يتم التحميل...

الموضوع: شرح مقاومة الشعب الايراني ضد الاعداء

خطاب

الحضور: أئمة الجمعة في محافظة خوزستان‏

عدد الزوار: 152

التاريخ صباح 14 بهمن 1360 هـ. ش/ 8 ربيع الثاني 1402 هـ. ق‏
المكان: طهران، جماران‏
المناسبة: ذكرى ولادة الامام الحسن العسكري عليه السلام
الحضور: أئمة الجمعة في محافظة خوزستان‏

بسم الله الرحمن الرحيم

جهل المستشرقين وعلماء الاجتماع‏

بدوري أبارك لكم الولادة السعيدة للامام العسكري عليه السلام وحلول الذكرى السنوية لانتصار الثورة وأدعو الله تبارك وتعالى أن يهدينا جميعا الى السير على نهج الاسلام وتطبيق أحكامه ما إستطعنا ذلك.

لقد بات واضحا أن المستشرقين الذين يدعون الاطلاع على الاسلام وادعياء علم الاجتماع لايعرفون شيئا عن الاسلام ولا عن المجتمع الاسلامي. حيث أن هؤلاء الاجانب الذين يدعون أنهم على علم بما يدور في المجتمع وبما يريده الشعب والمجتمع الايراني سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو وسائل إعلام يتصورون بان هذه الثورة لا تستطيع أن تحافظ على نفسها منذ الايام والاشهر الاولى لقيامها وإنها ستنهار، غير أنهم لا يعلمون أن هذه الثورة جماهيرية شعبية وقامت على أساس النظرية الاسلامية، وهي تختلف كثيرا عن الثورات التي قامت بها مجموعة معينة من الاشخاص. فالثورة التي يصنعها الشعب من تلقاء نفسه وانطلاقاً من الاحساس بضرورة التحرك وبمساعدة العلماء والخطباء الذين كان لهم النصيب الكبير في توعية الشعب .. مثل هذه الثورة لا يمكن إسقاطها على يد مجموعة بل وحتى بواسطة الغزو العسكري. نعم قد تستطيع قوة عظمى مثل أميركا أن تهاجم ايران وتحتلها لكنها لا تستطيع ضرب الثورة ولا تستطيع اخضاع هذا الشعب ولقد شاهدنا قوة عظمى مثل الاتحاد السوفيتي تغزو أفغانستان، ولكنها واجهت الفشل حين إحتلت هذا البلد، ويبدو أنها نادمة الآن على ذلك ولكنها تخشى على ماء وجهها. وهكذا أيضا هي أميركا فاذا هاجمت ايران فقد تستطيع في بداية الامر أن تنال منها ولكنها لا تستطيع البقاء فيها، بل تستطيع فقط أن ترسل طائراتها لتقصف المدن، ولكنها إذا حاولت غزو ايران فان الشعب يقضي عليها بأظافره واسنانه. ولذلك فان أولئك الذين تصوروا بأنهم قادرون على إعادة إيران إلى الوضع السابق لا يعرفون الاسلام‏ ولا الشعب الايراني ولا هذا التحول العظيم الذي حصل في ايران. ونلاحظ جميعا كيف يقاوم الناس في خوزستان وسائر المناطق التي تعرضت للغزو.

