الموضوع: اهمية القضاء-وظائف الحجاج وعلماء الدين في القوافل-جرائم امريكا وصدام في المنطقة
خطاب
الحضور: السيد محمد موسوي خوئينيها (ممثل الامام ورئيس بعثة الحجاج الايرانيين) - علماء الدين في قوافل الحجاج من جميع انحاء ايران، موظفو الادعاء العام والعدلية والمحاكم الثورية والادعاء في الجيش
عدد الزوار: 65
التاريخ: صباح 31 مرداد 1361 هـ. ش/ 2 ذي القعدة 1402 هـ. ق
المكان: طهران، حسينية جماران
الحضور: السيد محمد موسوي خوئينيها (ممثل الامام ورئيس بعثة الحجاج الايرانيين) - علماء الدين في قوافل الحجاج من جميع انحاء ايران، موظفو الادعاء العام والعدلية والمحاكم الثورية والادعاء في الجيش
بسم الله الرحمن الرحيم
ضرورة اجابة علماء الدين على توقعات الشعب
حديثنا اليوم مع السادة علماء الدين ومن له صبغة روحانية ان شاءالله. ولعله من الصعب بالامكان طرح جميع القضايا مع علماء الدين. لأن القضايا الخاصة بعلماء الدين- بشكل عام - وتلك الخاصة بعلماء الدين المتوجهين الى الحج مع قوافل الحجاج - بشكل خاص كثيرة، كما ان هناك القضايا الخاصة بالقضاة والادعاء في البلاد والعديد من القضايا الاخرى التي لا ادري هل ستسمح لنا الفرصة، بالحديث عنها، الا ان يكون ذلك بأختصار.
فيما يتعلق بشريحة علماء الدين. فالسادة يعلمون جيدا ان علماء الدين اينما كانوا وفي اي مستوى هم عليه مثلا - من المراجع حتى اولئك الذين يعملون في قرية نائية، فأنهم جميعا يخدمون الاسلام. وفي الوقت الراهن فأن توقعات الشعب، بل توقعات المستضعفين والشعوب في العالم كثيرة منكم ايها السادة علماء الدين اينما كنتم. واليوم يختلف عما كنتم عليه في زمن النظام البهلوي الفاسد والظلم الذي تعرضتم له على يد المستكبرين العالميين فلو كان هناك صمت او قصور أنذاك، كان (الناس) يقبلون ذلك ويبررونه لكم، بأنكم لا تستطيعون طرح قضاياكم، قضايا الاسلام كما هي عليه، وانكم لا تملكون سلطة لتطبيق ذلك وايصالها الى الناس، لكن اليوم، انتهت المشكلة ويمكن للسادة والحمد لله، جميعهم وفي اي موقع كانوا، طرح قضاياهم بكامل الحرية وتوجيه الناس وإرشادهم بحرية.
ولو انه حصل اليوم لأية قضية يواجهها الشعب، سواء القضايا العامة التي يواجهها الشعب، ولو ظهر لا سمح الله تقصيرا من قبل علماء الدين المرتبطين بتلك القضايا او اخطاء، فأن هذه الاخطاء او التقصير غير مبرر في حضرة الباري عزوجل وأمام الشعب. فلا يمكننا القول اليوم: ماذا عسانا ان نفعل؟ او اننا نواجه منظومة امنية ولا يمكننا مواجهتها، اننا وانتم ايها السادة الآن مبسوطي اليد في القضايا التي تحصل والتي تخص الاسلام، فلو شاهدتم انحرافا في مكان ما، عليكم ان ترشدوا الناس وموظفي الحكومة وان تفاتحوهم مباشرة في الامر، لكي تصلحوا الانحرافات التي تقع. لقد شاهدتم جميعا او اغلبكم الانحرافات التي كانت تقع في السابق او نسبة كبيرة منها، وبعض المتقدمين في العمر منكم، شاهدوا ما كان يحصل في عهد النظام الفاسد منذ بدايته حتى سقوطه، وانكم كنتم تواجهون اي نوع من الاشخاص، ومن كان يحكم هذا الشعب وهؤلاء المستضعفين، وعلينا ان نشكر الباري تبارك وتعالى على انقاذنا من تلك المشاكل الغريبة والتي يعجب منها المرء والتي لم يشهد التاريخ مثلها كما حصل في السنوات الخمسين الاخيرة. نشكره لأننا خرجنا من تلك المشاكل الكبيرة، نشكره ونشكره لأنه مكّننا من الخدمة. علينا ان نشكره باللسان، لكن الشكر الحقيقي في مقابل انقاذنا من النظام الفاسد الذي اهدر جميع امكانياتنا وكان يسعى الى تبديد كل ثرواتنا، هو ان نعمل بشكل يرضى الله تبارك وتعالى عنا.
