يتم التحميل...

الموضوع: مؤامرة اقصاء الإسلام‏

خطاب

الحاضرون: اعضاء لجنة التجارة والتوزيع، واعضاء المكاتب التابعة لرئاسة الوزراء

عدد الزوار: 64

التاريخ: 26 آذر 1362 هـ ش/ 12 ربيع الأول 1404 هـ ق‏
المكان: طهران، جماران‏
الحاضرون: اعضاء لجنة التجارة والتوزيع، واعضاء المكاتب التابعة لرئاسة الوزراء

بسم الله الرحمن الرحيم

الإعلام الاستعماري المعادي لعلماء الدين‏

أسأل الله تبارك وتعالى للسادة توفيق الخدمة للجمهورية الإسلامية والاسلام وخدمة هذا الشعب الذي رزح تحت وطأة الظلم والضغط، وأن يكونوا منسجمين مع بعضهم البعض والعمل معاً لإنقاذ هذا البلد مما يحاك ضده. وأغتنم هذه الفرصة لاطرح موضوعاً يهمّ الجميع ولا يخص السادة الحاضرين وحدهم. لابد لنا من الأخذ بنظر الاعتبار بعض الأمور من خلال التجارب التي اطّلعنا عليها أو تلك التي عشناها. ففي عهد الحركة الدستورية التي سمعتم بها كان هناك من لا يرغب في أن يكون الإسلام قوياً في إيران بل كانوا يحاولون جرّ إيران نحو اوروبا. فخلقوا أجواءً أدت إلى شنق المرحوم الشيخ فضل الله 1 بشكل علني في إحدى الساحات ووقف الناس يصفقون لهذا الشنق، وكان ذلك خطة تهدف إلى عزل الإسلام وقد نجحت خطتهم ولم تتمكن الحركة الدستورية بعد ذلك من السير على النهج الذي كان يريده علماء النجف. فحتى قضية الشيخ فضل الله تم طرحها في النجف بشكل سيئ أدّى إلى التزام الصمت تجاهها. إن الجو الذي خلقوه في إيران وسائر المناطق أدى إلى إدانة الشيخ فضل الله على يد بعض رجال الدين 2 في إيران نفسها. ثم جاؤوا به وشنقوه وسط إحدى الساحات العامة، ثم وقفوا يصفقون لذلك وهزموا الاسلام يومها وكان الناس غافلين عن ذلك حتى علماء الدين.

تصفية آية الله الكاشاني معنوياً

لقد رأينا في عصرنا السيد الكاشاني 3 عاش سماحته في النجف منذ عهد الشباب وكان رجل‏ دين مناضلًا يكافح الاستعمار. وكانت بريطانيا في ذلك الوقت هدف النضال. وعندما جاء إلى ايران رهن حياته كلها لهذا الهدف.. لقد كنت أعرفه عن كثب. وفي وقت ما إذا ما أراد الذهاب مثلًا إلى مسجد شاه، كانت تتخذ تدابير مشددة اثناء هذه الزيارة. هكذا كان وضعه، ثم رأوا بعد ذلك أن وجود رجل دين يقوم بطرح الإسلام منهجاً للعمل، سيخلق مشاكل لهم. لذلك بدأوا بخلق أجواء التوتر، حيث أنهم جاؤوا بكلب وألبسوه نظارة كما سمعت وجاؤوا به وادخلوه المجلس وأسموه آية الله. وفي احدى المرات كنت حاضراً مجلساً للعزاء الحسيني دخله المرحوم السيد الكاشاني فلم يعبأ به احد. استقبلته أنا وأحد العلماء وهو موجود الآن، واعطيته مكاني للجلوس، لم يعطوه مكاناً ليجلس فيه، لقد خلقوا جواً كهذا للسيد الكاشاني بحيث أنه لم يكن قادراً على الخروج من منزله وكان حبيس منزله في إحدى الغرف غير قادر على الخروج منها، وقد اعتقل عدة مرات واساءوا معاملته.. وآنذاك هزموا الإسلام. إنني أريد أن أوجه تحذيراً إلى السادة. إن الأمور تسير الآن بشكل يبدو من خلالها خلق أجواء التوتر وكأنهم يريدون تنفيذ ذلك. أي إنهم رأوا ايران لم تخضع لما تريده القوى الكبرى. فهاجموها عسكرياً وقاطعوها اقتصادياً وفرضوا عليها الحصار وعملوا ما شاؤوا فلم يتحقق لهم ما أرادوه وهو عزل الاسلام. إن الخوف الذي يتملكهم اليوم كبير، فلا يخاف الاتحاد السوفياتي الولايات المتحدة إلى هذا الحد كما أن الولايات المتحدة لا تخاف الاتحاد السوفياتي قدر خوفها من الاسلام لأن المصالح التي تسعى إليها كل واحدة من هذه الدولتين ستتضرر إذا ما سارت الأمور على النحو الذي تنهجه إيران. بل إن المسألة لا تقتصر على إيران، لقد كان الكلام في البدايات عن ايران. غير ان الوضع أصبح بشكل ينادي الجميع بالإسلام، فعلى سبيل المثال الناس يطالبون بالاسلام في باكستان بحيث أن حكومتها اضطرت إلى الاعتراف بذلك. كما أن الناس في المناطق الأخرى يرددون نفس الكلام. حتى الزنوج في أمريكا بدأوا يتحدثون عن ذلك. كما أنهم يرون أن في الاتحاد السوفيتي بدأ الناس يتحدثون إذ ان عدد المسلمين هناك كبير. إنهم يلاحظون بأنهم إذا ما أعطوا الفرصة لهذا البلد فإنه سيعرض مصالحهم للخطر في جميع أنحاء العالم. فهم لا يستطيعون شن حرب عالمية. فإذا ما أرادوا شن حرب فإن توازن القوى سيختل. فلا يعملون ذلك. فإنهم أعقل من أن يشنوا حرباً عالمية. فهم يريدون أن يبدأوا بإيران بشتى الحيل وفي هذا الطريق لا يمكنهم أن يبدأوا برجال الدين مباشرة لا يمكن البدء برجال الدين وهزيمتهم منذ البداية. لذلك فإنهم يبدأون من مستويات أخرى بخلق أجواء التوتر، فهم يوترون الأجواء ضد الحكومة. فعندما ينظر الانسان إلى أي مكان فإنه سيجدهم مشغولين بالحكومة، ونحن لا نزعم بأن هذه الحكومة خير حكومة، كلّا.

