يتم التحميل...

‏الموضوع: الاختلاف والانسلاخ عن زي طلبة العلوم الدينية مدعاة لهزيمة علماء الدين‏

خطاب

الحاضرون: السيد علي الخامنئي (رئيس الجمهورية وعضو مجلس الخبراء) السيد علي المشكيني (رئيس مجلس الخبراء) - أعضاء مجلس الخبراء

عدد الزوار: 164


التاريخ: 28 تير 1362 هـ ش/ 8 شوال 1403 هـ ق‏
المكان: طهران، حسينية جماران‏
الحاضرون: السيد علي الخامنئي (رئيس الجمهورية وعضو مجلس الخبراء) السيد علي المشكيني (رئيس مجلس الخبراء) - أعضاء مجلس الخبراء

بسم الله الرحمن الرحيم

هزيمة علماء الدين في الانسلاخ عن زي طلبة العلوم الدينية

في البداية أستميح السادة العفو والمعذرة على جلوسي هنا والسادة هناك وأشعر بالخجل من ذلك. وأتوجه بالشكر إلى جميع السادة على تجشمهم عناء المجي‏ء إلى هنا لنكون في خدمتهم عن قرب ونعرض لبعض المسائل والمواضيع المناسبة لجَلَسة كهذه. أنا من جهتي لا يساورني أي قلقٍ حول مستقبل الثورة فالثورة قد وجدت طريقها وستستمر على المضي فيه وليست مرتبطة بوجود أي شخص. هذه الثورة ستبقى محفوظة ومصانة بإذن الله، ولن يصيبها أي ضررٍ من الخارج، ولكن ما يدعو الانسان إلى القلق بعض الشي‏ء هما أمران يتعلقان بعلماء الدين بشكل عام:

الأمر الأوّل والذي نخافه هو تسرب الضعف في وقت من الأوقات إلى أوساط علماء الدين، بدل أن تزداد قوة في ظل هذه الثورة المدينة لها في وجودها، نتيجة لبعض الممارسات والتصرفات الصادرة عن بعض المعممين ورجال الدين. والقضية الثانية هي الانسلاخ عن الزي العلمائي زي طلبة العلوم الدينية، الذي كان عليه أئمتنا ومشايخنا وعلماؤنا على مرّ التاريخ، فإن انسلاخنا عن هكذا زي يعني هزيمة علماء الدين، وهزيمة علماء الدين يعني هزيمة الاسلام. فمن المحال على الاسلام أن يستمر في حركته دون علماء الدين، لأنهم هم من يقدّمون الاسلام للناس، ويسيرون به نحو الامام، وقد كانوا كذلك منذ البداية.

فإننا، لا قدر الله، اذا انسلخنا عن زي الروحانية المتعارف، وانشغلنا بالماديات، في حين لازلنا نقدّم أنفسنا على أننا علماء الدين فإن هذا من الممكن أن يؤدي إلى هزيمة الطبقة العلمائية. وإني أخوف ما أخافه علي وعليكم، وكثيراً ما أقلقني وشغل تفكيري أن يذهب الناس إلى الجنة بحبهم لنا وسماعهم لكلامنا الذي يرون فيه ما يقربهم من الله، وندخل نحن جهنم لأننا لم نتمكن من تربية وتهذيب أنفسنا كما يجب.

وأكثر ما أخشاه أن أتواجه واياهم هناك، نحن في جهنم، وهم في الجنة يطلون علينا. أين يذهب الانسان في تلك اللحظة من الخجل، هم وبسببنا وصلوا إلى هذه المقامات الرفيعة، ونحن ومن أجل أهوائنا النفسانية تردينا في الدرك الأسفل. انه خوف كثيراً ما يساورني ويراودني.

