يتم التحميل...

الموضوع: حب النفس اساس مصائب الانسان-المشكلات وضرورة المحافظة على مكاسب الثورة

خطاب

الحضور: اكبر هاشمي رفسنجاني (رئيس مجلس الشورى الاسلامي)، سيد حسين موسوي تبريزي (مدعي عام الثورة)، على اكبر ولايتي (وزير الخارجية)، محسن رضائي (القائد العام لحرس الثورة الاسلامية) نواب مجلس الشورى الاسلامي، السفراء والقائمون باعمال الجمهورية الاسلامية، علماء اوه واورامانات، اعضاء اتحاد الطلبة الايرانيين في الهند.

عدد الزوار: 63

التاريخ: صباح 9 شهريور 1361 هـ. ش/ 11 ذي القعدة 1402 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
المناسبة: مولد الامام الرضا عليه السلام
الحضور: اكبر هاشمي رفسنجاني (رئيس مجلس الشورى الاسلامي)، سيد حسين موسوي تبريزي (مدعي عام الثورة)، على اكبر ولايتي (وزير الخارجية)، محسن رضائي (القائد العام لحرس الثورة الاسلامية) نواب مجلس الشورى الاسلامي، السفراء والقائمون باعمال الجمهورية الاسلامية، علماء اوه واورامانات، اعضاء اتحاد الطلبة الايرانيين في الهند.

بسم الله الرحمن الرحيم

انا بدوري ابارك للسادة هذا العيد السعيد وادعو الله تعالى ان يبارك للمسلمين وللشعب الايراني الشريف اعيادهم وينصر مستضعفي العالم على المستكبرين وسيكون ذلك اليوم العيد المبارك الاكبر واتمنى ان يتحقق مثل هذا اليوم.

ان حب النفس هو اساس المشكلات وجميع انواع الفساد والظلم والحروب والاعتداءات التي يتعرض لها الانسان منذ آدم صفي الله وحتى اليوم ومن اليوم وحتى القيامة، لان حب النفس يجر الانسان الى الضلال، وقد ارسل الانبياء لاصلاح ذلك، ولكنهم لم ينجحوا بالشكل المطلوب ولا اعتقد ان احدا يستطيع تحقيق ذلك. ومن فروع حب النفس حب الرئاسة والجاه والمنصب، وكان ذلك يدفع اصحاب السلطة المتجبرين الى ظلم الناس. وان حب السلطة والمنصب والرئاسة هو اساس ما يجري على بلاد المسلمين والدول المظلومة. وان حب السلطة هو الذي يدفع ايضا الاتحاد السوفييتي الى ان يتعامل بهذا الاسلوب مع شعوب العالم والمظلومين، وان حب النفس هو الذي يدفع زعماء الدول الاسلامية الى السكوت امام الجرائم التي يرتكبها السلطويون والقوى العظمى. ولو لا حب النفس والجاه والمنصب لما جلسوا متفرجين على ما يجري على ايران ولبنان ولكنهم يخشون هذه القوى الوهمية التي لا قيمة لها وخضعوا امام اميركا، والاسوأ من ذلك انهم خضعوا لإسرائيل ويريدون الاعتراف بها وتقوية معاهدة كمب ديفيد. ولو لا حب الرئاسة والسلطة يستطيع كل انسان ان يدرك بأن اسرائيل بتعاملها هذا مع البلدان الاسلامية وهذه الاهانة الكبيرة الموجهة للمجتمع قد تركت وصمة عار على جبين جميع هذه البلدان مما لا يمكن ازالته ما لم ينتبهوا ويوجدوا التحول في انفسهم. ومن العار ايضا على هذه الدول الاسلامية دعمهم لصدام مع علمهم بارتكابه اعمالا غير قانونية وانه يحاول القضاء على الاسلام الذي بدأ يظهر هنا في ايران ويبذل قصارى جهده في هذا المجال. فحب الجاه ارث الشيطان وبسببه طرد الشيطان لانه اعتبر نفسه افضل من آدم ورآها مخلوقة من النار وآدم مخلوقا من الطين ولم يدرك نورانية آدم. وبعد طرده اقسم على ان يضل الجميع وها هو يكاد يفلح في مواجهة الانبياء.