إثارة العدو للأجواء النفسية

انظروا اليوم إلى وضع ايران فهي في حالة الحرب، كما أن فيها ثورةً وأن فئات مختلفه‏ تدفقت إلى البلاد. فعلى سبيل المثال هناك مليون أو مليون ونصف المليون من المهاجرين الأفغان كما أن لدينا أعداداً كبيرة من الأسرى العراقيين. ثم هناك جموع كثيرة من اللاجئين دخلت بلادنا من أماكن مختلفة فلو أن ذلك حصل في بلدٍ غير ايران فإن أمورها تختل تماماً لكن إيران ظلت متماسكة بسبب تواجد الشعب في الساحة، لكنهم يريدون أن يبدأوا بالإخلال فيها. إنني أعلن لكم أيها السادة وأيها الشعب الايراني بأنني ربما لم أكن موجوداً، ولكن يجب أن تحذروا وتتنبهوا وكونوا حذرين. لقد بدأ هؤلاء بأن يخلقوا جواً لهزيمة الحكومة ليتجهوا بعد ذلك نحو رئيس جمهوريتكم ومجلسكم ومن ثم إلى رجال الدين، فقد بدأوا تحركهم منذ الآن لذا عليكم أن تكونوا يقظين. ليس ما يشيع من الكلام في قم وفي الأسواق وفي المساجد وعلى المنابر وفي منازل العلماء من باب الصدفة حيث أن جميع ذلك متشابه، فإذا ما رأيتم أن كلاماً مشابهاً قد تفشى في كل مكان فإن هناك أسباباً أخرى وليس من باب الصدفة. عندما ينظر الانسان إلى الوضع يرى أن هؤلاء نسوا كل شي‏ءٍ سوى شحة السلع والغلاء، وهل ينكر أحدٌ وجود الغلاء، ولكنكم نسيتم الأوضاع عندما هاجم الحلفاء ايران نسيتم كيف كان وضع الخبز والرزّ وكيف كان الغلاء فالريال الواحد كان يعادل مائة تومان من نقود اليوم وكان الرز باثنا عشر توماناً وكان السكر بأربعين توماناً وهكذا، إنكم تعيشون اليوم ظروفاً يعاديكم فيها الجميع العالم كله يعارضكم إلّا بعض الدول، والكل يريد أن يسيطر على هذا البلد بنحو ما. استمعوا إلى الإذاعات فقد حصل حادث في الكويت وأعلن العراق بأنه كان وراءه احد العراقيين لكنهم لا يتركوننا وشأننا فقالوا ان العراقيين يحبون إيران ولكونهم يحبونها إذاً فالمسؤولية تقع على عاتق إيران. إن شعوب العالم وجميع المظلومين يحبون إيران غير ان المحطات الاذاعية تستهدفكم فعندما يحصل أمر ما في الكويت أو في لبنان أو في أي مكان آخر فإن الأنظار تتجه نحو إيران وقد بدأوا الآن بالعمل في إيران نفسها.