اهمية القضاء وضرورة توظيف اشخاص كفوئين
القضية المهمة، هي مسألة القضاء. وهو من المسائل القليلة التي اولى الاسلام لها اهمية خاصة. لأنها والمسائل المرتبطة بها مثل دور النيابة والمحاكم على اتصال بجميع شؤون الناس. ولابد هنا من القول بأن القضاء من الامور الواجبة كفائياً، اي انها واجبة على جميع الناس ما لم تصل الى حد الكفاء، بمعنى لو لم يجرِ القضاء في قضية معينة او دخل بعض المنحرفين الى سلك القضاء، فأنه على الجميع القيام بأمر القضاء اجتهادا او تقليدا. لابد ان يتدخلوا في القضاء ويسدوا الحاجة. اننا عندما نتوقع مثل هذا الامر اليوم او نتحدث الى المتصدين للشؤون القضائية والمحاكم، فأننا نسمع منهم قلّة وجود القضاة، وانه هناك نقص في هذا الجانب، وان وجود بعض المنحرفين او الذين يخاف عليهم من الانحراف في السجون وعدم البتّ في قضاياهم يعود الى قلة القضاة. وهذه القضية لابد من التدخل فيها من اجل انقاذ الآخرين، فلو تصورنا وجود بعض الاشخاص الابرياء او الذين لم يرتكبوا جرائم كبيرة، فأنه يكون واجباً على من يستطيع القضاء الدخول في هذا المجال وسد هذا النقص. على مدرسي الحوزة العلمية بقم، وهو تسجيل اسماء الذين يمكنهم القضاء ولو تقليدا، ويتقدموا في هذه المجالات او السجون التي فيها مثل اولئك المعتقلين المحتملين، ليحلوا مشاكلهم فهناك من يجب انجاز اعمالهم بسرعة، ونحن لا نملك الكادر لذلك. لذلك فهذا الامر واجب، اي انه واجب على الجميع الى حين سد مقدارا معينا من الحاجة.
بعض الاحيان وبداعي الاحتياط، يقوم الانسان بما يخالف الحيطة. انه يحتاط لأن مسألة القضاء صعبة ولا يمكن الدخول فيها وانجازها ومثل هذه التبريرات، فالقضاء واجب عيني على الجميع في البداية، حتى يتحول الى واجب كفائي. اي عندما قام به جمع وحصل الاكتفاء، حينذاك يسقط الواجب عن الآخرين، والا فأن الجميع يحاسبون على ذلك، وأرى ان الاحتياط يحتم الدخول فيه، اي انه امر واجب، معلوم الوجوب، والاحتياط لا يمكن ان يشكل مبررا وعذرا في ذلك. هل يريد البعض الاستمرار بالدراسة على السبيل المثال ولهم الحق في ذلك، لكن في بعض الاحيان يكون هناك واجب على عاتقهم، عندها لا يمكن التمسك بالمستحب المؤكد، بل لابد من انجاز ذلك العمل حتى يصل الى حد الاكتفاء، لكي لا يكون لا سمح الله بريئاً لا يمكن البت في امره. على السادة ان يأتوا ويدخلوا في هذا المجال، وانا اليوم اضع هذا التكليف على عاتق الاساتذة في قم وعلماء مشهد واصفهان والمناطق الاخرى التي فيها حوزات علمية، عليهم ان يدعوا الاشخاص ويرغبونهم الى ذلك بأي نحو يرتأونه وان يحذروا من عدم القيام بواجب شرعي فلا يمكن ان يبقى واجب شرعي لأنني اصلي صلاة الليل، لانه عندما يحصل تزاحم بين الواجب الشرعي واي مستحب آخر، لابد من تقديم الواجب، وهذه القضية لابد من التذكير بها، وعلى السادة الاساتذة والعلماء الاعلام في البلاد التذكير بها، ليسدوا هذا النقص ويحلوا هذه المشكلة.
ضرورة الحزم من قبل القضاة عند اجراء الاحكام الاسلامية
المساألة الاخرى ايضا تعود الى القضاء، حيث على السادة القضاة ان يلتفتوا جيدا، على السادة العاملين في النيابة العامة، الاشخاص الذين يتصدون لهذه القضية المهمة في الاسلام، وهي ان المسؤولية كبيرة، وعليكم في الوقت نفسه تحملها، عليكم ان تتصدون لذلك، لكنه مسؤولية عظيمة، انتبهوا لان ارواح واموال واعراض الشعب في يد هؤلاء القضاة، وبيد هذه المحاكم، فهم المسؤولون عن هذه القضايا، وعليهم قدر المستطاع وبما يمكنهم فعله والالتفات الى المصالح الاسلامية العامة، لا اقصد ان يصفحوا عن المذنب او لا سمح الله يحكموا على شخص بريء، عليهم ان لا يرحموا بشخص حكمه القتل على اساس الشريعة، لأن ذلك غير جائز. اما لو كان الحكم السجن والجلد، فيجب ان يجلد. واذا كان شخصا بريئاً فلابد وبسرعة ان يبرأ ويخلى سبيله. على القاضي ان يكون بهذا الشكل، ان يفكر بهذا الشكل ايضا، لا ان يكون رحيما بحيث تأخذه الرأفة بالمجرم ايضا، خاصة اذا كان من صنف هؤلاء المجرمين الذين شاهدناهم جميعا قبل ليالٍ، من الذين يرتجف الانسان لأفعالهم وقد يكون من هؤلاء الكثير الذين لم نشاهدهم، فهذا الذي يظهر الى العلن وبعضه لا يظهر ولا يراه الا الباري عز وجل، ولم نر منه نحن الا اليسير. لقد شاهدتم مثالا على ذلك قبل ليال، وقد يعجز الانسان عن فهم الجرائم التي يرتكبها اشخاص ولدوا بفطرة الهية، انه من الصعب ان يفهم الانسان عمق هذا التحول، فأنا شخصيا لا اتصور ان يقوم حيوان بما قام به هؤلاء تجاه حيوان آخر.