و انتم تعلمون ان صدام هاجم ايران ليكون قائدا للقادسية كما ان الهجوم الاسرائيلي على لبنان وامام انظار المسلمين كان ناتجاً عن حسب السلطة والجاه وهكذا هي اميركا وجميع القوى الكبرى. ويمكن ان يظهر فينا ايضا حب الجاه والسلطة حيث ان الشيطان لا يتحرك نحو صدام واميركا والاتحاد السوفييتي فقط بل هو في كل مكان وان مظهر الشيطان وهو النفس الامارة في الانسان يوجد في الجميع فاذا رأيتم انكم تريدون يوما ظلم الناس واخضاعهم لسيطرتكم فاعلموا ان فيكم من الحظ الشيطاني، وهذا الحظ الشيطاني هو الذي يدفع القوى الكبرى الى التجرؤ وهو الذي يجعل البعض يخضعون امام القوى الكبرى رغم انهم يمتلكون الامكانات اللازمة للمواجهة والمقاومة، وهذا الحظ هو الذي ادخل الشيطان في صراع مع آدم ولم يطع امر الله حتى تم طرده ولم يفهم بان اطاعة امر الله في قضية السجود لآدم كانت سجدة لله ودمع الاسف فان هناك قادة في دول العالم الاسلامي يعانون من هذه الحالة ولو انهم تخلوا عن حب الرئاسة او قللوا منه لكان الامر قد اختلف وربما كانوا يرفضون الذل.

تقوية صدام‏

تارة تسيطر اميركا على الشعوب وتارة الاتحاد السوفييتي واخرى اسرائيل التي توشك اليوم ان تحكم البلاد الاسلامية واذا ما استمرت هذه اللامبالاة وهذه المراوغة والسعي للاعتراف باسرائيل فانها ستكون الحاكم المطلق وستزداد اهانتها وتحقيرها لهم تنتشر جذورها في كل مكان ولقد قلت مرارا بأن اسرائيل لن ترضى بالوضع الذي هي عليه بل تتوسع خطوة خطوة فاليوم لبنان وغدا سوريا لا سمح الله وبعد غد العراق وهكذا.. و مع الاسف فان هذه الحكومات وبدلًا من ان تتحد للوقوف بوجه هذا الرجل (صدام) وبدلا من ان تعترض عليه فانها تسعى لتثبيت موقعه وهذه وصمة عار في جبين الدول الاسلامية وفي جبين الرؤساء بشكل مباشر وعلى جباه شعوب هذه الدول بشكل غير مباشر لانهم تركوا الرؤساء يفعلون ما يشاؤون ويذلوا الاسلام والمسلمين. ولا ندري الى اين نذهب بهذه المصائب؟ لقد جعلونا نبتلي في حرب العراق وتآمروا لدفعنا نحو اسرائيل لتقوية العراق. ثم يزحف علينا العراق واسرائيل معا، ولقد فهمنا هذه المؤامرة وانتبه اليها السادة المسؤولون وانتهجوا الطريق الصحيح ولو
التزمنا غيره لكان وضع العراق يختلف عما هو عليه وكان موقف اسرائيل ضدنا يختلف تبعا للعراق.

الانتصار السياسي الايراني الباهر

ان النصر السياسي الذي حققه الشعب الايراني مهم وباهر جدا فقد بذل صدام اقصى جهوده لعقد قمة دول عدم الانحياز في بغداد لكن الجمهورية الاسلامية الايرانية وقادة الاسلام استطاعت اقناع زعماء هذه الدول بان يرفضوا طلب صدام، ولكنه لا يخجل ويقول بكل وقاحة بانه تخلى عن ذلك من اجل الوحدة الاسلامية. وانا اقترح عليه ان يذهب الى الجحيم من اجل وحدة المسلمين.

ان صدام احد اولئك الذين بنوا اساس الاختلاف بين المسلمين فإيران لم تكن تريد محاربة اي دولة الا الدول التي تمارس اعمالا عدوانية ضدها، فالهجوم الاحمق الذي شنه صدام على ايران ادى الى مناهضة الكثير من دول المنطقة لايران وبالاحرى للاسلام لكن هؤلاء سيفهمون بالتدريج انه ليس من صالحهم معاداة مثل هذا الشعب الذي بذل كل ما يملك في سبيل الاسلام.

ولكن ينبغي علينا ايضا ان نحذر من الاعمال الشريرة التي تدفع النفس الامارة بالسوء الانسان اليها. فكم من انسان زاهد معروف بالتقوى طوال عمره قد هيمن الشيطان على جزء من قلبه بحيث تحبط كل اعماله من الزهد والتقوى، وانتم ايها السادة حيث اصبحتم اعضاء في المجلس وارجو لكم الموفقية فلربما بقي فيكم من ذلك الحظ الشيطاني على الرغم من الجهود التي تبذلونها في سبيل الاسلام.

