القسم بالنجم وبمواقع النجوم
القسم في القرآن
وردت كلمة النجم في القرآن الكريم أربع مرّات في أربع سور، وحلف به مرة واحدة، قال: تعالى: وَالنَّجمِ إِذا هَوى*ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى*وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهوى*إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى...
عدد الزوار: 289
وردت كلمة النجم في القرآن الكريم أربع مرّات في أربع سور1، وحلف به مرة واحدة، قال: تعالى: ﴿وَالنَّجمِ إِذا هَوى*ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى*وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهوى*إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى﴾ النجم:1ـ4.
النجم في اللغة: الكوكب الطالع، وجمعه نجوم، فالنجوم مرّة اسم كالقلوب والجيوب، ومرّة مصدر كالطلوع والغروب.
وأمّا "هوى" في قوله: إِذا هَوى فيطلق تارة على ميل النفس إلى الشهوة، وأُخرى على السقوط من علو إلى سفل.
ولكن تفسيره بسقوط النجم وغروبه، لا يساعده اللفظ، وإنّما المراد هو ميله.
ثمّ إنّ المراد من النجم أحد الاَمرين:
أ: أمّا مطلق النجم، فيشمل كافة النجوم التي هي من آيات عظمة اللّه سبحانه ولها أسرار ورموز يعجز الذهن البشري عن الاِحاطة بها.
ب: المراد هو نجم الشعرى الذي جاء في نفس السورة، قال سبحانه: ﴿وَانَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعرى﴾ النجم:49.
ونظيره القول بأنّ المراد هو الثريا، وهي مجموعة من سبعة نجوم، ستة منها واضحة وواحد خافت النور، وبه يختبر قوة البصر.
وربما فسر بالقرآن الذي نزل على قلب رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم طيلة 23 سنة لنزوله نجوماً2. لكن لفظ الآية لا يساعد على هذا المعنى.
فاللّه سبحانه إمّا أن يحلف بعامة النجوم أو بنجم خاص يهتدي به السائر، ويدل على ذلك أنّه قيد القسم بوقت هويه، ولعل الوجه هو أنّ النجم إذا كان في وسط السماء يكون بعيداً عن الاَرض لا يهتدي به الساري، لاَنّه لا يعلم به المشرق من المغرب ولا الجنوب من الشمال، فإذا زال، تبيّن بزواله جانب المغرب من المشرق.
وحلف سبحانه وتعالى في سورة الواقعة بمواقع النجوم، قال تعالى: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُوم*وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظيم*إِنَّهُ لَقُرآنٌ كَرِيم*فِي كِتابٍ مَكْنُون*لا يَمَسُّهُ إِلاّالمُطَهَّرُون﴾ الواقعة:75ـ 79.
المراد من مواقع النجوم مساقطها حيث تغيب.
قال الراغب: الوقوع ثبوت الشيء وسقوطه، يقال: وقع الطائر وقوعاً، وعلى ذلك يراد منه مطالعها ومغاربها، يقال: مواقع الغيث أي مساقطه.3
ويدل على أنّ المراد هو مطالع النجوم ومغاربها أنّ اللّه سبحانه يقسم بالنجوم وطلوعها وجريها وغروبها، إذ فيها وفي حالاتها الثلاث آية وعبرة ودلالة، كما في قوله تعالى: ﴿ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ. الجَوارِ الكُنَّس﴾ . التكوير:15ـ 16.
وقال: ﴿وَالنَّجْم إِذا هَوى﴾ . وقال:﴿فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِب﴾ . ويرجح هذا القول أيضاً، انّ النجوم حيث وقعت في القرآن فالمراد منها الكواكب، كقوله تعالى: ﴿وَإدْبار النُّجوم﴾ . وقوله: ﴿وَالشَّمْسُ وَالْقَمرُ وَالنُّجُوم﴾ .4
1- وهي :النحل:16، النجم:1، الرحمن:6، الطارق:3.
2- مجمع البيان/5/172.
3- مفردات الراغب:530، مادة وقع.
4- الأقسام في القرأن / الشيخ السبحاني _ القسم بالنجم ومواقع النجوم.