حسنا، هناك مثل هذه القضايا، فلو ان القاضي اخذته الرأفة وتعامل بلين مع امثال هؤلاء، بالطبع لا اقول ان يجري التعامل معهم بما يزيد على الحكم الالهي- لو بمقدار صفعة واحدة لكل الذي حكمه في الشريعة القصاص، يجب ان لا يتسامح معه. ومن الجانب الآخر لا يحق التحدث بقسوة مع الشخص البريء. والذين يدانون بارتكاب جريمة لابد من التعامل معهم بشكل انساني، فالذي حكمة القصاص، يقتص منه، الذي حكمة الاعدام، يُعدم، لكن اذا ارادوا ان يزيدوا بشيء فأنهم مسؤولين عن ذلك.
وهكذا بالنسبة لمسؤولي السجون والمعتقلات، لابد لهم ان يلتفتوا الى هذا الامر، سواء الذين في قمة المسؤولية او المنفّذين، عليهم ان يعلموا ان الحدود الالهية لا تعني سبّ الذي حكم عليه بالقصاص، فهذا غير جائز، او نصفعه على وجهه، فهذا ظلم، حتى الذي يساق الى الاعدام لو صفعته فأن من حقه ان يطلب الرد عليك بصفعة مماثلة، كما انك تكون قد خالفت الشريعة بذلك. لا تتصوروا انه بالامكان التعامل مع هذا الشخص بشكل سيئ لانه دخل السجن.. ان شاء الله لا يقومون بمثل ذلك ويجب ان لا تقوموا به.
وهكذا بالنسبة الى قضاة الشرع المحترمين، عليهم العمل بدقة متناهية فيما يتعلق بالقضايا الشريعة، لكي لا يقعوا لاسمح الله بما يخالف الشريعة. فنحن الذين ندعي بأن جمهوريتنا جمهورية اسلامية، لابد ان نطبق احكام الاسلام في هذه الجمهورية.
وقضية السجون واحدة من القضايا المهمة، والقضية المهمة الاخرى مسألة المحاكم ودوائر النيابة ودوائر العدل، فلو تقرر ان تمارس دوائر العدل ما كان يجري من مخالفات شرعية في زمان النظام السابق لا سمح الله علينا ان نقرأ الفاتحة على هذه الجمهورية، وقد اوصيت بذلك بأستمرار، اذا كنتم تنقصكم القوانين، عليكم ان تصدروا بلاغا اداريا بألزام جميع القضاة في العمل وفقا للشريعة وان لا يهتموا للقوانين السابقة.
ضرورة التحول في العدليات وتطبيق احكام الشريعة
انني اعلن حاليا ايضا، الى جميع القضاة في انحاء البلاد، والى جميع المتصدين للشؤون القضائية، الى جميع العاملين في العدليات، ان كل القوانين التي كانت في زمن الطاغوت والتي تتعارض مع الشريعة، يجب ان تنبذ جانبا وان تحل احكام الشريعة مكانها.
واذا لم يقم المجلس القضائي بذلك لا سمح الله عليه ان يصدر حاليا بلاغا اداريا الى جميع انحاء البلاد في ذلك، عليه ان يأمر دوائر النيابة والعدل والمحاكم بأبطال جميع القوانين الفاسدة التي شرعوها في عهد الطاغوت-، اما التي تتطابق مع الشريعة فيمكن العمل بها. اما التي تتعارض مع الشريعة فلا يحق لأي كان العمل بها، والذي يعمل وفقاً لتلك القوانين، فبالاضافة الى انه سيكون مسود الوجه امام الباري عزوجل، فأن تبريره ذلك بأنه ملتزم بالقانون خطأ. اي قانون؟ القانون الذي يتعارض مع الاسلام؟! القانون الذي يتعارض مع الشريعة؟! فمثل هذا القانون يجب ان لا يطبق. وحتى لو اردتم العمل بالقانون السابق، جيد فأحدى المواد التي تضمنها متمم الدستور السابق، هي ان كل تشريع يتعارض مع الشريعة لا يعتبر قانوناً. لكنهم لم يعملوا وفقا لذلك في السابق. وبناءا عليه، والاشياء التي استحدثوها بأسم (القانون) والتي تتعارض مع الشريعة، هي ليست قانونا وفقا للدستور السابق ايضا.
باستطاعتكم الاجابة اذا ما سئلتم: لماذا قمتم بذلك؟ بأن الدستور السابق ايضا صرح بذلك، والقانون الحالي ايضا يقر بذلك، ومن يعمل بقانون يتعارض مع الشريعة فهو مجرم. يجب ان لا تهتموا لأي كان، الذي يقول لكم طبّقوا هذا العمل المعارض للشريعة لانه قانونيا اضربوه على فمه، لا تلحظوا اي كان في ذلك. لا اقول انهضوا الآن ووجهوا له صفعة، لكن قفوا في مواجهته. قولوا له ان ذلك يتعارض مع الشريعة، وانني لا اقوم بذلك ويجب ان لا نقوم به، وان شاء الله يكون السادة قد عملوا بذلك، واذا لم يلتفتوا الى هذا عليهم ثانيا ان يستدعوا المقصرين او المجرمين ومحاكمتهم.
