نصيحة الى ايناء الحوزات
الإمام الخميني(فدس سره)
للأيادي الخبيثة من خلال بث السموم ودعايات السوء، التقليل من أهمية البرامج التربوية والأخلاقية، وتصوير ارتقاء المنبر للوعظ والإرشاد على أنه يتنافى مع المكانة العلمية؛ وتحاول من خلال نسبتها صفة "المنبرية" للشخصيات العلمية المرموقة التي تمارس دورها
عدد الزوار: 86
للأيادي الخبيثة من خلال بث السموم ودعايات السوء، التقليل من أهمية البرامج التربوية والأخلاقية، وتصوير ارتقاء المنبر للوعظ والإرشاد على أنه يتنافى مع المكانة العلمية؛ وتحاول من خلال نسبتها صفة "المنبرية" للشخصيات العلمية المرموقة التي تمارس دورها في إصلاح الحوزات وتنظيمها، أن تحول دون تأدية واجبها. فقد تجد اليوم في بعض الحوزات من يعتبر ارتقاء المنبر عملاً مشيناً، غافلين عن أن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام كان منبرياً، وكان يعظ الناس ويرشدهم من على المنابر.. كان يوعيهم ويرشدهم ويوجههم. كما أن سائر الأئمة عليهم السلام كانوا يفعلون ذلك أيضاً.
لعل عناصر خفية تشيع هذه الأفكار الخبيثة في حوزاتنا لكي تجردها من المعنويات والأخلاقيات، فتمسي حوزاتنا وضيعة ومنحطة ينتشر فيها النفاق وتسيطر على أفرادها الأنانية وتتسع رقعة الاختلاف، وينشغل أفرادها بمحاربة بعضهم بعضاً، وينقسمون أحزاباً وشيعاً يكذب كل منهم الآخر ويوجه إليه التهم والإهانات، ويسقط بعضهم بعضاً، لكي يتمكن الأجانب وأعداء والإسلام من التطاول على الحوزات ويسددوا ضربة قاصمة لها والقضاء عليها.
فالأعداء والسيئون يعلمون أن الحوزات تتمتع بدعم وتأييد الشعوب. ومادام هذا الدعم والتأييد قائمين فمن غير الممكن سحق الحوزات والقضاء عليها أبداً. ولكن عندما يفقد رجال الحوزات وطلابها المباني الأخلاقية والآداب الإسلامية، ويصبح شغلهم الشاغل تسقيط بعضهم بعضاً، ويتحولون إلى جماعات متنافرة ومتناحرة لا تتورع عن الأعمال اللاأخلاقية والقبيحة، فمن الطبيعي أن تسوء نظرة الأمة الإسلامية إلى الحوزات الدينية وعلماء الدين، وتسحب دعمها وتأييدها لها، وفي النهاية يفتح الطريق أمام الأعداء لتحكيم سلطتهم وتسديد ضرباتهم. وإذا ما كنتم ترون الحكومات تخشى علماء الدين والمراجع ويحسبون لهم حساباً، فهو لأنهم يتمتعون بدعم وتأييد الشعوب، وفي الحقيقة أن الحكومات تخشى الشعوب، ولهذا فهي تحتمل إذا ما أهانت وتجاسرت وتعرضت إلى أحد علماء الدين، أن ذلك سوف يثير سخط الأمة ويفجر غضبها ضدها.. ولكن إذا ما كان علماء الدين مختلفين فيما بينهم ويسيء بعضهم لبعض، ولم يكونوا متأدبين بآداب الإسلام، فإنهم سيفقدون اعتبارهم ويخسرون ثقة الأمة بهم، إن الأمة تتوقع منكم أن تكونوا متأدبين بآداب الإسلام. أن تكونوا حزب الله، تنبذوا بهارج الدنيا وزخارفها ولا تهتموا بها؛ وأن لا تألوا جهداً في سبيل تحقق الأهداف الإسلامية وخدمة الأمة الإسلامية.. تتوقع منكم أن تخطوا على طريق الله تعالى، وأن لا يكون توجهكم إلا لله وطلباً لمرضاته.1
1- من كتاب الجهاد الأكبر، الإمام الخميني.
2011-09-19