الموضوع: تبيين المشاكل الاقتصادية للبلاد. الإستقامة أمام المشاكل
خطاب
الحاضرون: نمازي (وزير الاقتصاد والشؤون المالية)- عباس علي زالي (وزير الزراعة)- بيجن زنكنه (وزير جهاد البناء) - محسن نور بخش (محافظ البنك المركزي) - موظفو وزارة الاقتصاد والشؤون المالية والبنوك - المزارعون النموذجيون من جميع أنحاء إيران.
عدد الزوار: 56
التاريخ: 25 أرديبهشت هـ ش/ 13 شعبان 1404 هـ ق
المكان: طهران، حسينية جماران
الحاضرون: نمازي (وزير الاقتصاد والشؤون المالية)- عباس علي زالي (وزير الزراعة)- بيجن زنكنه (وزير جهاد البناء) - محسن نور بخش (محافظ البنك المركزي) - موظفو وزارة الاقتصاد والشؤون المالية والبنوك - المزارعون النموذجيون من جميع أنحاء إيران.
بسم الله الرحمن الرحيم
ضرورة الاهتمام بأمر الزراعة
أتقدم بالشكر لجميع السادة على تجشمهم عناء المجيء لنلتقي معاً عن كثب راجياً لكم التوفيق أينما كنتم وفي أي منصب لخدمة هذا البلد الذي يتعرض لهجوم القوى الكبرى بأسرها. أود أن أتحدث بداية عن المزارعين قليلًا فإنهم في أي بلد كبلدنا يعدون أساس ذلك البلد. فإيران بلد زراعي ولديها أراضي واسعة ومياه كثيرة وأيدٍ عاملة رخيصة، غير أننا لم نحقق الاكتفاء الذاتي في الزراعة ومددنا أيدينا نحو الدول الأخرى وبالأحرى استجديناها. لايخفى أن الإسلام أهتم بالزراعة كثيرة ويعتبرها عبادة. وكان بعض أئمتنا يقومون بتفقد الزراعة أو العمل بها أحياناً، لذلك فإن علينا أن نقوي هذا الجانب سواء في الحكومة والاخوة المزارعين فعليهم أن يهتموا بتعزيز الزراعة. فإذا كنتم تعملون في عهد الشاه بكل يأس لأنكم كنتم ترون حصيلة أعمالكم تستخدم للأعمال المنحرفة، غير أن الامر إختلف الآن. انكم تعملون اليوم للاسلام وتعبدون الله بالعمل. لذلك فإنني أطلب من جميع المزارعين أن يكونوا جادّين في امر الزراعة وأن ينقذونا من أن نمدّ أيدينا إلى الآخرين.
ضرورة اصلاح النظام المصرفي للبلاد
أما فيما يتعلق بالبنوك فإن لم يتم حذف الربا من النظام المصرفي فسوف تشملنا الآية الشريفة والروايات الكثيرة التي ورد في احدها ما معناه أن من يأكلون الربا فقد آذنوا بمحاربة الله ورسوله. إن هذا التعبير قلما يرد في موضوع حيث يعتبر أكل الرباء ايذاناً بالحرب ضد الله والرسول، فهناك روايات كثيرة لا يحتمل الشك في صحتها جاء فيها أن درهماً من الربا يعادل سبعين مرة من عمل الزنا مع المحارم من العمة والخالة والأخت ومثل هذا لم يرد في موضوع آخر. فإذا بقي الربا لا سمح الله في مصارف بلادنا وفي تجارتها وبين الناس، فإننا لا نستطيع الادعاء بأن جمهوريتنا اسلامية أو أن محتواها اسلامي. لذلك فإن على الخبراء والعلماء أن يعملوا كثيراً في هذا المجال وأن ينقذونا من هذه المشكلة، وعلى الشعب أن ينتبهوا إلى أنهم يواجهون أمراً مثل هذا الذي أشار إليه القرآن: فأذنوا بحرب من الله ورسوله 1 وإذا كان النظام المصرفي عندنا مثلما هو منتشر في سائر الدول فإن الناس سوف يتأخرون في الصناعة والعمل فهم يجلسون في منازلهم وتعمل أموالهم في البنوك في حين يجب ألا تعمل الأموال. إذاً فإن إصلاح النظام المصرفي مهم جداً، كما أن إصلاح الاقتصاد والضرائب وما شابهها مهم أيضاً وعلى الجهات المختصة أن تحرص على التمسك بالإسلام، إن أعمال المجلس تخص المجلس كما أن أعمال مجلس صيانة الدستور تخصه أيضاً، ولكن الأمور عندما تمرّ من هذه المراحل ستحول إلى السلطة التنفيذية التي ذات أهمية كبيرة فقد يكون القانون جيداً ولكن من ينفذونه يسيئون التصرف وربما كانت القوانين حتى في العهد السابق قد تمّ وضعها بشكل صحيح ولكن عندما كان يتولى تنفيذها عدد من الخونة على أساس أفكارهم، فكانوا يدفعون رشوة إلى رؤسائهم وكانت تسير الأمور بهذا الشكل. إن قوانيننا في إيران اليوم اسلامية كلها فيجب أن تكون شؤونكم اسلامية. فإذا أردتم مواجهة القوى الكبرى التي تطمع في بلادكم وتصرح بذلك علناً، والصمود في وجهها فإن المسؤولين أينما كانوا سواء في العدلية أو المالية أو المصارف، يجب أن يتصفوا بالالتزام فإذا ما انهزمنا في أمر من هذه الأمور فإن ذلك سوف ينتقل إلى سائر المواقع وسنشاهد لا سمح الله الاختلال في شؤون البلاد كلها، سواء في الجانب المالي أو المصرفي أو الزراعي إلى غير ذلك. وحينها تتحقق أهداف الأعداء. فإنهم يخالفوننا اليوم لأننا نريد تطبيق الاسلام وانهم يعتبرونه مخالفاً لأهدافهم.
المقاومة والصمود في مواجهة المشاكل
علينا الثبات في شؤوننا مثلما أن رسول الله في بعض الروايات التي وردت حول هذه الآية الشريفة (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك) 2 عندما نزلت قال عنها الرسول: شيبتني سورة هود 3. إن فتح البلاد سهلٌ نسبياً ولكن الحفاظ عليها صعب. لقد وضعتم يداً بيد جميعكم- أيدكم الله- فقطعتم أيدي الظالمين والطغاة والأجانب عن بلادكم فلا يستطيع اليوم الشرق التدخل هنا ولا الغرب في حين لم يكن البلد بكامله يهتم بذلك في العهد السابق بل كان الأساس مصالح الأجانب. فاليوم البلد بأيديكم وإن خيرات البلاد بأيديكم وبأيدي إخوانكم حاولوا أن تمنعوهم من النفوذ مرة أخرى، واصبروا وقاوموا فالمقاومة تعني الأداء الجيد أينما كنتم. فإن مقاومة قوات الحرس والجيش في الجبهات هي إدارة الحرب بشكل جيد والسير قدماً فيها. ولكن المزارع ليس مطالباً بالقتال فإن مقاومته تعني الزراعة الجيدة. كما أن رجال المصارف عليهم أن يعملوا جيداً وإن مقاومة موظفي المالية هي أداؤهم الجيد حتى لايعرض الناس عن الحكومة. فالناس هم الذين تعاونوا مع بعضهم البعض حتى حرروا البلد وجعلوه إسلامياً، فالمنحرفون يسعون إلى جعل الناس يعارضون الحكومة. فمن الممكن أن يدخل بعض هؤلاء إلى البنوك وإدارة المالية أو أماكن أخرى بهدف إبعاد الناس عن الحكومة، انهم قد لايدخلون للمصالح الشخصية وإنما بهدف جعل الناس يعرضون عن الحكومة. فهم سيتدرجون في الدخول إلى الدوائر المالية والبنوك وسائر الدوائر الحكومية بهدف إعادة هذا البلد إلى ما كان عليه سابقاً وجعل الناس غير راضين عن الحكومة. فقد يقوم هؤلاء بأخذ الضرائب اكثر من اللازم من الناس لا سمح الله، طبعاً هذا غير موجود ولكن عليكم باليقظة. فالذين يراجعونكم من الناس يجب أن يعودوا وهم راضون فليس اليوم كالأمس حتى تضربوا على رؤوسهم بهدف إرضائهم. فلا أحد يستطيع اليوم أن يضرب على رؤوسهم لإرغامهم على الاعتراف بأنه راضي، فالجميع اليوم يقظون ولا يخضعون لهذه القضايا. ولكنهم قد يصبحون غير راضين عن الحكومة. علينا تطبيق معنى (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك) التي قال عنها الرسول بأنها شيبتني فهو كان يستقيم في عمله فالموضوع هو (ومن تاب معك) أي إن الرسول كان مكلفاً بأن يدفع من كانوا معه إلى الاستقامة وأنتم مصاديق من كان معك.