يجب تغيير العدليات السابقة الى عدليات اسلامية، فلا يصح ان نتبجح بأن القانون السابق اقر بشيء وعلينا ان نعمل وفقا له، فطبقا للقانون السابق ايضا يجب ان لايعمل به، لأن الدستور السابق هو الاساس في القوانين السابقة، ففي متمم الدستور السابق ورد ان كل تشريع يتعارض مع الشريعة ليس قانونا. وعلى هذا الاساس، فالقول بأن القانون يقول ذلك، لا اساس له من الصحة، فهذا عقد كان في زمن الطاغوت وعلى اساس طاغوتي لذلك يجب ان لايأخذ به، ويجب ابلاغ امر بالعمل وفقا للشريعة، على مجلس صيانة الدستور والمجلس القضائي اصدار بلاغات ادارية الى جميع الانحاء ويصرحوا بأن القوانين التي تتعارض مع الشريعة والتي وردت سابقا يجب ان لا تنفذ وان الذي ينفذها مجرم ولابد من محاكمته ويأخذ جزاءه. وهذا فيما يتعلق بهذه القضية، وبالطبع هناك الكثير من القضايا التي تخص المحاكم والقضاء، لكن لا مجال لطرحها الآن.
ضرورة ان يقلل الحجيج من توقعاتهم في قوافل الحج
اما فيما يخص الحج والسادة الذاهبون للحج ضمن القوافل. فأن حقيقة الحج هي ان تذهبوا الى هناك وتطلعوا على آلام الناس، انظروا كيف حال الفقراء، عليكم ان تواسوهم، انظروا الى المحتاجين في العالم، وانتم ايضا واسوهم في ذلك، لانه لو زادت توقعات الناس وطالبوا بالرفاهية في الحج بما لا يوجد حتى في بيوتهم، فمثل هذا الشيء لا يمكن ان يكون حجا، فالحج الذي اوجبه الباري عزوجل على الافراد هو ان تذهبوا الى هناك وتشاهدوا عن قرب حياة الناس، عندما ذهبنا نحن حينها شاهدنا معيشة اهل الحجاز آنذاك واليوم لا يرى ذلك الحجاج عندما كنا نسافر بين مكة والمدينة بالسيارة، واينما توقفنا في تلك الصحاري القاحلة والممتدة، كان الناس يخرجون الينا من خلف بعض الشجيرات، الاطفال العراة والنساء التي ليس لها رداء الا ما يستر والرجال الذين لا يمكن وصف حالهم، كانوا يأتون ويسألون الناس، لابد ان يرى الانسان ذلك في حجه، يجب ان لايتوقع من القوافل ان توفر له كل شيء ودون ان يرى ما عليه الناس من حوله، لابد لكم ان تلتفتوا الى هذه القضية بعض الشيء. على السادة علماء الدين ارشاد الناس الى هذه القضايا وان لا تزداد توقعاتهم. انكم تذهبون بالطائرة في حين كانوا من قبل يذهبون على ظهور الحمير، كانت المدة تطول احيانا الى اربعة عشر شهرا، اربعة عشر شهرا فترة الذهاب الى الحج والاياب منه. وانتم اليوم تذهبون الى هناك بالطائرة في رحلة لا تزيد عن ساعتين او ثلاث. لم يكن حينها بيتاً يستقبلكم بل كان عليكم اعداد كل شيء، لو كانت هناك بيوت للسكن فأنها وسخة وغير جيدة بالمرة.
اما اليوم فقد وفرت لكم الفنادق، وانتم الحجاج الذين تريدون انقاذ المسلمين والمستضعفين في العالم، لذلك يجب ان لا تكون توقعاتكم كبيرة، فلربما ولا سمح الله يقضي الباري عز وجل بالعكس ما تريدون وحينما سيشتد عليكم البلاء.
عليكم ايها السادة علماء الدين تذكير الناس بأنه توجد بعض النواقص، والسادة الذين ذهبوا اعدّوا الكثير من الامور وبذلوا كل جهدهم ولا يزالوا يسعون، لكنهم لا يستطيعون بذل ما هو اكبر من طاقتهم، انهم يبذلون ما يستطيعون عليه وحسب وسعهم، لقد وفّروا ما يستطيعون توفيره وهيأوا السكن رغم الصعوبات الموجودة هناك، ولا يمكنهم القيام بما هو اكثر من ذلك، فلو شاهدتم بعض النواقص فهذا لا يعني ان السادة لم يبذلوا جهدهم لتلبيته ولكن لم يستطعوا تلبية ذلك. واذا لم يستطيعوا فما هي الحيلة؟ فهل نقول للناس ان لا يأتوا للحج لأن بهض الامور غير متوفرة ولم نوفر لكم متنزهاً؟ او نقول لهم تعالوا والتفتوا ايضا لبعض ما يعاني منه الفقراء.
