25 أيار عيد المقاومة والتحرير |
مع بزوغ فجر الخامس والعشرين من أيار عام 2000 كان جنوب لبنان وكل الوطن على موعد مع عيد كبير للمقاومة والتحرير... عيد للمقاومة ولبنان والعرب والمسلمين ولكل المستضعفين في الأرض.
عيد فرح به الجميع، عيد اندحار المحتلين... عيد انتصار الحق الذي لا يقهر وعيد هزيمة الجيش الذي يدعي أنه لا يقهر!!
هو عيد التحرير، تحرير الأرض الطاهرة من رجس الكفر والطغيان وهو عيد المقاومة لأنها صاحبة الانتصار بعدما كانت على مدى ثمانية عشر عاماً صاحبة التضحية والعزة والبطولات، هي صاحبة الانتصار الذي عجزت عقول المحللين وخبراء السياسة عن تحليله فكان حجم هذا النصر أكبر من أن تحيط به مداركهم.
هذا النصر كان حليف المقاومة، منذ البداية كانت المقاومة الإسلامية في نصر متواصل من الجهاد والصبر... نصر ممزوج بالشهادة والعطاء والإيثار والتحمل والمثابرة.
كان نصراً ينزل بالرعب والقلق على قلوب اليهود وعملائهم، وبالهدوء والاطمئنان على قلوب المجاهدين، كان نصراً بمدد غيبي كيوم بدر ويوم الفتح المكي المبين، زلزل الأرض بقتلة الأنبياء والمرسلين.
لذلك سوف يبقى يوم الخامس والعشرين من أيار يوماً محفوراً في سجلات التاريخ كما في عقول وقلوب كل الأجيال، ولسوف يبقى عيداً متجدداً يحمل معه في كل عام تباشير النصر ومشاهد العزة والبطولة.
الانتصار في كلام سيد التحرير والانتصار |
إن هذا النصر من الله والعامل الأساسي لهذا النصر الإلهي التاريخي الكبير، هو ما ذكره أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عندما يقول: "الحرب سجال، فيوم لنا من عدونا، ويوم لعدونا منا، حتى إذا رأى الله صدقنا، أنزل علينا النصر وبعدونا الكبت".
نحن كنا نعرف أننا في حرب سجال سنقتل فيها ونُقتل، وسنُهزم فيها وننتصر، وستُقصف فيها بيوتنا ونَقصف بيوت أعدائنا، وسنخاف فيها ويخافون فيها، كنا نعرف أن هذه هي الحرب ولكننا كنا نعرف النتيجة وكنا نراها بأم العين في وجوه الشهداء وفي دموع أمهات الشهداء وابتسامات آباء الشهداء، وفي عزم المجاهدين كنا نرى النصر الذي رآه الناس جميعاً اليوم.
ليس القتال هو الذي صنع النصر، القتال كان دليلاً وشاهداً منا أمام ربنا على صدقنا، وصدقنا هو الذي أنزل النصر.
هذه المقاومة الصادقة المخلصة، ميزتها وخصوصيتها منذ البداية أنه لم يكن أحد يفكر بدنيا ولا بحطامها، كانوا يفكرون بالله، هذه المقاومة منذ اليوم الأول كانت مقاومة لله، وقتالها ودموعها ودماؤها وسعادتها وألمها وفرحها وحزنها وتضحياتها لله.
هؤلاء الذين قدموا أولادهم وأنفسهم وأهليهم وأخوتهم وصبروا وتحملوا كانوا يرون الله ويطمعون برضاه ورضوانه وبتوفيقه وبنصره، ولذلك كانت المقاومة في لبنان من أبرز المصاديق التاريخية ومن أبرز المصاديق المعاصرة لقوله تعالى:﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾(محمد:7)
اليوم لبنان... وغداً فلسطين |
قبل ثمانية عشر عاماً كان التفكير بتحرير جنوب لبنان يعتبر خيالاً ووهماً أو حلماً يتسلى به أبناء الأرض الذين أبعدوا عنها ولطالما حنّت أرواحهم وعقولهم إليها فكانت تتنازع في أعماقهم مشاعر الغربة وألم الرحيل مع مشاعر الحنين الدافئ ولذة الأحلام التي تسافر بهم إلى حيث تشدهم القلوب.
لكن سرعان ما صار الحلم يتحول إلى حقيقة والخيال إلى واقع. فكانت تتسارع خطوات المقاومة على طريق الانتصار في حين كانت أجساد الصهاينة وأشلائهم تتمزق في دروب التراجع والاندحار.