وقد نقلوا لي قصة عن تاجر ذهب إلى أحد العلماء الكبار - من هو لا أعلم - وقال له: أيها السيد! ان كان عندكم في مكتبتكم ما تخفونه عنّا مما أمر به الله ورسوله، فأطلعونا عليه، لأننا نراكم تعلموننا شيئاً، وعملكم شي‏ءٌ آخر، فما هي القصة؟ فأجهش السيد بالبكاء لما سمع وقال: أيها الحاج ليس ثمة شي‏ء آخر، كل الأمر أننا نحن الفاسدون. فالمسألة ليست كما يتخيل الانسان بأن الشيطان يأتي إلى ابن آدم ويطلب منه أن يصبح طاغوتياً، لا ليس الأمر كذلك. بل اسلوبه أن يجر ابن آدم إلى ذلك خطوةً خطوة، وشبراً شبرا. فإن وضعت له حداً منذ البداية انقطع طمعه فيك، وأمّا اذا تهاونت وتساهلت جرّك اللعين في اليوم التالي خطوةً أخرى إلى الأمام، وفجأة تجد هذا الطالب الزاهد العابد الذي يعيش في المدارس الدينية، قد تحول إلى انسانٍ طاغوتي على قدر وسعه، وانسلخ عن حالة الطلبة التي كان عليها مشايخنا العظام وتحول إلى انسان همّه الدنيا فقط، فهكذا أمور تحصل بالتدريج. وعلى الانسان أن يحسم أمرها منذ الخطوة الأولى. فإنه اذا ما ابتلي، فسيجره هذا البلاء إلى بلاء آخر وهكذا....، فليس من المعلوم أن يستطيع الانسان قلع جذور الدنيا من قلبه اذا ما ترسخت فيه واستفحلت.

ضرورة تربية النفس منذ أيام الشباب‏

من مكايد الشيطان وأحابيله التي يصطاد بها عادةً الشباب، أن يسوّل للشاب عمل المنكر واقتراف الذنب بتبريرات كالقول أنك لا تزال شاباً، وهذه أيامك عشها، وانشاء الله عندما تصبح شيخاً تعوض ما فاتك وهذا ما لن يحصل أبداً. فإن ربّى الانسان نفسه منذ أيام الشباب تربّى، ولكن ان انتظر إلى الشيخوخة فلن يقدر على شي‏ء لأن قواه تكون قد ضعفت، وتلك الشجرة التي زرعها الشيطان في قلبه قد قويت وشجرة قوية لا يمكن للانسان أن يقتلعها بهكذا ارادة ضعيفة.. هذه من الأمور التي تقلقني، كما يجب أن تُقلِقَ السادة أيضاً وتدعوهم أينما كانوا إلى توصية أهل العلم بها وتحذيرهم لهم من الدنيا. فلا تتخيلوا أن الدنيا هي هذه الطبيعة، فإن الله تبارك وتعالى لم ينفي شيئاً من هذه الطبيعة، بل هناك روايات كثيرة مدحتها وتحدثت عنها «1» فهي مظهرٌ من المظاهر الالهية. فالدنيا هي تلك الساكنة فينا وتبعدنا عن مبدأ الكمال، وتشغلنا بنفسنا ونفسياتنا. الدنيا المذمومة هي تعلق الانسان وانشغاله بشي‏ء غير الحق، حتى ولوكان مسبحةً او كتاباً، وليس‏ ببعيد أن يكون من تعلق قلبه بالمسبحة والكتاب، هو أكثر انشغالًا واهتماماً بالدنيا ممن تعلّق قلبه بحديقةٍ أو بستان، فعلى الانسان أن ينتبه دائماً إلى أنه راحل، وغير مكتوبٌ على جبينه كم يعمّر، فإن القليلين من يصلون إلى سن الشيخوخة.

ضرورة أن يطابق قول رجال الدين عملهم‏ اذاً، على الانسان أن يكون في تنبّه دائم لهذا الأمر، وخصوصاً تلك الطبقة التي تأخذ على عاتقها مهمة هداية الناس، فهؤلاء يجب أن توافق أعمالهم أقوالهم، أي أنتم الذين تحذرون الناس من الدنيا، إن كنتم، لا قدر الله، من المشتغلين بها والحريصين عليها، فإن مصداقيتكم في أعين الناس ستتزلزل، وسيدبّ الانحراف في صفوفهم، ويا لها من عبارة تهزّ الانسان هزاً تلك التي قالها الحاج " لعل عندكم ما تخفونه عنّا مما أمر الله ورسوله به..." فلا قدر الله، أن يتسرب الضعف إلى عقائد الناس نتيجةً لتصرفات وأعمال رجال الدين عندها أي مصيبة نتحمل وزرها نحن. لذا علينا جميعاً لا سيما السادة العلماء الأتقياء والعارفين بحقائق الاسلام في الحوزات العلمية على امتداد البلاد وخارجها، أن نسعى لتربية الطلبة لا سيما الشباب وهدايتهم لئلا يأتي يوم واذا بهم قد انسلخوا عن هويتهم العلمائية مما قد يسبب إضعافاً لعقائد الناس. فأنتم يا من جندتم أنفسكم لهداية الناس، وأوردتم أنفسكم هذا السلك، حذاري أن تؤدي أعمال بعضكم وتصرفاته إلى عكس ما كنتم ترغبون أن يتحقق، انها مسألة تعلمون كم هي خطيرة وتحتاج إلى تنبه ويقظة من الجميع.

الأمر الثاني الذي نخافه على الثورة ونخشى أن يؤدي وقوعه للاضرار بها هو اختلاف السادة العلماء، فإن وقوع الخلاف بينهم ليس كوقوعه بين فئات المجتمع الأخرى، لأن الخلاف اذا ما نشب بين سائقي الشاحنات مثلًا لا يمتد ليطال فئات المجتمع الأخرى، كالتجار والطلبة، وانما يبقى محصوراً ضمن نطاق هذه الفئة، وأما اذا مادبّ بيننا نحن العلماء فإنه سيمتد ليشمل الأسواق والشوارع والجامعات، لأنكم أنتم هداة الناس، والناس أعينهم عليكم وبعضهم يتّبعكم، وبعضهم الآخر يتّبعُ من يخالفكم، وفجأة واذ بكل ايران قد تحولت إلى أحزاب وطوائف نتيجة لاختلافنا نحن الذين ندعو الناس للتوحُّد ورصّ الصفوف.

فالذي أوصل الشعب إلى ما هم عليه الآن هو وحدة الكلمة، ثم نأتي نحن ونختلف فيما بيننا!!! وها أنا ذا أعلنها بصراحة: علينا أن لا نخدع أنفسنا، إن الخلافات منبتها حب النفس والانسان الذي يظن أنه يخالف الآخر لأجل الله، عليه أن يجلس مع نفسه ويفتش بصدق ليرى من أين ينبع هذا الخلاف وليسي‏ء الظن بنفسه ولا يحسن الظن بها. فإن الجذر هو هذا الجذر الشيطاني المتمثل بحب النفس، فلا قدر الله ان نشب الخلاف بين السادة، حتى في المدن الصغيرة، فإنه سيمتد ليطال الاسواق والشوارع والجامعات، وإن الذي حفظ هذه الجمهورية هو الوحدة والانسجام الذي يسود المجتمع. فإذا مادبّ الخلاف بيننا فإنه سيتفشى في أوساط الشعب وسيكون وزر تبعات ذلك في أعناقنا. فمن الخطأ تصوركم أنكم تخالفون هذا السيد وذاك لأجل الله، فالأمر ليس كذلك، لأن الانسان ينخدع بنفسه الأمّارة وينخدع بوساوس الشيطان، ينخدع عندما يتصور أن ما لدى الآخرين سي‏ء للغاية. فيتخيل أن الاسلام سيقُضى عليه وأن ما يفعل غاية في السوء، لمجرد ارتكاب قاضٍ ما مخالفة في مكان ما. إن هذا ليس لله والاسلام، علينا أن لا نخدع أنفسنا. حاسبوا أنفسكم في خلواتكم فإن محاسبة النفس من الأمور الضرورية في السير الانساني إلى الله - لا أدعى فعل هذا فإني أدنى من الآخرين - وليحاسب الانسان نفسه، أنت اليوم اختلفت مع هذا السيد وأصبحتما مجموعتين، مجموعة تتبع هذا السيد، ومجموعة تتبع ذاك، فأين منبع الاختلاف؟ ألأجل الله؟ وهل هذا العيب الذي تحصيه عليه ليس فيك؟ أليس هذا التضخيم لعيوب الآخرين، والتستر لها وتصغيرها اذا ما كانت فيك، عملًا شيطانياً؟

