الموضوع: ضرورة الحفاظ على الوحدة والنَظْم والانضباط في القوات المسلحة
خطاب
الحاضرون: علي أكبر ناطق نوري (وزير الداخلية)، وعدد من المشرفين على اللجان الثورية لمناطق طهران
عدد الزوار: 119
التاريخ 8 مهر 1361 هـ. ش/ 12 ذي الحجة 1402 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
الحاضرون: علي أكبر ناطق نوري (وزير الداخلية)، وعدد من المشرفين على اللجان الثورية لمناطق طهران
بسم الله الرحمن الرحيم
ضعف الإيمان مصدر الاختلاف
من الأمور المهمة في التربية الأخلاقية تكرار المسائل، لأن مثل هذا التكرار والتذكير يترك تأثيره لدى الإنسان نفسه ولدى الآخرين أيضاً. ومن هنا سأحاول التذكير ببعض الأمور التي سبق وأن أشرت لها.
كما تعلمون فإن الذي حقق النصر لهذه الثورة هو الإيمان. حيث كان المؤمنون، وكما ذكر القرآن الكريم،﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ 1. لأن الهوى يدفع الإنسان للتفرد ومحاولة لفت الأنظار بأنه هو الذي فعل كذا.
ومثل هذا العمل من تبعات الأنانية. وما يشاهد من اختلافات أحياناً هو وليدة ضعف الإيمان. فالذين يريدون أن يعملوا لله، لا يختلف الأمر بالنسبة لهم سواء كانوا هم الذين قاموا بأداء العمل أو الآخرون. وإني آمل أن نتمكن جميعاً في الجمهورية الإسلامية من التحلي بذلك إذ أنه من أسمى الأعمال. فإذا ما شعرتم يوماً بأن الود والأخوة يسودان بينكم وبين الفئات الأخرى التي تعمل على خدمة هذا الشعب وهي في تنامٍ مستمر، فأعلموا بأن إيمانكم قد تضاعف.
ولا يخفى عليكم أن بلدنا اليوم بحاجة إلى وحدة القوات المسلحة، وإذا لم يكن التفاهم قائماً لا سمح الله بين اللجان الثورية وحرس الثورة، فلن تحققوا هدفكم ألا وهو الإسلام. فلا يجب أن تفكروا مطلقاً بهذه الطريقة وهي أننا من اللجان الثورية وينبغي أن يكون عمل اللجان هو الأفضل. وأن يردد الحرس الثوري مثل هذا الكلام أيضاً. وإنما ينبغي لكم التفكير بأداء أعمالكم بروح اخوية والإيمان بالمبدأ القرآني" المؤمنون إخوة". ولتتسم العلاقة فيما بينكم بالود والمحبة، واسعوا لخير بعضكم البعض، وتخلصوا من الأهواء النفسانية والذاتية التي تدعو إلى الفصل بين الحرس واللجان، ففي ذلك سرّ توفيق المجتمع.
ضرورة الحفاظ على النظم ومراعاة تسلسل المراتب
السر الآخر هو أنه على الرغم من أنّ إيران لم يعد فيها طبقة راقية وأخرى متدنية، وأن أعوان النظام السابق ورجال السلطة قد ولّوا إلى غير رجعة، وعادت البلاد إلى أبنائها؛ ولكن لا بد من سيادة النَظْم والنظام. لا بد لكم من مراعاة الرتب وتسلسل المراتب لوجه الله. فإذا ما عمل كل شخص برأيه وبمفرده، فعندها ستزول حتى النجاحات المادية والمعنويات. فكما تعلمون أن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم كان يجلس في المسجد، وإذا ما دخل أحدهم لا يتعرف عليه. ومع ذلك كان الجميع مكلفين بطاعته. نحن أيضاً أخوة فيما بيننا، ولكن إذا غاب النظم والنظام فإن الأخوة ستزول أيضاً. فمثلًا إذا لم تتم طاعة القائد في الحرب، فسوف نهزم دون شك. غير أن الهزيمة تتحول إلى نصر إذا اطاع الجميع الأوامر والتزموا بتنفيذ توجيهات من يتولى القيادة. ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ 2.
ومن هنا، وبالاتكال على الله تعالى، لا بد من العمل على تعزيز معنوياتنا وأن نكون أخوة فيما بيننا. وأعلموا أن المختلفين فيما بينهم لن يوفقوا. وأنتم تتطلعون لأن تحظوا باحترام الخالق والخلق من خلال الأخلاق الطيبة والسلوك الحسن بين الناس. وحتى وإن كانت الرشاشات والأسلحة بأيديكم، فإن عليكم أن تحرصوا على كسب ودّ الناس وطاعتهم بالأخلاق، لأن المعيار هو الطاعة القلبية. فإذا استطعتم الاستحواذ على قلوب الناس، فهذا ما سيبقى ويدوم عند الله تعالى. انني أدعو لكم وآمل أن تعملوا- إن شاء الله- بواجباتكم الدينية والإسلامية والوطنية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* صحيفة الإمام، ج17، ص: 21
1-الحجرات: 10.
2-الذاريات: 55.