإن عدد المتعلمين فيه يكون ضعف عدد المتعلمين في المجتمع الذي لا يدرس فيه إلا ذكوره. وعندما تدرّس النساء في المجتمع، فإن عدد المعلمين سيتضاعف عما هو عليه عندما يكون الرجال وحدهم معلمون".

ويقول دام ظله: "على فرض أن لدينا بين الخمسين مليون إنسان في مجتمعنا، لدينا مثلاً ثلاثين أو خمسة وثلاثين مليون إنسان في عمر يناسب تقديم الثمار لهذا البلد، فمن الطبيعي أن نصف هذا العدد هو من النساء، فهل من المعقول أن نغفل بسهولة عن كل هذه الطاقات الكامنة؟ وهل يعقل أن نتغاضى عن هذه الخزانة الإلهية المتمثلة بوجودهنّ‏ِ؟ لا بد أن يكون بينهنّ العالمات".

4-حل لكل المشاكل:
إن الكثير من مشاكل المجتمع وخصوصاً مشاكل المرأة فيه ناتجة عن عدم العلم أو قلته، فلو علمنا النساء بالشكل الصحيح والسليم، فإن الكثير من هذه المشاكل سنتهي. يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "ادفعن النساء للدراسة، شجّعن الفتيات على الدراسات العليا، أمّنّ‏َ وسهلن وسائل دخول الفتيات إلى المراكز العليا من خلال الطرق القانونية. إذا حصل ذلك فستحل كل الأمور برأيي".

5- جوهر الإنسان:
يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "إن الجوهر الإنساني عزيز لدى المرأة والرجل، وعندما يتعلّمان العلم والحكمة، فإنهما يسعيان إلى إبراز وجلاء ذلك الجوهر أكثر فأكثر. فإذا كانت هناك امرأة ما قد بلغت مستوى عالياً من العلم، لكنها غفلت عن جوهرها الإنساني، ولم تعتني به، وقللت من احترامه، فما هي قيمتها حينئذٍ؟ إن الجوهر الإنساني يجب أن ينمو لدى المرأة والرجل، وهي مسألة ذات قيمة".

أولويات التعلم

لا شك أن العلم له أبوابه الواسعة جداً وساحاته المترامية، فهل تعليم المرأة يعم كل هذه الساحات أم الأفضل توجيهها نحو ساحة معينة، وما هي تلك الساحات؟

1- تعليم القراءة والكتابة:
في البداية لا بد من الالتفات إلى ضرورة تعليم المرأة القراءة والكتابة فهذا الباب الاساسي الذي من خلاله تستطيع أن تطور نفسها علمياً وتتقدم في مراتب العلم.

يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "إن من جملة الأمور الأساسية جداً تعليم النساء القراءة والكتابة، ومن جملة الأعمال المهمة جداً دفع النساء للمطالعة. جدن أساليب مبتكرة لجعل النساء يمارسن المطالعة داخل بيوتهنّ‏ِ. للأسف إن نساءنا لا يأنسن كثيراً بالمطالعة، الاف الكتب تصدر في الأسواق وتنفذ دون أن يطّلعن عليها. هذه الكتب تمثل المعارف البشرية، وهي توقد الأذهان لفهم أفضل وفكر أحسن وابتكار أكثر، وتجعلها في موقع أفضل وأسلم".

ويقول أيضاًً دام ظله: "عليهم أن يسمحوا لبناتهم بالدراسة والمطالعة وقراءة الكتب، وأن يطّلعن على المعارف الدينية والإنسانية، لتقوى أذهانهنّ‏ِ وعقولهنّ‏ِ وتنشط. إنه أمر ضروري جداً".

2- أساليب التصرف في العائلة:
يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "ومن جملة الأمور الأخرى الهامة جداً تعليمهنّ‏ِ الأساليب الصحيحة للعمل والتصرّف داخل البيت، أي كيفية التعامل مع الزوج والأبناء، فهناك نساء جيدات، يمتلكن الصبر والعفو والأخلاق، لكنهنّ‏ِ يجهلن الأساليب الصحيحة للتصرف مع الزوج أو الأولاد. علّموهنّ‏ِ الأساليب العلمية والأمور التي تطوّرت من خلال التجربة البشرية يوماً بعد يوم، حتى بلغت مراحل جيدة. ومنكنّ‏ِ من خاضت تجارب جيدة، عليكنّ أن تجدن الأساليب المناسبة لإرشاد السيدات إلى هذه المسائل".