معارضة القوى العظمى دليل على قوة شعبنا

راقبوا انفسكم بانفسكم واطلبوا من الاخرين ان يراقبوكم، وعلى الانسان ان يراقب نفسه دائما وعلى الحرس الثورى وقادته ان يراقبوا انفسهم وهم يخدمون الاسلام بجد حتى لا تتغلغل الى قلوبهم الاهواء الشيطانية وحتى لا تكون هناك اياد شيطانية في اعمالهم فالانسان ينبغي ان يراقب نفسه فلو اراد ان يصلي فعليه الحذر من الشيطان والنفس الامارة بالسوء وعليه ان يكون كذلك وهو يؤدي واجبه في الحرس حتى لا يعكس عن الجمهورية الاسلامية صورة مشوهة وغير حقيقية فجميع مسؤولي الجمهورية الاسلامية من السادة السفراء والقائمين بالاعمال في الخارج وقادة الحرس الثوري وسائر القوى العسكرية والامنية الذين يخدمون في الداخل وكذلك نواب المجلس والسلطة القضائية والمسؤولين التنفيذيين ينبغي ان يراقبوا انفسهم. واعلموا ان القوى العظمى تحسب لكم حسابا خاصا وان هذه الاعمال‏ العدوانية والمؤامرات التي تحدث كل يوم، دليل على قوتكم فلو لم تكونوا اقوياء لما واجهوكم وعليكم ان تعلموا ان هذه القوة ليست قوة سواعدكم وساعدي انا وسواعد الآخرين بل هي قوة الله، فالايمان هو الذي اوجد في اعزائنا في الجبهات الاستعداد للحرب حتى الشهادة ومادمتم تحافظون على هذا الايمان وعلى هذا الالتزام بالاسلام فلن يصيبكم سوء. وعلينا ان ندرك بأننا اليوم في حالة حرب سياسية وعسكرية ونحن الآن في حالة حرب مع جميع القوى العالمية العظمى واتباعها، اي انهم يهاجموننا ونحن ندافع عن انفسنا فالجبهة اليوم بحاجة الى الناس وعلى الناس ان يتوجهوا الى الجبهات فان ذلك واجب شرعي الهي إلّا انه واجب كفائي. فالوجوب يشمل الجميع حتى يحصل الاكتفاء. وهو واجب على كل من يستطيع، الا ان يعلن قادة الجيش والحرس عدم الحاجة. واذا ما اظهرنا الضعف - - لا سمح الله - - فان كياناً مثل اسرائيل يهاجمنا وينتصر علينا وينبغي ان نحول دون ذلك منذ الآن فنحن في حالة دفاع مهما تقدمنا ومازلنا ندافع في حين يهاجم صدام مدينة آبادان يوميا تقريبا رغم ادعائه بانه لا يفعل ذلك وهو يقصف مناطق من البلاد بالمدفعية ويقتل شعبنا المسلم فينبغي ان ندافع عن هؤلاء المسلمين وعن البلد الاسلامي وينبغي ان نزحف الى اي مكان عندما يقتضي الدفاع ذلك وهذا يعتمد على همة شبابنا الشجعان والملتزمين من جند الله فعليهم ان يسدوا الحاجة ويتوجهوا الى الجبهات ويتقدموا لتحقيق النصر النهائي - - ان شاء الله - - وبعد ذلك نتوجه نحو عدو اكبر وأشد خبثاً. واذا كان هناك من هو اشد خبثاً من صدام فهو بيغن وامثاله.

