أصحاب الكهف والرقيم
قصص الصالحين
لما كان في عهد خلافة عمر أتاه قوم من أحبار اليهود فسألوه عن أقفال السماوات ما هي وعمن أنذر قومه وليس من الجن ولا من الإنس وعن خمسة أشياء مشت على وجه الأرض لم يخلقوا في الأرحام وما يقول الدراج في صياحه...
عدد الزوار: 311
قال الله سبحانه: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ والرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً﴾... الآيات.
قصص الراوندي بإسناده إلى ابن عباس قال: لما كان في عهد خلافة عمر أتاه قوم من أحبار اليهود فسألوه عن أقفال السماوات ما هي وعمن أنذر قومه وليس من الجن ولا من الإنس وعن خمسة أشياء مشت على وجه الأرض لم يخلقوا في الأرحام وما يقول الدراج في صياحه وما يقول الديك والفرس والحمار والضفدع والقنبرة فنكس عن رأسه فقال يا أبا الحسن ما أرى جوابهم إلا عندك فقال لهم علي عليه السلام إن لي عليكم شريطة إذا أنا أخبرتكم بما في التوراة دخلتم في ديننا فقالوا نعم فقال علي عليه السلام أما أقفال السماوات فهو الشرك بالله فإن العبد والأمة إذا كانا مشركين ما يرفع لهما إلى الله سبحانه عمل فقالو وما مفاتيحها فقال علي عليه السلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فقالوا أخبرنا عن قبر سار بصاحبه قال ذلك الحوت حين ابتلع يونس عليه السلام فدار به في البحار السبعة فقالوا أخبرنا عمن أنذر قومه لا من الجن ولا من الإنس قال تلك نملة سليمان عليه السلام إذ قالت ﴿يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وجُنُودُهُ﴾.
قالوا أخبرنا عن خمسة أشياء مشت على الأرض ما خلقوا في الأرحام قال ذاك آدم وحواء وناقة صالح وكبش إبراهيم وعصا موسى صلى الله عليه وآله وسلم قالوا فأخبرنا ما تقول هذه الحيوانات قال الدراج يقول الرحمن على العرش استوى والديك يقول اذكروا الله يا غافلين والفرس يقول اللهم انصر عبادك المؤمنين على عبادك الكافرين والحمار يلعن العشارين ينعق في عين الشيطان والضفدع يقول سبحان ربي المعبود في لجج البحار والقنبرة تقول اللهم العن مبغضي محمد وآل محمد قال وكانت الأحبار ثلاثة فوثب اثنان وقالا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فوقف الحبر الآخر وقال يا علي لقد وقع في قلبي ما وقع في قلوب أصحابي ولكن بقيت خصلة أسألك عنها فقال عليه السلام سل قال أخبرني عن قوم كانوا في أول الزمان فماتوا ثلاثمائة وتسع سنين ثم أحياهم الله ما كانت قصتهم فابتدأ علي عليه السلام وأراد أن يقرأ سورة الكهف فقال الحبر ما أكثر ما سمعنا قراءتكم فإن كنت عالما فأخبرنا بقصة هؤلاء وبأسمائهم وعددهم واسم كلبهم واسم كهفهم واسم ملكهم واسم مدينتهم فقال علي عليه السلام لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم يا أخا اليهود حدثني محمد صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان بأرض الروم مدينة يقال لها أقسوس وكان لهم ملك صالح فمات ملكهم فاختلفت كلمتهم فسمع ملك من ملوك فارس يقال له دقيوس فأقبل في مائة ألف حتى فتح مدينة أقسوس فاتخذها دار مملكته واتخذ فيها قصرا طوله فرسخ في عرض فرسخ واتخذ في ذلك القصر مجلسا طوله ألف ذراع في عرض مثل ذلك من الزجاج الممرد واتخذوا في ذلك المجلس أربعة آلاف