ذكرى انتصار الثورة الإسلاميّة الإيرانية
ربيع2
على الرغم من مئات المؤامرات الاقتصادية والسياسية والثقافية التي يحيكها الأعداء، أصبح الشعب الإيراني اليوم، بفضل الثورة، شعباً حيّاً وفاعلاً، والمسؤولون ورجال الحكومة مثابرين ومخلصين، وطاقات الشباب في ازدهار ونمو، ومشاريع البناء المادّي والمعنوي
عدد الزوار: 189
نور الأسبوع: ذكرى انتصار الثورة الإسلاميّة الإيرانية
الموضوع: من كلام للسيد القائد الخامنئي دام ظلّه في المناسبة
الجمهوريّة الإسلامية وآفاق المستقبل:
على الرغم من مئات المؤامرات الاقتصادية والسياسية والثقافية التي يحيكها الأعداء، أصبح الشعب الإيراني اليوم، بفضل الثورة، شعباً حيّاً وفاعلاً، والمسؤولون ورجال الحكومة مثابرين ومخلصين، وطاقات الشباب في ازدهار ونمو، ومشاريع البناء المادّي والمعنوي في تقدّم مطرد على يد الإيرانيين، وعزة واستقلال البلد صار، ممّا يُضرب به المثل في العالم، والترابط بين الشعب والمسؤولين قلّما تجد له نظيراً في العالم كلّه، والشعارات والأهداف واحدة لدى كل من الشعب والحكومة، وتصبّ كلها في اتّجاه بناء إيران كبرى ومتقدمة ومتحدة لتكون أنموذجاً للدول الإسلامية.
وفي الوقت الحاضر يجب على الشعب العزيز، وخاصة الشباب الذين هم أمل مستقبل البلد، ان يبنوا المستقبل انطلاقاً من الماضي والحاضر، والخطوة الأولى على هذا السبيل هي معرفة النعمة الإلهية الكبرى المتمثلة في الثورة والإسلام، وشكر الله تعالى عليها ودعوته لتوفيقنا لمواصلة هذا النهج الواضح الذي يوفر للإنسان السعادة. ويجب ان لا يكون ضجيج الأعداء سبباً لتثبيط العزائم وزرع الرعب في القلوب، فقد أثبت الشعب الإيراني مقدرته على إلحاق الهزيمة بأعدائه من قبيل القوى العظمى في مختلف الميادين، وإزاحة العدو عن طريقه بالثبات والإيمان والجهاد. من الخطأ الفادح ان يتصور المرء إمكانية صدّ العدو عن الزحف بأساليب المرونة والتراجع، فالعدو، أي الاستكبار العالمي وخاصة أمريكا والصهيونية، لا يرضى بأدنى من إعادة الوضع الى ما كان عليه قبل الثورة، أي التسلط الكامل على شؤون إيران سياسياً واقتصادياً، والإتيان بعميل كمحمد رضا بهلوي.
ولهذا يجب على الشعب الإيراني بصلابته وحزمه زرع اليأس في قلوبهم إلى الأبد، فهنالك اليوم ملايين من الأيدي والعقول والطاقات الإيرانية التي تقوم بأعمالها في بناء وإعمار البلد واستثمار الثروات الحيوية من أجل إعلاء شأن إيران مادياً ومعنوياً، وهؤلاء لهم همم لاولن تسمح بعودة الأجانب للهيمنة على هذه الثروات كما كان عليه الحال في العهدين القاجاري والبهلوي، وإبقاء أصحابها الأصليين في حضيض الفقر والجهل والذلّ. لقد كسرت الثورة الإسلامية حاجز الرعب والهيبة التي كانت للقوى الكبرى في القلوب، وأزاحت أقنعة الرياء والتظاهر بالصداقة عن وجوههم الكريهة الحاقدة.
احذروا مكائد الأعداء:
لقد تبدلت الدعايات المعادية اليوم...إلى كلام مكرر يثير الاشمئزاز في النفوس، فالذين دافعوا بكل وقاحة عن المذبحة الدموية التي ارتكبت في الخامس عشر من خرداد، وعن مذبحة السابع عشر من شهريور، أخذوا يتحدثون اليوم عن حقوق الإنسان، ومن ساندوا ودعموا النظام الدكتاتوري البهلوي الأسود على مدى خمسين سنة ونيف، يتهمون الجمهورية الإسلامية اليوم بالدكتاتورية، ومن فرضوا على إيران حالة التخلف لعشرات السنين عن ركب التقدم العالمي من خلال نهب وتدمير الثروات الوطنية وإيفاد صناعات ناقصة ومتخلفة إليها، يتجاهلون اليوم ما يجري في إيران من ازدهار خارق أحدثته الثورة في مجال العمران، والجهات التي لازالت تراودها أحلام العودة بإيران إلى العهد الملكي المظلم تصف النظام الثوري الفتي بالرجعية. إن الشعب الإيراني الواعي ومن ترعرعوا في الأجواء الإسلامية السياسية لا تنطلي عليهم هذه الخدائع الاستكبارية والسلطوية.
