فاطمة تتحدّث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
السيدة فاطمة بنت أسد (ع)
عن السيّدة فاطمة بنت أسد عليها السلام، قالت: لمّا ظهرت أمارة وفاة عبدالمطّلب، قال لأولاده: من يكفل محمداً؟ قالوا: هو أكيس منّا، فقل لـه يختار لنفسه.
عدد الزوار: 198
عن السيّدة فاطمة بنت أسد
عليها السلام، قالت: لمّا ظهرت أمارة وفاة عبدالمطّلب، قال لأولاده: من يكفل
محمداً؟
قالوا: هو أكيس منّا، فقل لـه يختار لنفسه.
فقال عبد المطّلب: يا محمد جدّك على جناح السفر إلى القيامة، أي عمومتك وعمّاتك
تريد أن يكفلك؟
فنظر في وجوههم ثمّ زحف إلى عند أبي طالب عليه السلام.
فقال لـه عبد المطّلب: يا أبا طالب إني قد عرفت ديانتك وأمانتك، فكن لـه كما كنت
له.
قالت: فلمّا توفّي أخذه أبو طالب، وكنت أخدمه وكان يدعوني الأم.
قالت: وكان في بستان دارنا نخلات، وكان أول إدراك الرطب ، وكان أربعون صبياً من
أتراب محمّد، يدخلون علينا كل يوم في البستان، ويلتقطون ما يسقط، فما رأيت قطّ
محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم يأخذ رطبة من يد صبي سبق إليها، والآخرون يختلس
بعضهم من بعض، وكنت كل يوم ألتقط لمحمد حفنة فما فوقها، وكذلك جاريتي، فاتّفق يوماً
أن نسيت أن ألتقط لـه شيئاً، ونسيت جاريتي، وكان محمّد نائماً، ودخل الصبيان وأخذوا
كل ما سقط من الرطب، وانصرفوا فنمت فوضعت الكم على وجهي حياء من محمد صلى الله عليه
وآله وسلم.
قالت: فانتبه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ودخل البستان فلم يرَ رطبة على وجه
الأرض، فانصرف، فقالت لـه الجارية: إنّا نسينا أن نلتقط شيئاً، والصبيان دخلوا
وأكلوا جميع ما كان قد سقط.
قالت: فانصرف محمد إلى البستان، وأشار إلى نخلة، وقال: أيّتها الشجرة أنا جائع!
قالت: فرأيت النخلة قد وضعت أغصانها التي عليها الرطب، حتى أكل منها محمد صلى الله
عليه وآله وسلم ما أراد، ثم ارتفعت إلى موضعها.
قالت فاطمة: فتعجّبت، وكان أبو طالب قد خرج من الدار، وكل يوم إذا رجع وقرع الباب
كنت أقول للجارية حتى تفتح الباب، فقرع أبو طالب الباب فعدوت حافية إليه وفتحت
الباب وحكيت لـه ما رأيت.
فقال: هو إنما يكون نبياً، أنت تلدين وزيره بعد ثلاثين، فولدت علياً عليه السلام
كما قال.
إن فاطمة بنت أسد ولدت طالباً، ولم نعرف لـه خبراً وقالوا: إنه لا عقب له، وقد
توفّي قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بثلاث سنين.
كما ولدت عقيلاً وجعفراً وعلياً، وكل واحد أسنُّ من الآخر بعشر سنين.
وولدت من البنات: اُم هانيء واسمها (فاختة)، وجمانة.
* أمهات المعصومين عليهم السلام / السيد محمد الشيرازي.