تقسيم العمل
العلاقات الزوجية
عندما يعيش اثنان جنباً إلى جنب ويتزوّجان، فإنّه توجد بعض الوظائف المشتركة بينهما، مثل تحمُّل أعباء الأُسرة أو التعاون المتنوِّع والمؤثِّر في تقدُّم الأُسرة.
عدد الزوار: 116
95-
تقسيم الأعمال:
يقول وليّ أمر المسلمين
السيّد علي الخامنئي دام
ظله :
" عندما يعيش اثنان
جنباً إلى جنب ويتزوّجان،
فإنّه توجد بعض الوظائف
المشتركة بينهما، مثل
تحمُّل أعباء الأُسرة أو
التعاون المتنوِّع
والمؤثِّر في تقدُّم
الأُسرة. فعليهم أنْ
يتعاونوا. فهذه الأمور هي
أمور مشتركة بين الزوج
والزوجة.. والحالة الأمثل
– هنا – أنْ يُقسَّم
العمل، وأحياناً لا
يُقسّم، إلا أنّ الأفضل
هو تقسيم العمل، فتُنجز
المرأة بعض الأعمال
ويُنجز الرجل بعضها
الآخر. كما هو الحال في
جميع الأعمال المشتركة..
أو من هم في موقع واحد"1
.
" على الزوج والزوجة أنْ
يتعاونا في محيط الأُسرة،
فإذا كان الزوج في مشكلة
أو ضائقةٍ معيّنة، فعلى
الزوجة أنْ تتكيّف معه.
وكذلك إذا واجهت المرأة
صعوبات في مجال العمل أو
في داخل البيت أو حيثما
كانت، فعلى الزوج أيضاً
أنْ يُساعدها، فيجب أنْ
يَعتبر كلّ واحد منهما
نفسه شريكاً في مصير
الآخر، وأنْ يقوما بذلك
في سبيل الله تعالى"2
.
التعاون والإصلاح:
" يجب على الرجل
والمرأة أنْ يساعد أحدهما
الآخر في الطريق الصحيح
والصراط المستقيم، فإذا
شاهد كلٌّ منهما أنّ
الآخر يعمل عملاً حسناً
فعليه أنْ
يُشجّعه، وبالعكس، إذا
شعرا بوجود انحراف لا سمح
الله فعليهما أنْ يعملا
على إصلاحه، وأنْ يُساعد
أحدهما الآخر ويشجّعه في
الطريق الصحيح"3.
" يسعى الزوج والزوجة إلى
إصلاح أحدهما الآخر، لا
أنَّ أحدهما سيدٌ على
الآخر، يُكثر من طعنه، بل
يكون مثل أبٍ وأمٍّ
رؤوفين"4.
" الوجه المشترك بين
الزوجين في الحياة لا بدّ
أن يكون عبارة عن
التوجُّه إلى الله تعالى،
واتِّباع الأوامر الإلهية
والعمل بها، وعلى الرجل
والمرأة أنْ يحفظ أحدهما
الآخر في هذا الطريق،
فإذا رأت الزوجة أنَّ
الزوج لا يهتم بالمسائل
الدينية، فعليها أنْ
تُجبره على العودة إلى
الطريق الإلهيّ، بالحكمة
والأخلاق الحسنة
والَّلطافة التي تتمتّع
بها المرأة. وإذا شاهد
الرجل أنّ زوجته غير
مبالية وجب عليه أنْ يقوم
بتلك الوظيفة، وهذا من
الأمور الضروريّة في
الحياة"5.
96-
تقديم الدعم
المعنويّ:
" التعاون والمساعدة قد
لا يكون أحياناً في أنْ
يقوم أحدهما بعمل الآخر،
بل بأنْ يُساعده معنوياً.
عادة ما يواجه الرجال
مشاكل أكثر صعوبةً في
المجتمع، بإمكان النساء
تقويتهم، وإزاحة التعب
عنهم، والتبسُّم لهم
وإدخال السرور عليهم،
وكذلك لو كان لدى المرأة
عمل خارج البيت، فينبغي
للرجل أن يقدِّم لها
الدعم والمساعدة"6.
" المقصود بالتعاون هو
التعاون الروحيّ، وأنْ
تُدرك المرأة الحاجات
الأساسيّة للرجل، فلا
تضغط عليه من الناحية
الأخلاقيّة، ولا تفعل ما
من شأنه أنْ يُقعِده عن
شؤون حياته ويقوده – لا
سمح الله – إلى سلوك
الطرق المنحرفة. عليها
أنْ تُشجِّعه وتحثّه على
الثبات والمقاومة في
ميادين الحياة.
وإذا كان عمله يستدعي
التأثير بعض الشيء على
وضعه العائلي فلا تُشعره
بذلك، هذا ما يجب على
المرأة، والرجل من جهته
أيضاً مُكلَّف بأن يُدرك
متطلبات المرأة ويفهم
أحاسيسها ولا يغفل عنها"7.
تهيئة الوسائل لا وضع
العراقيل:
"إذا لاحظ الرجل أنّ
امرته تُريد أنْ تخطو
خطوة إيجابيّة في طريق
أداء واجباتها الدينيّة،
فعليه أنْ يُهيّئ لها
الوسائل اللازمة ولا يضع
أمامها العراقيل، مثلاً
بعض النساء يرغبن في
إكمال دراستهن أو يحضرن
الدروس الدينية، أو
يتعلّمن القرآن أو يقمنَ
بأعمال خيريّة، لكنّ
أزواجهن يُسيئون إليهنّ،
فيقولون: لا وقت لدينا
لمثل هذه الأعمال، لقد
تزوّجنا لنعيش حياتنا،
فلا يدعون المرأة تقوم
بعمل الخير هذا، على
العكس من بعض الرجال
الذين يُريدون أنْ يُعطوا
الصدقات الجارية، وأنْ
يُساهموا في الأعمال
المختلفة، لكنّ النساء
تُمانع في ذلك"8.
97-
عمل المرأة:
يقول دام ظله:
"يسألنا بعضهم، هل
توافقون على عمل المرأة؟
نقول: طبعاً.
نحن نُعارِض بطالة
النساء، لا بُدَّ للمرأة
أنْ تعمل وهذا العمل
نوعان: أحدهما العمل في
البيت، والآخر العمل خارج
البيت، وكلاهما عمل. فإذا
كانت هناك من هي قادرة
على العمل خارج البيت
فيجب أنْ تعمل.. وهو أمرٌ
حسن جدّاً، لكن بشرط أنْ
لا يضُرّ هذا العمل –
حتّى العمل داخل البيت –
بالعلاقة الزوجية، فبعض
النساء تعمل من الصباح
إلى الليل، ثمّ عندما
يعود الرجل إلى البيت لا
تُطيق حتّى التبسّم
بوجهه، هذا أمرٌ سيِّئ،
يجب القيام بأعمال البيت،
لكن ليس
إلى الحدّ الذي يؤدّي إلى
هدم الأُسرة"9.
"إذا أرادت المرأة العمل
خارج البيت فلا إشكال في
ذلك، والإسلام أيضاً لا
يُمانع، لكنَّ هذا ليس من
واجبها، ما يجب عليها هو
حفظ الجوّ الحياتيّ لجميع
أفراد العائلة"10.
98-
أرقى أنواع
المساعدة:
"يجب أنّ يُراعي أحدكما
الآخر في جميع الظروف
والأحوال. ساعدوا بعضكم
بعضاً وكونوا عوناً
وعضداً بعضكم لبعض،
خصوصاً في مجال العمل في
سبيل الله وفي طريق أداء
الواجب، فإذا كان الرجل
هو الذي يعمل في سبيل
الله فعلى المرأة أنْ
تُساعده، أو كانت المرأة
هي التي تقوم بواجبها في
سبيل الله فعلى الرجل أنْ
يُساعِدها، فأيٌّ منهما
كان هو المجاهد فعلى
الآخر أن يُساعِده"11.
"فإذا كان الرجل يعمل في
المجال العلميّ وفي مجال
النشاط والجهاد في مؤسسات
الجمهوريّة الإسلاميّة،
فعلى المرأة أنْ تتعاون
معه لكي يتمكّن من القيام
بعمله بسهولة. وكذلك
الرجال والفتيان ينبغي
أنْ يُعطوا الفرصة
لنسائهم لكي يدخلن في
ميادين المنافسة المعنوية
تلك، بحيث يستطعن الدراسة
أو المشاركة في النشاطات
الاجتماعية إذا أردن ذلك"12.
