يتم التحميل...

الموضوع: اهمية دور النشر في المجتمع ضرورة المحافظة على شعبية الحرس‏

خطاب

الحاضرون: المسؤولون والكتّاب في قسم النشر في مؤسسة حرس الثورة الاسلامية

عدد الزوار: 157

التاريخ: 8 ارديبهشت 1361 هـ. ش/ 4 رجب 1402 هـ. ق‏
المكان: طهران، جماران‏
الحاضرون: المسؤولون والكتّاب في قسم النشر في مؤسسة حرس الثورة الاسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

اهمية النشر وقيمته‏

في البدء علي ان اشكر حرس الثورة وانتم ايها السادة فانتم تمثلون اشخاصاً ملتزمون في الغالب وتعملون للاسلام وللجمهورية الاسلامية. فليدعمهم الله تبارك وتعالى بمشيئته. وان يحشر شهداءهم مع شهداء صدر الاسلام. وان يؤيد ذويهم- الحاضرين كلهم -، فهذه الجمهورية الاسلامية التي ترونها هبّت لمعارضتها جميع القوى فنأمل من الله ان يبلغوها اهدافها باذنه ويسلموها إلى الجيل القادم.

ان اهمية النشر هي كأهمية الدماء التي تُراق في الجبهات. ومداد العلماء افضل من دماء الشهداء 1 ذلك لان دماء الشهداء وعلى الرغم من قيمتها الفائقة الا ان الاقلام يمكن ان تكون بناءة اكثر. فالاقلام هي التي تصنع الشهداء والاقلام هي التي تخرّج الشهداء. ولذلك فان العمل الذي تمارسونه، يجب ان تنتبهوا إلى قيمته ومسؤوليته. وكلما كانت قيمة العمل اكبر كانت مسؤوليته اكبر. وحيث انكم تعملون في النشر وتنشطون باتجاه ثقافة هذه الشريحة، فان عليكم ان تلفتوا إلى ما تنشرونه ليكون مفيداً. ويجب ان تتلافى دور النشر اليوم العمل الاعلامي في النظام السابق.

تلافي الاخطاء السابقة، مسؤولية دور النشر

لقد ساقوا شبابنا في السابق إلى الفساد والضياع بواسطة الاعلام. وجرّوا الفتيات والفتيان إلى الفحشاء، والمسؤولية الكبرى تقع على عاتق دور النشر انذاك. فقد كانت عاملا رئيساً في ذلك. ويجب على مسؤولي النشر اينما كانوا سواء في الحرس ام المجالات الاخرى ان ينتبهوا إلى ان يتلافوا الاعمال التي قاموا بها بأن جروا شبابنا إلى الضياع، وبالطبع فان الشباب كثيرون في‏ حرس الثورة هذا، ومن الممكن ان يقوم احد الشباب في بعض الاحيان مدفوعاً بشبابه وبحسن نية بعمل لايتوافق مع المصلحة.

يجب ان يخصص جزء من العمل في مجال النشر لنصيحة حرس الثورة نفسه. اي، خصصوا جزء منه لبناء الشباب الذين يعملون الان في حرس الثورة، ثم ياتوا فيما بعد ايضا كي يكون عملكم هذا ان شاء الله بنّاء لهذه المجموعة، واعلاماً للآخرين في نفس الوقت، ويقف في وجه الاعلام المغرض الذي يصدر ضدنا الان من كل مكان، ولعلّ معظم الاذاعات تقريبا واكثر المطبوعات الخارجية تعارضنا بالمقدار الذي تصلنا نماذجه احيانا. اي انهم يصورون بكل ما يمتلكونه من جدية كل شي‏ء جيد هنا على انه سيئ. واذا ما حدث شي‏ء جيد فانهم يستخفون به او لا يسلطون الضوء عليه. ونحن يجب ان نخصص جزء من اعلامنا لان ننشر افكار الجمهورية الاسلامية إلى الشعوب في الخارج. وقد رأيتم الان هذا النشر يتم بلغات اخرى ايضا، بالانجليزية والعربية ايضا، كي تفهم المناطق الاخرى ما يجري هنا، وكيف هو الوضع هنا. انهم يتحدثون عن بلدنا كما يتحدث الكتاب الاجانب او الخطباء الذين فشلوا هنا وذهبوا إلى الخارج. انهم يقدمون غولًا عجيباً وغريباً عن هذه الجمهورية الاسلامية وعن المسؤولين فيها ويجب ان نتلافى ذلك وهذا المهمة يتكفل بها الاعلام- علماً ان العمل يجب ان يكون صحيحاً- وعلى الاعلام ان يعكس صورة الاعمال التي تحدث بالفعل. واذا ما رأيتم لاسمح الله انحرافا لدى بعض الاصدقاء الذين تدفعهم النية الحسنة، ولكنهم قد يرتكبون احيانا بعض الاخطاء، فيجب ان تخبروا الاشخاص الذين يدعون لهم، ان عليهم اداء مهمة الاعلام. ان عليكم ان تفتحوا بشكل عام في المجلات التي تصدرونها باباً للنصيحة داخل صفوف حرس الثورة. بشكل عام لا بشكل شخصي. قوموا بهدايتهم بشكل عام كي يكون ذلك ان شاء الله دعامة للجمهورية الاسلامية، ويكون من شأنه ان يقود الجمهورية الاسلامية إلى الامام باذن الله. ونسال الله ان يمنحكم جميعا التوفيق والسعادة والسلامة.

