الموضوع: الموافقة على استقالة السيد منتظري من خلافة القائد
رسالة
المخاطب: حسين علي منتظري
عدد الزوار: 54
التاريخ: 8 فروردين 1368 هـ. ش/ 20 شعبان 1409 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
المخاطب: حسين علي منتظري
بسم الله الرحمن الرحيم
المحضر المبارك لآية الله العظمى الإمام الخميني مد ظله العالي.
بعد إهداء السلام والتحية. تلقيت رسالتكم الكريمة المؤرخة 6/ 1/ 1367. وإذ أعرب عن شكري لتوجيهات وإرشادات سماحتكم، لا بد لي من القول: كونوا على ثقة بأني الآن أيضاً اعتبر نفسي ملزماً بإطاعة وتنفيذ أوامر سماحتكم، مثلما كنت منذ بداية النضال وفي كل مراحله، الجندي المضحي والراخص لنفسه والمطيع إلى جوار سماحتكم وفي طريق الإسلام والثورة. لأني اعتبر بقاء النظام الإسلامي واستقراره رهن طاعة القائد المعظم.
ليس هناك أدنى شك بأن هذه الثورة العظيمة اجتازت حتى الآن تحت ظل قيادة وتوجيهات سماحتكم، اخطاراً مهمة وفضحت واقصت من الساحة أعداءً كثيرين أمثال المنافقين عمي القلوب، الذين تلطخت أياديهم بدماء الآلاف من أبناء الشعب وشخصياتنا العزيزة بما فيهم ولديّ العزيز 1، والفئات الاستسلامية الأخرى المعارضة والمعادية للثورة، واشباه الليبراليين أصحاب الفكر المنحرف.
فهل يمكن نسيان الجرائم المرعبة والضربات الجبانة التي الحقها هؤلاء المسودة وجوههم العمي القلوب، بالثورة والبلد والشعب العزيز؟. فإذا كانت أبواق هؤلاء والإذاعات الأجنبية تتصور أن بوسعها من خلال إثارة الأجواء ونشر الأكاذيب وبث الشائعات باسمي، أن تحقق أهدافها المشؤومة وإيجاد هوة في تضامن وتكاتف شعبنا، فانها مخطئة إلى حد كبير.
إما فيما يتعلق بتعيني بمنصب خليفة القائد المعظم، فقد عارضت ذلك بشدة منذ البداية. ونظراً للمشكلات الكثيرة وعبء المسؤولية الجسيمة، كنت قد كتبت إلى مجلس الخبراء آنذاك بأن تعيني هذا لا يخدم مصلحة البلاد. والآن أيضاً أعلن بكل صراحة عن عدم استعدادي لذلك. وأرجو من سماحتكم أصدار أوامركم إلى مجلس الخبراء بأن ينظر بشكل جاد وحازم إلى ما هو في صالح مستقبل الإسلام والثورة والبلد. واسمحوا لي بصفتي طالب صغير وحقير في الحوزة العلمية، بالاشتغال كما في السابق بالتدريس والنشاطات العلمية وخدمة الإسلام والثورة تحت ظل القيادة الحكيمة لسماحتكم. وإذا ما كانت قد حصلت أخطاء وضعف، التي هي من مقتضيات طبيعة الإنسان، فسيتم تلافيها إن شاء الله بفضل قيادتكم الحكيمة.
وأرجو من جميع الأخوة والاخوات الأعزاء والمحبين، أن لا يقدموا على أي عمل أو أن ينطقوا بكلمة، فيما يتعلق بقرار القائد المعظم ومجلس الخبراء المحترم، بذريعة الدفاع عني. لأن القائد المعظم ومجلس الخبراء لا ينشدون غير خير ومصلحة الإسلام والثورة.
آمل أن لا تحرم هذا التلميذ المخلص من توجيهاتكم القيمة على الدوام، ولا تنساه من صالح الدعاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
7/ 1/ 1368 حسين علي منتظري).
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد منتظري دامت افاضاته.
بعد إهداء السلام والتمنيات بالموفقية لكم. مثلما ذكرتم أن قيادة نظام الجمهورية الإسلامية عمل شاق ومسؤولية جسيمة وخطيرة تتطلب تحملًا أكثر من طاقتكم. ولهذا كنا نعارض أنا وأنت منذ البداية اختياركم. وفي هذا الصدد كنا متفقين في الرأي. ولكن مجلس الخبراء كان قد اقتنع بذلك، ولم أكن أرغب بالتدخل في حدود صلاحياته القانونية .. إنني اشكركم خالص الشكر لإعلانكم عن عدم استعدادكم تقبل منصب خليفة القائد .. يعلم الجميع بأنكم كنتم ثمرة عمري وأني اعتز بكم إلى حد كبير. وكي لا تتكرر أخطاء الماضي فاني انصحكم بتطهير منزلكم من غير الصالحين، وامنع بحزم تردد المعارضين للنظام ممن يحاولون خداعكم بذريعة حرصهم على الإسلام والجمهورية الإسلامية. وقد أوصيتكم بذلك أثناء قضية (مهدي هاشمي) 2 أيضاً. إنني أرى صلاحكم وصلاح الثورة في المحافظة على منزلتكم كفقيه يستفيد من آرائكم النظام والشعب. ولا تتأثروا بالأكاذيب التي تبثها الإذاعات الأجنبية .. إن شعبنا يعرفكم جيداً، وهو يدرك أحابيل الأعداء جيداً، إذ أنهم ومن خلال اتهام المسؤولين الإيرانيين، ينفسون عن حقدهم الدفين ضد الإسلام.
كما ينبغي للطلاب الأعزاء، وائمة الجمعة والجماعة المحترمين والصحف، والإذاعة والتلفزيون؛ أن يوضحوا للشعب من أن مصلحة النظام في الإسلام مقدمة على كل شيء ويجب علينا جميعاً التمسك بها. وان سماحتكم ومن خلال دروسكم وابحاثكم، سيبث الحماس إن شاء الله في الحوزة والنظام. والسلام عليكم.
8/ 1/ 1368
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج21، ص:304,303
1- الشهيد محمد منتظري الذي استشهد في حادث تفجير مقر الحزب الجمهوري الإسلامي.
2- السيد مهدي هاشمي، من جملة الاشخاص الذين تم اعتقالهم وإدانتهم قبل الثورة بتهمة قتل السيد شمس آبادي. وتم اطلاق سراحه بعد انتصار الثورة وتولى مناصب مهمة. غير أنه سرعان ما اتضحت حقيقة وممارساته الإجرامية فحكم عليه بالإعدام.