أسطوانة من ذهب واتخذوا ألف قنديل من ذهب لها سلاسل من اللجين تسرج بأطيب الأدهان واتخذ في شرقي المجلس ثمانين كوة وكانت الشمس إذا طلعت في المجلس كيفما دارت واتخذ فيه سريرا من ذهب له قوائم من فضة مرصعة بالجواهر وعلاه من النمارق واتخذ من يمين السرير ثمانين كرسيا من الذهب مرصعة بالزبرجد الأخضر فأجلس بطارقته يعني قواده وأعاظم أهل دولته من العلماء واتخذ من يسار السرير ثمانين كرسيا من الفضة مرصعة بالياقوت الأحمر فأجلس عليها هراقيله يعني حكامه وعماله ثم علا على السرير فوضع التاج على رأسه فوثب اليهودي فقال مم كان تاجه قال من الذهب المشبك له سبعة أركان على كل ركن لؤلؤة بيضاء كضوء الصبح في الليلة الظلماء واتخذ خمسين غلاما من أولاد الهراقلة فقرطهم بقراريط الديباج الأحمر وسرولهم سراويلات الحرير وتوجهم ودملجهم وخلخلهم وأعطاهم أعمدة من الذهب وأوقفهم على رأسه واتخذ ستة غلمة وزراء فأقام ثلاثة عن يمينه وثلاثة عن يساره فقال اليهودي ما كان اسم الثلاثة والثلاثة فقال علي صلى الله عليه وآله وسلم الذين عن يمينه أسماؤهم تمليخ ومكسلمين ومنثليني وأما الذين عن يساره فأسماؤهم مرنوس وديرنوس وساذريوس وكان يستشيرهم في جميع أمورهم كان يجلس في كل يوم في صحن داره والبطارقة عن يمينه والهراقلة عن يساره ويدخل ثلاثة غلمة في أيد أحدهم جام من ذهب مملوء من المسك المسحوق وفي يد الآخر جام من فضة مملوء من ماء الورد وفي يد الآخر طائر أبيض منقاره أحمر فإذا نظر الملك إلى ذلك الطائر صفر به فيطير الطائر حتى يقع في جام ماء الورد فيتمرغ فيه ثم يقع على جام المسك فيحمل ما في الجام بريشه وجناحه ثم يصفر به الثانية فيطير الطائر على الملك فينفض ما في ريشه وجناحه على رأس الملك فلما نظر الملك إلى ذلك عت وتجبر فادعى الربوبية من دون الله ودعا إلى ذلك وجوه قومه فكل من أطاعه إلى ذلك أعطاه وكساه وكل من لم يبايعه قتله فاستجابوا له رأس واتخذ لهم في كل سنة مرة فبينما هم ذات يوم في عيد لهم والبطارقة عن يمينه والهراقلة عن يساره إذ أتاه بطريق فأخبره أن عساكر الفرس قد غشيته فاغتم لذلك حتى سقط التاج عن ناصيته فنظر إليه أحد الثلاثة الذين كانوا عن يمينه يقال له تمليخ وكان له غلاما فقال في نفسه لو كان دقيوس إلها كما يزعم إذن ما كان يغتم ولا يفزع ولا يبول ولا يتغوط وما كان ينام وليس هذا من فعل الإله قال وكان الفتية كل يوم عند أحدهم وكانوا ذلك اليوم عند تمليخا فاتخذ لهم من طيب الطعام ثم قال لهم يا إخوتاه قد وقع في قلبي شيء منعني الطعام والشراب والمنام قالو وما ذاك يا تمليخا قال أطلت فكري في هذه السماء فقلت من رفع سقفها محفوظة بلا عمد ولا علاقة من فوقه ومن أجرى فيها شمس وقمرا آيتان مبصرتان ومن زينها بالنجوم ثم أطلت الفكر في الأرض فقلت من سطحها على صميم الماء الزخار ومن حبسها بالجبال أن يمتد على كل شيء وأطلت فكري في نفسي من أخرجني جنينا من بطن أمي ومن غذاني ومن رباني إن لها صانع ومدبرا غير
دقيوس الملك وما هو إلا ملك الملوك وجبار السماوات فانكبت الفتية على رجليه يقبلونهم وقالوا بك هدانا الله من الضلالة إلى الهدى فأشر علينا قال فوثب تمليخا فباع تمرا من حائط له بثلاثة آلاف درهم وصر في ردنه وركبوا خيولهم وخرجوا من المدينة.