حفظ ثغور الاسلام اسمى الفرائض

علينا ان نعلم ان ثورتنا ما زالت في منتصف الطريق وعلى الجميع من نواب المجلس والشعب المحترمين ان يضعوا ذلك نصب اعينهم واذا كانت هناك حاجة لان يتوجه النواب الى الجبهة ويتحدثوا مع الناس فليعلموا ان ذلك واجب تقريبا وهو يرجح على الحج المستحب حيث تصلني التقارير بأن شؤون البلاد اصابها الشلل بسبب السفر الى الحج المستحب خاصة وان 140 نائبا يريدون التوجه الى الحج ويقولون ان لهم حجتهم حيث ان السيد هاشمي (هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس الشورى الاسلامي) قال بأنهم يتمتعون بحقهم في العطلة ولكن ينبغي ان نعلم هل لنا عطلة في هذه الايام؟ وهل نستطيع بهذا الوضع ان نتمتع بالعطلة؟ وهكذا ايضا يقول مجلس القضاء الاعلى... نعم ليس هناك اعتراض على الحج الواجب إلّا ان يكون هناك واجب وفريضة اسمى من الحج وهو حفظ ثغور الاسلام حيث لا تتقدم عليه فريضة. وانني سبق ان قلت واقول هنا امام السادة الحاضرين انه على الرغم من ان قتل النفس المؤمنة اعظم عند الله من جميع الذنوب الكبيرة بعد الشرك بالله، الا ان الاسلام الذي حذر من قتل النفس المؤمنة البريئة فرض الجهاد وأجازت أحكامه بقتل المؤمن المسلم الذي يتخذ منه‏ الكفار دروعاً بشرية لهم حيث ان المؤمنين القتلى يعتبرون شهداء ومن اهل الجنة ويعتير قتلى الكفار من اهل النار لأن الامر يتعلق بحفظ ثغور الاسلام وحفظ النظام الاسلامي فان حفظ ثغور الاسلام فريضة ليست فوقها فريضة لأنه يعني حفظ الاسلام. فعلى السادة ان ينتبهوا الى هذا الامر وهم علماء وينتبهون الى الامور، ويفكروا مع انفسهم انه هل من الصحيح التوجه الى بيت الله الحرام لغير الحج الواجب؟ وهل من المصلحة ان يترك السادة البلاد ويعطلوا الامور في هذه الظروف التي يمر بها البلاد رغم ما في ذلك من ثواب واجر للحجاج؟ وهل يرى السادة مصلحة في تعريض البلاد - - لا سمح الله - - الى ضربة جديدة بالاضافة الى حالات القلق الاخرى؟ وفي كل الاحوال عليكم ان تعرفوا ما هو الدافع الذي يدفعكم الى الحج؟ هل هو نيل الثواب الكبير؟ عند ذاك يجب ان تقارنوا بين ثواب الحج وثواب خدمة المسلمين وايهما اعظم؟ وانظروا هل ان ثواب الحج اعظم ام ثواب حفظ ثغور الاسلام؟ فتحصيل العلم من الامور المهمة والواجبات الكفائية، ولو اقتضت الضرورة ان يترك العلماء واصحاب القابليات الدراسة ويتوجهوا اما الى الجبهات لتشجيع المقاتلين وحثهم على الجهاد او الى المناطق النائية لارشاد الناس هناك، فينبغي ترك هذا المستحب الكبير والعمل بالواجب وعندما تهدأ الامور وتستقر الاوضاع يعودون الى دروسهم، واليوم حيث ترون علماء الدين يتقلدون المسؤوليات الحكومية لانهم يرون ان الآخرين ليس بإمكانهم ولن يكون بامكانهم ادارة البلاد بالشكل الذي يريد الاسلام ذلك ولقد جربنا ذلك ولم يتحقق اما العلماء فعلى الرغم ان ذلك ليس من اختصاصهم فانهم لا ينوون الاستيلاء على الحكم، وما هي قيمة الحكم والسلطة؟ بل ان هدف العلماء هو حفظ الاسلام ولقد كنا نتصور ان هناك بين مثقفينا  - - ان صح التعبير اشخاص ملتزمون ويقدرون على حفظ الاسلام، ولو وجد مثل هؤلاء والجماعات فان السادة العلماء ينصرفون الى اعمالهم ويمارسون اختصاصهم لان لهم مهمة اخرى فيذهب السيد هاشمي والسيد خامنئي وجميع المتصدين للامور حاليا الى شؤونهم ولكن ماذا نستطيع ان نفعل؟ فاوضاعنا الراهنة والمعضلات التي نواجهها في الداخل والخارج تفرض علينا ان نستعين بهؤلاء ولا يمكن الاستغناء عنهم في ادارة امور البلاد. فالآخرون اما يميلون الى اميركا او الى الشيوعية.