3- تعلم الطب:
من الأمور التي اهتم القائد بها وركز عليها، موضوع الطب وتعلم النساء هذا الجانب لسد الفراغات فيه. يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "وأشير هنا إلى ضرورة تخصص النساء في كافة الفروع والتخصّصات الطبية، وعدم الاكتفاء بالطب النسائي، فما دمنا نعتقد بضرورة وجود فاصلة في العلاقة والارتباط الاجتماعي بين المرأة والرجل، ونؤكد على رفض الاختلاط الحر بين المرأة والرجل، ونعتقد بالحجاب بمعناه الواقعي والكامل؛ لذلك لا يمكننا إهمال المسألة الطبية. أي أنه يلزمنا وجود نساء طبيبات بنفس النسبة الموجودة من الأطباء الرجال، حتى تتمكن المرأة من مراجعة الطبيبة في أي اختصاص أرادت، ولا داعي للمساس بتلك الفاصلة. بل علينا أن نرتب الأمر لتتمكن المرأة من مراجعة الطبيبة دون أي إشكال، الطبيبة المرأة وليس الطبيب الرجل. بعض النسوة يعتقدن أن على المرأة أن تدرس التخصصات النسائية فقط، وأن يبقى تخصصهنّ محصوراً بأمراض الحمل والولادة، لكن الأمر ليس كذلك، على النساء أن يدرسن جميع أنواع وأقسام الفروع التخصصية مثل: القلب والأمراض الداخلية والأعصاب وغير ذلك، إن ذلك فريضة عليهنّ‏ِ، وهو تكليف على النساء أكثر من الرجال حالياً. فرغم حاجة مجتمعنا لدراسة الفروع المختلفة للعلوم من أجل بناء المجتمع".

إذن فتعلم الفروع الطبية هو فريضة وتكليف على النساء أكثر مما هو على الرجال، حتى ترتفع حاجة النساء لمراجعة الطبيب الرجل، فوجود الطبيبات بأعداد كافية وفي جميع فروع الطب يخدم أهداف الإسلام بلا شك.

4- مختلف الفروع العلمية:
 يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "اسعين إلى تشجيع الجامعيات وقمن بإعدادهنّ في مختلف الفروع العلمية. فإن هذا العمل سيحقق أهداف الثورة والبلاد، والناس بحاجة لخدماتكنّ، كما إنهم بحاجة لأسلوب ولطريقة تعهدكنّ‏ِ والتزامكنّ‏ِ بالدين".

ويقول دام ظله: "إن العلم أمر عزيز جداً، وإني أؤيد أن تتعلم النساء في مجتمعنا جميع الفروع العلمية. في اللقاء السابق قبل عام أو عامين أكدت على أولوية الفروع الطبية، ذلك لأن الطب ضرورة نقدية وفورية لنا، لكن على النساء أن يقبلن على جميع الفروع والاختصاصات، ويستثمرن طاقاتهنّ‏ِ".

5- نظرة الإسلام للمرأة ودورها المطلوب:
يقول دام ظله: "على المرأة نفسها أن تعرف قبل غيرها شأنها الإسلامي وتدافع عنه. عليها أن تعرف ما هو حكم اللّه والقران والإسلام حول قضاياها، وما يُراد منها، وتفرضه عليها مسؤوليتها. وعليها أن تؤمن بما قال الإسلام وأراد، وأن تدافع عن ذلك. لأنها إن لم تفعل ذلك فإن الذين لا يلتزمون بأي مبدأ سيسمحون لأنفسهم بظلم المرأة. كما هو الحال اليوم في العالم الغربي حيث يلحق الرجل الغربي أفدح الظلم بالمرأة تحت ظل الأنظمة المادية لتلك الديار، ورغم كل الشعارات التي يطلقونها حول المرأة. حيث الأب يظلم ابنته، والأخ أخته، والزوج زوجته، وحيث تؤكد الإحصاءات التي ينشرونها أن أكبر ظلم وتعرّض وتعدٍ يلحق بالنساء والزوجات والأخوات بل وحتى البنات يرتكبه الرجال الذين يعيشون في الأنظمة الغربية. أي أنه عندما يكون النظام غير محكوم للقيم المعنوية، ولا
تعمر قلوب أهله باللّه؛ فإن الرجل يجد الطريق أمامه مفتوحاً ليظلم المرأة ويعتدي عليها، معتمداً بذلك على قدرته الجسدية.

إن الذي يمنع ذلك أمران:
الأول: الخوف من اللّه واحترام القانون وعمران القلب بالإيمان وما إلى ذلك.
والثاني: أن تكون المرأة مطلعة جيداً على حقها الإنسان والإلهي، وأن تدافع عنه، وأن تجد نفسها بالمعنى الحقيقي للكلمة".

