الموضوع: مظلومية الاسلام ضرورة تربية واصلاح النفس
خطاب
الحاضرون: مهدوي كني (المشرف على لجان الثورة الاسلامية) وقادة وحرس اللجان
عدد الزوار: 131
التاريخ: التاسعة صباحا 10 اسفند 1360 هـ. ش/ 5 جمادي الاولى 1402 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
الحاضرون: مهدوي كني (المشرف على لجان الثورة الاسلامية) وقادة وحرس اللجان
بسم الله الرحمن الرحيم
مجرمو التاريخ يحولون دون عرض الاسلام
عندما التقي هذه الوجوه الاسلامية وارى اندفاع وروحية الشباب الاعزاء، يدب النشاط في بدني، فانتم الذين احييتم الاسلام وضمنتم بقاء ايران. ان شباب اللجان الذين لعبوا دورا كبيرا في انتصار الثورة يواصلون حاليا دورهم هذا واتمنى ان يعلموا ابناءهم هذا الدور لتبقى ايران اسلامية على طول التاريخ كما هي الان ويتربى ابناؤكم الاعزاء كما تربيتم انتم، حيث لا نجد في التاريخ امثالكم ويحافظوا على البلاد والاسلام. لقد ظلم الاسلام قرونا طويلة، لان ما اراده الاسلام أحتجب عن الناس، ولم تطبق احكامه حيث سعى المجرمون على طول التاريخ الى حجب الاسلام خلف الستار ومنع الشعوب من الاطلاع على هذه المدرسة التحررية والاستقلالية التي تحارب الظالمين وتقف الى جانب المحرومين، ولي الامل ان نوفق في هذا العصر مع جميع الاعزاء ومبلغي الاسلام في ازالة هذا الستار الذي وضعه اصحاب السلطة لحجب الاسلام وحقائقه عن العالم وعرضها بين ايدي علماء الاسلام والمبلغين الاسلاميين وبين يد جميع الشباب العاملين. فالقوى والحكومات انكرت قدرة الاسلام وعملت الحكومات سواء اكانت المعارضة او غير المعارضة على حجب الاسلام خلف الستار اما عمدا واما جهلا.
صمود الاسلام امام جميع القوى
لقد جرى حجب الاسلام وقدرته عن العالم وعن جميع الامم المختلفة، ولكن ظهر نموذج مصغر عن هذه القدرة في عصرنا الحاضر وفي ايران بالذات، وقد اثبت هذا النموذج بان الاسلام قادر على ان يربي الشباب على التضحية في سبيله وان يقفوا امام الكفر والزندقة والظلم والظالمين بالشكل الذي اراده الاسلام ويضحوا بكل رجولة وشجاعة، ولن تستطيع الدنيا كلها وجميع الفاسدين من اصحاب الدعايات، والانظمة والقوى العظمى انكار هذه الحقيقة وانكار الجمهورية الاسلامية والقيم التي تحملها والقيم التي تؤمن بها الامة الاسلامية وايران. لقد اثبتم انتم ايها الشباب الاعزاء انكم قادرون على الوقوف بوجه جميع القوى وتحافظوا على دولتكم. في حين ظن المنحرفون وتصوروا ان الاسلام وايران سوف يزولان بزوال النظام الشاهنشاهي ويجري تقسيم ايران غافلين ان الاسلام وبيقظة الشعب المسلم والتزامه قادر على الوقوف امام جميع القوى واسكات المنحرفين ويستطيع ادارة البلاد افضل من العصور التي كان فيها الظلم والجور يخيمان على البلاد. وقد اثبتم انتم ايها الشباب ومنذ اليوم الاول امام الله تبارك وتعالى التزامكم بالاسلام وبقاءكم عليه وارجو ان تبقوا عليه حتى النهاية وارجو ان يبقى اولادكم واخلافكم على هذا الامر ليصونوا ايران والاسلام الى الابد. كما اثبتم بانكم قادرون على أن تصنعوا ما تريدون وقد اوجدتم القدرة الالهية الكامنة في الانسان عندما وقفتم امام جميع القوى التي ارادت ان تبتلع ايران وتنهب خيراتكم وانتصرتم عليها.