وهكذا فقد ثبتت هذه الحقيقة التي لم يكن يصدقها بعض الناس، أننا قادرون على هزيمتهم وقادرون على دحرهم من أرضنا حتى ولو كان عددنا قليلاً وعدتنا بسيطة، هذه الحقيقة التي كانت غائبة عن بعض العقول لم يعد هناك مجال لإنكارها أو تجاهلها، فالنصر دوماً حليف المظلوم الذي يقوم بنصرة الله، والنصر هو وعد إلهي مؤكد ينزله الله على من يحمل قضيته عنواناً للجهاد في سبيل الله، وهذا النصر لا يتطلب التجهيز الكامل والعدة العسكرية المتفوقة، بل يحتاج إلى إرادة وعزيمة وصبر وثبات، يحتاج إلى نية صادقة وفعل صادق وهو آت لا محالة.
اليوم وبعد التحرير الذي حققه مجاهدو المقاومة الإسلامية في لبنان تتوجه الأنظار إلى فلسطين وإلى القدس الشريفة للاحتفال بتحريرها، وتتوجه الحناجر إلى أبناء الانتفاضة المجاهدين لتقول لهم أنه باستطاعتكم التحرير، فعدوّكم الذي كان بالأمس غاصباً لأرضنا رحل خائباً عنا وهو عدو ضعيف جبان لا يقوى على تحمل المعادلة التي هزمتهم على أرضنا، وهو لن يستطيع تحمّلها على أرضكم وهزيمته لا تحتاج إلى المدافع والدبابات بل إلى سكين حاد تحملها قبضة يد قوية ومضحية لتزرعها في قلب المحتلين.
الانتصار مقابل الإنكسار: "مشاهد من طرفي الصورة" |
حاول قادة الاحتلال على الدوام الحصول على فرصة توجيه ضربات قاضية للمقاومة الإسلامية وحاولوا مراراً وتكراراً الإمساك بزمام المبادرة للتفلت من أشباح الهزيمة التي لاحقتهم وأسرتهم في شباكها وأرغمتهم على الظهور بمظهر الانكسار والفشل في مواجهة المجاهدين.
لقد أراد الصهاينة إثبات أنهم الأقوى في المعركة متذرعين بامتلاكهم أقوى الآليات العسكرية لكنهم كانوا دائماً يتفاجؤون بقطف مجاهدي المقاومة الإسلامية لثمار النصر. وهكذا فقد بقيت الصورة غير متكافئة على كفّتي الميزان، لقد حصدوا غلال اليأس والهزيمة وظلّت جعبتهم فارغة من تحقيق أي انتصار.
لذا فقد كانت كاميرا الأحداث تسجل في كل معركة أو مواجهة مشهدين على طرفي الصورة وظلت مشاهدهم وصمة عار على جبين تاريخهم المملوء ذلاً وخيبة في حين ازدهرت مشاهد المقاومة بالبطولة والانتصار.
ففي وقت كانت أغلى أمنية للجندي الإسرائيلي بأن يُعفى من الخدمة في لبنان كان شباب المقاومة الإسلامية يتسابقون إلى ساحات الوغى للمشاركة في العمليات ولا سيما الاستشهادية منها.مشهد آخر للإسرائيليين وهم يدفنون قتلى جنودهم ودموع اليأس والهزيمة تحرق وجوههم بينما كان الأمين العام السيد حسن نصرالله يتقبل التهاني بشهادة ولده هادي بأعراس قلّ نظيرها.
أما المشهد الأخير والذي لم يخف على أحد هو اللقطات الأخيرة التي سجّلتها عدسات الصحفيين عند تغطية حدث مغادرة آخر الجنود الصهاينة للأرض اللبنانية، كانت علامات السرور والاستبشار بادية على وجوه الأهالي العائدين إلى أراضيهم. لكن الفرق شاسع بين فرحتهم وفرحة الناس فبينما كان الناس يبتهجون لاستعادتهم الأرض كانوا هم مستبشرين لخروجهم من هذه الأرض التي ذاقوا فيها أقسى الويلات.
آثار التوكل على الله |
إن الثقة بالنفس لا تنافي الاتكال على الله سبحانه وتعالى لأن الاعتماد على رب العالمين والاستمداد من القدرة الإلهية الأزلية يؤدي إلى قوة النفس والشخصية. وإن من يطمئن قلبه بالإيمان فإن اعتماده وثقته ستكون بالله الذي بيده تدبير كل الأمور وحده لا شريك له.
وعلى هذا فلا شيء أفضل وأجمل من أن يعيش الإنسان في كنف لطف الله وحمايته، فالعبودية والخضوع أمام الله في السراء والضراء، والاعتقاد الجازم الراسخ بسيادة القدرة الإلهية المطلقة يترك في نفس المؤمن آثاراً عجيبة من الطمأنينة بحيث لا يضطرب ولا يقلق لأي شيء كبيراً كان أو صغيراً.
وعندما يسلّم الإنسان نفسه وإدراكه إلى الحق سبحانه تمتلئ روحه بطاعة الله وبالطمأنينة التي تُبعده عن الاستسلام لليأس والقنوط الذي يُعتبر منشأ لكثير من الفشل وخيبة الأمل والهزائم والنكسات.
