يتم التحميل...

حبّ أهل البيت عليهم السلام ومودتهم

شعبان

والحمد لله ربّ العالمين, والصلاة والسلام على رسول الله سيد الخلائق وخاتم النبيّين محمّد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين. إنّ حقّ الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله على أتباعة حقّ عظيم, وليس من شك بأنّ حبّه صلّى الله عليه وآله هو من أولى هذه الحقوق, ومن هنا قال صلّى الله عليه وآله: "لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين".

عدد الزوار: 209
بسم الله الرحمن الرحيم
 
حبّ أهل البيت عليهم السلام ومودتهم


والحمد لله ربّ العالمين, والصلاة والسلام على رسول الله سيد الخلائق وخاتم النبيّين محمّد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.

إنّ حقّ الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله على أتباعة حقّ عظيم, وليس من شك بأنّ حبّه صلّى الله عليه وآله هو من أولى هذه الحقوق, ومن هنا قال صلّى الله عليه وآله: "لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين".

إنّ حبَّه فرع لحبّ الله تعالى, كما أنّ حبّه يستلزم حبّ أولى الناس به وأقربهم منزلة لديه وأخصّهم بحمل أمانته وأداء رسالته, ولذا قال صلّى الله عليه وآله: " ...وأحبّوني بحبّ الله, وأحبّوا أهل بيتي بحبّي".

وأهل بيته وأولى الناس به هم الذين اختارهم حين أمره الله تعالى بمباهلة النصارى في قوله: "قل تعالوا ندعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثمّ نبتهل..." وأنزل بحقّهم الكثير من الآيات.

وليس ينفك هذا الحب عن صدق الولاء, وحسن الإهتداء, والإقتداء بالهدي الذي كانوا عليه: "إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله...", فكما كان الحب مقدّمة أولى للإتباع, فإنّ الإتباع شرط لازم ومصداق أكيد للحب الصادق.

ومن هنا كان حب أهل البيت عليهم السلام ومودّتهم مقدّمة لحسن اتبعاهم والسير على نهجهم واقتفاء أثرهم.

وتواترت الأخبار والوصايا الكثيرة عن النبي التي تأمر الأمة الإسلامية بهذا الحب والمودة والولاء لعترته وأهل بيته عليهم السلام ومنها:

أنّ حبّهم علامة الإيمان, وان بغضهم علامة النفاق... وإنّ من أحبهم أحبَّ الله ورسوله, ومن ابغضهم ابغض الله ورسوله.

عن الصادق عليه السلام: قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: "من أحبنا أهل البيت فليحمد الله على أوّل النعم, قيل: وما أوّل النعم؟ قال: طيب الولادة, ولا يحبنا إلاّ من طابت ولادته".

وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنه قال: "حبّي وحبّ أهل بيتي نافع في سبعة مواطن, أهوالهنّ عظيمة: عند الوفاة, وفي القبر, وعند النشور, وعند الكتاب, وعند الحساب, وعند الميزان, وعند الصراط".

وعن الباقر عليه السلام أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: "لو أنّ عبداً عبد الله ألف عام, ثمّ ذُبِحَ كما يُذبَح الكبش, ثمّ أتى الله ببغضنا أهل البيت, لرَدّ الله عمله".

وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: "إلزموا مودّتنا أهل البيت, فإنّه من لقي الله  وهو يودّنا دخل الجنّة بشفاعتنا, والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلاّ بمعرفة حقّنا".

وفي التفسير الكبير للثعلبي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله انّه قال: "ألا من مات على حبّ محمد مات شهيداً, ألا ومن مات على حبّ آل محمد مات مغفوراً له... ألا ومن مات على حبّ آل محمد بشّره ملك الموت بالجنّة ثمّ منكر ونكير, ألا ومن مات على حبّ آل محمد يزفُّ إلى الجنة كما تُزَفَُ العروس إلى بيت زوجها...ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله".

وفّقنا الله تعالى لمودتهم ومحبّتهم وطاعتهم وموالاتهم, والسير على نهجهم, والإقتداء بهم, إنّه هو السميع العليم. 

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

2009-08-14