الموضوع: اصداء جرائم صدام بعد قصفه لمنطقة جيلان غرب
خطاب
الحاضرون: السيد علي اكبر ولايتي (وزير الخارجية) وعدد من مساعديه ومستشاريه وسفراء الجمهورية الاسلامية الايرانية
عدد الزوار: 157
التاريخ: 20 مرداد 1362 هـ ش/ 2 ذي القعدة 1403 هـ ق
المكان: طهران، حسينية جماران
الحاضرون: السيد علي اكبر ولايتي (وزير الخارجية) وعدد من مساعديه ومستشاريه وسفراء الجمهورية الاسلامية الايرانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الثبات والإستقامة أمام جرائم صدام
وأمّا بالنسبة إلى الجرائم والفظائع التي ارتكبها صدام بحق ايران مؤخراً خصوصاً في منطقة (جيلان غرب)، فإننا نتقدم بالعزاء إلى أبناء الشعب الايراني لا سيما أهالي (جيلان غرب) وعلى الأخص أسر وعوائل الشهداء، على هذا المصاب آملين من المولى أن يحشر الشهداء مع أوليائه الصالحين، وأن يتلطف المجروحين بالشفاء العاجل.
وما أود الاشارة إليه هو أن صدام يظن أنه بهذه الجرائم وأمثالها يستطيع فرض الاستسلام علينا، في حين أن ذلك لن يزيده إلا بعداً عن تحقيق هدفه ولن يزيدنا إلا ثباتاً واصراراً على الاستمرار. فإيران التي قامت لله لن تتخلى عن صمودها وثباتها. وحتى على فرض تخيل البعض وجوب الصلح، فبعد هذه الجرائم، لن يبقى عاقل يقبل به، وان أسر وعوائل الشهداء والمصابين ترفض ذلك. وتشاهدون بأنفسكم أن نفس هؤلاء المنكوبين ينادون (الحرب، الحرب). فالمجرم لا يمكنه الخلاص من العقاب بالتمادي في اجرامه واننا ننذرُهُ وننذر جميع من هم أمثاله بأن أي جريمة ترتكبونها بحق ايران ستضاف إلى صحيفة أعمالكم، وتدفعون ثمنها يوم الحساب، واعلموا أن هكذا جرائم لن تنال من عزيمة شعبنا لا سيما أسر وعوائل الشهداء فصدام الذي اندحر ميدانياً، لا يمكنه الفرار من المسؤولية بقصف الابرياء، وقد أعلمونا عن استخدامه للقنابل العنقودية في قصفه للمناطق في (جيلان غرب). وان هذا العمل سيضاف إلى سجل جرائمه، وسيزيد من الثمن الذي سيدفعه لقاء ما تسبب به من أضرار وخسائر، وان يوم محاكمته والاقتصاص منه ومن المجرمين الذين مشوا معه وساندوه، ليس بالبعيد إن شاء الله.
المنظمات الدولية في خدمة القوى الكبرى، وليس المظلومين
إن أمريكا وأمثالها ممن يدّعون الحيادية، ومعلوم أنهم شركاءٌ في الجرائم، ماذا لديهم من رد؟ والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان التي شكلتها أمريكا والقوى الكبرى، كيف تمرٌّ على هذه الجرائم بحق الانسانية، دون أي ادانة أو استنكار لها؟
مع أن أفراداً كثيرين جاءوا لايران وعاينوا عن كثب حجم الجرائم والفظائع المرتكبة واعدوا التقارير عنها، إلّا أن المحافل والمنظمات الدولية بقيت صامتة لا تتكلم. الحقيقة أن هذه المنظمات الدولية ليست إلا كيانات وهمية موضوعة لخدمة القوى الكبرى ومصالحها، لا لخدمة المظلومين والمحرومين في هذا العالم. فعلى كل شعب أن يواجه اعداءه بنفسه ولا ينتظر من المنظمات الدولية أن تحل له قضاياه، وقد صمدت ايران في وجه القوى الكبرى وعملائها في الداخل والخارج وأثبتت للعالم امكانية ذلك فقد استطاع شعبنا الصمود أمام نظام الشاه الفاسد وأسقطه، واليوم أيضاً سيصمد شعبنا أمام هذه الجرائم ولن يضعف، بل ان هذه الجرائم ستزيد شعبنا وحكومتنا اصراراً وعزيمة، والجميع يعرفون جيداً ما هو تكليفهم وواجبهم أمام هكذا جرائم، وليلتفت الشعب الايراني إلى أنه يخدم الاسلام وأن أولياء الاسلام جاهدوا وضحوا وقدموا الكثير من الشهداء العظام في سبيل الله، وسبيل الاسلام.
أهمية عمل وزارة الخارجية وحساسيته
وأمّا بالنسبة إلى وزارة الخارجية، فإن هذه الوزارة هي أكثر الوزارات حساسية لأنها تتعامل مع جميع دول العالم. لذا تقع على عاتقكم مسؤوليات كبيرة، لا شك أنكم أهلًا لها، وستبذلون قصار جهدكم لخدمة هذا البلد، فهو بلدكم. ففي السابق كان هذا البلد تابعاً للشرق والغرب وخاضعاً لظلم وجور الاجانب وتضليلات الدعاية الشاهنشاهية، أمّا اليوم فقد تحرر من كل ذلك، وبات مستهدفاً من كل هؤلاء، وهذا ما يجعل عمل وزارة الخارجية عملًا صعباً وثقيلًا، إلا أنه لا يصعب شيء على أهل الهمم والعزيمة، وبما أنكم تعملون وهدفكم رضا الله، فاسعوا جاهدين للوقوف في وجه جميع العقبات والمشكلات وتحدوها. وإن هذه الوحدة التي تشهدها البلاد وهذه المحبة المتبادلة بين الحكومة والشعب سيسهلان من حل هذه المشاكل، فواجهوها بكل تحدٍ وشجاعة ولتكن سفاراتكم في الخارج على نحو إذا دخلها انسان شعر بأنه محاط بجواسلامي واخلاقي. وإني أتوجه بالشكر إلى السيد "ولايتي" وسائر السادة على تجنيدهم وقتهم من أجل تحقيق الأهداف والطموحات الاسلامية - الإنسانية. وأمّا بالنسبة للدور الدعائي لوزارة الخارجية، فعليكم أن تعلموا أن الاعلام في طليعة الأمور ويجب زيادة حجمه يوماً بعد يوم. فإننا اليوم نواجه العالم بأسره فعلى الأقل أن يكون لنا اعلاماً قوياً وسليماً. أتمنى لكم السلامة جميعاً، واسعوا لأن تكون وزارتكم مفيدة للاسلام والبلاد، أعلم بأنكم منهمكون بالتفكير بحلول للمسائل التي تواجهنا وإن شاء الله ستحلونها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* صحيفة الإمام، ج18، ص:48,47