المسؤولية المهمة للعلماء هي تعليم احكام الحج
على اية حال هذه مسؤولية العلماء الذين يرافقون القوافل، اي انها واحدة من مهامهم. المهمة الاخرى هي تعريف الناس بقضايا الحج، نحن نرى العديدين ممن يذهبون الى الحج، يشقون على انفسهم، لكنهم لا يعلمون بقضية الحج، وهناك يواجهون المشاكل. وبعد ان يعودوا، بعد سنوات، يسألون اننا قمنا بالاعمال هكذا، فهل حجنا صحيح ام لا؟ او اننا لم نؤد العمل الفلاني، فهل هذا صحيح ام لا؟ وهل نحن لانزال محرمين ام لا؟
على السادة العلماء ان يقيموا دروسا للناس يعلموهم منها آداب الحج وواجبات الحج ومحرمات الحج، عليهم ان يطلعوهم على كل ذلك. وحتى لو لم يؤدوا الآداب، لكن لابد من تعليمهم المحرمات والواجبات، يجب ان يقيموا لهم الدروس في كل يوم. وعلى الناس ان يذهبوا عند السادة العلماء للمشاركة مثل هذه الدروس، عليهم ان يستمعوا ويتعلموا مسائل الحج لكي لا يواجهوا ابتلاءات هناك ولكي لا يقولوا عند عودتهم (كيف كان طوافي، هل كان صحيحا ام لا؟) عندما نتعلم المسألة، لا نواجه مشكلة ولن يكون خللًا في اداؤك.
وهذه واحدة من المهام الملقاة على عائق الجميع وكذلك ينبغي على العلماء القيام بهذه المهمة ايضا. فيما على الناس ان يتابعوا ذلك ويتعلموا مسائل الحج، لا ان نذهب الى الحج ونؤدي الاعمال كيفما نشاء، فهذا المكان يختلف عما سواه، فعندما يزور الانسان اذا كان هناك خلل في زيارته، لن يكون هناك اشكال في واجباته، لكن هنا في الحج سيواجه مشاكل، سيبقى محرماً، وعليه ان يعيد حجه. اذن هذه القضايا فيها مشاكل وعليه ان لا يقع في الخطأ لكي لايواجه مشاق وصعوبات من بعد. وهذه هي احدى القضايا الاخرى.
ضرورة وجود نظام في الشؤون السياسية للحج
من القضايا الاخرى التي تقع مهمة بيانها الى الناس على عاتق السادة العلماء في القوافل، هو ان القضايا التي تحدث هناك، القضايا السياسية التي تقع في الحج يجب ان تكون وفقاً لنظام ومنهجية معينة. لا ان يقوم كل شخص بما يحلو له، فهذه الفوضى كانت على الدوام خطأ. وكل الامور يجب ان تكون على اساس نظام معين، لو ارادوا التجمع من اجل القضية الفلانية ولابد ان يقوم المتصدي لشؤون الحج برنامجاً لذلك ويجري العمل وفقا لذلك البرنامج. اما ان يقوم كل شخص بما يحلو له وحسب هواه ورؤاه والرؤى ايضا كثيرة فأن ذلك سيؤدي الى مشاكل هناك والاسوأ من ذلك سيؤدي الى اضعاف ووهن الجمهورية الاسلامية. يجب ان لا يقوم احد بعمل يؤدي الى تشويه صورة الجمهورية الاسلامية. فالاعلاميون الذين يملئون العالم اليوم، يقودون حملة اعلامية ضدنا. ضد الجمهورية الاسلامية، وعلينا ان لا نعطيهم الفرصة لكي يجدوا ما يتمسكون به في اعلامهم ضدنا ويضخمون الامور علينا. وهذه من القضايا التي لابد من ايصالها الى جميع افراد القوافل، وهو ان يكون عملهم مبرمجاً ووفقا لخطة محددة، لا ان يكون فوضويا ويقوم كل شخص بما يحلو له. وهذه القضية لابد ان يلتفت اليها السادة العلماء وكذلك الذاهبون للحج لكي لا يختلط حجهم بالمعصية، يجب ان لا يقع ذلك، ان يكون كله للأسلام وكله عبادة، ان تكون المسيرات عبادة وليست معصية والشعارات عبادية وليست معصية، يجب ان تكون لله. اما ان يقوم كل شخص بما يحلو له ويسب من يشاء، فهذا ليس صحيح. بل لابد ان يكون العمل وفقاً لبرنامج صحيح خطط له من قبل، وهذه القضايا لابد من الالتفات اليها.
حق الفيتو ليس انسانيا
من القضايا المهمة لنا هو ان نهتم بما يدور حولنا في العالم، علينا ان نستقرئ الواقع، كنت اتصور ان جميع الالفاظ في عصرنا الحاضر فقدت مضامينها. اننا في عصر سلبت الالفاظ من معانيها الحقيقية واصبحت لها معاني اخرى.