دعم الحكومة

إن أعضاء الحكومة ليسوا من أقاربي، كما أنني لا أعرف غالبية أعضائها ولكنني أقول كلاماً عاما. إن الحكومة من خلال انجازاتها منعت البلاد من أن تختل أمورها، فالبلد الذي شهد كل هذه الويلات حالت الحكومة دون حصول خلل فيه. فلم تترك أمر الجرحى والمصائب التي تحل علينا يومياً. طبعاً لا ينكر أحد وجود الغلاء فالغلاء لا يوجد في بلدنا فحسب بل موجود في كل مكان هذا أولًا، كما أن وضع الثورة يقتضي ذلك ثانياً. وكذلك وضع الحرب يقتضي ذلك فإننا عندما نشاهد وضع الحرب والثورة وحجم الذين يعادونا في العالم، يجب ألا نهاجم الحكومة جميعاً. إننا نشاهد الهجوم على الحكومة في المجلس وفي محضر العلماء وفي السوق، وكذلك في اللقاءات المتلفزة يهاجمون الحكومة. أقول: يخلقون قضية كي يهاجموا الحكومة. وليس ذلك‏ صدفة. إن السادة أنفسهم لا ينتبهون، فهناك سيّد طيّب جداً يأتيه عدة أشخاص ممن يريدون أن يقوموا بهذه الأعمال وهم كثر، فلدينا أتباع النظام البائد كما أن هناك مخالفين للجمهورية الاسلامية من الشرائح المرفهة التي تريد أن تعيش حياة مترفة وقد مُنعت من ذلك، كما أن هناك المنافقين والأقليات والأحزاب فهم كثيرون، فبعض هؤلاء يذهبون إلى ذلك السيد وظواهرهم تدلّ على أنهم طيبون. فيقولون له إن الاسلام في خطر أرأيتم ماذا حصل؟ إن هؤلاء يريدون تحويل ايران إلى اتحاد سوفيتي آخر، فيصدّق ذلك السيد هذا الكلام بسرعة ثم يقوم فيقول: ماذا يحدث، ماذا يحصل في الدوائر؟ صحيح ان الدوائر ليست على ما يرام اليوم ولكن علينا أن نحفظ الأساس فإذا لم نحفظ الأساس فلا تبقى لدينا دائرة ولا مجلس ولا مدرسة ولا أي شي‏ء آخر. فلو أنهم سيطروا علينا مرة أخرى فانهم لا يبقون لنا شيئاً. فليس الوضع كما كان في حياة السيد الكاشاني. كما أن الوضع ليس مثل عهد السيد الشيخ فضل الله. فلقد أدرك هؤلاء اليوم أن ازدهار الجمهورية الاسلامية سيمنعهم من تحقيق مصالحهم وهم يريدون القضاء عليها بكل السبل. فلو أن الاسلام تلقى صفعة منهم فاعلموا بأنه لا يستطيع أن يرفع رأسه ثانية إلّا إذا حدث وضع آخر في العالم، فنحن الذين يجب علينا أن نصونه. على إيران أن تصون نفسها، وعلى المجلس أن لايتوانى عن ذلك. أعرف أن هناك اعتراضات وأعلم أن كل ذلك موجود، ولكن ساعدوا الحكومة وضعوا يداً بيد حتى لاتهزم أية مؤسسة، إن هزيمة الحكومة ستضر برجال الدين وكذلك بالمجلس، كما أن سقوط المجلس نفسه يضر بالجميع وكذلك الأمر إذا ما حلت نكسة بالسلطة القضائية. إنني أعلم أن هناك شكاوي كثيرة فأين مكان يخلو من الاعتراض؟ ألا يوجد ذلك في الولايات المتحدة؟ بل إنه أكثر مما نجده هنا. فهناك يقتل شخص كل عدة دقائق. وفي كل بضع دقائق يحدث أمر منكر وما شابه ذلك. أتريدون بعد الثورة وبعد معاداة بلدان العالم لبلادكم أن تجلسوا وتعيشوا حياة مليئة بالرخاء وأن تعملوا بكل هدوء؟ لا يمكن ذلك. فعندما يرى رجال السوق أن الحكومة متعثرة في أمر ما عليهم أن يتداركوه. إن الحكومة الآن تملك الرز والقمح وكل شي‏ء في المناطق المختلفة ولكنها لا تمتلك الشاحنات لنقلها. طيب على العلماء أن يجلسوا في كل مكان ويوفروا الشاحنات فإذا ما تحركت عدة شاحنات من كل مدينة نحو هذه المناطق فستزول المشكلة، نحن بحاجة الى تضافر الجهود في البلاد. إعلموا أن أمثال هؤلاء يريدون القضاء على الاسلام. على الجميع أن ينتبهوا إلى ذلك، على العلماء أن ينتبهوا إلى ذلك. على الحكومة الانتباه إلى ذلك. وان ذلك سيؤدي إلى التضامن والعمل لحل المشكلة. فعدم حل المشكلة ليس مبرراً لممارسة الضغط على الحكومة وإضعافها، فالحكومة التي تطالب اليوم بعمل الكثير ينبغي ألا نضعفها، والمجلس الذي عليه مسؤولية تسهيل الأمور يجب ألا نضعفه، وكذلك الأمر بالنسبة للسلطة القضائية.