"على كلٍّ من الرجل
والمرأة أنْ يسعى لهداية
الآخر إلى طريق الله،
وأنْ يُساعد أحدهما الآخر
على الثبات على الصراط
المستقيم. وأنْ يكون
مصداق قوله تعالى
﴿وَتَوَاصَوْا
بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا
بِالصَّبْرِ﴾13
والذي هو من خصائص
الإسلام، وأهمّ خصائص
الإيمان، نصب أعينهما"14.
"ليس
المقصود بالمساعدة هو غسل
الأواني أو ما شابه –
طبعاً هذا نوع من
المساعدة – لكنّ المقصود
هو المساعدة المعنوية
والفكريّة أي أنْ يُساعد
أحدهما الآخر في الثبات
على طريق الإسلام، وأنْ
يوصي أحدهما الآخر
بالتقوى والصبر والتديّن،
يوصيه بالعفّة والقناعة
والزهد.. وأنْ يتعاونا
لكي يتمكّنا – إن شاء
الله – من أنْ يعيشا على
أفضل وجه"15.
أهميّة أعمال البيت:
"ليست الأعمال التي
تقوم بها المرأة داخل
البيت بأقلّ أهميّة من
الأعمال التي تكون خارج
البيت ولا أقلّ تعباً، بل
ربما يكون تعبها أكبر.
فالمرأة ولكي تُدير البيت
تحتاج إلى السعي وبذل
الجهد، لأنّ المدير في
داخل البيت هو المرأة،
فربّة البيت تعني ذلك
الشخص الذي يكون محيط
الأُسرة تحت إشرافه
وتدبيره وإدارته، فهذا
أيضاً عمل مُجهِد ودقيق،
والمهارة النسائية هي
الوحيدة القادرة على
القيام بمثل هذا العمل،
ولا يُمكن لأيِّ رجل أنْ
يقوم بهذا العمل بهذه
الدقّة"16.
"فالمرأة ليست عاطلة عن
العمل في داخل البيت كما
يعتقد بعض الناس، كلاّ!
فالمرأة تقوم بأكثر
الأعمال وأصعبها وأدقّها
في داخل البيت"17.
"بعض الناس يعتقد أنّ كون
العمل المنزليّ هو عمل
المرأة، هو إهانة للمرأة،
كلاّ، لا توجد أيّ إهانة،
بل إنّ أهمّ عمل للمرأة
هو أنْ تُدير عجلة
الحياة"18.
الحضانة مهارةٌ عظمى:
"بعض أعمال المنزل
صعبة جدّاً، تربية الطفل
أحد تلك الأعمال الشاقّة.
أيّ عمل ومهما تصوَّرتموه
صعباً، فإنّه في الحقيقة
يُصبح سهلاً بالقياس إلى
تربية
الأطفال. فالحضانة فنٌّ
عظيم، ولا يُمكن للرجل
أنْ يقوم بهذا العمل ولو
ليومٍ واحد، أمّا النساء
فيقمن بهذا العمل الكبير
بدقّة وسعة صدر وظرافة،
حيث أودع الله تعالى في
غرائزهنّ مثل هذه القدرة.
إنّ تربية الأطفال عمل
صعب يُنهِك الإنسان في
الحقيقة ويهدّ قواه"19.
101-
الجمع بين العمل والحياة:
"الشباب الذين يعملون في
سبيل الله لا ينبغي أنْ
يُوقفهم الزواج عن عملهم
هذا"20.
"نحن نوصي الرجال دائماً
بأنْ لا يُعرضوا عن بيتهم
وحياتهم عندما يكون لديهم
عمل. بعضهم يخرج من
الصباح الباكر إلى
العاشرة ليلاً.. كلاَّ!
نحن نوصي الأشخاص الذين
بإمكانهم أنْ يعودوا وقت
الظهر إلى بيوتهم
ويتناولوا الغداء مع
زوجاتهم وأطفالهم ولو
لساعة واحدة ثمّ يعودون
إلى عملهم ليعودوا بعدها
إلى بيوتهم أوّل الليل
ليجلسوا مع أطفالهم،
وتكون هناك لقاءات
حقيقيّة"21.
