المقسم به في سورة الطور
القسم في القرآن
حلف سبحانه في سورة الطور بأُمور خمسة، قال تعالى: وَالطُّور * وَكِتابٍ مَسْطُور * في رقٍّ مَنْشُور *وَالْبَيتِ المَعْمُور * وَالسَّقْفِ المَرْفُوع * وَالْبَحْرِ المَسْجُور * إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِع * ما لَهُ مِنْ دافِع...
عدد الزوار: 361
حلف سبحانه في سورة الطور بأُمور خمسة، قال تعالى: ﴿ وَالطُّور * وَكِتابٍ مَسْطُور * في رقٍّ مَنْشُور *وَالْبَيتِ المَعْمُور * وَالسَّقْفِ المَرْفُوع * وَالْبَحْرِ المَسْجُور * إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِع * ما لَهُ مِنْ دافِع﴾.الطور1_8.
والطور: اسم جبل خاص، بل اسم لكلّ جبل.
ومسطور: من السطر وهو الصف من الكتابة، يقال: سطَّر فلان كذا، أي كتب سطراً سطراً.
والظاهر انّ المراد من "مسطور" هنا هو المثبّت بالكتابة،
و رقّ: ما يكتب فيه شبه الكاغد.
ومنشور: من النشر، وهو البسط والتفريق، يقال: نشر الثوب والصحيفة وبسطهما وفي القرأن: وَإِذا الصُّحُف نُشرت.
والمسجور: من السجر وهي تهييج النار، يقال: سجرت التنور، ومنه البحر المسجور.وربما يفسر المسجوربالمملوء.
والمراد من الطور هنا ـ كما تشهد به القرائن ـ: هو الجبل المعروف الذي كلّم اللّه فيه موسى عليه السلام، ولعلّه هو جبل طور سينين.
والمراد من كتاب مسطور: هو القرآن الكريم الذي كان يكتب في الورق المأخوذ من الجلد.
وأمّا وصفه بكونه منشوراً مع أنّ عظمة الكتاب بلفظه ومعناه لا بخطه وورقه، هو الاِشارة إلى الوضوح، لاَنّ الكتاب المطوي لا يعلم ما فيه، فقال هو في رق منشور وليس كالكتب المطوية، ومع ذلك يحتمل أن يراد منه صحائف الاَعمال.
وامّا البيت المعمور: فيحتمل أن يراد منه الكعبة المشرفة، فانّها أوّل بيت وضع للناس، ولم يزل معموراً منذ أن وضع إلى يومنا هذا، قال تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّة مُباركاً وَهُدى لِلْعالَمين﴾. آل عمران/96.
ولعل وصفه بالعمارة لكونه معموراً بالحجاج الطائفين به والعاكفين حوله.
وقد فسر في الروايات ببيت في السماء إزاء الكعبة تزوره الملائكة، فوصفه بالعمارة لكثرة الطائفين به.
والسقف المرفوع: والمراد منه هو السماء، قال سبحانه: ﴿ والسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعََ الْمِيزان﴾. الرحمن/7
ثمّ إنّ الاَقسام الثلاثة الاَُولى يجمعها شيء واحد وهو صلتها بالوحي وخصوصياته،حيث إنّ الطور هو محل نزول الوحي، والكتاب المسطور هو القرآن أو التوراة، والبيت المعمور هو الكعبة أو البيت الذي يطوف به الملائكة الذين هم رسل اللّه.
وأمّا الاثنان الآخران، أعني: السقف المرفوع والبحر المسجور، فهما من الآيات الكونية ومن دلائل توحيده ووجوده وصفاته.1
1- الأقسام في القرأن / الشيخ السبحاني _سورة الطور.
2011-10-24