يتم التحميل...

ما ينبغى عند دخول مكة والطواف

الحج

ينبغى ان يتذكر عند دخول مكة: انه قد انتهى الى حرم من دخله كان آمنا، و ليرج عنده ان يامن بدخوله من عقاب الله، و ليضطرب قلبه من الا يكون اهلا للقرب و القبول، فيكون بدخول الحرم خائبا مستحقا للمقت، و ليكن رجاؤه في جميع الاوقات غالبا، اذ شرف البيت عظيم،

عدد الزوار: 28

ينبغى ان يتذكر عند دخول مكة: انه قد انتهى الى حرم من دخله كان آمنا، و ليرج عنده ان يامن بدخوله من عقاب الله، و ليضطرب قلبه من الا يكون اهلا للقرب و القبول، فيكون بدخول الحرم خائبا مستحقا للمقت، و ليكن رجاؤه في جميع الاوقات غالبا، اذ شرف البيت عظيم، و رب البيت كريم، و الرحمة واسعة، و الفيوضات نازلة، و حق الزائر منظور، و اللائذ المستجير غير مردود. و اذا وقع البصر على البيت، فليحضر في قلبه عظمته، و يقدر كانه مشاهد لرب البيت لشدة تعظيمه، و ليرج ان يرزقه لقاءه كما رزقه لقاء بيته، و ليشكر الله على تبليغه اياه الى بيته، و الحاقه اياه بزمرة الوافدين اليه، و يتذكر عند ذلك ايصاب الخلائق الى جهة الجنة آملين لدخولها كافة، ثم انقسامهم الى ماذونين في الدخول و مصروفين عنها، انقسام الحاج الى مقبولين و مردودين.

و ينبغى عند الطواف ان يمتلئ قلبه من التعظيم و المحبة و الخوف و الرجاء، و يعلم انه في الطواف متشبه بالملائكة المقربين الطائفين حول العرش، و ليعلم ان المقصود طواف قلبه بذكر رب البيت، دون مجرد طواف جسمه بالبيت، فليبتدي‏ء الذكر به و يختم به، كما يبتدا الطواف من البيت و يختم بالبيت، فروح الطواف و حقيقته هو طواف القلب بحضرة الربوبية و البيت مثال ظاهر في عالم الشهادة لتلك الحضرة التى لا تشاهد بالبصر، و هو عالم الغيب و عالم الملك و الشهادة، مدرجة الى عالم الغيب و الملكوت لمن فتح له الباب. و ما ورد من ان البيت المعمور في السماوات بازاء الكعبة، و ان طواف الملائكة بها كطواف الانس بهذا البيت، و ربما كان اشارة الى ما ذكرناه من المماثلة، و لما قصرت رتبة الاكثرين عن مثل ذلك الطواف، امروا بالتشبه بهم بقدر الامكان، و وعدوا بان من تشبه بقوم فهو منهم. 1


1- جامع السعادات / النراقي ج2باب الحج

2011-10-06