يتم التحميل...

صدى الولاية 92 - ذو الحجة 1431 هـ

العدد92

تحميل pdf

عدد الزوار: 25

مسؤوليتنا تجاه العلم والتطور

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ من الأولويات في الأعمال ما يتعلّق بقضية العلم والتكنولوجيا، فهذا مطلوبٌ في البلد. ونحن في هذه المجالات واقعون في تخلّفٍ تاريخيٍّ مزمن وهائل، يتحمّل ذنبه أولئك الذين فرضوا هذا المرض المزمن على هذا الشعب العظيم، بسبب سياساتهم ومسلكهم وأطماعهم وتساهلهم. ونحن الآن نريد أن نخلّص أنفسنا من تحت هذا الوزر والحمل الثقيل. لهذا، يجب علينا أنا وأنتم والمسؤولين المعنيين، ومسؤولي القطاعات المختلفة في الدولة، وكلّ إنسانٍ شريف في هذا البلد ممّن لديه الإمكانية،أن نسعى في هذا الاتّجاه، فالكلّ مسؤولّ بقدر طاقته. على الجميع السعي والعمل والمسارعة لكي نتمكن من إزالة هذا التخلّف التاريخي الذي فُرض علينا؛ فهذه قضيةً جدّية.

الدورة العلمية الكاملة

إنّ ما هو مطلوبٌ في هذا البلد ويمكن أن يشير إلى ارتقاء الموقعية والمكانة العلمية للبلد بشكلٍ لائقٍ ومفتخر هو وجود عجلة(دورة) علميّة كاملة. فيجب أن يكون هناك في كلّ قطاعٍ عجلة مترابطة ومهمة من أنواع العلوم التي يحتـاج إليهــا الـبلد لكي تتضافر فيما بينها وتتعاون. فيجب أن تتّصل هذه الجزر اتصالاً تاماً لتشكّل مجموعةً واحدة تتعاون فيما بينها وتتقدّم معاً متضافرة، لتشقّ الطريق نحو البحث واكتشاف المزيد من المساحات العلميّة في هذا العالم المترامي للخلقة الإلهية.

مسؤولية طلاب الجامعات

حسناً،لو أردنا أن يتحقّق هذا الجهاد تحقّقاً كاملاً، فيجب إيلاء الجامعات عنايةً خاصّة؛ لأنّ الجامعة هي البيئة التي تنمو فيها الطاقات والنُّخب. وهنا يقع على عاتق المؤسّسة الوطنية للنُّخب، وكذلك على المدراء ورؤساء الجامعات، والوزارات ذات الصلة، مسؤوليات.ونظرة هذه المؤسّسة إلى النُّخب لا ينبغي أن تفصلها عن النظر إلى الجامعات؛ أي أنّ عليها أن تمتلك رؤية أركانية إلى الجامعات وينبغي أن يصبح الارتباط بين مجموعة هذه المؤسسة والجامعات محكماً. ومن جانب الجامعات، يجب أن تتحقّق الرؤية النخبوية وإعداد النُّخب في مجموع الأعمال المتعلّقة بطلاب الجامعات، والذي سيكون بصورةٍ أكبر على صعيد الدراسات العليا. هذه نقطةٌ أيضاً.

طلب الزيادة سبب لرقي الانسان

إنّ من طبائع البشر طلب الزيادة، وهذه الخاصّية ليست سيّئة. فطلب الازدياد كغيره من الخصائص والغرائز البشرية، لو استُعملت في محلّها، ستكون سبباً لرقيّ الإنسان. ففي مجال المعنويات يجب أن يكون الإنسان طالباً للازدياد مهما أمكن. وإنّ العمل العلمي والسعي الفكري والتحقيقي يُعدّ من المعنويات. لهذا فإنّ طلب الازدياد هذا موجودٌ في الإنسان.

العلم سلطان

أنظروا،إنّنا نؤكّد على العلم. وهو تأكيدٌ جادّ، ليس مجاملة؛ ولا ينبع من مشاعر المجاملات الموسميّة الكاذبة؛ بل ينبع من تشخيصٍ عميق ودقيق. التسلّط في الدنيا كثير، والمتسلّطون يعتمدون على قوّتهم وقدراتهم. وتلك القدرة والثروة والإمكانات تنبع من العلوم التي يمتلكونها. وبدونها لا يمكن المواجهة. لقد قرأت ذات يوم هذا الحديث:" العلم سلطان. العلم عبارة عن الاقتدار، وهو بذاته اقتدارٌ، وكل من حصل عليه يستطيع أن يتحرّك، وأي شخصٍ أو شعبٍ أو مجتمعٍ لا يمتلكه سيضطر لاتباع قدرة الغير. لهذا،فإنّ حسابنا هنا دقيقٌ.

