يتم التحميل...

الموضوع: حزب الله والأحزاب الشيطانية

خطاب

الحاضرون: السيد علي خامنئي (رئيس الجمهورية وأمين ع- ام الحزب الجمهوري الإسلامي)، اكبر هاشمي رفسنجاني (رئيس مجلس الشورى الإسلامي)، أعضاء اللجنة المركزية ومسؤولو مكاتب الحزب الجمهوري الإسلامي في أنحاء البلاد.

عدد الزوار: 64

التاريخ 6 دي 1361 هـ.. ش/ 11 ربيع الأول 1403 هـ.. ق‏
المكان: طهران، جماران‏
الحاضرون: السيد علي خامنئي (رئيس الجمهورية وأمين ع- ام الحزب الجمهوري الإسلامي)، اكبر هاشمي رفسنجاني (رئيس مجلس الشورى الإسلامي)، أعضاء اللجنة المركزية ومسؤولو مكاتب الحزب الجمهوري الإسلامي في أنحاء البلاد.

بسم الله الرحمن الرحيم‏

الفارق بين حزب الله والأحزاب الشيطانية
إنه لمن بركات الثورة الإسلامية أن نلتقي السادة في مختلف أنحاء البلاد، وآمل أن تكون هذه الاجتماعات واللقاءات مفيدة ونافعة.

منذ بدء الخليقة ولحد الآن كان هناك حزبان، الأول الحزب الإلهي، والآخر الحزب غير الإلهي الشيطاني. ولكل واحد منهما كانت له سماته الخاصة به. فالحزب الإلهي، ولأن هدفه الله تبارك وتعالى، يتسم نهجه بالصراط المستقيم. فيما تتخبط الأحزاب الشيطانية في نهجها وتطلعاتها وقد كانت تمثل الأكثرية وهي موجودة منذ بدء الخليقة وحتى الآن. فقد كانت في عهد رسول لله، وفي عصرنا الحاضر حيث رأينا حزب (رَسْتا خِيز) 1 وكانت أهدافه معلومة للجميع. غير أن الأحزاب الإلهية تتسم بتمثيلها للروح الإلهية. وهذا يعني أن مساعيها لا تكرس لدعوتها لنفسها وانما تدعو إلى الله. لا تدعو إلى الطبيعة وانما إلى الإلوهية والملكوت. وهو أمر يستطيع أن يدركه الإنسان بنفسه ويتعرف عليه. طبعاً أحياناً ثمة حجب تحول دون أن يعي الإنسان ما هو فاعل. غير أن باستطاعة الذين عثروا على الطريق، أن يبددوا الحجب وينخرطوا في حزب الله من منطلق أن ﴿حزب الله هم الغالبون2. اما الأحزاب الأخرى فانها تبقى تتخبط في نهجها حتى تهزم.

النفاق اسوأ انحرافات الإنسان وأعظمها
وما هو ضروري لأبناء البشرية جمعاء، هو الالتحاق بحزب الله، وقد بعث الله تعالى الأنبياء لهذا الهدف أيضاً، حيث كانت حربهم وسلمهم من أجل الله، وإن دعوا فإن دعوتهم من أجل الله. ولا ترى نبياً اعتزل الحياة. ومنهم الراعي الذي حمل عصاه واتجه لإنقاذ الناس من فرعون، غير أن فرعون لم يتمكن من إنقاذ نفسه.

وعندما انطلق الإسلام انطلق مع هؤلاء الفقراء وهؤلاء الذين هم في انظار الآخرين أناس بسطاء وضيعون، حتى أنهم كانوا يعترضون على الرسول بأن انصاره أناس وضيعون ومن الأراذل. غير أننا اليوم نرى كل المحاسن الموجودة في الدنيا والآثار الخيرة هي نتيجة لدعوة الأنبياء. أي أن الناس قبلوا دعوة الأنبياء وحققوا كل هذه المكاسب للإنسانية جمعاء. كما كانت هناك فئة معوجة إلّا أنها تركت آثاراً طيبة بسبب عمل الأنبياء، لأن الآثار الطيبة لعمل الأنبياء هي التي دفعتهم لاختيار هذا النهج في تحقيق أهدافهم خوفاً وخشية من الشعوب. ولكن تبقى أفكارهم منحرفة وعلى الإنسان أن يتخلص من هذه الانحرافات.

ومن اسوأ هذه الانحرافات أن يتصرف الإنسان في الظاهر بنحو يتعارض تماماً مع حقيقة ما هو عليه. فهذا نفاق والنفاق من اسوأ الموضوعات التي تحدث عنها القرآن المجيد، حتى أن هناك سورة حول المنافقين، في وقت لم ترد سورة في غير المنافقين. طبعاً هناك عن الكفار والكفار منافقون أيضاً. ولهذا اهتم الإسلام بضرورة القضاء على المنافقين أو اصلاحهم، ولم يكن الأمر كذلك بالنسبة للكفار. فالمرء يعي كيف يتصرف مع الكافر، غير أنه لا يدري كيف يتعامل مع المنافقين، وكان ذلك في عهد رسول الله أيضاً وقد تعرض الإسلام للانكار والتكذيب من قبل المنافقين أكثر من الآخرين، حيث يعد المنافق اوضح مصاديق الكفر.

إصلاح النفس قبل إصلاح الآخرين‏
على أية حال، ينبغي لمجتمعنا وعلمائنا ومثقفينا أن يلتفتوا إلى أن الله تعالى قد أنعم علينا بهذه النعمة ومنحنا هذه الفرصة، ويجب أن نحرص على شكر هذه النعمة. على السادة اينما كانوا في الحزب أو خارج الحزب، بذل قصارى جهدهم للابقاء على تواجد الشعب في الساحة. فاذا اجتمع ابناء الشعب فان بوسعهم أن يفعلوا الكثير. فمن تجمع القطرات يتكون السيل، وعليه فلابد من الدعوة، لا لنا أو للدنيا وانما الدعوة إلى الله. وعندما تكون الدعوة لله وتصبح الدنيا إلهية، تكون الآخرة وملكوت الدنيا، ولن يكون هناك فرق بين الملكوت والجبروت فكلاهما من مظاهر الله تعالى. فالذي يشوه صورة الدنيا هو اهتمام الإنسان بالعالم السفلي في مقابل الله تبارك وتعالى. ولا تعتبر الدنيا سيئة لمن يمتلكها ويقوم بالخيرات والمَبَرّات والزكاة والخمس ويلتزم بكل ذلك. فالمعيار ليس بالحجم وانما بالوضع الروحي للأفراد.

إن مصدر الأخطار بالنسبة للإنسان هو الإنسان نفسه، كما أن مبدأ الاصلاح يجب أن ينطلق من الإنسان نفسه، فليس بوسع واعظ إصلاح الآخرين وهو نفسه غير صالح. إن‏ باستطاعة الواعظ أن يكون مؤثراً إذا ما كان قد اتعظ في داخله. وهكذا كل من يريد أن يتحدث، يجب أن يلتفت إلى ما يريد قوله. وبعد أن يتحدث يراجع نفسه ليرى حقيقة أهدافه من هذا الحديث. فطريق الإنسان إلى الله يحتم عليه أن يراقب نفسه وبعد المراقبة محاسبتها، فالأمر لا يقتصر على أن يكون الحزب سيئاً أو أن كل حزب جيد، وانما المعيار هو أفكار الحزب وتوجهاته، فان كانت شيئاً آخر فهذا حزب الشيطان مهما كان اسمه.

وعليه يجب أن نسعى ليكون حزبنا حزب الله، وان نجعل أنفسنا جزءً من حزب الله. وآمل أن يوفق السادة للعمل من أجل الله ومن أجل تحقيق الأهداف الإلهية. وإذا ما رأوا في أوساطهم شخصاً منحرفاً فليحاولوا إبعاده. آمل أن يسدد الله تعالى خطاكم على طريق خدمة الإسلام إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

*صحيفة الإمام، ج‏17، ص: 156


1-الحزب الذي أمر الشاه محمد رضا بهلوي بتأسيسه.
2- المائدة: 56.

2011-06-12