ف- (العدالة) على سبيل المثال عندما ينظر اليها الانسان يجدها شيئا أخرا في عالم اليوم، وهكذا بالنسبة لمعنى (الجماهيري) فأن دلالاتها غير واقعية، او المنظمات التي تسمي نفسها بالامن في العالم، عندما ننظر اليها تجدها منظمات لا امن، صحيح ان اسمها منظمة الامن، لكن حقيقتها غير ذلك، او المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان، ستجدها تدافع عن الظالمين وليس الانسان انها تدافع عن الظلمة.
وهذه الاعمال والامور التي تقوم بها القوى الكبرى لا يجد من يسألها عليها؟ فقد يتحدث شخص بشيء ما في احدى بقاع العالم وهو ما لا يؤثر على الآخرين، اما ان تكون المنظمات العالمية الكبرى بيد اشخاص معدودين لا يزيدون على الاربعة او الخمسة، فهذا ما لا يمكن وصفة بالامن، او المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان او المنظمة الفلانية. فهذه المنظمة بيد اربعة او خمسة اشخاص، وقد فقدت محتواها، في حين انها يجب ان تكون لجميع الناس، هؤلاء الاربعة او الخمسة يسيطرون على كل شيء، واذا ما قرر الجميع شيئا وقال احدهم (لا) فأن القضية تنتهي. ان حق النقض (الفيتو) من الامور التي لا يمكن لاحد القبول بها، في حين ان هذه المجالس التي تصف نفسها لجميع العالم قبلت بمثل هذا الامر. صحيح ان اي انسان عاقل وحتى الانسان الذي لم يبلغ الرشد لا يمكنه ان يقبل بأن نطالب بأقامة العدل في العالم، ولكن يكون مصير العالم بيد هذين الشخصين او بيد مجموعة قليلة من الاشخاص! فاي مكان ينهبون هؤلاء لا احد يعارضهم واذا ما ارادت المنظمة الدولية الفلانية مثلا الحيلولة دون ذلك، يستخدمون الفيتو مباشرة ويقولون، انكم مخطئون في كلامكم وفعلكم هذا! فذاك يهاجم افغانستان، واذا ما سئل عن سببب ذلك، يجيبونه انت مخطئ، والآخر يجتاج بيروت مثلا وامثال ذلك، واذا ما اراد احد قول شيء يسكتون صوته ويقولون له انت مخطئ.
حاليا نشاهد اسرائيل تقف بوجه جميع البلدان الاسلامية وتقول لهم ليس بأمكانكم فعل شيء. أليس ذلك مما يدعو للأسف؟ أليس الذين يقفون في مواجهة اسرائيل من البشر، يقولون لا تتدخلوا في ما لا يعنيكم! ان اسرائيل جاءت واجتاحت بيروت وارتكبت المجازر وضربت منظمة التحرير ودهورت اوضاع الجميع، ولابد ان تعلموا انتم الذين جلستم صامتين ولم تواجهوا هذه الجرائم، بل جلستم جميعكم واكتفيتم بالتصريحات التي كانت مؤيده لافعال الاسرائيليين احيانا، ان دوركم سيأتي لاحقاً، فأسرائيل هذه لن تستثنيكم من شيء.
امريكا في مقدمة جميع المجرمين
من المؤسف ان يكون الاسلام في هذه الحالة، وان يكون الذين يدعون الاسلام في مثل هذه الاوضاع. الاسلام يقف قاطعاً امام المذنبين والمقصرين والمعتدين وهؤلاء الذين يدعون اتباع الاسلام، يرغبون الآخرين على الاعتداء. وامريكا التي تقف على رأس جميع المجرمين، وهذه الجريمة التي وقعت قبل فترة في بيروت بالتحريض الامريكي الخفي والممارسة العلنية للصهاينة كان المخطط الاساس لها هم. وهؤلاء ايضا اعترفوا بذلك وقالوا ان المشروع مشروع امريكي. فلو لم تكن امريكا ضالعة في القضية، لقالت لاسرائيل: لا تخطئي وتتعدّي حدودك، اذهبي جانباً، ولانصاعت اسرائيل لها. هذا الفعل امريكي، وهذه الضربة التي توجه للمسلمين من امريكا، ولا يزال السادة يدعون الانتماء الى الاسلام والدفاع عن المسلمين، في حين انهم يقدمون كل ما لديهم الى امريكا، ويستميحونها العذر، الأ يدعو ذلك للأسف بالنسبة الى الشعوب، بالنسبة للأسلام، بالنسبة للجميع؟! هذه الشعوب لا تعلم ما الذي يفعله هؤلاء؟! ما الذي فعله هؤلاء ببيروت، بنساءها واطفالها وفقراءها ومحروميها من الناس، لقد فعلوا كل شيء وقلبوا الاوضاع، والجميع جلسوا متفرجين، بل ساندهم في ذلك البعض، واذا ما نطق البعض بكلمة، فقد كانت عابرة وتركوا الامور في حين ان المجازر حدثت بأجمعها.
هل تتصورون ان اسرائيل تقنع بهذه الامور؟ ان اسرائيل تريد القضاء على جميع المسلمين.