استغلال العلم لارتكاب الفجائع

حسناً، يمكن أن يكون لهذا العلم هدفٌ على نحوين: النحو الأول، هدفٌ توجّه إليه المستحوذون على العلم في عالم اليوم، وساروا نحوه وهو هدفٌ بعيدٌ عن القداسة والطهر. فلا تنظروا إلى الادعاءات؛ لأنّ قضية التطوّر العلمي في الغرب تحكي عن واقعية شديدة المرارة والأسف؛ واقعيّةٌ لسنا مستعدّين للتحرّك نحوها تحت أي ثمن. إنّ تطوّر العلم في الغرب، سواءٌ منذ أن بدأ - وينبغي القول إن التحرّك الفكري كان مقدّمة التحرّك العلمي- في القرن السادس عشر في إيطاليا وبريطانيا وغيرها من المناطق، أو عندما بدأت الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر في بريطانيا، حيث أُنشئت المصانع والمعامل الكبرى والآلات الثقيلة عبر عقودٍ من الزمن، ومن ثمّ تضاعفت الثروة من خلال هذا المسلك، ومن ثمّ وبالتدريج، شيوع هذا العلم والتقنية في البلدان الأوروبية الأخرى، مقابل سحق حرّيات الكثير من الشعوب وتهديد هوّياتها وإنزال الظلم العظيم المتلازم مع الوحشية على الكثير من الدول والشعوب. لقد شعر هؤلاء أنّهم يحتاجون إلى المواد الخام وإلى الأسواق لتصريف المنتجات، وكان ذلك في دول أخرى. لهذا، استغلّوا هذا العلم وصنّعوا به السيف والحربة والمدفع. ثمّ جابوا أطراف العالم، من الإنجليز والهولنديين والبرتغاليين والفرنسيين وغيرهم من الدول الأوروبية، ليتسبّبوا بواسطة العلم والتكنولوجيا بالفجائع أينما حلّوا.

لاحظوا ماذا فعلوا في الهند، وفي الصين. في القرن التاسع عشر، لقد ارتكب الإنجليز في الهند من الفجائع ما تسمعون بواحد من الألف في الدعايات وفي التصريحات. يذكر "نِهرو" في كتابه أنّهم جاؤوا إلى الهند. وحسب قوله في زمنٍ لم تكن الثورة الصناعية قد حصلت، ولم تكن تلك الآلات الضخمة قد اختُرعت، وكانت شبه القارّة الهنديّة من الناحية الصناعية من الدّول المتطوّرة في العالم. ولأجل أن يتقدّموا بأعمالهم، قضوا على الصناعة الهندية وسحقوا الطبقة المتوسطة وعطلّوا الحركة نحو العلم والصناعة، مستعملين كل أنواع التضييق والحصار، وأوجدوا مرضاً مزمناً في قالب شعبٍ وحقنوه إيّاه، حيث لا زال كما زال، ولا زالت الهند بعد مرور أكثر من 150 سنة غير قادرة على معالجة هذا المرض. وشبيه من هذا الأمر، ما فعلوه في الصين، من الفجائع والضغط، وذلك كلّه في القرن التاسع عشر.

العلم الذي نريده

إنّ العلم الذي نريده يتلازم مع التزكية. هذه الآيات التي تُليت في بداية اللقاء،أشارت إلى هذه النقطة: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ. الخطوة الأولى هي التزكية وتربية الدين وتربية القرآن وتربية الإسلام.

لماذا تكون التزكية في البداية؟ لأنها إذا لم تكن ينحرف العلم. العلم أداةٌ وسلاح لو وقع هذا السلاح بيد إنسانٍ خبيثٍ مجرم لن يخلق إلا فاجعة؛ ولكن نفس هذا السلاح يمكن أن يكون وسيلةً للدفاع عن الإنسانية وحقوق الناس والأُسرة فيما لو وقع بيد إنسان صالح. هذا هو العلم الذي ينبغي التمسّك به عندما يتلازم مع التزكية. هذه وصيتي لكم.