المرأة أقوى من الرجل
من جوانب عدّة...:
"هؤلاء الرجال الذين
تُشاهدونهم بذلك الجسم
والعضلات، كلّ هذا شيء
ظاهريّ، لكن من ناحية
التركيبة الذهنية، وفي
الجوانب العاطفية، فإنّ
المرأة أقوى من الرجل
وأكثر قدرة على التحمُّل
وإيجاد الحلول. هذه هي
طبيعة المرأة، وهكذا هُنّ
أغلب النساء. طبعاً من
الممكن أنْ لا يكون بعض
النساء كذلك، لكنّ الغرض
هو أنّ النساء أكثر قدرة
على التغلُّب بلباقة على
عوامل الإحباط، فبشيء من
التنازل وشيء من المداراة
وبالوسائل المتاحة، يقمن
بهذا الدور ويأخذن الرجل إلى حيث يجب أن
يكون، لكي تُصبح الحياة
إن شاء الله أجمل"
22.
السيّدة الزهراء عليها
السلام القدوة:
"لا بُدَّ أنّكم جميعاً
سمعتم عن حياة السيدة
الزهراء عليها السلام من
حيث البساطة في مراسم
الزواج، ثمّ حياة تلك
المرأة العظيمة، حياة
الفقر والزهد، حيث تلك
الحجرة وذلك الفراش
البسيط وعملها داخل البيت
في مقابل ذلك، وجهودها
الكبيرة وصبرها مع زوج
كأمير المؤمنين عليه
السلام والذي كان مشغولاً
بالعمل والنشاط طيلة مدّة
حياته.
إذا كان هناك قتال كان
عليّ عليه السلام في
المقدّمة، وحيثما كان
هناك عمل مهمّ كان عليّ
عليه السلام السبّاق
إليه. لقد عاشا سويّة ما
يقارب العشر سنوات، هل
تُلاحظون؟
انظروا كيف استطاع هذا
الزوج الشابّ خلال هذه
العشر سنوات أنْ يقوم
بواجباته الإنسانية
المتعارفة تجاه زوجته
وأبنائه؟
فالصبر على حياة كهذه،
على فقر ومشقّة كهذه،
والقيام بذلك الجهاد
العظيم وتربية هكذا
أبناء، وتلك التضحيات
العظيمة التي قامت بها
السيِّدة الزهراء، والتي
سمعتم ببعضها، كلّ هذا
قدوة في الحياة. فعلى
بناتنا أنْ يقتدين
بالسيّدة الزهراء عليها
السلام وعلى أبنائنا كذلك
أنْ يقتدوا بالسيّدة
الزهراء وبأمير المؤمنين
عليه السلام "23
.
1- خطبة العقد المؤرخة 22/12/1378 هـ.ش.
2- خطبة العقد المؤرخة 15/1/1378 هـ.ش.
3- خطبة العقد المؤرخة 4/6/1379 هـ.ش.
4- خطبة العقد المؤرخة 22/12/1372 هـ.ش.
5- خطبة العقد المؤرخة 13/2/1372 هـ.ش.
6- خطبة العقد المؤرخة 15/1/1378 هـ.ش.
7- خطبة العقد المؤرخة 10/2/1375 هـ.ش.
8- خطبة العقد المؤرخة 11/5/1374 هـ.ش.
9- خطبة العقد المؤرخة 12/11/1372 هـ.ش.
10- خطبة العقد المؤرخة 8/3/1381 هـ.ش.
11- خطبة العقد المؤرخة 11/5/1374 هـ.ش.
12- خطبة العقد المؤرخة 5/1/1372 هـ.ش.
13- سورة العصر، الآية 3.
14- خطبة العقد المؤرخة 8/5/1374 هـ.ش.
15- خطبة العقد المؤرخة 13/12/1377 هـ.ش.
16- خطبة العقد المؤرخة 6/6/1381 هـ.ش.
17- خطبة العقد المؤرخة 18/12/1376 هـ.ش.
18- خطبة العقد المؤرخة 8/3/1381 هـ.ش.
19- خطبة العقد المؤرخة 22/8/1384 هـ.ش.
20- خطبة العقد المؤرخة 19/9/1371 هـ.ش.
21- خطبة العقد المؤرخة 18/6/1376 هـ.ش.
22- خطبة العقد المؤرخة 24/1/1378 هـ.ش.
23- خطبة العقد المؤرخة 24/9/1376 هـ.ش.