وامريكا ايضا تطمح الى الغاء الاسلام والقضاء عليه، لقد عارضوا الجمهورية الاسلامية بأجمعهم لأنها تحمل اسم الاسلام وتريد العمل به، عارضونا في اعلامهم ووصفونا بأننا امريكيون! يقولون اننا اسرائيليون! نحن الذين نعلن وبصوت عال منذ عشرين سنة واكثر من عشرين سنة ان مشاكلنا جميعها من امريكا واسرائيل، نحن الاسرائيليون؟! اما اولئك الذين يجلسون واسرائيل تقوم بالقضاء على بلدانهم، هؤلاء جميعهم يعارضون اسرائيل! اذا كنتم معارضين فما الذي فعلتموه؟ ما هو العمل الذي قمتم به؟
خواء العناوين القيمية من مضامينها
وهذه من المصائب حيث اننا نعيش في عصر اضطربت فيه جميع الامور، فالذي يقول انا مسلم، يفهم شيئا آخراً عن الاسلام، والذي يقول (الاسلام الحقيقي) يريد به مسألة اخرى، فهو يريد القول غير هذا الاسلام، والذي يعتبر نفسه عالما بالقضايا الاسلامية فأنه مطلع على مسائل اخرى غير الاسلام، والذي يدافع عن حقوق الانسان، فأنه يهدف الى شيء آخر غير حقوق الانسان، فالمصطلحات والمفاهيم افرغت من محتواها ومضامينها بالكامل، هذا ما اقوله انا انتم تقصوا عنه، فهل ستجدون معاني ومضامين حقيقية لألفاظ ومصطلحات يكثر استخدامها من قبيل العدالة، العدالة الاجتماعية- لا ادري- الدفاع. عن حقوق الانسان منظمة الامن الفلانية- لا ادري- المنظمة الفلانية، ايها يحمل المعنى والمضمون الذي يفهم من اسماءها وعناوينها. وعندما يقال (الاسلام) فأن ما يقصدون به ليس هو الاسلام الاصيل، والذي يقول الاسلام الحقيقي، يقوم بكل تلك المجازر والجرائم التي تتعارض مع جميع احكام الاسلام. فالارهابي يقول اننا قوات مسلحة واننا قمنا بثورة مسلحة وهل الثورة المسلحة ما شاهدناه على شاشة التلفزيون؟! وهل الثورة المسلحة تعني قتل الاطفال واحراقهم؟! هل هذه هي الانتفاضة المسلحة؟! لقد اصبحت هذه العناوين في غير محلها. فمن الواضح جدا ان الثورة والانتفاضة المسلحة هي ما يقومون به وان الارهاب امرا آخرا؟ كل الامور اصبحت على هذا المنوال. انني هنا تحدثت عن اصل القضية وعليكم استقصاء ذلك. فأذا وجدتم مصطلحاً يدل على مضمونه في العالم ارجو منكم ان تخبروني بذلك! لكي استفيد انا ايضا!! لكن كونوا مطمئنين ان مثل هذا العلاج لا تجدونه في اي مكان (في ادوية اي من العطارين)، وان كل ما يتحدث عنه اولئك هو خلاف ما يفعلونه ولا يتناسب معه ابدا. انهم يتحدثون عنه ويرفعونه شعارا، لكن على المستوى العملي يقومون بما يخالفه تماماً، فالذي يقول الاسلام، يجب ان يكون هناك اسلام حقيقي، فالاسلام الذي يتحدث عنه هؤلاء ليس الاسلام الحقيقي، وعندها يقومون بمثل هذه المجزرة بأسم الاسلام الحقيقي! والذي يتحدث عن حقوق الانسان، يسحق البلدان الضعيفة، فالعديد من الدول تسحق على ايديهم ثم يسمون عملهم ذلك كذا وكذا... والذي يقول اننا نهضنا من اجل السلام، ونريد ان يعم السلام في العالم، نجد ان جميع الحروب مصدرها هؤلاء. حسنا، هذه الحرب التي فرضت علينا حاليا والتي ابتلي بها الشعب العراقي ايضا، هم الذين اشعلوا نارها، لكن السادة يشعلون نار الحروب هذه لكي يعم السلام في العالم، يثيرون الحروب في كل مكان لكي يعم السلام! لو تلاحظون لقد تحدثت من ان الالفاظ فقدت معانيها ودلالاتها، انكم لو استمعتم الى الخطاب الذي القاه صدام قبل ايام امام مجموعة كبيرة من قادة وضباط جيشه، عليكم ان تشاهدوا ذلك الخطاب اذ لا يكفي نقله، ماذا ستجدون في حديثه، لقد جمعهم ليمنحهم اولا اوسمة النصر (انواط الشجاعة) لأنهم كما يقول انتصروا في المعركة، وفي ايران ايضا انتصروا، العراق ايضا انتصر ويمنح اوسمة النصر! فوسام النصر ايضا فرغ من محتواه، وكلمة (النصر) فقدت معناها، فهذا الرجل الذي ركلوه على قفاه والذي تلقى صفعة على فمه واخرجوه من الاراضي الايرانية، يقول: اننا منتصرون! لقد فقدت الكلمة دلالاتها، يتحدث في خطابه عن الاسلام ويمجد به، يخاطب قيادات جيشه وضباطه قائلا لا اتذكر الالفاظ التي استخدامها بالتحديد راجعوها انتم بأنفسكم لقد اثبتم للتاريخ وليس للحاضر فقط بل وللأجيال المستقبلية مدى التزامكم وحبكم للأسلام وكم انتم تحبون شعبكم وتعاملونه بحسن! ان الالفاظ فقدت معانيها ولو لم يكن الامر هكذا كما ذهب هذا الشخص (صدام) وسط هؤلاء، الناس ليتفوّه بمثل تلك الالفاظ! عندما استمعت الى حديث صدام وصلافته، وبحيث انه يتحدث بهذه الكيفية والبساطة خلافا لما يؤمن به ويراه على ارض الواقع، والدعاية التي يقوم بها في هذا المجال، تذكرت قصة حيث ان احد الناس سأل شاعرا عن من هو اشعر العرب؟ قال له: تعال لكي ادلك عليه. يقولون: اخذه الى بيته، فرأى شيخا يرضع من ثدي عنزة في حالة من القذارة شديدة. قال: هذا الذي تراه يرضع من ثدي العنزة هو ابي، ويرضع من ثدي العنزة مباشرة لانه يعتقد لو شرب من اناء فأن بعض الحليب سيبقى في الاناء، اي انه شديد البخل، واشعر شعراء العرب هو الذي افتخر بهذا الاب بين العرب لفترة اكثر من ثلاثين سنة فمن يفتخر بمثل هلا الاب!... علي ان اقول ان اخطب الخطباء العرب هو صدام، لانه وبالرغم من كل الخسائر والهزائم التي يمنى بها يتحدث عن النصر ويفتخر به.