لماذا تحصيل العلم

يجب اكتساب العلم من أجل الخدمة والمعنويات وتكامل الفضائل الإنسانية والدفاع الحقيقي عن حقوق الإنسان. ويجب أن تكون الثروة الوطنية والقدرة القومية من أجل أن ترفع هذه الأمة راية العدالة خلافاً للسنّة الرائجة في العالم. لا نتسلّط على أحد،ننصر المظلوم ونواجه الظالم ونقف بوجهه.

فاعملوا من أجل هذا الهدف، واكتسبوا العلم لهذا، فاسعوا إلى ذلك- وهو أمرٌ ضروري- وإلا لو سلكنا هذا الطريق الذي سلكه أصحاب العلوم في العالم طيلة هذين القرنين أو الثلاثة لنصل إلى مستواهم، فهذا لا يمثّل فنّاً؛ ليس هذا بالهدف أن يبذل الإنسان روحه من أجله.علينا أن نشقَّ طريقاً جديداً. والطريق الجديد هو أنّ يقوم شعبٌ من خلال امتلاك أدوات العلم والقدرة العلمية- وهو الذي يستجلب كلّ شيءٍ وراءه- ويرفع راية الدوافع الإلهية وقيمها والأخلاق الإلهية في العالم.

هذا ما نتوقّعه منكم.

اللهمّ! إهدِ شبابنا في هذا الطريق المليء بالفخر يوماً بعد يوم، وأكثر فأكثر، وأعنهم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشاطات القائد

(2/10/2010م)
استقبل سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله عصر يوم السبت، رئيس الجمهورية العربية السورية د. بشار الأسد، واعتبر في حديثه معه أن العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسورية لا نظير لها من حيث القوة والاستمرار طوال ثلاثين عاماً، وحيّى ذكرى المرحوم حافظ الأسد...

(10/10/2010م)
اعتبر سماحة آية الله العظمى الإمام السيد على الخامنئي دام ظله أنّ سلوك الحجاج الإيرانيين ينبغي أن يجسد الأبعاد والتكاليف الفردية والمعنوية والاجتماعية والسياسية لفريضة الحج العظيمة والفاخرة.

(12/10/2010م)
بعث سماحة آية الله العظمى الإمام السيد على الخامنئي دام ظله نداء لملتقى الصلاة التاسع عشر الذي أقيم في مدينة بيرجند، ومما جاء في النداء:
إطلاق ظاهرة اسمها المسجد في قبا ‌أولاً ثم في المدينة كان من أجمل وأعمق إبداعات الإسلام في بداية تأسيس المجتمع الإسلامي: بيت الله وبيت الناس، خلوة الأنس مع الله وتجلي الحشر مع الناس.

(18/10/2010م)
وصف سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله لدى استقباله صباحاً رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والوفد المرافق له، العراق بأنه بلد شقيق للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

حول طباعة المصاحف في ايران

أكد وكيل مركز الطباعة ونشر القرآن الكريم في إيران، السيد علي سرابي، أنّ آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله، رأى بأن لا يختلف المصحف الذي يطبع في إيران مع المصاحف الموجودة في الدول الإسلامية. وأكد السيد سرابي ذلك في الندوة المتخصصة الأولى حول "رسم خط القرآن ودوره في تعليم القرآن الكريم".
 

الهمة والعمل المضاعف

إنّ العبادة والتضرّع والدعاء هو الذي يعيد الإنسان إلى خالقه ومنه إلى حقيقة ذاته وحاجته، ويعدّ الحجّ من هذه الجهة من أفضل العبادات لكونه عبادة استثنائية من حيث الزمان والمكان، وتوالي الحركات المناطة بالحاج والناسك في موسم الحج. ومن هنا، كانت مدينة مكة ومراسم الحج ملاذاً آمناً للنّاس.
 

فقه الولي

س؟ هل وجوب الحج فوري على المكلف ؟ وما هو حكم التأخير من دون عذر؟

ج:
وجوب حجة الإسلام فوري، بمعنى أنه بعد تحقق الاستطاعة تجب المبادرة إلى الحج في عام حصولها، ولا يجوز تأخيره عنه من دون عذر. فإن أخّره، عصى واستقرّ الحج في ذمّته، ووجبت المبادرة إليه في العام القادم وهكذا.