فالمسألة لا تقتصر على المجلس ولا على الحكومة ولا على السلطة القضائية، كما أنها ليست‏ مسألة رجال الدين بل هي مسألة الاسلام. فالمسألة هي ان الأعداء يعادون الاسلام. فلا يهمهم المجلس ولا رجال الدين، فهم يخالفون هذه الأجهزة لانها تعمل للإسلام. فالمجلس إذا كان يسير حسب أهوائهم لكان جيداً كما رأيناه في العهد البائد. كما أن الحكومة إذا كانت مطابقة لأهوائهم لكانوا يدعمونها، لكنهم يخالفون الحكومة التي تخالفهم ويخالفون المجلس الذي يخالفهم ويخالفون الجيش الذي يخالفهم. واعلموا بأننا لو لم نكن متحدين مع بعضنا البعض سيعملون على اسقاط المجلس والحكومة ورجال الدين والجميع. إن العقل يتطلب منا أن نتحمل المشاكل، الناس يتحملون المشاكل. فالمشاكل قليلة بالمقارنة مع مشاكل عهد الرسول. فمشاكل عصر الرسول ومسؤولياته كانت أكبر مما لدينا، وقد كانوا يمضغون القربة لسد الجوع. لقد عاش أمير المؤمنين حياة أسوأ منا حتى قتلوه. لذلك علينا اليوم أن نتحمل الصعاب.

الوحدة أمام الأعداء المتربصين بالاسلام‏

إن لبلادنا أعداء كثير فالعدو ليس عدو إيران، وإنما عدو الإسلام. إن أعداءنا اليوم سواء الايرانيين المقيمين في الخارج أو غيرهم يتحدثون ضد الاسلام. لقد سبق ان ذكرت ذلك أنهم يتحدثون ضد الاسلام في محافلهم. فالذين فروا إلى الخارج كلهم من هذا الصنف. ونحن إذا ما تنازعنا فيما بيننا فماذا سيحدث؟ المجلس الذي يخالف الحكومة والحكومة التي تخالف المجلس، ماذا ستكون النتيجة؟ على علماء البلاد أن لا يصدقوا كل اعتراض يسمعونه وألا يقولوا شيئاً تتناقلة الاذاعات ضدهم. على أئمة الجمعة ألا ينقلوا هذا الكلام إلى هذه المحافل، إن بامكانهم أن يحلوا هذه القضايا علينا أن نتحلى بالصبر." فاستقم كما أمرت ومن تاب معك " 4 فهذا ما قال عنه الرسول الأكرم " شيّبتني سورة هود " 5. لأنه رأى أنه لا يستطيع أن يقاوم. علينا أن نقاوم وأن نصبر. وفق الله الجميع إن شاء الله. إن ما تفضلتم به أعلم بأنه يتطلب المساءلة. ولكن يجب أن لا يكون الأمر بحيث تستدعون كل يوم وزيراً تخالفونه وتضعفون الحكومة بذلك. اعملوا بشكل لا يضعف الحكومة. إنهم يسعون لاضعافكم جميعاً ولا يقتصر الأمر على أحد بل يشمل الجميع. لا تظنوا أنكم تضعفون الحكومة فحسب، بل تضعفون الحكومة وتضعفون أنفسكم إذ الأول يمهد للثاني. وهناك تخطيط لذلك فالأعداء مشغولون بذلك. عليكم أن تنتبهوا كثيراً. على الشعب أن يكون واعياً ليصون الحكومة والمجلس والجمهورية الإسلامية. على الناس أن يحافظوا على الحكومة، على السوق أن يصون الحكومة. إن أحدهم يكتب يجب ألّا ندفع الضرائب!!. انظروا إلى أي مدى وصل الجهل، إن نفقات الحرب يومياً تبلع مئات الملايين. هل‏ يمكن توفير نفقات الحرب من سهم الإمام؟ هل يمكننا أن نجبر الناس على أن يدفعوا سهم الإمام. إن سهم الإمام اليوم لا يكفي لإدارة شؤون الحوزات العلمية فإذا زاد على ذلك فإنه يقدّم للحكومة. ثم يأتي أحدهم ويطالب الحكومة بألّا تأخذ الضرائب بل يجب أن تأخذ من الناس سهم الإمام. كيف يمكن ذلك؟ من أين نأتي بهذا الحجم من سهم الإمام؟ من أين نأتي بسهم الامام وسهم السادة لكي ندير بها شؤون الحكومة؟ كيف يمكن إدارة هؤلاء الذين على الحكومة مسؤولية إدارتهم. إن السادة يتكلمون دون تعقل، فعندما يذهب إليهم شخص ويقول لهم كلاماً يصدقونه بسرعة. إن السادة وبسبب طيبتهم يصدقون كل شي‏ء. على السادة أن يحذروا كل من جاءهم وأخبرهم بشي‏ءٍ. ان حسن الظن اليوم ليس صحيحاً لكثرة الفساد وتفشيه، يجب ألّا نصدق كل من يأتينا. لقد جاءني أحد المنافقين ومكث عندي في النجف وكان مسلحاً بسلاح - ج 3- وكان يقول كلاماً ويردده كل يوم وكان المرحوم طالقاني 6 قد زكاه وكذلك أحد العلماء الآخرين إذ كان قد خدعهم، لقد رأيته ملتزماً بالإسلام جداً في الظاهر مما أثار شكوكي ولم أجب عليه، لقد قال لي إننا نريد أن نقوم بالثورة المسلحة، قلت له لا تستطيعون ذلك وسوف تعرضون أنفسكم للهلاك ولم أردّ عليه أكثر من ذلك. إنهم كانوا يخططون منذ ذلك الوقت. وهم ما زالوا موجودين في الساحة فمن خرج منهم غير قادر على فعل شي‏ء ولكنهم يستطيعون الذهاب إلى الشيخ الفلاني في قم أو في اصفهان أو في شيراز ليحدثوا بذلك ضجة ثم يفتشون عن الأضعف. فيقولون هل نبدأ من رجال الدين كلّا نبدأ بالمجلس بل يجب أن نهاجم الحكومة. فهم يدفعون المجلس إلى مهاجمة الحكومة، ويدفعون رجال الدين إلى مهاجمة الحكومة، ويدفعون السوق إلى مهاجمة الحكومة. فإذا ما سقطت الحكومة سيأتونكم وسيتجهون إلى رئيس الجمهورية والمجلس. كل ذلك ليس مرتبطاً بالحكومة بل يستهدفون الاسلام. لقد قلت ذلك لتنبيه السادة وأداءً للواجب، ونرجو أن يوفقنا الله للعمل على إزالة المشاكل فإذا ما اعترضوا يجب علينا أن نحاول حل المشاكل. يجب ألا نضعف الحكومة أو المجلس أو نعمل على تشويه سمعة الأشخاص، وقد وددت الإشارة إلى ذلك لعل يتنبه له السادة.

والسلام عليكم ورحمة الله‏

* صحيفة الإمام، ج18، ص:211,206


1- الشيخ فضل الله النوري أحد العلماء البارزين في بدايات عهد الحركة الدستورية تم شنقه في ساحة بهارستان عام 1327 هـ. ق، وكان يدعو إلى حركة دستورية مطابقة للشريعة.
2- إشارة إلى الشيخ ابراهيم زنجاني قاضي محكمة الشيخ فضل الله النوري.
3- السيد ابوالقاسم الكاشاني من كبار رجال الدين والسياسة في العشرينات والثلاثينات وكان يضطلع بدور مهم في ثورة 1920 م الشعبية في العراق.
4- سورة هود، الآية 112.
5- علم اليقين، ج 2، ص 971.
6- السيد محمود طالقاني أحد علماء الدين المناضلين وأول امام للجمعة في طهران بعد الثورة، توفي في شهريور عام 1359 هـ. ش.

 

2011-06-21