بطاقة شهر شعبان
فضلِ شهر شعبان وأعمالِه
شعبان شهر ذو شأن عظيم وفضل كبير، فيه ليلة بالغة الشرف وهي أفضل الليالي بعد ليلة القدر، وقد وُلد فيها مولود وَعَدَ الله به النصر لكلّ مظلوم من أوليائه وأن يملأ به الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلِئَت ظُلماً وجوراً. وكفى في شأنه أن فيه المناجاة الشعبانية
عدد الزوار: 224بسم الله الرحمان الرحيم
شعبان شهر ذو شأن عظيم وفضل كبير، فيه ليلة بالغة الشرف وهي أفضل الليالي بعد ليلة القدر، وقد وُلد فيها مولود وَعَدَ الله به النصر لكلّ مظلوم من أوليائه وأن يملأ به الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلِئَت ظُلماً وجوراً. وكفى في شأنه أن فيه المناجاة الشعبانية وأنه شهر رسول الله صلى الله عليه وآله وفيه قال:
ألا إن شعبان شهري، فرحم الله من أعانني على شهري.
أعمال شهر شعبان العامة
1 ـ الإستغفار: أن يستغفر في كل يوم من شعبان سبعين مرة بهاتين الصيغتين: "استغفر الله الذي لا إله إلا هو الرحمان الرحيم الحي القيوم وأتوب اليه" و"استغفر الله وأسأله التوبة" فعن الإمام الرضا عليه السلام أنه من قال ذلك كتب الله له براءة من النار، وجوازاً على الصراط، وأدخله دار القرار.
2 ـ الصدقة: فعن الإمام الصادق عليه السلام: "من تصدّق بصدقة في شعبان ربّاها الله (جلَّ وعزَّ) له كما يربّي أحدكم فصيله حتى يوافي يوم القيامة وقد صارت له مثل جبل أُحُد".
3 ـ الذكر: فعن النبي صلى الله عليه وآله: "من قال في شعبان ألف مرّة "لا إله إلاّ الله ولا نعبد إلاّ إيّاه مخلصين له الدين ولو كره المشركون" كتب الله له عبادة ألف سنة، ومحا عنه ذنب ألف سنة، ويخرج من قبره يوم القيامة ووجهه يتلألأ مثل القمر ليلة البدر، وكُتِبَ عند الله صدّيقاً".
4 ـ الصلاة على محمد وآل محمد: فعن النبيصلى الله عليه وآله: "وأكثروا في شعبان من الصلاة على نبيِّكم وأهله".
5 ـ الصوم: فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "من صام شعبان حبّاً لرسول الله وتقرّباً إلى الله أحبّه الله وقرّبه إلى كرامته يوم القيامة وأوجب له الجنّة".
6 ـ الصلاة: صلاة ركعتين في كل خميس من شعبان يقرأ في كل ركعة "الحمد" مرة، و"التوحيد" مئة مرة، فإذا سلّم قال "اللهم صلّ على محمد وآل محمد" مئة مرة، فعن النبي صلى الله عليه وآله أنه من فعل ذلك (قضى الله له كلّ حاجة من أمر دينه ودنياه).
7 ـ الدعاء: أن يدعو عند كلّ زوال من أيام شعبان بالصلاة المرويَّة عن الإمام السجاد عليه السلام.(صفحة 4)
8 ـ المناجاة الشعبانية: أن يقرأ المناجاة المرويَّة عن أمير المؤمنين عليه السلام وقد ناجى بها أهل البيت عليهم السلام.(صفحة 5)
أعمال شهر شعبان الخاصة
1 ـ الليلة الأولى: فقد ورد فيها صلوات كثيرة،منها صلاة اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة "الحمد" مرة و"التوحيد" إحدى عشرة مرة.
2 ـ اليوم الأول: الصيام فعن الإمام الصادق عليه السلام (إن من صام أول يوم من شعبان وجبت له الجنة البتة).
3 ـ اليوم الثالث: وهو يوم مبارك، فيه ولادة الإمام الحسين عليه السلام ويستحب فيه الصيام وقراءة الأدعية التالية: (اللهم إني أسألك بحق المولود...) دعاء (اللهم أنت متعالي المكان...).