إن الاتكال على الله لا يؤدي إلى العجز أو الضعف والوهن، بل هو ثقة واعتماد يوثّق قوة الإرادة ويقطع جذور الوسوسة والتردد من القلب، وإن الثقة بالنفس دون الاتكال على الله ليس لها أن تنقذ روح الإنسان في الأحوال الحرجة من الألم والقلق والاضطراب، لأن الشدائد تهزم روح الإنسان المبتعد عن الاعتماد على الله والذي لا تتجاوز بصيرته حدود الماديات.
ويمكن ملاحظة هذا الأمر عند النظر إلى روحية المسلمين الأوائل في صدر الإسلام حيث كانوا أفضل نموذج للاعتماد على الله والتوكل عليه، فلا يمكن لأحد أن ينسب لهم العجز والوهن في حين كان دأبهم السعي والتضحية من أجل العقيدة والفعالية بهدف مجتمع سعيد.
ليلة المبيت... إشارات ودلالات |
عندما رأى المشركون أن دعوة النبي محمد صلى الله عليه وآله لا تزداد إلا انتشاراً اشتدوا في تحدّيه وإيذائع فائتمروا في دار الندوة وأجمع رأيهم على اغتياله ليلاً وهو في فراشه، وانتخبوا من كل قبيلة رجلاً شجاعاً ليهجموا عليه ويقتلوه فيضيع دمه في القبائل.
ودفعاً لهذا الخطر عزم النبي صلى الله عليه وآله على الهجرة إلى المدينة في تلك الليلة وطلب من الإمام علي عليه السلام أن يبيت في فراشه، فرحّب علي عليه السلام بالأمر وتقدم إلى فراش الرسول صلى الله عليه وآله في تلك الليلة مطمئن النفس، رابط الجأش، ثابت الفؤاد.
وهنا تبدأ قصة من أروع ما عرفه تاريخ الفداء والتضحيات، فالشجعان يثبتون في المعارك، وينازلون الأبطال وهم يدافعون بما لديهم من سلاح وعتاد، أما أن يخرج الإنسان إلى الموت طائعاً مطمئناً بدون سلاح أو عتاد وينام على فراشه أعزل من كل شيء إلا من إيمانه وثقته بسلامة من يفدي نفسه في سبيله كما حدث لعلي عليه السلام فهذا ما لم يحدث في تاريخ البطولات وما لم يُعرف عن أحد في تاريخ التضحية في سبيل الحق والعقيدة.
إضافة إلى ذلك هناك إشارة أخرى في هذا الموضوع تدل على أن التدبير الذي كان في تلك الليلة لم يكن أمراَ عارضاً بل كان إلباس الرسول صلى الله عليه وآله شخصيته لعلي عليه السلام تلك الليلة ما يوحي بأن هناك جامعة تجمع بين الرسول وعلي أكثر من جامعة القرابة، بحيث أنه إذا غاب شخص الرسول يكون الإمام علي عليه السلام هو الشخصية المهيأة لأن تخلفه وتمثل شخصه وتقوم مقامه.
نور روح الله |
"علينا أن ندرك العلة في انتصارنا فإذا فهمنا ذلك وجب علينا حينها أن نسعى لحفظ وجود تلك العلة، (الله أكبر) ووحدة الكلمة هي التي نصرتنا وسلاحنا الآن هو (الله أكبر)".
ضياء القائد |
"إن الدفاع عن الإسلام لا ينتهي عند الدفاع عن الوطن الإسلامي، فنحن جاهزون للدفاع والجهاد أينما وجدت ثغور الإسلام مقابل الكفر، وإن ميدان هذا الجهاد أوسع".
إستفتاءات القائد |
س: في أي سن يجب على الأب والأم تعليم أولادهما الأحكام الشرعية والعبادات؟
ج: يستحب للولي تعليمهم الأحكام الشرعية والعبادات من حيث بلوغهم سن التمييز.
س: كيف يتم تعيين بداية السنة لأجل دفع الخمس؟
ج: تبدأ السنة الخمسية لأمثال العمال والموظفين من تاريخ الحصول على أول ربح من أرباح العمل والوظيفة، وأما أصحاب المحلات فتبدأ سنتهم من تاريخ شروعهم بالبيع والشراء.
مداد الشهداء |
إخواني المجاهدين، فليكن بمعلومكم علم اليقين أننا إن شاء الله بكل تأكيد منتصرون، وهذا لا شك فيه ما دمنا نعمل لله ونعرق لله ونستشهد لله، فإن الله لا شك منجز وعده وناصر عبده وإنه لا شك معز المؤمنين ومذل الكافرين.
من وصية الاستشهادي صلاح غندور.
2009-09-25