فلما صاروا ثلاثة أميال قال لهم تمليخا يا إخوتاه جاءت مسكنة الآخرة وذهب ملك الدنيا انزلوا عن خيولكم وامشوا على أرجلكم لعل الله أن يجعل لكم من أمركم فرج ومخرجا فنزلوا عن خيولهم ومشوا على أرجلهم سبعة فراسخ في ذلك اليوم فجعلت أرجلهم تقطر دما قال فاستقبلهم راع فقالوا يا أيها الراعي هل من شربة لبن وماء فقال الراعي عندي ما تحبون ولكن أرى وجوهكم وجوه الملوك وما أظنكم إلا هرابا من دقيانوس الملك قالوا يا أيها الراعي لا يحل لنا الكذب أ فينجينا منك الصدق فأخبروه بقصتهم فانكب الراعي على أرجلهم يقبله ويقول يا قوم لقد وقع في قلبي ما وقع في قلوبكم ولكن أمهلوني حتى أرد الأغنام على أربابه وألحق بكم فتوقفوا له فرد الأغنام وأقبل يسعى يتبعه الكلب فوثب اليهودي فقال يا علي ما اسم الكلب وما لونه فقال له علي عليه السلام لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أما لون الكلب فكان أبلق بسواد وأما اسم الكلب فقطمير فلما نظر الفتية إلى الكلب قال بعضهم إنا نخاف أن يفضحنا الكلب بنباحه فألحوا عليه بالحجارة فأنطق الله الكلب وقال ذروني حتى أحرسكم من عدوكم فلم يزل الراعي يسير بهم حتى علاهم جبلا فانحط به على كهف يقال له الوصيد فإذا بفناء الكهف عيون وأشجار مثمرة فأكلوا من الثمر وشربوا من الماء وجنهم الليل فأوحى الله تعالى إلى ملك الموت بقبض أرواحهم ووكل الله بكل رجل ملكين يقلبانه من ذات اليمين إلى ذات الشمال وأوحى الله إلى خزان الشمس فكانت تزاور كهفهم ذات اليمين وتقرضهم ذات الشمال فلما رجع دقيوس من عيده سأل عن الفتية فأخبر أنهم خرجوا هربا فركب في ثمانين ألف حصان فلم يزل يقفوا أثرهم حتى علا فانحط إلى كهفهم فلما نظر إليهم فإذا هم نيام فقال الملك لو أردت أن أعاقبهم بشيء لما عاقبتهم بأكثر مما عاقبوا أنفسهم ولكن ائتوني بالبناءين فسد باب الكهف بالكلس والحجارة وقال لأصحابه قولوا لهم يقولوا لإلههم في السماء لينجيهم وأن يخرجهم من هذا الموضع قال علي عليه السلام يا أخا اليهود فمكثوا ثلاثمائة وتسع سنين فلما أن أراد الله أن يحييهم أمر إسرافيل أن ينفخ فيهم الروح فنفخ فقاموا من رقدتهم فلما بزغت الشمس قال بعضهم قد غفلنا في هذه الليلة عن عبادة إله السماء فقاموا فإذا العين قد غارت وإذا الأشجار قد يبست فقال بعضهم لبعض إن أمرنا لعجيب مثل تلك العين الغزيرة قد غارت والأشجار قد يبست في ليلة واحدة ومسهم الجوع فقالوا ﴿فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ ولْيَتَلَطَّفْ ولا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدا﴾ً قال تمليخا لا يذهب في حوائجكم غيري ولكن ادفع أيها الراعي ثيابك إلي فدفع الراعي ثيابه ومضى نحو المدينة فجعل يرى مواضع لا يعرفه وطريقا هو ينكرها حتى أتى باب المدينة وإذا علم أخضر مكتوب عليه لا إله إلا الله عيسى رسول الله فجعل ينظر إلى العلم وجعل يمسح به عينيه ويقول أراني نائم ثم دخل السوق فأتى رجلا خبازا فقال أيها الخباز ما اسم مدينتكم هذه قال أقسوس قال وما اسم ملككم قال عبد الرحمن قال ادفع لي بهذه الورق طعاما فجعل الخباز يتعجب من ثقل الدراهم ومن كبرها فقال اليهودي يا علي ما كان وزن كل درهم منها قال وزن عشرة دراهم وثلثي درهم فقال الخباز يا هذا أنت أصبت كنزا فقال تمليخا ما هذا إلا ثمن تمر بعتها منذ ثلاث وخرجت من هذه المدينة وتركت الناس يعبدون دقيوس الملك قال فأخذ الخباز بيد تمليخ وأدخله على الملك فقال ما شأن هذا الفتى قال الخباز هذا رجل أصاب كنزا فقال الملك يا فتى لا تخف فإن نبينا عيسى عليه السلام أمرنا أن لا نأخذ من الكنز إلا خمسها فأعط خمسه وامض سالما فقال تمليخا انظر أيها الملك في أمري ما أصبت كنزا أنا رجل من أهل هذه المدينة فقال الملك أنت من أهلها قال نعم قال فهل تعرف بها أحدا قال.