الانتصار على النفس, اعظم الانتصارات
انتم منتصرون لان الله معكم، وانتم منتصرون لان الاسلام يحميكم، وانتم منتصرون لانكم مؤمنون، وانتم منتصرون لانكم تحتضنون الشهادة، وأما الذين يخافون من الشهادة ومن الموت فانهم مغلوبون حتى لو ملكوا جيشا عظيما .. لقد انتصرتم على أنفسكم سواء من كان منكم في الخطوط الخلفية للجبهة أو في داخل البلاد او اخوانكم في الجبهة، واعتبرتم الحياة ابدية، وهذه الحياة الحيوانية الطبيعية شيئا تافهاً. وما دمتم تحملون هذه القدرة النفسانية، وهذه العقيدة الالهية، فأنتم منتصرون سواء لحقت بكم الهزيمة في الحسابات المادية او تقدمتم الى الامام. فالانتصار الاعظم هو ان ينتصر الانسان على نفسه وعلى شيطانه، وقد انتصرتم على شيطانكم بتضحياتكم في سبيل الله. واليوم ينبغي ان اشكركم لدفاعكم عن هذا الشعب والاستقرار الذي منحتموه له بنشاطاتكم، وينبغي على الشعب ايضا ان يشكركم، لانكم تحافظون على الأمن الداخلي ويثمن جهود الشباب الذين يدافعون عن البلاد في الجبهات، واعلموا ان الله تعالى يكرمكم ايضا.
أن الأمر المهم هو قبول عمل الانسان عند الله، وانني ارى الكثير من هؤلاء الشباب لا يأبهون بالشهادة، بل لعل الجميع هكذا .. فادعو الله تعالى بالسلامة لكم وبالعزة والعظمة للاسلام والمسلمين وبالاستقرار لجميع الدول الاسلامية. واقدم لكم ايها الاعزاء نصيحة ابوية واخوية وهي ان تواصلوا هذا الطريق، وكما رفعتم رأس ايران عاليا باخلاقكم واعمالكم الحسنة وسلوككم الحميد مع المواطنين، ارجو ان تثبتوا ذلك امام الله ايضا، فالنصر مهم لكن استمرار النصر أهم وأصعب. وانتم حققتم الاستقرار لهذا البلد فاستمروا على تحقيقه للشعب بصدور رحبة وبايمان قوي حيث تنبع منه هذه الاخلاق الفاضلة والتعامل السليم. واتمنى ان تنقلوا ذلك الى الاجيال القادمة وتحافظوا على هذا الايمان وان تربوا ابناءكم عليه حتى تنتصر ايران الى الابد ان شاء الله.
كما اتمنى ان يحطم سائر الدول الاسلامية القيود المفروضة عليها وان يشاركوا اخوانهم الايرانيين في هذا الجهاد الاكبر حتى ينتصروا في الجهاد ضد القوى العظمى، وادعو الله تعالى باليقظة لحكومات هذه الدول وان لا يقدموا خيرات بلدانهم وشعوبهم الفقيرة للقوى العظمى باخلاص وبرحابة صدر، وان يعلموا ان المسؤولية تفرض عليهم اليوم ان ينتفضوا ويثوروا كما ثارت ايران وانتصرت من دون ان تستطيع القوى العظمى الوقوف أمامها، حتى يزول باذن الله الظلم عن الانسان وترفرف راية الاسلام فوق جميع الدول.
انني اشكركم ايها السادة واشكر العلماء العاملين في صفوفكم واشكر السيد كني 1 وارجو ان يعمل علماء البلاد والاسلام على بيان الاحكام الاسلامية. وكما ارجو ان لا يكون هناك انحراف ما دام هؤلاء يعملون معكم. لكن كل واحد منكم مسؤول عن نفسه اولًا وعليه ان لا يجري خلف الاهواء النفسانية، حتى لا يضعف - لا سمح الله - هذا التوجه الطيب الموجود فيكم. واذا كانت هناك متشددون بين الشباب- لا سمح الله- فانصحوهم لاننا جميعا بحاجة الى النصيحة حتى نتعامل باسلوب اسلامي في القضايا الاسلامية ونتعامل مع الشعب بالاخلاق الاسلامية. ادعو الله ان يحفظكم جميعا.
والسلام عليكم ورحمة الله.
* صحيفة الإمام، ج16، ص:68,66
1- السيد محمد رضا مهدوي كني المشرف على لجان الثورة الاسلامية في طهران.