يتم التحميل...

الموضوع: تكريم تضحيات حرس الثورة وبيان مسؤولية قادة الحرس في زمن السلم.

نداء

المخاطب: قادة ومسؤولو حرس الثورة الإسلامية

عدد الزوار: 140

التاريخ: 26 شهريور 1367 هـ. ش/ 5 صفر 1409 هـ. ق‏
المكان: طهران، جماران‏
المخاطب: قادة ومسؤولو حرس الثورة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

أبنائي الأعزاء قادة ومسؤولو حرس الثورة الإسلامية.

مع انتهاء نحو ثماني سنوات من الدفاع المقدس الذي توجّ باستقلال البلد ووحدة أراضيه، وهزيمة المشاريع التوسعية لأعداء ثورتنا الإسلامية؛ لا أدري كيف اعبر عن مشاعري وحبي لكم ايها الجنود المجهولون والقادة الأبطال، يا مَنْ يتدفق اعصار غضب أمة حزب الله من ميادين بطولاتكم.. إن الحديث عن الأجر والثواب الدنيوي لدى الموحدين والسالكين، يعد إساءة أدب بحق منزلتهم ومقامهم إذ أن الدنيا بكل بهارجها احقر من أن تكون ثمناً تكريماً للمجاهدين في سبيل الله. وان الجوهر الجميل لعمل المجاهدين في سبيل الله، اعظم من أن يقاس بمعيار زخارف الدنيا. وبالنسبة لي، الذي أرى واجبي في الدعاء والشكر والثناء لجميع الحرس والجيش وقوات التعبئة، ينبغي أن اطمئن القوات المسلحة وانتم بالذات، بأني لن أتوانى عن دعمكم والدعاء لكم طالما كنت حياً وبقي رمق في روحي وجسمي. واني اعتبركم من خيرة أعزتي واتباعي. ومثلما كنت خلال فترة الحرب إلى جواركم، وربما لمس كل واحد منكم مدى حبي وإخلاصي لكم؛ سابقى كذلك مستقبلا.. انكم مرآة تتجلى فيها مظلومية وعزة الشعب الإيراني العظيم في ساحة المعركة وتاريخ الثورة المصور.. أنتم جيل الدفاع المقدس وحملة لواء عزة المسلمين ودرع الأحداث في هذا البلد.. انكم تذكار ورفاق وقادة مسؤولون ذوو قلوب واعية اتخذوا اليوم مأوى إلى جوار محضر الحق تعالى. ولأني لا أجد فاصلة بيني وبينكم، وأعي حديث قلوبكم وقلوب جميع عشاق الثورة الإسلامية قبل أن يترجمه القلم والورق، فاني اتصور أنكم ونتيجة للغرور المقدس والروح الحماسية التي تبلورت عبر السنوات التي امضيتموها في سوح المعارك وفي صلب النار والدم وفي أوار المشكلات والأحداث العاصفة، وقد عجنت كل ذرة من ذرات وجودكم بالشجاعة والحماس؛ أتصور أنكم تعانون من السكون والهدوء، وان قلوبكم تنبض شوقاً لأجواء الحرب، وربما تساءلتم مع أنفسكم ما جدوانا في زمن السلام. وهذا أيضاً من بركات المعنويات والتحول الذي حصل في بلدنا، حيث أنكم وبعد ثماني سنوات من الدفاع المقدس، لم تشعروا بالتعب. ولكني أقول بكل حزم وجدية بأن الثورة والجمهورية الإسلامية ومؤسسة حرس الثورة الإسلامية المقدسة التي كانت وستبقى بحق من أعظم خنادق الدفاع عن القيم الإلهية لنظامنا؛ بحاجة إلى وجود كل واحد منكم سواء في الحرب أو السلم. وأؤكد مرة أخرى بأننا جادون في سياستنا للتوصل إلى سلام في إطار قرار مجلس الأمن، ولن نبادر إلى اضعافه مطلقاً، على الرغم من محاولة العراق وضع العراقيل أمام ذلك من خلال سياساته وسلوكه العسكري. ولا يستبعد أن يكون ذلك بتحريك من قبل بعض القوى والقوى العظمى، وربما يريد الصداميون أن يجربوا حظهم الأسود ونصيبهم العاثر مرة أخرى.

ومهما يكن فلا بد لنا من الإبقاء على اهبتنا، إذ أن أياماً حساسة ومصيرية في انتظارنا، ولا زالت تنتظر الثورة الإسلامية سنوات وأشهر مصيرية أخرى. ومن الواجب أن يتواجد طلائع الجهاد والشهادة في كل الميادين ويكونوا على أهية الاستعداد دائماً، وان لا يغفلوا عن كيد ومكر ناهبي العالم وأميركا وروسيا. حتى في مرحلة إعادة تنظيم القوات المسلحة، يجب أن ينصب كل اهتمامنا بإعادة بناء القوات والمحافظة على اهبتها وانتقال الخبرات العسكرية والدفاعية إلى كل فرد من أفراد الشعب والمدافعين عن الثورة، ذلك أن الفرصة لم تكن مواتية خلال المعارك للتعرف على نقاط قوة وضعف الخطط والبرامج وبالتالي وضع استراتيجية دفاعية شاملة. ولكن في الظروف الاعتيادية لا بد من الخوض في هذه الأمور بسعة صدر وموضوعية، والاستفادة من كافة الخبرات والتجارب والمؤهلات والطروحات، والعمل على استقطاب أكبر عدد ممكن من القوات المؤمنة بالثورة، ونقل التجارب إلى الآخرين. ويجب أن تبذل كافة الجهود لتجهيز جميع أفراد هذا البلد على أساس مبادئ وآلية الدفاع الشامل، للوصول إلى تشكيل واقعي وحقيقي لقوات التعبئة (البسيج) وجيش العشرين مليون.

والى جنب هذه المسؤولية الجسيمة واتباع الخطوط العامة للسياسية العسكرية للبلد، يجب العمل على تعميم اجواء الأنس والنور والأخوة والوحدة التي كانت سائدة في ساحات المعركة وفي جبهات القتال، وهذا الارتباط المعنوي الذي كان قائماً بينكم وبين علماء الدين الأعزاء؛ تعميم هذه الأجواء على كل التجمعات المحلية وكافة المجالات السياسية والاجتماعية والعسكرية، كي يتسنى لنا صيانة ثورتنا الإسلامية من المخاطر التي تتهددها والفرقة واللامبالاة. وحذار أن يتم نسيان هذه الثروة العظيمة، التي هي حصيلة سنوات من التجربة والمثابرة والصعاب والمعاناة في مسيرة الحياة اليومية.

إني أدعو لكم، واسأل الله تعالى العزة لكم وسعادة الدنيا والآخرة. وأن يثبت أقدامكم تحت لواء الحق تعالى وفي ظل عناية بقية الله - أرواحنا فداه - والسلام عليكم ورحمة الله.

26 شهريور 1367

روح الله الموسوي الخميني‏


* صحيفة الإمام، ج21، ص:123,122

2011-07-01