الموضوع: جرائم صدام التي لا تحصى ودعم القوى الكبرى له
خطاب
الحاضرون: كمال خرازي (مسؤول لجنة الاعلام الحربي) وعدد من اعضاء اللجنة المسؤولة عن احياء اسبوع الحرب
عدد الزوار: 66
التاريخ 28 شهريور 1362 هـ. ش/ 11 ذي الحجة 1403 هـ. ق
المكان: طهران، حسينية جماران
المناسبة: الذكرى السنوية الثالثة للحرب المفروضة
الحاضرون: كمال خرازي (مسؤول لجنة الاعلام الحربي) وعدد من اعضاء اللجنة المسؤولة عن احياء اسبوع الحرب
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يمكن احصاء الجرائم المرتكبة ضد إيران
ان هذا العمل عمل مثمر للغاية، لكني لا اعتقد بامكانية احصاء الجرائم التي ارتكبت ضد إيران. بامكانكم عكس جانب من الحقائق لكن البعد المعنوي للقضية لايمكن احصاؤه او بيان حجمه. فكيف يمكنكم عدّ نبضات القلوب، القلوب المحترقة التي تحملت انواع المصائب، والعيون الباكية، كيف تريدون احصاء كل ذلك؟ فهي في نهاية الامر جرائم ارتكبتها القوى العظمى. ولو أن الحرب انتهت بانتصار الاسلام لكان بالامكان التغلب على كل هذه المصائب وتفاديها، ولو لم يحدث ذلك فمازال هناك اسبوع للحرب، ونسأل الله ان لا تطول الحرب لسنة اخرى ليكون لنا اسبوع حرب آخر. نحن وقعنا بين أنياب ذئاب تفكر بكل وجودها بالابقاء على صدام ومساعدته للبقاء في الحكم، لكن لا يمكن الابقاء على مثل هذا الذي ارتكب كل هذه الخيانات والجرائم بحق بلاده وضد ايران و الاسلام. فاليوم يتظاهر صدام بالاسلام واداء الصلاة- التي يؤديها بشكل خاطئ ايضا- فحتى هذا التظاهر هو من بركات الحرب، والا فهم أعداء للاسلام وان حزب البعث قائم على اساس رفض الاسلام. فهم بعيدون كل البعد عن الاسلام والاسلام بريء منهم أيضاً. ففي العراق اعتقلوا عدداً من العلماء الذين اعرفهم ومنهم الحاج السيد يوسف الحكيم، كما قتلوا عددا آخر منهم. فليس بالامكان التعريف بما يجري في العراق واطلاع الرأي العام عليه. ولكن لابد من بذل المزيد من الجهود لاطلاع العالم على حقيقة ما يجري.
تعرف العالم على الاسلام جراء الحرب
ان امريكا والاتحاد السوفيتي وفرنسا وسائر القوى الكبرى اخذت تشعر اليوم بخطر الاسلام، ولهذا السبب نراها شنت حملات دعائية لصالح صدام. فان مايدور في اذهانهم- وهوالصحيح- انه اذا رسخت الجمهورية الاسلامية اقدامها واشتد عودها، لن يبق لهذه القوى اي موطئ قدم او مكان للاستقرار، وهي تخشى ان تضيع المنطقة بأسرها من ايديها. فرغم مرارة الحرب والدمار الذي خلفته، لكنها كانت لها بركات ايضا ومن بركاتها ان العالم كله صار يعرف ما هو الاسلام ومن هم الاشخاص والقوى التي وقفت بوجه الاسلام، ومن الذين يخشون الاسلام، ومن القوى التي حاربت الاسلام، فكل ذلك كشفت عنه الحرب. فالقوى العظمى لاتريد الحفاظ على شخص صدام ولا تريد ضربنا او سحقنا، بل انها تخشى انتشار الإسلام، كل ما تريده هو القضاء على الاسلام، لهذا السبب وحده فهي تعارضنا وتحاربنا وتناصر صدام وتدعمه. فهم يعلمون بأن شعوب البلدان الاسلامية تقاومهم وتفف بوجهم، كما ان شعوب الدول غير الاسلامية مثل الزنوج، تقف إلى جانبنا.
اذن ما علينا الا نشر واذاعة كل ما يجري في ايران كي يتعرف العالم على الجرائم التي ترتكب ضدنا اولا، وثانيا الكشف عن هوية الجناه الذين ارتكبوا هذه الجرائم، والأهم من ذلك هوية القوى التي وفرت الامكانات لهؤلاء الافراد لضربنا ومهاجمتنا، وقدمت لهم معدات الحرب كالدبابات والطائرات المقاتلة والصواريخ ومازالت تقدم لهم هذه الاسلحة، لذا لابد من كشف هويتهم للعالم والاعلان لكل العالم بأنه اذا اردتم مساعدة صدام اكثر من ذلك، فاننا سنقطع اياديكم عن نفطنا، واذا قدمتم المعونات لصدام ليضرب مصادر ثرواتنا الاقتصادية، فانكم لن تروا لون النفط. اتمنى ان لا يحدث ذلك، وان يدرك العالم كل هذه الجرائم التي اقترفتها القوى العظمى وكذلك فرنسا ضدنا. الا ان افظعها واكثرها ايلاما هي الجرائم التي ارتكبتها امريكا.
معيار الكرامة الانسانية
آمل ان يواصل الشعب الايراني حضوره في الساحة بهذه الصورة اللائقة التي جسدها لحد الآن. فقد كانت لبلادنا تبعية ذليلة سعى إليها محمد رضا، وكنا عبيدا اذلاء مقابل امريكا، لكن ايران نزعت رداء الذلة هذا ونالت العزة والرفعة. فالبطن والخبز والماء لاتعد مقياسا للانسان بل المعيار المهم هو الكرامة الانسانية، وكرامة الانسان لا تتمثل في ان يجلس الانسان ويمد يده كي يتصدقوا عليه ببعض الدراهم، بل ان شرف الانسان يتمثل في ثباته وصموده بوجه الغطرسة والتجبر. وقد صمد شبابنا وقاوموا التحديات، وفي المقابل فرضوا علينا حصارا اقتصاديا، لكن هذا الحصار ايقظ شبابنا وجعلهم يدركون بأن عليهم ان يكدوا ويبذلوا غاية جهدهم كي نحقق الاكتفاء الذاتي ولا نحتاج الى الآخرين.
وفقكم الله وسدد خطاكم لتحققوا النجاحات في اعمالكم ونشاطاتكم الثقافية والاعلامية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* صحيفة الإمام، ج18، ص:115,114