الافتخار بصلاة الجمعة في المناطق الحربية

عندما أشاهد صلوات الجمعة في بعض مدن خوزستان مثل آبادان والاهواز وديزفول أشعر بالفخر لأننا نملك مثل هذه المناطق التي تتعرض للقصف في كل لحظة ولكن تقام فيها صلوات الجمعة بتلك العظمة والحماس الجماهيري. ولا شك أن صلاة الجمعة في منطقة حربية ليست كصلاة الجمعة في طهران أو في قم أو في الاماكن الاخرى. فالصلاة في جبهة الحرب لها خصوصيتها الخاصة بها. وهي التي ترفع معنويات الشعب والجيش. أما أولئك الذين تصوروا بأنهم قادرون على النيل من إيران من خلال تحريض صدام الذي خدعته القوى الكبرى من دون أن يشعر، فإنهم إختفوا وأصبح صدام على شفا السقوط. وما القصف الجوي الذي تتعرض له مدنكم في خوزستان الا دليل على ضعف القدرة العسكرية لصدام، كما إن عمليات الكرّ والفرّ التي يقوم بها تعكس ضعفه العسكري. وإن ما يثير الضحك في هذا الشأن هو محاولات حسين الأردني 1 وتحالفه مع هذا 2 وكأنه يريد الانتحار، الامر الذي يدل على أنه لايفهم حقيقة الامور، بل إن هؤلاء لا يعرفون عن الاسلام شيئا ولا عن قدرته ولا يعرفون الشعب الايراني ولا التزام هذا الشعب بالاسلام. ولو تخلى هؤلاء يوما واحدا عن قمع شعوبهم فان الشعب سيقضي عليهم، فيما أن ايران التي طردت القوى الكبرى هي الآن أعظم قدرة وشعبها على التزامه والحمد لله على الرغم من مرور أربع سنوات على الثورة وهي الذكرى التي تحيونها اليوم.

تأثير وصايا الشهداء

هناك أمثلة ونماذج كثيرة عما تحدثتم عنه وعن قضية تلك المرأة العجوز وحديثها، حيث يأتيني رجل طاعن في السن أستشهد ابنه ويبكي راجياً مني السماح له بالذهاب إلى جبهة الحرب. فأقول له بأنك مثلي طاعن في السن ولا تقدر على القتال، ولكنه يصرّ على أنه قادر على أن يؤدي عملًا ما هناك .. وهكذا المرأة الفلانية او الفتاة الفلانية، فالكل يريدون الذهاب إلى جبهة الحرب وهم جادّون في ذلك .. أما الشبان فهل قرأتم وصاياهم؟ إنها وصايا تصيب الانسان بالرعشة وتدعوه الى اليقظة. ونحمد الله على أن ايران باتت دولة نموذجية وكلي أمل أن يواصل الشعب سيره على نهج الاسلام ويحافظ عليه وأن يجري تطبيق جميع أحكام الاسلام، حيث أنه ليس لنا هدف غير ذلك كالوصول إلى السلطة، بل كان الهدف إحياء الاسلام وهو ما نحن نقترب منه. لكننا نعاني من قلّة علماء الدين وخاصة المبلغين، وقد جرى تأسيس حوزة علمية هناك كما تفضلتم بذلك، ولكن رغم ذلك نبقى بحاجة إلى العلماء والمبلغين وأصبحنا نستهلك من رصيدنا حيث يسافر علماء الدين إلى مناطق أخرى فتعاني الحوزة العلمية في قم من قلة علماء الدين، لذلك يجب على المناطق الاخرى أن تكون رصيدا لهذه الحوزة حتى تحافظ على كيانها. ولقد أكدت مراراً ضرورة المحافظة على الحوزات بوضعها التقليدي. وأن يبقى الفقه كما هو دون تحريفه عن مسيره الطبيعي لان ذلك يعني القضاء عليه. إذن ينبغي علينا أن نحافظ عليه كما هو مثلما حافظ عليه وبنفس القوة المشايخ الاوائل من قبلنا.

إنني أدعو بالتوفيق للسادة الحاضرين وأشكرهم مرة أخرى على مجيئهم إلى هنا لنتحدث معهم عن قرب. وهذه هي إحدى بركات هذه النهضة والثورة حيث نلتقي وإياهم ونتحدث معهم ونستفيد منهم. أدعو الله أن يوفقكم جميعا بإذنه وأن يحفظ الاسلام حتى ظهور إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

روح الله الموسوي الخميني‏

* صحيفة الإمام، ج16، ص:18,16


1- ملك الأردن.
2- صدام حسين رئيس النظام الحاكم في العراق.

2011-06-19