الموضوع: استشهاد عشرة من العلماء ورجال الدين من آل الحكيم والأبرياء في لبنان
نداء
المخاطب: الشعب العراقي، آل الحكيم والشعب اللبناني
عدد الزوار: 174
التاريخ 18 إسفند 1363هـ.. ش/ 16 جمادى الثانية 1405 هـ.. ق
المكان: طهران، جماران
المخاطب: الشعب العراقي، آل الحكيم والشعب اللبناني
بسم الله الرّحمن الرّحيم
إنّا لله وإنّا إليه راجعون
الفاجعة الكبرى باستشهاد عشرة من العلماء والسادة الافاضل من اسرة المرحوم آية الله الحكيم رضوان الله عليه بأيدي مجرمي نظام البعث العفلقي العراقي 1، استوجبت أشد الأسف والتأثّر منا وأضافت صفحة أخرى إلى جرائم صدام البشعة الذي لا يبالي ولا يحترم أيّ مبدأ إنساني، وإننا لا نتوقع من هذا المجرم الذي بيّض بجرائمه وجه المغول، غير الجرائم والجنايات، ولا نتوقع كذلك من هذا الرجل الدموي الذي يغمِس يديه إلى المرفقين كل يوم بدماء الأبرياء في العراق وإيران، ولا عجب من هذا الحزب المتخلف في أن يدمّر المدن الإيرانية ويخرّبها على رؤوس ساكنيها الأبرياء من عرب وفرس نساءً ورجالًا، أطفالًا وشيوخاً، شباباً وشابّات، ولا عجب كذلك من تعرّض السجناء الأبرياء عراقيين وإيرانيين للتعذيب في مراكزه وسجونه خلافاً لكل معايير الشعوب المتحرّرة وقوانينها.
مثل هذه الأعمال هي طبع المتشيطنين والمفترسين المنحرفين، لكنَّ العجب من المدعين كذباً الدفاع عن حقوق الإنسان الذين يباركون أعمال المجرمين في سائر أقطار العالم ويساعدونهم بالسلاح والإعلام، والعجب من المنظّمات الدولية الطويلة العريضة التي تساند هؤلاء بالكلام تارة وبالسكوت تارة أخرى، وعلى الشعوب المظلومة أن لا تعقد الأمل على هؤلاء ولتعلمْ أنَّ أمثال هؤلاء لا يخدمون غير الجبابرة والأقوياء، وأنَّ القوى العظمى لا تبحث إلّا عن مصالحها الخاصّة. وعلى الأمم المستضعفة: أن تنهض في مقابل الظلمة والجناة، ولا تخشى باعتمادها على الله تعالى من أيّةقوّة ولتقطعْ أيدي الظالمين. وعلى الشعب العراقي أن يلتحم مع شعب إيران ولبنان وفلسطين، الذين أقضّوا مضاجع العفالقة والصهاينة ومؤيديهم وأطاروا النوم من رؤوسهم وسوّدوا الدنيا في أعينهم. لقد صفعت القوّات لإيرانية المقتدرة صداماً صفعة أطارت صوابه فصار لا يتورّع عن إرتكاب أيّة جناية ويحرق الحرث والنسل، وسيتلقى في الوقت المناسب الصفعة النهائية إن شاء الله ويتخلص الشعبان العراقي والإيراني من شرّه.
إنَّني أعزّي الشعب العراقي وأسرة المرحوم أية الله الحكيم رحمةالله عليه المعظمة، وولده الشجاع حجة الإسلام السيد محمد باقر الحكيم بهذا المصاب الجلل وسائر المصائب التي حلت بالشعب العراقي السبيل، كما أعزّي الشعب اللبناني المسلم عموماً والعلماء خصوصاً بالمصائب التي حلّت بهم خصوصاً مصائب التفجيرات الأخيرة التي أدت إلى استشهاد وجرح عدد كبير من إخواننا وأخواتنا الأعزّاء، وأسأل الله تعالى الرحمة لجميع شهداء طريق الحق خصوصاً أولئك الذين استشهدوا موخراً في العراق ولبنان.
و أخيراً أذكّر ميّتي الضمائر هؤلاء الذين لا يعرفون سوى الماديات والشهوات الحيوانية بأنَّهم لم يعرفوا شعبنا النبيل ويظنون أنَّهم باستشهاد أبنائنا الأعزاء يستطيعون أن يصرفوهم عن الطريق الذي اختاروه والذي لم يكن غير الإسلام العزيز أو أن يوهنوا عزائمهم.
إنَّ الشعب الإيراني الذي يعاني في هذه السنوات المعدودة من جرائم الشرق والغرب وفقد ويفقد أعزّاءه، نراه في كل انفجار أشدّ ثباتاً وفي كل هجمة وحشية أشجع وأشجع وهو يسلك طريقه الذي ختاره من قبل ويتقدم إلى الأمام. إنَّ هؤلاء لم يشاهدوا الأمهات والآباء الشجعان يسحبون أبناءهم ونور أعينهم من تحت آلاف أطنان من الأنقاض وهم يهتفون: «حرباً حرباً حتى النصر» ويطلبون إلى المسؤولين المقابلة بالمثل وإلى المقاتلين الأبطال في الجبهات مواصلة الحرب. سلام الله على هذه الأمّة الشجاعة والمؤمنة التي تضحي بأرواحها ولا تستسلم للمساومة. إنَّني أطلب الرحمة لشهداء إيران الذين استشهدوا على أيدي جناةالبعثيين العراقيين وللمصابين الشفاء والسلامة ولذويهم وأقاربهم المقاومة والصبر والأجر ولمقاتلي الإسلام النصر والثبات.
الصلوات والتحيات على جميع الأنبياء وخصوصاً سيدهم وخاتمهم، وعلى جميع الأوصياء عليهم السلام وبالأخص خاتم الأوصياء روحي فداه والسلام على عباد الله الصالحين.
18 إسفند 1363/ 16 جمادى الثانية 1405
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج19، ص: 160
1-بتاريخ 18 إسفند 1363 نشر الخبر المروّع بقتل عشرة من كبار علماء الحوزة العلمية في النجف المنتسبين بشكل عام إلى اسرة السيد محسن الحكيم( من كبار مراجع الشيعة)، وشهداءهذا العمل الإجرامي لنظام صدام من آل الحكيم هم: السيد عبد المجيد، والسيد عبد الهادي والسيد حسن والسيد حسين والسيد محمد رضا والسيد محمد والسيد عبد الصاحب والسيد ضياء الدين والسيد بهاءالدين والسيد محمد علي.
2011-06-22