ضرورة المحافظة على شعبية حرس الثورة بين الشعب‏

اعلموا ان الخدمة التي تقدمونها اليوم يمكن ان اقول انها اكثر قيمة من الخدمات التي قدمت طيلة تاريخ الاسلام للاسلام. ذلك لان اسلافنا لم يكونوا يواجهون هذا الحجم من العداء الذي نواجهه. اي اننا العلاقات لم تكن موجودة اصلا. ولم تكن هناك قوة مثل امريكا. فقد كان الاسلام في ذلك الجانب وكان يواجه الروم وايران. ولكنه الان يوجه جميع بلدان الدنيا. انهم يأتون من ماوراء البحار ليتدخلوا هنا. والبلدان الاخرى تريد ان تتدخل في شؤون جميع البلدان. وعلينا ان ننتبه وعلينا نحن الذين نريد ان نقف على اقدامنا ان ندعو ابناء الشعب إلى ان يثبتوا؛ ان ندعو إلى ان يكونوا حاضرين في الساحة وادعوا شبابكم ايضا إلى الخير والصلاح، فهذه الشعبية التي تمتلكونها بين ابناء الشعب الآن لها قيمة كبيرة؛ وعليكم ان تحافظوا عليها. ومادمتم تتمتعون بهذه الشعبية بين الشعب ومادام الشعب يدعمكم فان الحرس
سيبقى على قوّته وباستطاعته ان يقدم الخدمة. واذا ما حدثت لاقدر الله بعض الهفوات ولم تتم الحيلولة دونها فان من الممكن حينئذ ان تنتشر. ومن الممكن ان يكون هناك اشخاص نفذوا- لاسمح الله- بينكم ويريدون ان يقوموا ببعض الاعمال. وهذه هي ايضا قضية مهمة نوّهت اليها كراراً وهي ان تولوا اهتمامكم الكبير لهذا الجانب. بل ان عليكم ان تنتبهوا في هذا العمل الذي تقومون به الذي هو عمل اعلامي ومهم للغاية، إلى ان يعمل في هذا المجال الاشخاص الذين تعرفونهم. وان يتم الاشراف على كتاباتكم كما رأيتم، وتشرف عليها الحوزة العلمية ايضا كي تتم بمساعدة الجميع الحيلولة دون الاخطاء اذا ما صدر لاسمح الله خطأ من قلم احد الاشخاص، او اراد احد أن- لاقدر الله- يخلق الاخطاء.

ومن واجبي انا الدعاء. الدعاء لكم كلكم. فليحفظكم الله جميعا، وليوفقكم. وليحفظ الله هذه الجمهورية الاسلامية التي يعمل مسؤولوها في سبيل الله، وهذا الشعب الذي ثار في سبيل الله وان يمضي إلى الامام حتى تتصل هذه الجمهورية الاسلامية بزمان ظهور المهدي سلام الله عليه-، ادعو لكم بالتوفيق.

* صحيفة الإمام، ج16، ص:175,173


1- بحار الانوار ج 2 ص 14 ح 26.

2011-06-19