هذه الحكومة ليس لها نظير في التاريخ‏

بماذا نجيب الله؟ وبماذا نجيب الشهداء الذين قاتلوا من اجل الاسلام؟ وما هو تبرير اولئك الذين يعرقلون الامور؟ فالذين لا يعتقدون بذلك لا شأن لنا بهم وهم يقولون لا خبر جاء ولا وحي نزل  1 اما الذين يفكرون اسلاميا فلا ندري لماذا لا يقارنون بين هذه الجمهورية الاسلامية في ايران وبين الحكومة السابقة ووضعها؟ صحيح ان بلدنا لم يستطع تطبيق الاسلام مئة بالمئة. لكنه يسير على طريق تطبيق الاسلام بالشكل الذي لا تجدون في التاريخ حكومة سارت على هذا الطريق مثلما سار عليه البلد. وعندما تتأملون في صدر الاسلام تجدون ان الايات الشريفة والاحاديث الواردة تتحدث عن تقاعس هؤلاء عن الحرب حتى ملأوا قلب امير المؤمنين - عليه السلام - قيحاً حيث كانوا يقولون ان الفصل صيف فانتظر حتى يأتي الشتاء وعندما يأتي الشتاء يقولون انتظر حتى يأتي الصيف... بينما انظروا اليوم الى حرس الثورة الاسلامية والجيش والتعبئة والشعب فانهم يقاتلون في الحرّ الذي يبلغ 60 و 70 درجة في خوزستان ولكنهم لا يتأوّهون ولا يشكون. ولم اجد حتى الآن من يتذمر عن الحرب بل انهم يأتون الينا كل يوم بوجوه مستبشرة ويطلبون منا ان نسمح لهم بالتوجه الى الجبهة والاستشهاد هناك. لقد تحقق هذا التحول في البلاد ولكن هناك بعض السادة القابعين في بعض الزوايا يشكلون علينا فاذا ارتكب شخص في قرية نائية خطأ يصرخون وا اسلاماه. وهل من الممكن ان لا يرتكب احد خطأ في بلد ثار ولايزال في حال الثورة؟ ولقد حدث ذلك حتى في زمن الرسول وفي حكومة امير المؤمنين ايضا فكان يضطر الى عزل المخطئين.... وهل من الممكن ان نرى في صبيحة يوم ما ان كل شي‏ء تحول الى جنة؟ ان على السادة ان يلاحظوا هل ان الامور تتوجه نحو الاسلام ام لا؟ وعلى المتقاعسين الذين لم يقدموا خدمة للجمهورية الاسلامية منذ البداية وحتى الآن ويضعون العراقيل ان يتحدثوا بانصاف. ولماذا لا يشكر المثقفون والرجعيون حسب قولكم - - الذين لم يخطو خطوة للثورة بل كانوا يعارضونها وينصحوننا بترك الشاه وشأنه لا يشكرون على ما تحقق في هذا البلد من ازالة مراكز الفساد ومراكز بيع الخمور وهم يعلمون جيدا ان الخمور كانت توزع داخل الحكومة والمجلس وفي كل مكان... الا ينبغي الشكر لله تعالى على فضله علينا؟ فواكبوا المسيرة! وعليكم ان تحكموا بانصاف فلا تقعدوا جانبا للانتقاد وزرع اليأس في نفوس الشعب فالهاربون الى الخارج الذين يوزعون المنشورات ويتصارعون فيما بينهم يوجهون ضربات الى البلد كما ان الذين يتظاهرون بالقداسة في السوق او المدرسة او في اي مكان يوجهون ضربات من نوع آخر.

لا ينبغي ان نعمل بما يتعارض مع حكم الله، فقد أسسنا جمهورية بعون الله تعالى وليس بساعدنا، فالله هو الذي يقلب القلوب، فمن الذي يستطيع ان يعبئ هذا الشعب صغارا وكبارا ليكونوا قلبا واحدا وهدفا واحدا؟ ومتى شاهدتم السنة والشيعة يسيرون نحو هدف واحد؟ فلو سمح هؤلاء الفاسدون، فان هذين الشقيقين والشريحتين الاسلاميتين الكبيرتين تتحدان في‏ مواجهة الاجانب. واخيرا ينبغي ان نعلم باننا سنقف يوما امام الله ونحن مسؤولون عن اعمالنا واذا ما علمنا ذلك فان الادارة تكون ناجحة ويكون المجلس والحرس والجيش والشرطة والبلدية وكل شي‏ء يكون في وضع احسن ونأمل ان يسير هذا الشعب الملتزم العزيز كما يريد الاسلام ان شاء الله. وندعو الله ان يوفقنا نحن واياكم لخدمة الاسلام والمحرومين والمضطهدين على طول حكم النظام الشاهنشاهي فاقضوا على الحرمان وينبغي على الحكومة ان تركز اهتمامها بالمناطق النائية وتعتني بها. وندعو الله ان يوفقكم ويجعلنا من الخادمين لكم...

والسلام عليكم‏

* صحيفة الإمام، ج16، ص:359,353


1 - اشارة الى القصيدة التي انشدها يزيد.

2011-06-19