الاختلاف وهزيمة الجمهورية الاسلامية، ذنب لا يغتفر

ان أدى الاختلاف فيما بيننا، وهو من أجل الدنيا لا محالة، وليس من أجل الله، إلى تفشي الخلاف في صفوف الشعب، وبالتالي إلى اخفاق الجمهورية الاسلامية وهزيمتها بحيث لا تقوم لها قائمة لقرون متمادية، فهل يغفر الله لنا مثل هذا الذنب؟، علينا بالتنبّه والحذر. علينا أن لا نغتر بأنفسنا ونحسن الظن بها كثيراً ونسي‏ء الظن بالآخرين، علينا أن نحسن الظن بالآخرين ونحمل أعمالهم على محمل الصحة وأن نسي‏ء الظن بأنفسنا ونحاسبها ونفتش عن الأسباب الحقيقية الكامنه وراء أفعالنا فيما ننتقد ونقول ونفعل، أكانت لله خالصة أم هي من هوى النفس؟ وليجلس هؤلاء المنتقدون للجمهورية الاسلامية مع أنفسهم، وليفكروا هل أن الاسلام والمظاهر الاسلامية كانت أكثر في زمن الطاغوت أم الآن؟ فإن عادوا الى الانتقاد وقالوا: الأصل في الجمهورية الاسلامية أن تكون كذا وكذا فاعلموا أن جذور كلامهم هذا شيطانية، وهم لا يشعرون، يعملون على إضعاف الجمهورية الاسلامية ويظنون أن ذلك لأجل الله، وهذه من الأخطاء التي يقع فيها الانسان مالم يكن مراقباً لنفسه، محاسباً لها. منذ مدّة ليست بالقصيرة، جاءني أحد السادة المحترمين فوجدت أن أكثر كلامه عن الجمهورية الاسلامية هو أنهم لا يعبؤون بنصائحه ولا يستمعون إلى فتاواه، وكل ما كان يشغله هو الأنانية وليس الله. وهذا مرضٌ موجود لدى الجميع إلا من حفظه الله، والله لا يحفظ انساناً ما لم يهي‏ء مقدمات ذلك فلا يجوز أن نجلس ونسأل الله أن يربينا ويهذبنا دون أن نسعى الى سبيل ذلك. فقد وضع الله بين أيدينا وسائل التربية والتهذيب، والتهذيب عملٌ علينا نحن القيام به، وليس موّكل به شخصٌ آخر غيرنا.

الخوف من اختلاف علماء الدين والانسلاخ عن الهوية والزي العلمائي‏

إني قلق من ناحيتين، الناحية الأولى وقد سبق الحديث عنها، وهي الانسلاخ عن الزي العلمائي أو تسرب الضعف إليه، وأمّا الناحية الثانية فهي خوفي من أن يدبَّ الخلاف في أوساط الشعب نتيجة لاختلاف السادة، وما تذكيري لكم بذلك إلا لأنكم في محط أنظار الناس، وعلى عاتقكم ارشاد الناس وهدايتهم ولا قدر الله، أن يأتي اليوم الذي ينصرف فيه الناس عنا، لانسلاخنا عن زينا وهويتنا العلمائية، لأن الانصراف عن علماء الدين يقود إلى الانصراف عن الاسلام.

وحذاري أن يدبّ الخلاف في أوساط الشعب فتصبح فرقاً وأحزاباً نتيجةً لانقسامنا على أنفسنا والاختلاف فيما بيننا، فينسى الله وتضيع الثورة.

