الإنتصار الإلهي
شعبان
نبارك لصاحبِ العصرِ والزمانِ عجل الله تعالى فرجه الشريف ووليِّ الأمرِ في غيبتهِ الإمامِ الخامنئي مدّ ظلّه العالي ولعمومِ المؤمنينَ لا سيما المجاهدين في ذكرى الإنتصار الإلهي للمقاومة وشعبها الوفي في آب 2006. يقول سماحة الأمين العام حفظه الله: "نحن عباد الله نعلن أمام العالم كلّه أنّ هذا النصر من الله سبحانه وتعالى، وهو الذي هدانا إلى طريق المقاومة، هو الذي دلّنا سواء السبيل
عدد الزوار: 196بسم الله الرحمن الرحيم
الإنتصار الإلهي
المناسبة: ذكرى الانتصار في آب 2006
نبارك لصاحبِ العصرِ والزمانِ عجل الله تعالى فرجه الشريف ووليِّ الأمرِ في غيبتهِ الإمامِ الخامنئي مدّ ظلّه العالي ولعمومِ المؤمنينَ لا سيما المجاهدين في ذكرى الإنتصار الإلهي للمقاومة وشعبها الوفي في آب 2006.
يقول سماحة الأمين العام حفظه الله: "نحن عباد الله نعلن أمام العالم كلّه أنّ هذا النصر من الله سبحانه وتعالى، وهو الذي هدانا إلى طريق المقاومة، هو الذي دلّنا سواء السبيل، هو الذي ثبّت قلوبنا منذ سنوات طويلة، هو الذي ملأ قلوبنا طمأنينة، وأنفسنا عشقاً للشهادة، وهو الذي ألقي في قلوب أعدائنا الرعب، هو الذي رمى وهو الذي أصاب، هو الذي دمّر المواقع، هو الذي هدم الحصون، هو الذي قتل الجبابرة، وهو الذي صنع هذا النصر، ونحن نشكره ونحمده، ونسبّحه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونخضع له، وندعوه أن يتمّ لنا نصرنا بأن يحرّر كلّ الأرض، وكلّ الأخوة، وكلّ هذه الأمّة المعذّبة المظلومة.
أكّد القرآن الكريم أنّ السبب الحقيقي لصنع النصر هو الله تعالى فقال عزّ وجلّ: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾(آل عمران:126)، كما أكّد على حتميّةِ النصرِ حينَ يأخُذُ المؤمنون بأسبابهِ ويحقِّقون شروطَه، وذلك بقوله تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾(الروم:47).
ولكي يتحقق النصر الإلهي لا بدّ من توفّر العناصر التالية:
1- الولاية التي قرنها الله تعالى بالنصر في أكثر من آية كقوله عزّ وجلّ: ﴿وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا﴾(النساء:45).
2- الوحدة التي أكّد الله عليها في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾(الصف:4).
3- الصبر الذي ربط الله ُتعالى الغلبةَ به في قوله جلَّ شأنهُ: ﴿فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾(الأنفال:66).
وحينما ينزل الله ُتعالى نصرَه، يبقى على الأمةِ أن تحافِظَ على هذهِ النعمةِ من خلال المحافظةِ على قوَّتِها وثباتِها كما يوضِّح لنا قائدُ مسيرتنا الراحل الإمامُ الخميني قدس سره بقوله: "ما أكثرَ الانتصاراتِ التي تُحقِّقُها الشعوبُ ثمّ تفقُدها نتيجةَ ضعفِها وعدمِ ثباتِها على ما حقَّقته".
فلئن كان النصرُ أمراً يشكِّل تحقيقُه ميلاً بشرياً تحبُّه وتطلبه وترغبُ فيه كلّ المجتمعات، كما يحدّثنا الله تعالى بقوله: ﴿وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ﴾(الصف:13) إلاّ أنّ ما يكادُ بأهميّته يفوقُ تحقيقَ النصرِ هو المحافظةُ عليه وتثميرُه وهو ما نبَّه إليه الإمام الخميني قدس سره بقوله: "استيقظوا فإنَّ المحافظةَ على الانتصارِ والثورةِ أصعبُ بكثيرٍ من إحرازِ أصلِ الانتصارِ والثورة".
من هنا، فمن المفيدِ التأمّلُ ببعضِ العواملِ التي تهدّدُ استمرارَ النصر وهي:
1- عدم الثبات على المبادئ: وعلى رأسِها الدافعُ الإلهيُّ الذي هو سرُّ الأسرارِ في تحقيق النصر، حيث يقولُ تعالى: ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ...﴾(محمد:7) وهذا الثباتُ أيضاً هو سرُّ الأسرار في الحفاظ على النصر حيث يكمل تعالى قائلاً: ﴿...ويثِّبتْ أقدامَكم﴾(محمد:7) فلا تتزلزلُ الأقدامُ عن قِممِ النصر إلى وديانِ الهزيمةِ والفشل.
2- النزاع والتفرّق: فالوحدة ركن أساسي في انتصار الشعوب كما أنّ التفرّق في المقابل يؤدّي إلى الفشل والهزيمة: فقد قال تعالى: ﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ...﴾(الأنفال:46). ولأنّ وحدةَ القيادةِ وطاعتَها يشكّلانِ عقدة الوحدة صدّر الله تعالى هذه الآية بقوله: ﴿... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ...﴾(النساء:59)، وقد أشار الإمام الخميني قدس سره إلى خطورة بثّ أجواء التفرقة بقوله: ".. إنّ كل ما لدينا اليوم هو في معرض الخطر من جانب الأصدقاء الجهلة الذين يبثون التفرقة".
3- الغرور بالنصر: يقول الإمام الخميني قدس سره: ".. ما يقلقني هو أن يكون شعبُنا مثلَ جيشٍ فاتحٍ يصيبُهُ الغرورُ بعد الفتحِ والتشتّتُ من الداخل..".
حينما يأخذ الإنسانُ بأسبابِ النصرِ الإلهيِّ وعواملِ بقائِهِ، سوف يصلُ إلى القوةِ التي قال عنها الإمام الخميني قدس سره: "إذا ثار شعبٌ وحافظ على قوّةِ إيمانِهِ عَجِزَتْ أيةُ قوةٍ عن مواجهتهِ".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين