يتم التحميل...

الموضوع: ضرورة اعداد كوادر شابة لتتولى أمور القضاء والتبليغ

خطاب

الحاضرون: السادة: مهدوي كني- امامي كاشاني- موسوي تبريزي- المسؤولون والاساتذة في جامعة الامام الصادق (ع)- اعضاء في لجنة الثورة الثقافية- الاساتذة والطلاب في مدرسة الشهيد مطهري- خريجو الدراسات التربوية والقضائية في قم- مسؤولو مؤسسة (على طريق الحق) والعاملون في معهد أمير كبير الفني في أصفهان‏.

عدد الزوار: 155

التاريخ:15 اسفند 1362 هـ. ش/ 28 ذي القعدة 1403 هـ. ق‏
المكان: طهران، جماران‏
الحاضرون: السادة: مهدوي كني- امامي كاشاني- موسوي تبريزي- المسؤولون والاساتذة في جامعة الامام الصادق (ع)- اعضاء في لجنة الثورة الثقافية- الاساتذة والطلاب في مدرسة الشهيد مطهري- خريجو الدراسات التربوية والقضائية في قم- مسؤولو مؤسسة (على طريق الحق) والعاملون في معهد أمير كبير الفني في أصفهان‏.

بسم الله الرحمن الرحيم

الدعاية الهادفة إلى عزل الحوزات العلمية عن القضايا الاجتماعية والسياسية

في البداية أود أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى السادة الافاضل العاملين في حقل التربية والتعليم في كلِّ من قم وطهران، سائلًا الله أن يكونوا ذخراً لمستقبل الاسلام وأن يؤدوا ما عليهم من مهام ومسؤوليات على أحسن وجه.

من المؤسف أن كلًا من جامعاتنا ومدارس علومنا الدينية كانت تعاني من نقائص كثيرة في بعض الجوانب، ولم يكن بالإمكان اصلاحها، فالجامعات وعلى الرغم من أنها ربما لم تكن تهدف إلى إدخال ايران في فلك القوى الكبرى، إلا إنها شيئاً فشيئاً انجرّت إلى هذا المسار وراحت تربي شبابنا على الطريقة التي يريدها أولئك، من خلال اشخاص موظفين فيها لهذا الغرض وللدعاية والترويج لهم، ثم إرسالهم إلى الخارج فيستلمهم أولئك، ويجرون عليهم غسيلًا للأدمغة ثم يعودون الى بلدهم وقد تخلّى أكثرهم عن دينه، بل وعن غيرته الوطنية. طبعاً منهم من لم يتأثر وبقي محافظاً على دينه ووطنيته، ولكن ما كان بوسعهم فعل شيئ. على أية حال وضع الجامعات كان على هذا النحو. وأمّا مدارس العلوم الدينية والتي سنعبر عنها من الآن فصاعداً بالفيضية، فقد كان لها هي الأخرى مشاكلها، إلا أنها لم تُخترق بشكل مباشر وتخضع لسيطرتهم كالجامعات، فقد استطاعت هذه المدارس أن تواصل مسيرتها رغم كل الضغوط والصعاب التي واجهتها زمن رضا خان ومن بعده ابنه محمد رضا. إلا أنها كانت منغلقة ومحصورة في نطاق كتب وأفكار معينة، فكتب التعليم والتعلم ما كانت تتجاوز غالباً الطهارة والصلاة والمعاملات. فالعلوم القضائية والحدود والديات كانت من العلوم الغريبة، طبعاً إن علمائنا كتبوا في هذه الابواب بشكل مستفيض، ولكن كون الأعمال‏ القضائية كانت مسلوبة من الحوزة، وخارج نطاق الصلاحيات المحدودة لها، أصبحت هذه العلوم شبه مهملة ولا تُبحث بشكل جيد كما الابواب الأخرى. ومن جهة ثانية، ومع أن الاجانب لم يفلحوا في اخضاع الحوزات العلمية لسيطرتهم المباشرة، إلا أنهم استطاعوا ومن خلال الدعاية الواسعة وعلى مدى سنين طويلة، من ترسيخ بعض الأفكار المنحرفة في أذهان الكثير من الحوزويين، نظير أن الحوزة العلمية منزهة عن الخوض في المسائل الاجتماعية والسياسية، أو حتى ذكر لفظة (السياسة) داخل اروقتها، فالتطرق والحديث عن اوضاع المسلمين وقضايا المجتمع الاسلامي كان نادراً في الحوزات العلمية.

حاجة الحوزات إلى تعلّم لغات العالم الحية

والآن وقد تحررنا من هذه القيود والأغلال، ولله الحمد، يجب أن ينعكس ذلك ايجاباً على حوزاتنا، وتصبح حوزات اليوم غير حوزات الأمس، فحوزات اليوم عليها أن تنفتح على العالم بأسره، فعالم اليوم بات أشبه ما يكون بقرية صغيرة، ولعل ما أحدثكم به الان تنعكس أصداؤه في أمريكا بعد ساعتين، وهكذا بالنسبة إلى كل ما يقع في ايران من أحداث ويطرح من مسائل، فإنه ينتشر في العالم بأسره خلال ساعات.

فأفق تفكيرنا لابد له أن يتغير عما كان في السابق، ففي السابق كان التبليغ محصور ضمن نطاق ايران، وقلّما تجد شخصاً يذهب للتبليغ في الخارج، في حين أن التبليغ في الخارج ضروري أكثر منه في الداخل، فإنكم ترون مدى حجم الدعاية الموجهة ضد الاسلام عالمياً، وكيف يدينُون أصل الاسلام بإسم العداء للجمهورية الإسلامية. فقد شوّهوا صورة الاسلام الحقيقية وجعلوا منه شيئاً آخر يختلف كليةً عن واقع الاسلام وحقيقته. فاليوم نحن بأمس الحاجة لتعلّم وتعليم لغات العصر الحية. حتى نستطيع تقديم صورة الاسلام الناصعة والحقيقية للآخرين بلغتهم ونرد على الشبهات والتحريفات التي يحاول الآخرون اثارتها وايجادها، فإنه من غير الممكن أن نقدم الاسلام للآخرين بلغتنا، فنحن بأمس الحاجة لتعلم لغات العالم الحية، الاكثر رواجاً، ولهذا لا بد أن تصبح اللغة جزءاً من المناهج الدراسية والبرامج التبليغية في المدارس الدينية، فمتطلبات العصر تختلف عما كان في السابق، فاليوم يمكننا ونحن في ايران أن نمارس التبليغ في مختلف أنحاء العالم اذا ماكنا نتقن لغتهم بالاضافة إلى أن السفر إلى كافة أنحاء الدنيا بات أمراً سهلًا وعادياً ولذا علينا أن نربي مبلغين منفتحين على ثقافة عصرهم ومتقنين للغات العصر الحية لتاخذ مدارسنا الدينية وجامعاتنا دورها التبليغي في العالم أجمع.

يجب أن تكون الحوزات مراكز لتربية المبلغين والقضاة

وبحمد الله فاننا اليوم ننعم بالحرية من القيود التي كانت تكبل عقائدنا وافكارنا وباتت جميع فئات الشعب تمارس حقها في التعلُّم والتعليم خصوصاً المرأة التي كانت مغيبة عن المجتمع‏ ومسلوبة الحقوق، حتى من حق الخروج إلى جمعٍ من عدّة أفراد والتحدث أمامهم ولوفي المسائل الدينية والعقائدية. أمّا اليوم فقد خرجت إلى المجتمع لتأخذ دورها وتمارس حقوقها كاملةً لاسيما حقها في التعلّم والتعليم وفي مختلف المجالات، فلدينا الجامعيات والدارسات في الحوزات العلمية في قم وغيرها من المدن، يمارسن دورهن في التبليغ في مختلف أنحاء ايران وحتى خارجها.

ان ايران اليوم تعاني من نقص في عدد المبلغين ونقص في عدد القضاة، والحوزات العلمية لاتملك ما يغطي حاجة ايران من المبلغين والقضاة، لأنها في الأصل لم تعمل على تربية القضاة والاهتمام بهذا السلك. لذا فعلينا السعي لتربية قضاة ومبلغين من جيل الشباب ليغطوا حاجة البلاد في هذين المجالين، فالقضاء واجبٌ على الجميع على نحو الوجوب الكفائي، لذا يجب تأهيل اشخاص لاسقاط هذا الواجب. وكذلك تبليغ الاسلام فإنه من الواجبات ولابد من اعداد أفرادٍ لتبليغ وايصال كلمة الاسلام الطيبة وما جاء في القرآن إلى كافة أنحاء العالم. وهكذا أمر يتطلب معرفة واتقان لمختلف اللغات الحية في العالم، فإنكم لاتستطعون الذهاب إلى انكلترا أو أمريكا أو الاتحاد السوفيتي وتمارسوا التبليغ بلغتكم الفارسية. بل لابد من اتقانكم للغة أهل هذه البلاد، فالإقدام على ذكر هكذا أمر كان من المستحيلات في السابق. أمّا اليوم فترون أنه جزءٌ من الواجبات التي يجب عملها وانجازها. لذا وفي نفس الوقت الذي نوجه فيه الشكر إلى جميع السادة العاملين في هذا المجال، نطلب منهم ومن جميع الحوزات العلمية أينما كانت أن يشمّروا عن ساعد الجد ويسعوا إلى سدّ الثغرات والعيوب وازالة آثار الإهمال الذي كانت عليها الحوزات وتهيئة كل ما يحتاجه الاسلام من مبلغين وقضاة أكفاء، فإن تبليغ الاسلام والعمل بأحكامه متوقف عليهم.

ففي هكذا جو من الدعاية الواسعة ضدنا وضد الاسلام، لابد أن نمتلك قدرات تبلغية جيدة، ونرسل مبلغين أكفاء إلى خارج البلاد على قدر ما تسمح به إمكاناتنا. أتمنى لجميع السادة، سواء في الحوزات أو الجامعات، أن يوفقوا في ذلك. وأن يوفقوا في تربية عدد كبير من المبلغِين رجالًا ونساء.

انعدام أي قيمة للانسان لدى القوى الكبرى‏

لابد أنكم لاحظتم مدى الجلبة والصخب الذي أثارته أمريكا لمجرد اسقاط طائرة تابعة لكوريا الجنوبية، فمما لا شك فيه أن اسقاط طائرة وقتل من فيها من الناس العاديين والابرياء جريمة لا تغتفر، ولكن ما الذي جعل أمريكا تستنكر هذا العمل كل هذا الاستنكار لدرجة اعتبرها الرئيس الامريكي كارثة ليس بوسع العالم نسيانها؟ أهو احساسها الانساني المرهف؟ أم قداسة قيمة الانسان في نظرها؟ أم أن شيئاً آخر علينا أن نعرفه؟ فما هو هذا الشي‏ء؟. الحقيقة أن كوريا الجنوبية حليفة الامريكان وأرادت أمريكا أن تستغل هذه القضية لإدانة الاتحاد السوفيتي، وإلا فإن هؤلاء لايؤمنون بأي قيمة للانسان، مالم يكن أمريكيا أو بقرةً حلوباً يقدّرونها طالما تدرّ عليهم نفعاً، ويرتكبون ماهو أفظع من ذلك في اماكن أخرى، فلوكان لديهم ذرة من الانسانية ويعترفون بأي قيمة للانسان، فلماذا يلتزمون الصمت حيال ما يجري في العراق وايران من قتل وتدميرٍ وانتهاك لحقوق الانسان على يد الطاغية صدام؟ لماذا كل هذا التفاعل والتعاطف مع قضية الطائرة الكورية، وتجاهل كل هذه الجرائم التي يرتكبها صدام بقصفه للأهداف المدنية والمناطق الآهلة بالسكان، وقتله لآلاف الناس الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء ناهيك عما يرتكبه من فظائع وأعمال تعذيب وحشية بحق العراقيين المؤمنيين والشرفاء؟ فأين هؤلاء من كل هذا؟. القضية أنهم هم من يريدون ذلك، ويحركون هذا الدمية صدام ليدمّر مااستطاع في هذين البلدين المسلمين العراق وايران، لاستنفاذ طاقاتهما المادية والبشرية وإضعافهما وخصوصاً لإجهاض الثورة الاسلامية في ايران والقضاء عليها، التي أذاقتهم مرارة الهزيمة والطرد من إيران. فهؤلاء لايعرفون معنىً للانسانية، وانما يستخدمونها كوسيلة وغطاء لتبرير أهدافهم وتحقيق مصالحهم.

الحماية الامريكية للجرائم الاسرائيلية

انظروا إلى ما يحدث في لبنان، فالآن ونحن جالسون هنا لا تدرون أي دماء تسفك في لبنان، وأي بلاء يصب على رؤوس اللبنانيين من قبل حكومة" الجميل" «1» العميلة الظالمة، ومن ثم على أيدي الاسرائيليين، ومع هذا لم نسمع صوت أمريكا تشجب أو تستنكر، وانما أرسلت بقواتها إلى هناك وتحت عناوين مزيفة لتعينهم في اجرامهم، فتختلق بعض التمثيليات هنا وهناك، من إلقاء قنبلة أو زرع متفجرات فيسقط بعض الجرحى لتوجد لنفسها المسوّغ لمداهمة منازل المواطنين واعتقال الشبان الشرفاء، وسجن بعضهم وقتل الآخر إلى غيرها من الممارسات الاجرامية.

كل هذه الفظائع ترتكب في العالم، وأمريكا تقدم الدعم والحماية لمرتكبيها. والمسلمون جالسون يتفرجون في وقتٍ يصرّح فيه» اسحاق شامير « «2» رئيس وزراء الكيان الصهيوني (لابد لاسرائيل الكبرى أن تتحقق، وتزول فلسطين بالكامل، وكل ما في أيدينا من الاراضي هي جزءٌ لا ينفك من اسرائيل). اسرائيل الكبرى، من الفرات إلى النيل، أي جميع الدول العربية الواقعة ضمن هذه المنطقة ومن ضمنها الحجاز ومصر. والمؤسف ان العرب والمسلمين يشاهدون ذلك بصمت، بل إنَّ عدداً كبيرا منهم يساعدها ويريد تطبيع العلاقات معها.

القوى الكبرى تسعى إلى تأزيم الأوضاع في العالم‏

إنها مصائب تقع في زماننا وقرننا، والحكومات الاسلامية تعيش اللامبالاة حيالها، ولا تسمح‏ لشعوبها بأن تتكلم. حقاً إن عالمنا اليوم يعيش حالة تأزم أوجدتها هاتين القوتين الكبريين، فها هي أفغانستان في يد السوفيت يرتكبون بحقها أبنائها كلَّ يومِ أفظع الجرائم، طبعاً إن الشعب الأفغاني البطل صامدٌ في وجههم ويقاومهم ببسالة وقد أرهقهم بضرباته الموجعة لدرجة ربما جعلتهم يندمون على دخولهم أفغانستان. ولبنان وفلسطين ومناطق كثيرة في العالم بيد أمريكا ترتكب فيها المجازر عبر عملائها وربائبها من أمثال اسرائيل. كل هذا الاجرام ثم تأتي أمريكا لتظهر الحزن والتأسف على ضحايا الطائرة الكورية المئة والستين أو المئتين والستين- طبعاً جميعنا علينا أن نتأثر ونتأسف- ولكن أسف الامريكان ليس كتأسفكم، فتأثركم وتأسفكم نابع من عمق شعوركم الانساني تجاه من لاتعرفونهم أساساً، سوى أنهم أناس أبرياء، ذهبوا ضحية الاجرام السوفيتي، أما التأسف الامريكي وكل هذا الشجب والاستنكار، فليس منطلقه انساني وإنما من باب الكيد للسوفيت وتشويه صورتهم عالميا، وتأليب الرأي العام العالمي ضدهم، وغدا السوفييت بدورهم يتصيدون الفرص ليردوا عليهم، وهكذا يكيد كلٌّ منهما للآخر (اللهم اشغل الظالمين بالظالمين).