4 ـ الليلة الثالثة عشرة: وهي أول الليالي البيض وفيها بعض الصلوات المستحبة، منها صلاة ركعتين يقرأ في كل ركعة "الحمد" مرة و"والتِّين والزيتون" مرة، فعن النبيّ أنه من فعل ذلك (فكأنَّما أعتق مائتي رقبة من ولد إسماعيل عليه السلام وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّهُ، وأعطاه الله براءة من النار، ويرافق محمداً صلى الله عليه وآله).
5 ـ ليلة النصف من شعبان: وهي ليلة بالغة الشرف والكرامة، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: سُئل الباقر عليه السلام عن فضل ليلة النِّصف من شعبان فقال عليه السلام: "هي أفضل الليالي بعد ليلة القدر فيها يمنح الله العباد فضله ويغفر لهم بمنِّه فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها فإنَّها ليلة آلى الله عزَّ وجلَّ على نفسه أن لا يَرُدَّ سائلاً فيها ما لم يسأل الله المعصية، وإنها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبيِّنا صلى الله عليه وآله، فاجتهدوا في دعاء الله تعالى والثناء عليه" وقد ورد في هذه الليلة أعمال:
الأول: الغسل، فإنه يوجب تخفيف الذنوب.
الثاني: إحياؤها بالصلاة والدعاء والاستغفار، فقد ورد في الحديث (من أحيا هذه الليلة لم يمت قلبه يوم تموت فيه القلوب).
الثالث: أن يصلي بعد العشاء ركعتين يقرأ في الأولى "الحمد" وسورة "الكافرون"، وفي الثانية "الحمد" وسورة "التوحيد" وبعد التسليم يقول "سبحان الله" ثلاثاً وثلاثين مرة و"الحمد للَّه" ثلاثاً وثلاثين مرة و"الله أكبر" أربعاً وثلاثين مرة ثم يدعو بالدعاء التالي: (يا من إليه ملجأ العباد في المهمَّات...).
الرابع: زيارة الإمام الحسين عليه السلام وهي أفضل أعمال هذه الليلة وتوجب غفران الذنوب، ومن أراد أن يصافحه أرواح مائة وأربعة وعشرين ألف نبي فليزره عليه السلام في هذه الليلة.
الخامس: قراءة الأدعية التالية:(اللهم بحق ليلتنا هذه ومولودها...)، (اللهم أنت الحي القيوم...)، (اللهم أقسم لنا من خشيتك...)، (اللهم صلِّ على محمد وآل محمد شجرة النبَّوة...)، (إلهي تعرَّض لك في هذا الليل المتعرضون...).
السادس: دعاء كميل بن زياد رضوان الله عليه.
السابع: أن يقول مئة مرة (سبحان الله والحمد للَّه ولا إله إلا الله والله أكبر) ليغفر الله له ما سلف من معاصيه، ويقضي له حوائج الدنيا والآخرة.
الثامن: السجدات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وهي:(سجد لك سوادي ...).
التاسع: صلاة جعفر الطيَّار رضوان الله عليه الوارد استحبابها يوم الجمعة.
العاشر: صلاة مئة ركعة: يقرأ في كل ركعة "الحمد" مرة و"التوحيد" عشر مرات.
6 ـ يوم النِّصف من شعبان: وفيه وُلِدَ الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف ويستحب زيارته عجل الله فرجه الشريف في كل زمان ومكان والدعاء بتعجيل الفرج عند زيارته.
7 ـ آخر جمعة من شعبان: عن الإمام الرضا عليه السلام: (إن شعبان قد مضى أكثره، وهذا آخر جمعة فيه، فتدارك فيما بقي تقصيرك فيما مضى منه، وعليك بالاقبال على ما يعنيك، وأكثر من الدعاء والإستغفار، وتلاوة القرآن، وتبّ إلى الله من ذنوبك، ليقبل شهر رمضان إليك، وأنت مخلص للَّه عزَّ وجلَّ، ولا تدعنَّ أمانة في عنقك إلاّ أدّيتها، ولا في قلبك حقداً على مؤمن إلاّ نزعته، ولا ذنباً أنت مرتكبه إلاّ أقلعت عنه، واتقِّ الله، وتوكّل عليه في سرِّ أمرك وعلانيَّتِك، ومن يتوكَّل على الله فهو حسبه، إن الله بالغٌ أمره، قد جعل الله لكل شيء قدراً، وأكثر من أن تقول في ما بقي من هذا الشهر "اللهم إن لم تكن غفرت لنا في ما مضى من شعبان فاغفر لنا في ما بقي منه" فإن الله تبارك وتعالى يعتق في هذا الشهر رقاباً من النار لحرمة شهر رمضان).
8 ـ الليلة الأخيرة من شعبان: فيها دعاء الإمام الصادق عليه السلام: "اللهم إن هذا الشهر المبارك الذي أنزل فيه القرآن..."
لمزيد من التفصيل راجع كتاب (مفاتيح الجنان) .
الصلاة المرويَّة عن الإمام السجّاد عليه السلام
اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ وَمَوْضِعِ الرِّسالَةِ وَمُخْتَلَفِ الْمَلائِكَةِ وَمَعْدِنِ الْعِلْمِ وَأَهْلِ بَيْتِ الْوَحْيِ اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْفُلْكِ الْجارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الْغامِرَةِ يأْمَنُ مَنْ رَكِبَها وَيَغْرَقُ مَنْ تَرَكَها الْمُتَقَدِّمُ لَهُمُ مارِقٌ وَالْمُتَأَخِّرُ عَنْهُمْ زاهِقٌ وَاللاَّزِمُ لَهُمْ لاحِقٌ اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْكَهْفِ الْحَصِينِ وَغِياثِ الْمُضْطَرِّ الْمُسْتَكِينِ وَمَلْجَأِ الْهارِبِينَ وَعِصْمَةِ الْمُعْتَصِمينَ اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً كَثِيرَةً تَكُونُ لَهُمْ رِضاً وَلِحَقّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَداءً وَقَضاءً بِحَوْلٍ مِنْكَ وَقُوَّةٍ يا رَبَّ الْعالَمِينَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِينَ الأَبْرارِ الأَخْيارِ، الَّذِينَ أَوْجَبْتَ حُقُوقَهُمْ وَفَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ وَوِلايَتَهُمْ. اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاعْمُرْ قَلْبِي بِطاعَتِكَ وَلا تُخْزِني بِمَعْصِيَتِكَ وَارْزُقْنِي مُواساةَ مَنْ قَتَّرْتَ عَلَيْهِ مِنْ رِزْقِكَ بِما وَسَّعْتَ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ وَنَشَرْتَ عَلَيَّ مِنْ عَدْلِكَ وَأَحْيَيْتَنِي تَحْتَ ظِلِّكَ وَهَذا شَهْرُ نَبِيِّكَ سَيِّدِ رُسُلِكَ شَعْبانُ الَّذِي حَفَفْتَهُ مِنْكَ بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ الَّذِي كانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَدْأَبُ فِي صِيامِهِ وَقِيامِهِ فِي لَيالِيهِ وَأَيَّامِهِ نُجُوعاً (بُخُوعاً) لَكَ فِي إِكْرامِهِ وَإِعْظامِهِ إِلَى مَحَلِّ حِمامِهِ اللهُمَّ فَأَعِنَّا عَلَى الاسْتِنانِ بِسُنَّتِهِ فِيهِ وَنَيْلِ الشَّفاعَةِ لَدَيْهِ اللهُمَّ وَاجْعَلْهُ لِي شَفِيعاً مُشَفَّعاً وَطَرِيقاً إِلَيْكَ مَهْيَعاً وَاجْعَلْنِي لَهُ مُتَّبِعاً حَتَّى أَلْقاكَ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَنِّي راضِياً وَعَنْ ذُنُوبِي غاضِياً قَدْ أَوْجَبْتَ لِي مِنْكَ الرَّحْمَةَ وَالرِّضْوانَ وَأَنْزَلْتَنِي دارَ الْقَرارِ وَمَحَلَّ الأَخْيارِ.
المناجاة الشعبانية
وهي مناجاة أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهم السلام كانوا يدعون بها في شعبان.
اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْمَعْ دُعائِي إِذا دَعَوْتُكَ وَاسْمَعْ نِدَائِي إِذا نادَيْتُكَ وَأَقْبِلْ عَلَيَّ إِذا ناجَيْتُكَ فَقَدْ هَرَبْتُ إِلَيْكَ وَوَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُسْتَكِيناً لَكَ مُتَضَرِّعاً إِلَيْكَ راجِياً لِمَا لَدَيْكَ ثَوَابِي وَتَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَتَخْبُرُ حاجَتِي وَتَعْرِفُ ضَمِيرِي وَلا يَخْفَى عَلَيْكَ أَمْرُ مُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ وَما أُرِيدُ أَنْ أُبْدِىءَ بِهِ مِنْ مَنْطِقِي وَأَتَفَوَّهَ بِهِ مِنْ طَلِبَتِي وَأَرْجُوَهُ لِعاقِبَتِي وَقَدْ جَرَتْ مَقادِيرُكَ عَلَيَّ يا سَيِّدِي فِيما يَكُونُ مِنِّي إِلَى آخِرِ عُمْرِي مِنْ سَرِيرَتِي وَعَلانِيَتِي وَبِيَدِكَ لا بِيَدِ غَيْرِكَ زِيادَتِي وَنَقْصِي وَنَفْعِي وَضَرِّي، إِلهِي إِنْ حَرَمْتَنِي فَمَنْ ذا الَّذِي يَرْزُقُنِي وَ إِنْ خَذَلْتَنِي فَمَنْ ذا الَّذِي يَنْصُرُنِي، إِلهِي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَضَبِكَ وَحُلُولِ سَخَطِكَ، إِلهِي إِنْ كُنْتُ غَيْرَ مُسْتَأْهِلٍ لِرَحْمَتِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَجُودَ عَلَيَّ بِفَضْلِ سَعَتِكَ، إِلهِي كَأَنِّي بِنَفْسِي واقِفَةٌ بَيْنَ يَدَيْكَ وَقَدْ أَظَلَّها حُسْنُ تَوَكُّلِي عَلَيْكَ فَقُلْتَ ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَتَغَمَّدْتَنِي بِعَفْوِكَ، إِلهِي إِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أَوْلَى مِنْكَ بِذلِكَ وَ إِنْ كَانَ قَدْ دَنا أَجَلِي وَلَمْ يُدْنِنِي مِنْكَ عَمَلِي فَقَدْ جَعَلْتُ الإِقْرارَ بِالذَّنْبِ إِلَيْكَ وَسِيلَتِي، إِلهِي قَدْ جُرْتُ عَلَى نَفْسِي فِي النَّظَرِ لَها فَلَها الْوَيْلُ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَها، إِلهِي لَمْ يَزَلْ بِرُّكَ عَلَيَّ أَيَّامَ حَياتِي فَلاَ تَقْطَعْ بِرَّكَ عَنِّي فِي مَماتِي، إِلهِي كَيْفَ آيَسُ مِنْ حُسْنِ نَظَرِكَ لِي بَعْدَ مَماتِي وَأَنْتَ لَمْ تُوَلِّنِي إِلاَّ الْجَمِيلَ فِي حَياتِي، إِلهِي تَوَلَّ مِنْ أَمْرِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَعُدْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ عَلَى مُذْنِبٍ قَدْ غَمَرَهُ جَهْلُهُ، إِلهِي قَدْ سَتَرْتَ عَلَيَّ ذُنُوباً فِي الدُّنْيا وَأَنَا أَحْوَجُ إِلَى سَتْرِها عَلَيَّ مِنْكَ فِي الأُخْرَى إِذْ لَمْ تُظْهِرْها لأَحَدٍ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحِينَ فَلا تَفْضَحْنِي يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلَى رُؤُوسِ الأَشْهادِ، إِلهِي جُودُكَ بَسَطَ أَمَلِي وَعَفْوُكَ أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِي، إِلهِي فَسُرَّنِي بِلِقائِكَ يَوْمَ تَقْضِي فِيهِ بَيْنَ عِبادِكَ، إِلهِي اعْتِذارِي إِلَيْكَ اعْتِذارُ مَنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ قَبُولِ عُذْرِهِ فَاقْبَلْ عُذْرِي يا أَكْرَمَ مَنِ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ الْمُسِيئُونَ، إِلهِي لا تَرُدَّ حاجَتِي وَلا تُخَيِّبْ طَمَعِي وَلا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجائِي وَأَمَلِي، إِلهِي لَوْ أَرَدْتَ هَوانِي لَمْ تَهْدِني وَلَوْ أَرَدْتَ فَضِيحَتِي لَمْ تُعافِني، إِلهِي ما أَظُنُّكَ تَرُدُّنِي فِي حاجَةٍ قَدْ أَفْنَيْتُ عُمْرِي فِي طَلَبِها مِنْكَ إِلهِي فَلَكَ الْحَمْدُ أَبَداً دائِماً سَرْمَداً يَزِيدُ وَلا يَبِيدُ كَما تُحِبُّ وَتَرْضَىْ، إِلهِي إِنْ أَخَذْتَنِي بِجُرْمِي أَخَذْتُكَ بِعَفْوِكَ وَ إِنْ أَخَذْتَنِي بِذُنُوبِي أَخَذْتُكَ بِمَغْفِرَتِكَ وَإِنْ أَدْخَلْتَنِي النَّارَ أَعْلَمْتُ أَهْلَها أَنِّي أُحِبُّكَ، إِلهِي إِنْ كانَ صَغُرَ فِي جَنْبِ طاعَتِكَ عَمَلِي فَقَدْ كَبُرَ فِي جَنْبِ رَجائِكَ أَمَلِي، إِلهِي كَيْفَ أَنْقَلِبُ مِنْ عِنْدِكَ بِالْخَيْبَةِ مَحْرُوماً وَقَدْ كانَ حُسْنُ ظَنِّي بِجُودِكَ أَنْ تَقْلِبَنِي بِالنَّجاةِ مَرْحُوماً، إِلهِي وَقَدْ أَفْنَيْتُ عُمْرِي فِي شِرَّةِ السَّهْوِ عَنْكَ وَأَبْلَيْتُ شَبابِي فِي سَكْرَةِ التَّباعُدِ مِنْكَ، إِلهِي فَلَمْ أَسْتَيْقِظْ أَيَّامَ اغْتِرارِي بِكَ وَرُكُونِي إِلَى سَبِيلِ سَخَطِكَ، إِلهِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ قائِمٌ بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَوَسِّلٌ بِكَرَمِكَ إِلَيْكَ، إِلهِي أَنَا عَبْدٌ أَتَنَصَّلُ إِلَيْكَ مِمَّا كُنْتُ أُواجِهُكَ بِهِ مِنْ قِلَّةِ اسْتِحْيائِي مِنْ نَظَرِكَ وَأَطْلُبُ الْعَفْوَ مِنْكَ إِذِ الْعَفْوُ نَعْتٌ لِكَرَمِكَ، إِلهِي لَمْ يَكُنْ لِي حَوْلٌ فَأَنْتَقِلُ بِهِ عَنْ مَعْصِيَتِكَ إِلاَّ فِي وَقْتٍ أَيْقَظْتَنِي لِمَحَبَّتِكَ وَكَما أَرَدْتَ أَنْ أَكُونَ كُنْتُ فَشَكَرْتُكَ بِإِدْخالِي فِي كَرَمِكَ وَلِتَطْهِيرِ قَلْبِي مِنْ أَوْساخِ الْغَفْلَةِ عَنْكَ، إِلهِي انْظُرْ إِلَيَّ نَظَرَ مَنْ نادَيْتَهُ فَأَجابَكَ وَاسْتَعْمَلْتَهُ بِمَعُونَتِكَ فَأَطاعَكَ يا قَرِيباً لا يَبْعُدُ عَنِ الْمُغْتَرِّ بِهِ وَيا جَواداً لا يَبْخَلُ عَمَّنْ رَجا ثَوابَهُ، إِلهِي هَبْ لِي قَلْباً يُدْنِيهِ مِنْكَ شَوْقُهُ وَلِسانَاً يُرْفَعُ إِلَيْكَ صِدْقُهُ وَنَظَراً يُقَرِّبُهُ مِنْكَ حَقُّهُ، إِلهِي إِنَّ مَنْ تَعَرَّفَ بِكَ غَيْرُ مَجْهُولٍ وَمَنْ لاذَ بِكَ غَيْرُ مَخْذُولٍ وَمَنْ أَقْبَلْتَ عَلَيْهِ غَيْرُ مَمْلُوكٍ، إِلهِي إِنَّ مَنِ أنْتَهَجَ بِكَ لَمُسْتَنِيرٌ وَ إِنَّ مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ لَمُسْتَجِيرٌ وَقَدْ لُذْتُ بِكَ يا إِلهِي فَلا تُخَيِّبْ ظَنِّي مِنْ رَحْمَتِكَ وَلا تَحْجُبْنِي عَنْ رَأْفَتِكَ إِلهِي أَقِمْنِي فِي أَهْلِ وِلايَتِكَ مُقامَ مَنْ رَجَا الزِّيادَةَ مِنْ مَحَبَّتِكَ، إِلهِي وَأَلْهِمْنِي وَلَهاً بِذِكْرِكَ إِلَى ذِكْرِكَ وَهِمَّتِي فِي رَوْحِ نَجاحِ أَسْمائِكَ وَمَحَلِّ قُدْسِكَ، إِلهِي بِكَ عَلَيْكَ إِلاَّ أَلْحَقْتَنِي بِمَحَلِّ أَهْلِ طاعَتِكَ وَالْمَثْوَى الصَّالِحِ مِنْ مَرْضاتِكَ فَإِنِّي لا أَقْدِرُ لِنَفْسِي دَفْعاً وَلا أَمْلِكُ لَها نَفْعاً، إِلهِي أَنَا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الْمُذْنِبُ وَمَمْلُوكُكَ الْمُنِيبُ فَلا تَجْعَلْنِي مِمَّنْ صَرَفْتَ عَنْهُ وَجْهَكَ وَحَجَبَهُ سَهْوُهُ عَنْ عَفْوِكَ، إِلهِي هَبْ لِي كَمالَ الانْقِطاعِ إِلَيْكَ وَأَنِرْ أَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها إِلَيْكَ حَتَّى تَخْرِقَ أَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ إِلَى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ وَتَصِيرَ أَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ، إِلهِي وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَأَجابَكَ وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً، إِلهِي لَمْ أُسَلّطْ عَلَى حُسْنِ ظَنّي قُنُوطَ الأَياسِ وَلا انْقَطَعَ رَجائِي مِنْ جَمِيلِ كَرَمِكَ، إِلهِي إِنْ كانَتِ الْخَطايا قَدْ أَسْقَطَتْنِي لَدَيْكَ فَاصْفَحْ عَنِّي بِحُسْنِ تَوَكُّلِي عَلَيْكَ، إِلهِي إِنْ حَطَّتْنِي الذُّنُوبُ مِنْ مَكارِمِ لُطْفِكَ فَقَدْ نَبَّهَنِي الْيَقِينُ إِلَى كَرَمِ عَطْفِكَ، إِلهِي إِنْ أَنَامَتْنِي الْغَفْلَةُ عَنِ الاسْتِعْدادِ لِلِقائِكَ فَقَدْ نَبَّهَتْنِي الْمَعْرِفَةُ بِكَرَمِ أَلآئِكَ، إِلهِي إِنْ دَعانِي إِلَى النَّارِ عَظِيمُ عِقابِكَ فَقَدْ دَعانِي إِلَى الْجَنَّةِ جَزِيلُ ثَوابِكَ، إِلهِي فَلَكَ أَسْأَلُ وَ إِلَيْكَ أَبْتَهِلُ وَأَرْغَبُ وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ يُدِيمُ ذِكْرَكَ وَلا يَنْقُضُ عَهْدَكَ وَلا يَغْفُلُ عَنْ شُكْرِكَ وَلا يَسْتَخِفُّ بِأَمْرِكَ، إِلهِي وَأَلْحِقْنِي بِنُورِ عِزِّكَ الأَبْهَجِ فَأَكُونَ لَكَ عارِفاً وَعَنْ سِواكَ مُنْحَرِفاً وَمِنْكَ خائِفاً مُراقِباً يا ذا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.
إن هذه المناجاة في الحقيقة تعد الإنسان وتهيئه للقيام بأعمال شهر رمضان المبارك. (الإمام الخميني قدس سره)