إن هذين الأمرين يقلقاني، وإني لأتألم عندما أسمع أن في المكان الفلاني اختلاف بين فلان وفلان. واعلموا أن الاختلاف ليس منطلقُه اسلامياً وانما من أجل - الأنا - فكل واحد يزعم دعم الاسلام، وان ما يقوم به الآخر لا يحظى بثقته. ان هذا دفينٌ في أعماق الانسان وإن لم يذكره، ولا يسلم منه إلا من يوفقه الله تبارك وتعالى لتهذيب نفسه وتربيتها.

لحاظ الحق ورضا الله في تعيين القائد

ونأمل من الله تبارك وتعالى، أن تكونوا أيها السادة الكرام، وقد انتخبكم الشعب لتطبيق أهم أصل في الدستور، وهو انتخاب القائد أو مجلس القيادة، ملتفتين ومتنبهين جيداً عند قيامكم بهذه المهمة، فتسألوا أنفسكم، هل أن اختياري لهذا الشخص الذي في ذهني، نابعٌ من قناعتي بأحقيته بهذا المنصب ورضا الله عن ذلك أم أن الصداقة بيني وبينه هي التي دفعتني لذلك؟ وهل أن مخالفتي لتعيين فلان، نابعة من قناعتي بعدم جدارته بهذا المنصب وبالتالي كانت المخالفة لنيل رضا الله، أم أن حمية المنافسة هي التي دفعتني إلى ذلك؟

فعلى الانسان أن يكون صادقاً وواضحاً مع نفسه، فإن هكذا أمور لها جذور ضاربة في أعماق النفس الإنسانية ولن تفارق الانسان حتى في آخر ساعات حياته، بل ربما في ذلك الحين برزت وظهرت أكثر. فقد نقل لنا أحد علماء قزوين أنه وقف عند رأس أحد الاشخاص وهو في حالة الاحتضار فنظر إليه المحتضر وقال له: ان الله يظلمني ظلماً لم يظلمني إياه أحد قط، فقد ربيت أبنائي على الدلال والنعيم، والآن يريد أن يأخذني منهم. إنه لخطر جدي على الانسان أن يظن أن الشيطان سيتركه بحاله في آخر العمر، فمادامت الفرصة بين أيديكم ولا زلتم تتمتعون بقوة الشباب - لأن الانسان متى أصبح طاعناً في السن مثلي لا يستطيع أن يفعل شيئاً - ثابروا وجدوا في تربية أنفسكم والتحرر من أهوائها. فإن جميع المصائب منشأها هوى النفس. وليكن‏ اختياركم للقائد والقيادة، على أساس الحق والأحقية النابعة من الكفاءة والجدارة، لا على أساس الصداقات والمودات وان هذا أنسجم معه أكثر وذاك لا أنسجم معه، ليكن الاساس هو رضا الله وليس رضا أنفسنا الشيطانية. إنها مسألة مهمة للغاية، انها مسألة مصيرية تقع على عاتقكم الآن، وأنتم قبلتم حملها. فتضرعوا إلى الله واستغيثوا به في أن يثبّت أقدامكم من أن تزل في هذا الطريق ذي المسؤوليات الخطيرة، لأن أي زلل أو انحراف في ذلك من الممكن أن يؤدي إلى انحراف الجمهورية الاسلامية بأسرها، وعندها وحدكم من يتحمل مسؤولية ذلك.

إن هذا الأمر تكليف إلهي وقد قبلتم تحمّله، فعليكم أن تكونوا أهلًا له، وأن يكون شغلكم الشاغل فيه نيل رضا الله. فلا يكون اختياركم للقائد على أساس الصداقات والمودّات، بل على أساس الأحقية من حيث الكفاءة والجدارة والأصلح للاسلام، وإننا ومن خلال معرفتنا عن قرب بالسادة، كلنا أمل بأنهم سيكونون عند حسن ظننا بهم ويراعون ذلك على أحسن وجه. وفقكم الله وأيدكم وهداكم إلى كل ما فيه رضاه. سدد الله خطاكم وحفظكم ونسألكم الدعاء جميعاً.

والسلام عليكم ورحمة الله.


* صحيفة الإمام، ج18، ص:69

2011-06-21