إلا أن هؤلاء في النهاية متفقون على ضرورة ضرب الثورة الاسلامية في ايران والقضاء على المدّ الاسلامي المتنامي. لذا علينا أن نعيش اليقظة والحذر تجاه ما يشهده العالم من أحداث. وأن لا نحصر تفكيرنا اليوم في الساحة الداخلية ونهمل ما يجري على الساحة العالمية وما يترتب علينا من واجبات تجاهها، فإن نفس هذه الحرب التي فرضوها علينا إنما هي لتهيئة الأجواء والأرضية لاسرائيل كي تتمكن من تحقيق خططها في المنطقة من ناحية، وتمنع قيام دولة الاسلام في ايران من ناحية أخرى، لأن تحقق ذالك يعني حتماً تنامي المد الاسلامي وانتقال الثورة الاسلامية إلى بلدان أخرى، وبالتالي قطع أيدي الامريكان والسوفيت والصهاينة عن هذه البلدان كما حصل في ايران، لذا تسعى هذه الدول لمنع الاسلام من أن يمتد خارج نطاق ايران، فإنهم يسعون كهدف أول إلى اسقاط الجمهورية الاسلامية من خلال حرف مسارها وتحويلها إلى جمهورية اسلامية على الطريقة الامريكية، فهم يدركون تماماً أن عودة الحكم الملكي بات مستحيلًا، لذا فالحل الأفضل هو العمل على حرف الجمهورية الاسلامية من الداخل، مع الإبقاء على تسميتها بالجمهورية الإسلامية، جمهورية اسلامية على الطريقة الامريكية، وهذا مالن يتحقق لهم إن شاء الله لأنه يتعارض وارادة الشعب الايراني بأسره، العازم على عدم السماح للامريكان والسوفيت في دخول بلاده ثانية. وأمّا مسعاهم الثاني فهو محاصرة الاسلام داخل نطاق ايران، وذلك عبر حملة دعائية واعلامية واسعة ومكثفة لتشويه صورة الجمهورية الاسلامية أمام الرأي العام العالمي والاسلامي، بتسليطها الضوء على قضايا تصورها على أنها انتهاك لحقوق الانسان من قبيل أن ايران تسوق الأطفال دون سن الرابعة عشر إلى جبهات الحرب بالإجبار، لتثير منظمات حقوق الانسان ضد ايران، وأمثال ذلك من الأمور، مع أن وسائل الاعلام هذه كاذاعة (بي، بي، سي) وصوت أمريكا وغيرها تعلم تماماً حقيقة الوضع في ايران، وما يرتكبه العراق من جرائم وحشية بحق الابرياء من الأطفال والشيوخ والنساء بقصفه للأحياء السكنية والأهداف المدنية، فهؤلاء يعرفون حقيقة ما يجري في ايران ولكنهم يريدون تشويه صورة الشعب الايراني وجمهوريته الاسلامية في أعين الشعوب والبلدان الأخرى. وبالتالي اضعاف شعبية الثورة في الخارج، ومنعها من أن تتكرر في مناطق أخرى من العالم. ولكنهم لن ينالوا مآربهم بإذن الله.

مظلومية الاسلام ومسؤوليتنا في تبليغه‏

ان الاسلام اليوم مظلوم وغريب، وتقع على عاتقنا نحن مسؤولية إيصال كلمته الطيبة للعالم أجمع. صحيح أننا اليوم قلة، وامكاناتنا متواضعة قي مقابل ما يملكه أولئك من امكانات مادية ضخمة، ووسائل اعلام متطورة، مع هذا علينا أن لانيأس وكما وفقنا بقلتنا وضعف امكانتنا من اسقاط نظام محمد رضا الشيطاني وهزيمة كل من كان وراءه من القوى ورمينا بهم خارج ايران، سنوفق إن شاء الله في تطبيق الاسلام واقامة دولته كما يريد الله ورسوله، وايصال كلمته الطيبة إلى كل الدنيا، واننا ماضون في ذلك وقطعنا شوطاً جيداً حتى الآن. نأمل وكما وفقنا لما حققناه حتى الآن، أن نتمكن وبهمة الجامعيين والفيضيين من ايجاد حركة اعلامية وتبليغية واسعة وقوية، نستطيع من خلالها، وفي أقصر مدّة، نشر الاسلام في كافة أرجاء الدنيا. اسأل الله تعالى السلامة والسعادة لجميع السادة، وأتمنى لجميع العاملين في هذا المشروع والذي يتولى السادة رئاسته، التوفيق والنجاح في تحقيقه. كما نسأله تعالى أن تُقطع أيادي المستكبرين المجرمين عن ايران، وأن يسطع نور الاسلام الحق في العالم كلِّه.
والسلام عليكم ورحمة الله.


* صحيفة الإمام، ج18، ص:69

2011-06-21