يتم التحميل...

الأمور التي أفرزتها معركة الأحزاب

معركة الخندق

أفرزت حرب الخندق او ما يعرف بمعركة الأحزاب المسلمين إلى ثلاث فئات...وهم الذين وقعوا تحت تأثير الوساوس الشيطانية والظنون السيئة فعاشوا الخوف والقلق عندما رأوا الأعداء قد تحالفوا ضدهم، فاهتز إيمانهم وفقدوا عمق الثقة بالله وبنصره...

عدد الزوار: 223

أفرزت حرب الخندق او ما يعرف بمعركة الأحزاب المسلمين إلى ثلاث فئات

1- ضعاف الايمان

وهم الذين وقعوا تحت تأثير الوساوس الشيطانية والظنون السيئة فعاشوا الخوف والقلق عندما رأوا الأعداء قد تحالفوا ضدهم، فاهتز إيمانهم وفقدوا عمق الثقة بالله وبنصره.

وقد صوَّر القران الكريم موقف هذه الفئة بقوله تعالى:﴿إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ(الأحزاب:10).

﴿هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا(الأحزاب:11).

2- المنافقون

وقد اتخذوا عدة مواقف ذكرها القران الكريم هي:

أ- قالوا ما وعدنا الله ورسوله إلاَّ غرورا، لأن الله ورسوله كانا قد وعداهم النصر والفتح، وهاهم أمام حشود القوى المتحالفة لا يقوون على شي‏ء، قال تعالى: ﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورً (الأحزاب:12).

ب _تثبيط العزائم وشلّ الارادات عن الجهاد، قال تعالى: حكاية عن المنافقين: ﴿وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (الأحزاب:13). أي لا تقدرون على فعل شي‏ء امام قدرات الأعداء فارجعوا من حيث أتيتم.

ج_ خلق الأعذار الواهية من أجل الفرار من ساحة الجهاد.
قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (الأحزاب:13).

3- المؤمنون الحقيقيون

وهم الذين لما رأوا الأحزاب لم ينحرفوا قيد انملة عن عقيدتهم وإيمانهم، ولم يضعفوا، ولم يشككوا، ولم يتزلزلوا، وإنما عبَّروا عن ثقتهم بوعد الله ورسوله، وعن صدقهم وإخلاصهم وعمق إيمانهم وثباتهم في مواقع التحدي، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارً(الأحزاب:13).

صلح الحديبية:

عززت الأحداث والمعارك التي وقعت بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعداء الاسلام من المشركين واليهود موقف المسلمين، وغرست هيبتهم في النفوس، فقرر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يسير بأصحابه إلى مكة ليزور البيت الحرام ويعتمر بعد أن رأى في المنام أنه يدخله هو وأصحابه امنين من غير قتال كما يشير قوله تعالى:﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ( الفتح: 27). توجه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومعه ما يقرب من ألف وأربعمائة من المهاجرين والأنصار نحو مكة في ذي القعدة في السنة السادسة من الهجرة، وهم يحملون السلاح، وقد ساقوا معهم سبعين بدنة هدياً لتنحر في مكة.

تناهى الخبر إلى قريش ففزعت وظنت أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم يريد الهجوم عليها، فراحت تتدارس الموقف وتجهّز نفسها لصد المسلمين وأرسلت سرية بقيادة خالد بن الوليد كمقدمة لجيشها، فبلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم خبر قريش واستعدادها لقتاله، ولكي يتجنب المواجهة حيث لم يكن هدفه الحرب غيَّر مسيره وسلك طريقاً غير الطريق الذي سلكته قريش، حتى استقرَّ في وادي الحديبية9، فشكا أصحابه جفاف الوادي وانعدام الماء فيها، فأجرى الله سبحانه معجزة خالدة على يده المباركة، تجلَّت عندما توضأ صلى الله عليه وآله وسلم وألقى ماء المضمضة في البئر التي كان قد نضب ماؤها، فانفجر الماء وارتوى الجمع.1


1- سيرة الرسول الأكرم إصدار جمعية المعارف الإسلامية

2011-09-05