ذي الكفل (ع)
قصص من زمان بعض الأنبياء(ع)
فقال تعالى: (وَ إِسْماعِيلَ وَ إِدْرِيسَ وَ ذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ وَ أَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِين). قصص الأنبياء بالإسناد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن ذا الكفل كان رجلا من حضرموت و اسمه عويديا بن أديم.
عدد الزوار: 220
فقال تعالى: ﴿وَ إِسْماعِيلَ وَ إِدْرِيسَ وَ ذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ وَ أَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِين﴾.
قصص الأنبياء بالإسناد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن ذا الكفل كان رجلا من حضرموت و اسمه عويديا بن أديم.
و لما كبر اليسع عليه السلام قال إني استخلفت رجلا يعمل على الناس في حياتي فانظر كيف يعمل فجمع الناس فقال لهم من يتقبل مني ثلاثا أستخلفه بعدي أن يصوم النهار و يقوم الليل و لا يغضب فقام رجل تزدريه الأعين فقال أنا و كان نبيا و كان يقضي أول النهار.
فقال إبليس لأتباعه من له فقال واحد منهم يقال له الأبيض أنا فقال إبليس فاذهب إليه لعلك تغضبه.
فلما انتصف النهار جاء الأبيض إلى ذي الكفل و قد أخذ مضجعه فصاح و قال إني مظلوم فقال قل له تعال فقال لا انصرف قال فأعطاه خاتمه فقال اذهب و أتني بصاحبك فذهب حتى إذا كان من الغد جاء إلى تلك الساعة التي أخذ هو مضجعه فصاح إني مظلوم و إن خصمي لم يلتفت إلى خاتمك فقال له الحاجب ويحك دعه ينم فإنه لم ينم البارحة و لا أمس قال لا أدعه ينام و أنا مظلوم فدخل الحاجب و أعلمه فكتب إليه كتابا و ختمه و دفعه إليه فذهب حتى إذا كان من الغد حين أخذ مضجعه جاء فصاح فقال ما التفت إلى شيء من أمرك و لم يزل يصيح حتى قام و أخذ بيده في يوم شديد الحر لو وضعت فيه بضعة لحم على الشمس لنضجت.
فلما رأى الأبيض ذلك انتزع يده من يده و يئس منه أن يغضب.
فأنزل الله تعالى قصته على نبيه ليصبر على الأذى كما يصبر الأنبياء عليهم السلام على البلاء.
و عن عبد العظيم الحسني قال كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام عن ذي الكفل ما اسمه و هل كان من المرسلين.
فكتب صلى الله عليه وآله وسلم بعث الله تعالى جل ذكره مائة ألف نبي و أربعة و عشرين ألف نبي المرسلون منهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا و أن ذا الكفل منهم صلى الله عليه وآله وسلم و كان بعدسليمان عليه السلام و كان يقضي بين الناس كما كان يقضي داود عليه السلام و لم يغضب إلا لله عز و جل و كان اسمه عويديا.
و قال الشيخ الطبرسي و أما ذو الكفل فاختلف فيه.
فقيل إنه كان رجلا صالحا و لم يكن نبيا و لكنه تكفل لنبي صوم النهار و قيام الليل و أن لا يغضب و يعمل بالحق فوفى بذلك فشكر الله ذلك له و كان نبيا و سمي ذا الكفل بمعنى أنه ذو الضعف فله ثواب غيره ممن هو في زمانه لشرف عمله.
و قال الثعلبي في كتاب العرائس و قال بعضهم ذو الكفل بشر بن أيوب الصابر عليه السلام بعثه الله بعد أبيه رسولا إلى الروم فآمنوا ثم إن الله تعالى أمرهم بالجهاد فأبوا و قالوا يا بشر إنا نحب الحياة و نكره الموت و مع ذلك نكره أن نعصي الله و رسوله فإن سألت الله أن يطيل أعمارنا و لا يميتنا إلا إذا شئنا لنعبده و نجاهد أعداءه فقال لهم بشر لقد سألتموني عظيما. ثم قام و صلى و دعا و قال إلهي أمرتني أن أجاهد أعداءك و أنت تعلم أني لا أملك إلا نفسي و أن قومي سألوني ما أنت أعلم به مني فلا تأخذني بجريرة غيري فأوحى الله تعالى إليه أني قد سمعت مقالة قومك و أني قد أعطيتهم ما سألوني فلا يموتون إلا إذا شاءوا فكن كفيلا لهم مني فبلغهم بشر رسالة الله فسمي ذا الكفل.
ثم إنهم توالدوا و كثروا و نموا حتى ضاقت بهم بلادهم و تنغصت عليهم معيشتهم و تأذوا بكثرتهم فسألوا بشرا أن يدعو الله تعالى أن يردهم إلى آجالهم فأوحى الله تعالى إلى بشر أ ما علم قومك أن اختياري لهم خير من اختيارهم لأنفسهم ثم ردهم إلى أعمارهم فماتوا بآجالهم. قال فلذلك كثرت الروم حتى يقال إن الدنيا خمسة أسداسها الروم و سموا روما لأنهم نسبوا إلى جدهم روم بن عيص بن إبراهيم.
و كان بشر بن أيوب مقيما بالشام حتى مات و كان عمره خمسا و تسعين سنة.
و قال السيد بن طاوس في سعد السعود قيل إنه تكفل الله جل جلاله أن لا يبغضه قومه فسمي ذا الكفل.
و قيل: تكفل لنبي من الأنبياء أن لا يغضب فاجتهد إبليس أن يغضبه بكل طريق فلم يقدر فسمي ذا الكفل لوفائه لنبي زمانه أن لا يغضب1.
1 _النور المبين / المحدّث العلامة الجليل نعمة الله الجزائري.
2012-11-28