عليكم بالاستقامة والمضي قدماً والاستمرار في العمل ويكون ذلك من خلال العمل بشكل صحيح أينما كنتم. فلا تهتموا بأداء الآخرين، المهم أداؤكم أنتم بشكل صحيح. طبعاً لابد من تقديم النصح للآخرين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولكن عندما قام شخص بعمل غير صحيح فهذا لا يسقط الواجب عنكم، فإذا كان العالم كله يرتكب عملًا غير صحيح فأنت كفرد مطالب بالعمل الصحيح وعلى جميع شرائح الشعب أن تؤدي عملها الموكل اليها بشكل جيد. وهذا هو الوقوف في وجه المعتدين على البلاد. وإن الله تبارك وتعالى سيكون معكم ويؤيدكم وإنني أرجو لكم التوفيق.
بثّ اليأس في نفوس الأعداء بالمشاركة الفعالة في الانتخابات
وأود أن أذكر شيئاً عن الانتخابات التي يجب التفرغ لها خلال الأيام القليلة القادمة. فإن إحدى القضايا المهمة لنا في هذه الأيام في جميع أنحاء البلاد هي قضية الانتخابات. اذ يتربص الجميع في الخارج هذه الانتخابات آملين فشلها، فقد بدأوا الدعايات وقاموا بأعمال كثيرة مطالبين الناس بعدم المشاركة ولكن الناس شاركوا بحمد الله، وفي هذه الانتخابات الجديدة على الناس أن يشاركوا حتى تعي القوى الكبرى التي تحدق إلينا وتظن بأن الشعب قد أدبر عن الاسلام بأن الأمر ليس كذلك. فلو أننا (كمسؤولين) كنا غير جيدين فإن الاسلام جيد والجميع يقبلون به وإن حفظ الجمهورية الاسلامية واجب اسلامي. فأي ضرر يتعرض له المجلس فهو موجّه للجمهورية الاسلامية. وإن كان المجلس المدعوم من الشعب مجلساً قوياً فإنه سوف يتمكن من العمل بشكل لائق أمام العالم الذي يعادي إيران، وهذا يتطلب منه أن يكون قوياً وتأتي قوته من مشاركتكم والإدلاء بأصواتكم. فاليوم لايمكن إعداد قوائم وإرسالها إلى أرجاء البلاد والمطالبة بأن يجب إنتخابهم وعدم إنتخاب غيرهم، أو أن يتم إرسال قوات إلى صناديق الإقتراع لتتلاعب بها ما تشاء. إن القرار بأيديكم ولا أحد يستطيع التدخل. فعليكم أن تعملوا بأنفسكم وأن تختاروا بأنفسكم وإن لم تتمكنوا من الإنتخاب فارجعوا إلى المتدينين حتى يختاروا لكم. وإنني آمل أن يستمر الشعب في مقاومته وفي مثابرته لحفظ الاسلام كما ثار لحفظه منذ البداية وأن تدخلوا الفرحة إلى قلب رسول الله بعملكم وأسأل الله أن يوفقكم لنكون جميعاً في خدمة الاسلام وقطع أيدي الخونة من البلاد وأن تنتهي الحرب بالنصر إن شاء الله وأن ييأس الذين يحاولون الإضرار بهذا البلد من خلال هذه الحرب.
والسلام عليكم ورحمة الله.
* صحيفة الإمام، ج18، ص:347,344
1- سورة البقرة، الآية 279.
2- سورة هود، الآية 112.
3- علم اليقين، ح 2، ص 971.