عجز صدام عن القيام بجرائم اكثر
من الاشياء التي قالها (صدام) حديثا، هو: لو ان ايران ارادت استهداف مدننا، فأننا سنفعل كذا بجزيرة خارك (وهي احدى جزر شمال الخليج الفارسي وتعتبر مرفأ مهما لتصدير النفط) يظهر انه كان بأمكانه القيام بشيء ولم يقدم عليه الى الآن! حسنا، ان العالم بأسره يعرفك جيدا، لو تستطيع فعل شيء لقمت به، لو لم تفعل جريمة فهو بسبب عجزك عن الاتيان بها، انك لو كنت تستطيع قصف جزيرة خارك وسائر المدن الاسلامية لما تأخرت في ذلك، وانك تعجز عن القيام بأكثر مما قمت به لحد الأن، انك تقصف بمدافعك البعيدة المدى مدينة آبادان كل يوم، تقصف دزفول في كل يوم، وغيرها من المدن والقصبات التي تطالها ايديكم. انك لا تستطيع فعل شيء وعدم قيامك بذلك لا دخل له بامتناعنا عن القيام بمثل ذلك، ولقد اثبتنا ذلك، فالقذائف التنويرية التي اطلقناها فوق سماء البصرة كان بأمكان جيشنا ان يطلق مكانها قذائف حربية، كما ان بأمكانها اطلاق الصواريخ ايضا. اما عدم القيام بذلك فسببه ان التربية والخلق الذي يحمله حرس الثورة والجيش الايرانيين يختلف عما يحمله جيش صدام من خلق وتربية. لقد تربّى جيش صدام على الكفر وعدم المروءة، في حين ان تربية جيشنا اسلامية، ولا يريدون ان يحصل مثل ذلك.
انت تقول: أفعل، لا تستطيع ذلك، لانه لو كان بأمكانك لما تأخرت عن فعل ذلك، لو كنت تستطيع لدمرت كل جزرنا ومدننا، لقد فعلت كل ما بوسعك حتى الآن، وكان ذلك كله خيانة ووقاحة وتدميرا، كان تدميراً لبيوت المستضعفين والفقراء والمعوزين.
وللأسف فإن الجميع في العالم من اهل الاقلام جالسون في بيوتهم ويكتبون: ان ايران لا تدري ماذا تصنع، في حين ان صدام فعل كذا وكذا، وهم مستمرون بكتابة مثل هذه الامور.
لكن هؤلاء لن يغيروا وجه الحقيقة. الحقيقة هي ان ايران لو لم تكن يدها مغلولة بأحكام الشريعة الاسلامية، لما بقي في بغداد شيء فضلًا عن مدينة البصرة. لكن ما الحيلة فنحن ملتزمون بأحكام الشريعة وانتم يدكم مبسوطة فيما تفعلون. ان زماكم انتم بيد الشيطان وهو يسوقكم في اي اتجاه يريده، في حين اننا نفتخر بأحكام الشريعة. لقد غلّت الشريعة ايدينا ومنعتنا من الاعتداء بل فرضت علينا ضرورة العمل وفقاً لاحكام الاسلام.
آمل ان شاء الله ان يهدينا وجميع البشرية، وان يشهد الوضع الانساني الحالي ان شاء الله تحولًا ويصل الى وضعه الصحيح، وان تصحو هذه البلدان الاسلامية ان شاء الله وتلتفت الى الاسلام، وآمل ان ينصر الله شعبنا وجيشنا وحرسنا في جبهات القتال، وان يوفقنا للعمل وفق احكام الشريعة الاسلامية في جميع شؤوننا.
والسلام عليكم ورحمة الله
* صحيفة الإمام، ج16، ص:335,324