مازال العدو مكبّاً على ممارساته المعهودة، غير إن آفاق المستقبل واضحة وجلية، فالجيل الجديد على أهبة الاستعداد لمقارعة القوى المعروفة بعدائها لنا، وشباب اليوم بإلقائه نظرة عابرة على التاريخ القصير لكن الحافل بالأحداث للعشرين سنة الماضية، أصبح على معرفة تامة بماهية أمريكا والصهيونية، ولا يمكن إن تخدعه حيلهم ووجومهم وابتساماتهم. هذا البلد ملك للشعب، والشعب على أتمّ الاستعداد للدفاع عن بلده وعن استقلاله ومجده، أمّا الخانعون المتخاذلون أو الميالون إلى الراحة واللذة فلن يستطيعوا بأقلامهم المسمومة ومقولاتهم المستقاة مما يمليه عليهم العدو، سوق الشعب بالاتجاه الذي يحلو لطلاّب السلطة والناهبين، ولن تؤدي بهم هذه الأساليب إلاّ إلى فضح أنفسهم.
وصايا الى الشعب والمسؤولين:
أتقدم في ختام كلمتي هذه ببعض الوصايا لأبناء الشعب الإيراني العظيم وللمسؤولين وللنخبة الخيرة من أبناء الشعب:
1- أوصي رجال الحكومة والمسؤولين في السلطات الثلاث والقوات المسلّحة ان يقدّروا خدمة هذا الشعب الكبير وهذا البلد المبارك، فخدماتهم المخلصة هي خدمة للإسلام وللبشرية. وأن يخطوا خطوات كبيرة بالتوكل على اللّه. وإيّاهم ان تلهيهم هواجس حبّ التسلط وجمع حطام الدنيا عن أداء المهمّة الكبرى الملقاة على عاتقهم، لأن اللحظة التاريخية التي نعيشها أهمّ وأخطر من ان يضيعها أحد منّا نحن خدام الشعب في الانغماس بجمع الثروة لنفسه أو لأبنائه وذويه، فتحل عليه لعنة الله ولعنة الناس أجمعين.
2- أنبّه علماء الدين وكل الواعين والمثقفين وعلماء مختلف الفنون بأن الجيل الشاب المستعد، والأجواء الحرّة والخصبة في البلد، تتيح لهم فرصة ثمينة من أجل تعليم وتربية أبناء الشعب. عليهم باستغلال هذه الفرصة النادرة التي توفّرت بفضل الثورة الإسلامية وفي ظل الكثير من التضحيات، والسعي لإنارة القلوب بنور المعارف الإسلامية وصقل العقول بالمنطق الراسخ، وتجسيد آفاق المستقبل أمام أنظار الشعب.
3- أوصي التيارات والفصائل السياسية الداخلية بشحذ هممها لصالح التنمية الفكرية والسياسية للشعب، ولا تعتبروا الوصول إلى السلطة هدفاً، فالعمل السياسي السليم إذا كان خلواً من التناحر وكيل الاتهامات وبثّ الإشاعات، وإذا اقترن بالإخلاص والنيّة الصالحة فهو عبادة، وله أثر في اجتذاب قلوب الناس، بينما إذا طغت عليه المآرب الفئوية والأساليب القبلية، فلا ينال رضا الشعب. يجب أن لا يتسبب العمل الحزبي والفئوي في إلحاق الضرر بالوحدة الوطنية، وأن لا تنسحب الصراعات الحزبية إلى سائر أبناء الشعب.
وفي الختام أتوجه إلى الباري تعالى وأسأله بلطفه وكرمه أن يمنّ على الجميع بالهداية والتوفيق، وأتوسّل بولي الله الأعظم أرواحنا فداه أن يدعو للإسلام والمسلمين بالنصر، وللشعب الإيراني بالتوفيق والغلبة في جميع الميادين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين