الموضوع: أهمية دور الاتحادات الإسلامية، نجاحات الحكومة
خطاب
الحاضرون: جمع من الجامعيين الأعضاء في مكتب تحكيم الوحدة والاتحادات الطلابية في عموم البلاد
عدد الزوار: 106
التاريخ 6 آذار 1361 هـ. ش/ 11 صفر 1403 هـ.. ق
المكان: طهران، جماران
الحاضرون: جمع من الجامعيين الأعضاء في مكتب تحكيم الوحدة والاتحادات الطلابية في عموم البلاد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحذر من اختراق المنحرفين للاتحادات الإسلامية
في البدء أودّ أن أشكركم ايها الجامعيون الأعزاء، الذين تعتبرون الأمل لمستقبل البلد الإسلامي، على قدومكم في هذا الطقس البارد كي يتسنى لنا لقاؤكم.
كما تعلمون فإن المحاسن والمساوئ التي تظهر لأي شعب، من قبيل الاستقلال أو التبعية، الحرية أو الأسر، منوطة بالتربية الجامعية. فالمنزلة التي تحتلها الجامعات في أي بلد، تعتبر من الأمور المهمة نظراً للدور الكبير الذي تضطلع به، فلو ادّت دورها هذا على النحو الصحيح والسليم، فانها ستقود البلد إلى تحقيق أهدافه السامية. وان هذين الجناحين الجامعة والمدرسة الفيضية رسخا اليوم وحدتهما وباتا كياناً واحداً في المجتمع، وان بوسعهما قيادة البلد لنيل حريته وتحقيق استقلاله الحقيقي، ولو انحرفت لا سمح الله هاتان الشريحتان فكونوا على ثقة من أن البلد وأحكام الإسلام ستؤول إلى الانحراف. ولهذا فان العمل الذي تقومون به انتم ايها الجامعيون الأعزاء والجهود التي تبذل لأسلمة الجامعات، تعتبر من الأمور المهمة والقيمة للغاية، وهي رسالة خطيرة في الوقت ذاته.
إن ما أوصيت به الشرائح التي التقيت بها حتى الآن، والذي أوصيكم به اليوم انتم أيها الشباب الأعزاء وأؤكد عليه، هو: ان على الاتحادات الإسلامية أن تكون حذرة للغاية لئلا يتم اختراقها م ن قبل المنحرفين .. كونوا على ثقة بأن هؤلاء المنحرفين والمنافقين وأولئك الذين قطع دابره م عن هذا البلد، يحاولون بكل الوسائل والحيل النفوذ إلى كل مكان لا سيما الجامعات التي هي مراكز للعمل ولمختلف الكمالات الإنسانية. فكم هناك من ذوي المظهر الصالح وممن يتحرق وجودهم للإسلام في الظاهر ويصرخون (وا إسلاماه) إلا أنهم من المنحرفين. فمثلما يظهر الشيطان في صور مختلفة ويحاول حرف الإنسان بمختلف الوسائل والحيل، فان هؤلاء أيضاً من شياطين الأنس يظهرون بكل صورة وشكل ومن الممكن ان ينفذوا الى صفوفكم. وإذا ما حصل لا سمح الله مثل هذا الاختراق، فاعلموا ان الانحراف قادم، وإن لم يكن على المدى القريب فانه سيحدث على المدى البعيد. ولهذا يجب أن تحرصوا غاية الحرص وتتحلوا بالحيطة والحذر لدى انتخاب الأفراد لهذه الاتحادات. إذ ينبغي ترشيح الذين تمت تزكيتهم والتأكد من توجهاتهم واتضحت سوابقهم قبل الثورة وخلالها. لأن نشاطات هذه الجمعيات والاتحادات تكتسب أهمية فائقة للغاية، لذا ينبغي الالتفات والحرص لئلا يحدث أي انحراف بأن لا ينفذ إلى الجامعة استاذ منحرف، وان لا يتسم بالانحراف لا سمح الله الذين يتصدون لشؤون الجامعات. فهذه من الأمور المهمة التي يجب التعاطي معها بوضوح وشفافية تامة.
ولكن يجب أن تحذروا، باعتباركم من اتباع حزب الله، لئلا يتم اقصاء الأفراد الصالحين وإبعادهم عن ممارسة نشاطهم لمجرد ارتكابهم خطأ ما أو مخالفة. بل عليكم أن تعملوا على جذب الذين تتوسمون فيهم خيراً وممن يكون عملهم نافعاً في الجامعات، ويمارسون دورهم الأخلاقي في مجال التربية والتعليم. ومهما يكن فان الواجب الذي تضطلعون به واجب خطير وتترتب عليه مسؤولية عظيمة أيضاً. واني آمل أن توفقوا انتم ايها الأخوة الأعزاء وأعزة الشعب في هذه المهمة الإسلامية الإنسانية، وإن شاء الله ستفتح جامعاتنا أبوابها وتمارس دورها في تلبية احتياجات هذا البلد من الكوادر العلمية الكفوءة.
مجلس الخبراء دعامة للبلد
طبعاً أمامنا قضايا كثيرة. وأمامكم أمور لا بد من التعاطي معها. ومن هذه الأمور أن هؤلاء الشياطين لا يروق لهم أن يتشكل مجلس الخبراء الذي هو موضع ابتلاء الجميع اليوم. ويجب أن تعلموا ويعلم أبناء الشعب كافة، بأن مجلس الخبراء يمثل دعامة البلد للحفاظ على أمنه واستقلاله وحريته، ولو حصل أي تسامح أو تهاون في هذا الأمر، فسيترتب على ذلك تبعات لا يمكن تلافيها في المستقبل أبداً.
فلا بد من مشاركة أبناء الشعب في الانتخابات التي سيحدد موعدها عن قريب والادلاء باصواتهم للشخصيات الكبيرة المرشحة بكل حرية .. فالجميع مطالب بالمشاركة في الانتخابات وتبديد آمال وتطلعات المستعمرين. لأن هؤلاء يسعون إلى حرف مسيرة هذا البلد والبلدان الإسلامية ونهب ثرواتها من خلال عدم المشاركة في الانتخابات.
ولهذا فاني اوصي أبناء الشعب كافة، نساءً ورجالًا، وكل من بلغ السن القانونية، المشاركة في هذه الانتخابات واختيار المرشحين لعضوية مجلس الخبراء. لأن هذا الأمر يعتبر من المسائل المهمة، وان هناك من يسعى لوضع العقبات للحؤول دون تشكيل هذا المجلس، لأنهم يخافون منه، يخشون من تشكيل هذا المجلس وممارسة دوره ونشاطه في الوقت المناسب، ولذلك لا يريدون له أن يتشكل. وحيث أنهم عجزوا اليوم عن تحقيق أهدافهم من خلال الأعمال التخريبية وقد هزموا في جبهات القتال وانفضح أمرهم في الداخل والخارج، لذا فقد فكّروا في اضعاف المجلس والحكومة واركانها.
انهم يعملون على إثارة الشبهات في أوساط الشعب إزاء عمل الحكومة ومجلس الشورى. واعلموا أن هؤلاء الذين يعملون على بث الشائعات وإثارة الشك والترديد في نفوس الناس، لا يريدون الخير لهذا الشعب. لا يريدون الخير لكم ولا للإسلام.
إن المجلس والحكومة يعدان اليوم من اركان النظام ويجب المحافظة عليهما، لا بد من بذل كل ما في وسعنا للحفاظ على هذه الحكومة وعلى مجلس الشورى. فهذه الحكومة خادمة للشعب واستطاعت أن تحقق مكاسب باهرة، غير أن الدمار كبير والمعاناة والهموم كثيرة. فهناك الحرب والحصار بمختلف أنواعه، ومعارضة الدول لنا وتقديم الدعم لأعدائنا، وخلق المتاعب للشعب الإيراني. فهم يستغلون مثل هذه الأوضاع لإيجاد الاختلاف داخل البلد واستغلاله لتحقيق اغراضهم ونواياهم.
إنجازات الحكومة الخادمة للشعب
وما ينبغي أن تعرفوه هو أن هذه الوحدة المتجسدة بين المسلمين، خاصة تلك التي تحققت في إيران، لو فقدت فاننا سنعود لا سمح الله إلى واقع الأنظمة الفاسدة ذاتها التي فرطت بخيرات هذا البلد ولم تدع العقول المفكرة لشبابنا أن تمارس نشاطها. ونحن الآن، حيث لم يمض على الجمهورية الإسلامية ثلاث أو أربع سنوات، نرى الكثير من المكاسب في طريقها إلى الظهور بفضل جهود الحكومة ومساعي الشباب. فالمصانع بدأ تشغيلها بهمة الشباب. وفي ذات الوقت الذي نخوض فيه الحرب، استطاعت الحكومة إنجاز الكثير دون أن تلجأ إلى الاقتراض من الخارج، في حين أن صدام وفي الوقت الذي تقف إلى جانبه كل الدول الغنية والقوية وتقدم له مختلف أنواع الدعم؛ انفق المليارات من العملة الأجنبية واقترض المليارات أيضاً.
وبفضل وحدة الرؤية السائدة لدى أركان الحكومة، ووحدة الشعب والحكومة، فقد عملت الحكومة على مضاعفة العملة الصعبة، وعدم الاقتراض من أحد، ويجب علينا شكر مثل هذه الحكومة. وإذا ما افترضنا بأن مشكلة طرأت وكما تعلمون فإن ذلك لن يكون عن سوء نية أو ارتكب خطأ ما، فانه ينبغي التذكير به بأسلوب معقول، وإذا ما كان التذكير بهذه الصورة فسيتم العمل على إيجاد حلول لها.
اني اعلن للشعب كافة أن معارضة الحكومة أو المجلس أو أركان الجمهورية الإسلامية الأخرى، تعد اليوم معارضة للإسلام وتقود إلى ضياع هذا البلد وشعبه. فالجميع مطالب بمساندة بعضهم البعض، ويجب أن يعلموا بأن أمثال هذه المشاكل في طريقها إلى الحل بالتدريج. وعلى الشعب أن يقدر جهود الحكومة وإنجازاتها. فليس صحيحاً أن يبادر البعض إلى هجوم على الحكومة أو وضع العراقيل أمامها لمجرد أن نهجها لا يروق لهم. والشيء نفسه يصدق على عمل المجلس، إذ أن مجلس الشورى يقف في طليعة الأمور، وعلى الشعب أن يدعمه ولا يعمل على اضعافه في أي وقت من الأوقات. وآمل أن يلتفت الشعب إلى ذلك ويعمل على ترسيخ الوحدة بين أركان النظام وجميع المنشغلين في خدمة هذا البلد، وان يعمل كل فرد بواجبه من موقعه.
وفقكم الله تعالى وجميع أبناء الشعب، للصراط المستقيم، وجعلنا وإياكم من خدمة الإسلام، ووفقنا لخدمة المسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*صحيفة الإمام، ج17، ص: 99