6- كل مفيد ترغب به النساء:
يقول دام ظله: "على الفتيات أن يدرسن الفروع المفيدة لهنّ‏ِ والتي يرغبنها". "لقد قلت عدة مرات أن جزءاً مهماً من هذا الأمر يقع على عاتق واضعي القوانين، لكنّ‏ِ الجزء المهم الاخر يقع على عاتق النساء أنفسهنّ. أولاً من خلال الدراسة واكتساب المعارف الدينية والعلمية وعدم الاكتفاء بالدراسة الرسمية فقط، وقراءة الكتب والأنس بها. ومن خلال الإطلاع على الحقوق التي ضمنها الإسلام للمرأة المسلمة، وحقوق المرأة داخل أسرتها. فإذا سرنا في هذا الطريق الذي أشار إليه الإسلام، فسيختفي الظلم الذي لحق بالمرأة طوال التاريخ في سائر المجتمعات، ومن بينها مجتمعاتنا الإسلامية مع الأسف". "إن كان في هذه المحافظة أو في بعض المحافظات الأخرى هناك اباء يجبرون بناتهم الصغار على الزواج، ويزوجونهنّ‏ِ دون رضاهنّ‏ِ، فإن فعلهم ذاك يؤدي إلى إضعاف المرأة، ويعدّ حركة مخالفة لحقوق المرأة، وعلى القانون أن يواجه ذلك. وعلى وعي النساء ورشدهنّ‏ِ ومعرفتهنّ‏ِ ونباهتهنّ‏ِ أن تقف بوجه هذا النوع من التعدّي، فقد جعل الإسلام تلك الطرق أمام المرأة. وإلاّ فإنّ‏ِ ما يقوله أو يكتبه بعض الكتّاب المأخوذون والمخدوعون بالفكر الغربي لن يحلّ‏ِ أي عقدة من مشاكل نساء المجتمع، ولا يقدم لهنّ‏ِ أية خدمة أو معونة".

الالتزام بالموازين عند التعلم

إن العلم أمر شريف، فعلينا أن نحفظه ولا ندنسه بما هو غير مناسب، خصوصاً في مراحل التعلم التي تحتاج إلى ضوابط والتزام.

يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "إن على نساء إيران، وخاصة اللواتي استطعن أن يدرسن العلوم المختلفة في إطار الإسلام وأحكامه، وأهم من ذلك أنهنّ فعلن ذلك وهنّ‏ِ ملتزمات بالحجاب، عليهنّ‏ِ أن يفهمن النساء والفتيات والجامعيات في العالم أن العلم لا يعني التهتك، وليس من شروط طلب العلم التهتك في الموازين الأخلاقية وفي المعاشرة بين المرأة والرجل؛ بل يمكن تحصيل العلم مع الالتزام الكامل بهذه الموازين، والوصول إلى درجات ومستويات عالية. وإن وجودكنّ‏ِ يمكنه أن يشكل نموذجاً من ذلك النداء العالمي للإسلام".

ويقول دام ظله: "وعلينا نحن أن نثبت أن الإسلام قادر على فعل ذلك كله، قادر على نشر العلم، وأن يكون تعلم المرأة للعلم مقروناً بالالتزام".

جامعة خاصة بالنساء

إن الالتفات إلى الضوابط الشرعية أمر مهم جداً في الساحات العلمية، والحد من الاختلاط يساعد على ذلك ايضاً، من هنا كانت فكرة إنشاء جامعة خاصة بالنساء، وقد بارك الإمام الخامنئي دام ظله هذه الفكرة.

 يقول دام ظله: "بلغني أن هناك نية وحديث لإيجاد جامعة خاصة بالنساء إن شاء اللّه، أي أن يكون الأستاذ فيها والمدير والطلاب، بل وحتى الجهاز الإداري من النساء، خاصة في الجامعات الطبية. إنها فكرة جيدة جداً. إني أنظر للأمر من بعيد، دون أن أتابع جوانب القضية بشكل مفصّل، لعدم وجود فرصة لذلك، لكنّي أرى بشكل إجمالي أن هذا الأمر جيد جداً، ويتناسب بشكل كامل مع الأهداف العامة والقيمة لحركة المرأة في مجتمعنا. أسأل اللّه أن يوفقكنّ‏ِ ويؤيدكنّ‏ِ في ذلك".

المتعلمات فخرنا

المرأة المتعلمة ليس عنصراً شاذاً في المجتمع بل هي فخر للنساء بل للمسلمين عموماً، يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "أننا نفخر بوجود سيّدات من أمثالكنّ، ذلك لأن أية دعاية وإدعاء إذا اقترب من مرحلة العمل والتحقق, فسيجد قيمته الواقعية". إن وجود امرأة متعلمة ملتزمة بالموازين الشرعية هو فخر وقدوة ونموذج يؤكد أهداف الإسلام.

يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "وإننا نفتخر بوجود النسوة اللاتي حافظن على الموازين الإسلامية، وبلغن مع ذلك قمة الاستعداد البشري من الناحية العلمية والأخلاقية والسياسية والاجتماعية".

*المرأة علم وعمل وجهاد, سلسلة في رحاب الولي الخامنئي, نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


1- النحل:97
2- سبأ:28

2013-02-13