العذراء مريم عليها السلام ومعجزة الولادة
البتول مريم(ع)
لقد كانت السيدة مريم عليها السلام إنسانة عظيمة ذلك لأن الرجولة والأنوثة ما هي إلا إطار للمضمون الإنساني، وبمقدار ما يتوفر المضمون وترتفع درجة المحتوى تكون قيمة الإنسان وعظمته دون أي اعتبار للإطار رجولة كان أو أنوثة.
عدد الزوار: 271
لقد كانت السيدة مريم عليها السلام إنسانة عظيمة ذلك لأن الرجولة والأنوثة ما هي إلا إطار للمضمون الإنساني، وبمقدار ما يتوفر المضمون وترتفع درجة المحتوى تكون قيمة الإنسان وعظمته دون أي اعتبار للإطار رجولة كان أو أنوثة.
واختار اللَّه تعالى هذه المرأة لتحدث من خلالها معجزة إلهية نادرة، ولتكون أماً لنبي من أنبياء اللَّه العظام وأحد أهم مغيري تاريخ البشر والمؤثرين فيه نبي اللَّه عيسى عليه السلام، وأن تكون أمومتها له بشكل استثنائي غير مألوف حيث لم يمسسها بشر أي من دون زوج، وهذا التقدير الإلهي كان امتحاناً وابتلاءً صعباً للسيدة مريم عليها السلام حيث استهدفتها سهام المغرضين والمفترين، ولكنها تحملت الآلام، وصمدت أمام الإثارات والافتراءات، وكانت كما أرادها اللَّه وفي مستوى التحدي، ونجحت في الامتحان العسير. تلك المرأة التي ناصبها المجتمع العداء في حياته، أصبحت الآن المرأة الأولى بين بنات حواء من حيث التقديس والإجلال، فأكثر من نصف البشر يكنون لها الاحترام والإكرام، وينشدون ويتبركون بذكره، ويتيمنون بكل ما يمت إليها بصلة.
مريم ومعجزة الولادة
القانون الطبيعي المألوف، أن إنجاب الإنسان يتم عبر تلاقي الذكر والأنثى معاً وليس مألوفاً أن يحصل التوالد عبر أحدهما فقط، لكن القرآن الكريم يخبرنا عن ولادة نبي اللَّه عيسى بن مريم من دون أب، ولقد استغربت حتى أمه مريم حينما بشرتها الملائكة بذلك، فما مسّها رجل ولم تتزوج فكيف يمكن أن تلد؟
يقول تعالى: ﴿ قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾( آل عمران: 47).
وما دام القرآن قد أخبر بهذا فنحن نؤمن به وهو أمر غير طبيعي عادة، وغير مألوف،ولذلك شكّ الكثير في كيفية إنجاب عيسى من مريم عليهما السلام إلى أن عرفوا بالإعجاز الإلهي حين نطق عيسى عليه السلام.
قد يقال أن أمر عيسى غير مألوف ولكنّه أمر ممكن من خلال الإستنساخ، ولن هذا كلام مردود ففرق كبير بين تجارب الاستنساخ التي حصلت في هذه السنوات وبين تولد عيسى عليه السلام الذي حصل من دون أي مقدمة من المقدّمات التي تسبب حمل المرأة.
* مريم والإعجاز ص10_12.
2012-01-17