نعم قال ما اسمك قال اسمي تمليخا قال وما هذه الأسماء اسم أهل زماننا فقال الملك هل لك في هذه المدينة دار قال نعم اركب أيها الملك معي فركب والناس معه فأتى بهم أرفع دار في المدينة قال تمليخا هذه الدار لي فقرع الباب فخرج إليهم شيخ وقد وقع حاجباه على عينيه من الكبر فقال ما شأنكم قال الملك أتانا هذا الغلام بالعجائب يزعم أن هذه الدار داره فقال الشيخ من أنت قال أنا تمليخا بن قسطيكين قال فانكب الشيخ على رجليه يقبلهم وهو يقول جدي ورب الكعبة فقال أيها الملك هؤلاء الفتية الستة الذين خرجوا هربا من دقيوس الملك قال فنزل الملك عن فرسه وحمله على عاتقه وجعل الناس يقبلون يديه ورجليه فقال يا تمليخا ما فعل أصحابك فأخبر أنهم بالكهف وكان يومئذ بالمدينة ملك مسلم وملك يهودي فركبوا في أصحابهم فلما صاروا قريبا من الكهف قال لهم تمليخا إني أخاف أن يسمع أصحابي أصوات حوافر الخيول يظنون أن دقيوس الملك قد جاء في طلبهم ولكن أمهلوني حتى أتقدم فأخبرهم فوقف الناس فأقبل تمليخا حتى دخل الكهف فلما نظروا إليه اعتنقوه وقالوا الحمد لله الذي نجانا من دقيوس قال تمليخا دعوني عنكم وعن دقيوسكم كم لبثتم قالوا لبثنا يوم وبعض يوم قال تمليخا بل لبثتم ثلاثمائة وتسع سنين وقد مات دقيوس وقرن بعد قرن وبعث الله نبيا يقال له المسيح عيسى ابن مريم ورفعه الله إليه وقد أقبل إلينا الملك والناس معه قالوا يا تمليخا أ تريد أن تجعلنا فتنة للعالمين قال تمليخا فما تريدون قالوا ادع الله جل ذكره وندعو معك حتى يقبض أرواحنا فرفعوا أيديهم فأمر الله تعالى بقبض أرواحهم وطمس الله باب الكهف على الناس فأقبل الملكان يطوفان على باب الكهف سبعة أيام لا يجدان للكهف بابا فقال الملك المسلم ماتوا على ديننا نبني على باب الكهف مسجد وقال اليهودي لا بل ماتوا على ديني نبني على باب الكهف كنيسة فاقتتلا فغلب المسلم وبنى مسجدا عليه يا يهودي أ يوافق هذا ما في توراتكم قال ما زدت حرف ولا نقصت وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
و فيه مسندا إلى أبي جعفر عليه السلام قال صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة ثم توجه إلى البقيع فدعا أبا بكر وعثمان وعمر وعليا فقال امضوا حتى تأتوا أصحاب الكهف وتقرءوهم مني السلام وتقدم أنت يا أبا بكر فإنك أسوة القوم ثم أنت يا عمر ثم أنت يا عثمان فإن أجابوا أحدا منكم وإلا تقدم أنت يا علي كن آخرهم ثم أمر الريح فحملتهم ووضعتهم على باب الكهف فتقدم أبو بكر فسلم فلم يردوا عليه فتنحى فتقدم عمر فسلم فلم يردوا عليه وتقدم عثمان وسلم فلم يردوا عليه فتقدم علي عليه السلام وقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أهل الكهف الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى وربط على قلوبهم أنا رسول رسول الله إليكم فقالوا مرحبا برسول الله وبرسوله وعليك السلام يا وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورحمة الله وبركاته قال كيف علمتم أني وصي النبي قالوا إنه ضرب على آذاننا أن لا نكلم إلا نبي ووصي نبي فقالوا كيف تركت رسول الله وكيف حشمه وكيف حاله وبالغوا في السؤال وقالوا أخبر أصحابك هؤلاء أنا لا نكلم إلا نبي ووصي نبي فقال لهم أ سمعتم ما يقولون قالوا نعم قال فاشهدوا ثم حول وجوههم نحو المدينة فحملتهم الريح حتى وضعتهم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبروه بالذي كان فقال لهم صلى الله عليه وآله وسلم قد رأيتم وسمعتم فاشهدوا قالوا نعم فانصرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى منزله وقال لهم احفظوا شهادتكم.
و رواه الثعلبي في تفسيره بأسانيد في معجزات النبي ومعجزات أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله وسلم.
و عن أبي عبد الله عليه السلام: أن أصحاب الكهف أسروا الإيمان وأظهروا الكفر فكان على إظهارهم الكفر أعظم منهم على إسرارهم الإيمان.
و فيه عنه عليه السلام: أنه قال خرج ثلاثة نفر يسيحون في الأرض فبينا هم يعبدون الله في كهف في قلة جبل حتى بدت صخرة من أعلى الجبل حتى التقمت باب الكهف فقال بعضهم يا عباد الله والله لا ينجيكم منها إلا أن تصدقوا عن الله فهلموا ما عملتم لله خالصا فقال أحدهم اللهم إن كنت تعلم أني طلبت امرأة جيدة لحسنه وجماله وأعطيت فيها مالا ضخما فلما قدرت عليه وجلست منها مجلس الرجل من المرأة ذكرت النار فقمت عنها خوفا منك فارفع عنا هذه الصخرة قال فانصدعت حتى نظروا إلى الضوء ثم قال الآخر اللهم إن كنت تعلم استأجرت قوما كل رجل بنصف درهم فلما فرغوا أعطيتهم أجورهم فقال رجل لقد عملت عمل رجلين والله لا آخذ إلا درهما ثم ذهب وترك ماله عندي فبذرت بذلك النصف درهم في الأرض فأخرج الله به رزق وجاء صاحب النصف درهم فأراده فدفعت إليه عشرة آلاف درهم ودرهم حقه فإن كنت تعلم أنما فعلت ذلك مخافة منك فارفع عنا هذه الصخرة قال فانفرجت حتى نظر بعضهم إلى بعض ثم قال الآخر اللهم إن كنت تعلم أن أبي وأمي كانا نائمين فأتيتهما بقصعة من لبن فخفت أن أضعه فتقع فيه هامة وكرهت أن أنبههما من نومهما فيشق ذلك عليهما فلم أزل بذلك حتى استيقظا فشربا اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء لوجهك فارفع عنا هذه الصخرة فانفرجت حتى سهل الله لهم المخرج ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من صدق الله نجا.
أقول: إنما أوردنا هذا الخبر هنا لأنه ذهب كثير من المفسرين إلى أن أهل الرقيم هم هؤلاء الثلاثة.
و قال الثقة علي بن إبراهيم وأما الرقيم فهما لوحان من نحاس مرقوم مكتوب فيهما أمر الفتية وأمر إسلامهم وما أراد منهم دقيانوس الملك وكيف كان أمرهم وحالهم وقيل الرقيم اسم الوادي الذي كان فيه الكهف وقيل هي القرية التي خرجوا منها.
* النور المبين / المحدّث العلامة الجليل نعمة الله الجزائري.
2012-11-28