زيارة الإمام القائد دام ظله إلى مدينة قم المقدسة

(19/10/2010م) ساعة الوصول

وصل سماحة الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله صباح الثلاثاء إلى محافظة قم المقدسة، حيث احتشد أبناء المحافظة على طول شارع "19 دي" البالغ طوله ثلاثة كيلو مترات من مدخل مدينة قم المقدسة إلى مرقد السيدة فاطمة بنت الإمام الكاظم عليه السلام ، لاستقباله. وشارك في هذا التجمع الجماهيري الكبير المواطنون من مختلف الطبقات، بينهم علماء الدين والتشكيلات الشعبية والدينية، حاملين بأيديهم باقات الزهور والبخور لإستقبال سماحة الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله. وكان حجم التجمع الجماهيري كبيراً جداً بحيث إن السيارة التي يستقلها سماحته كانت تشقّ طريقها بصعوبة بين هذا الحشد. طوال مسير الاستقبال البالغ نحو 5 كلم أدى إلى أن يصل سماحته إلى الحرم الطاهر في مدة بلغت 80 دقيقة، حيث إنه وفور وصوله ذهب لزيارة السيدة فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم عليه السلام في يوم ولادة أخيها الإمام الرض عليه السلام وصلى عند قبرها الطاهر. واعتبر سماحته (في الكلمة التي ألقاها) مدينة قم بأنها مدينة "العلم والجهاد والبصيرة"، منوّهاَ إلى تأسيس هذه المدينة على أسس الحركة الجهادية المشفوعة بالبصيرة.

(20/10/2010م) اللقاء مع عوائل الشهداء والمعوقين والمضحين

إلتقى سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله صباح يوم الأربعاء 2010/10/20 م عوائل الشهداء والمعوقين والمضحين في محافظة قم، واعتبر في حديثه لهم أن الاعتقاد بالشهادة والإيمان بالإيثار والتجارة مع الله هو رمز الاقتدار الحقيقي للشعب الإيراني، مؤكداً: سيبقى هذا الشعب الكبير في ظل هذه العوامل الباعثة على العزة واقفاً بصلابة أمام جشع الاستكبار.

(21/10/2010م) اللقاء مع الطلّاب والأساتذة والمدراء في الحوزة العلمية

في رواق الإمام الخميني المجاور لمرقد كريمة أهل البيت فاطمة المعصومة عليها السلام. القى سماحة الإمام القائد دام ظله كلمة بحشد غفير من العلماء، الفضلاء، الأساتذة، مدراء المدارس وطلبة الحوزات العلمية في قم، بيًن فيها الأبعاد المختلفة للتغيير وإدارة هذه التغييرات في الحوزات العلمية، منوّها إلى ما يشاع حول الصلة المتبادلة بين الحوزات العلمية والنظام، مستعرضاً تكتيكات أعداء الإسلام لإضعاف النظام وفرض العزلة على الحوزات العلمية والشريحة العلمائية.

اللقاء مع كبار أساتذة الحوزة العلمية والمراجع

التقى سماحة الإمام القائد كلا من آية الله الشيخ نوري همداني وآية الله الشيخ جوادي آملي وعددا آخر من علماء المدينة. وقد قام كل من آية الله الشيخ همداني وآية الله الشيخ آملي وآية الله السيد شاهرودي وآية الله السيد علوي كركاني وآية الله الشيخ مقتدائي وآية الله الشيخ طاهري خرم ابادي وآية الله الشيخ استادي وآية الله السيد حسيني بوشهري وعدد آخر من أساتذة الحوزة العلمية بزيارة سماحة الإمام القائد في محل إقامته وجرى حوار حول مختلف المواضيع.

خواطر

إذا قيل للخامنئي إن وجودك اليوم مفيد أكثر في الحسينية من أجل ترتيب الأحذية أكثر من رئاسة الجمهورية، فسوف أذهب إلى هناك وأرتب الأحذية.

اعلموا قطعاً لو أن هناك عمل أعمله وأنا مجهول تماماً ويكون وجودي فيه نافعاً أكثر للإسلام لكنت هناك الآن، والله لا أبطئ لحظة.

إذا كنت أعلم بوجود هكذا عمل فسوف أعمله.

إصدارات

كتاب "مناسك الحج" كتاب فقهي يحوي استفتاءات حول مناسك الحج وأحكامها التفصيلية، مبوّب وفق الترتيب المعتمد في الكتب الفقهية، وفقاً لرأي سماحة الإمام القائد دام ظله، من القطع الوسط 224 صفحة، صدر عن مكتب الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئيء دام ظله في لبنان.

2010-11-11