يتم التحميل...

حال الناس في لحظات وداعه صلى الله عليه وآله

وفاة الرسول الأكرم (ص)

لم يكن حول النبي صلى الله عليه وآله في اللحظات الأخيرة إلاّ علي بن أبي طالب وبنو هاشم ونساؤه. وقد علم الناس بوفاته صلى الله عليه وآله من الضجيج والصراخ الذي علا من بيت الرسول صلى الله عليه وآله حزناً على فراق الحبيب، وخفقت القلوب هلعة لرحيل أشرف خلق الله.

عدد الزوار: 244

 لم يكن حول النبي صلى الله عليه وآله في اللحظات الأخيرة إلاّ علي بن أبي طالب وبنو هاشم ونساؤه. وقد علم الناس بوفاته صلى الله عليه وآله من الضجيج والصراخ الذي علا من بيت الرسول صلى الله عليه وآله حزناً على فراق الحبيب، وخفقت القلوب هلعة لرحيل أشرف خلق الله. وانتشر خبر الوفاة في المدينة انتشار النار في الهشيم ودخل الناس في حزن وذهول رغم أنه صلى الله عليه وآله كان قد مهّد لذلك ونعى نفسه الشريفة عدّة مرات وأوصى الاُمة بما يلزمها من طاعة وليّها وخليفته من بعده علي ابن أبي طالب. لقد كانت وفاته صدمة عنيفة هزّت وجدان المسلمين، فهاجت المدينة بسكانها وازدادت حيرة المجتمعين حول دار الرسول صلى الله عليه وآله أمام كلمة عمر بن الخطاب التي قالها وهو يهدد بالسيف: إنّ رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد مات، إنه والله ما مات ولكنّه قد ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران. ولم يهدأ عمر حتى قدم أبو بكر من السنح ودخل إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وآله فكشف عن وجه النبي صلى الله عليه وآله وخرج مسرعاً وقال: أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت وتلا قوله تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِين(آل عمران:144).
وهنا هدأت فورة عمر وزعم أنه لم يلتفت الى وجود مثل هذه الآية في القرآن الكريم.

علي وأهل بيته عليهم السلام إنشغلوا في تجهيز النبي صلى الله عليه وآله

فقد انشغلوا بتجهيز الرسول صلى الله عليه وآله ودفنه فقد غسّله عليّ من دون أن ينزع قميصه وأعانه على ذلك العباس بن عبد المطلب ابنه والفضل وكان يقول: بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيّاً وميّتاً 1.

ثم وضعوا جسد الرسول صلى الله عليه وآله على سرير وقال علي عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله إمامنا حياً وميتاً فليدخل عليه فوج بعد فوج فيصلّون عليه بغير إمام وينصرفون. وأوّل من صلى على النبي صلى الله عليه وآله علي عليه السلام وبنو هاشم ثم صلّت الانصار من بعدهم 2.

ووقف علي عليه السلام بحيال رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته اللهم إنّا نشهد أن قد بلّغ ما اُنزل اليه ونصح لاُمته وجاهد في سبيل الله حتى أعزّ الله دينه وتمّت كلمته، اللهم فاجعلنا ممن يتّبع ما أنزل الله إليه وثبّتنا بعده واجمع بيننا وبينه، فيقول الناس: آمين، حتى صلّى عليه الرجال ثم النساء ثم الصبيان 3.

وحفر قبر للنبي صلى الله عليه وآله في الحجرة التي توفي فيها. وحين أراد علي عليه السلام أن ينزله في القبر نادت الأنصار من خلف الجدار: يا علي نذكرك الله وحقّنا اليوم من رسول الله أن يذهب، أدخل منا رجلاً يكون لنا به حظّ من مواراة رسول الله. فقال عليه السلام ليدخل أوس بن خولي، وكان بدرياً فاضلاً من بني عوف ونزل عليّ عليه السلام الى القبر فكشف عن وجه رسول الله ووضع خدّه على التراب، ثم أهال عليه التراب..


1-السيرة النبوية لابن كثير: 4 / 518.
2-الارشاد: 1 / 187 واعيان الشيعة: 1 / 295.
3-الطبقات الكبرى: 2 / 291.

2012-01-20