التاريخ 22 بهمن 1359 هـ. ش/ 5 ربيع الثاني 1401 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
المناسبة: بداية السنة الثالثة لانتصار الثورة الإسلامية 1
المخاطب: الشعب الإيراني وأسر الشهداء
بسم الله الرحمن الرحيم
في بداية السنة الثالثة لانتصار الثورة الإسلامية التي تدين للتضحيات البطولية للشعب وخصوصاً الشهداء ومعوقي الثورة، أسأل الله تعالى رحمته التي لا حدود لها للشهداء الخالدين والصحة والسلامة لجرحى الحرب ومعوقيها الأعزاء كما أرفع لهم تحياتي المتواصلة. المعوقون الأعزاء الذين رفعوا راية لا إله الا الله عالية على سماء هذا الوطن وضمنوا الشرف الإنساني لهذا الشعب العظيم بدمائهم وقواهم.
واستطاعوا بدعم الجماهير المليونية أن يهزموا أئمة الكفر والإلحاد وأن يطهروا الوطن من قذارة وجودهم فيه، والحق ان لهم حقوقاً جمة على شعبنا، رحمة الله وشكر الأمة الذي لا نهاية له لأرواحهم وأرواح بقية المضحين في سبيل نشر العدالة الإسلامية.
لقد واجه بلدنا في السنتين الماضيتين مشاكل كثيرة جداً وقد اجتازها بحمد الله بنجاح مرفوع الرأس ونأمل أن يتمكن من التغلب على بقية المشاكل- التي لا بد منها في كل ثورة- بعناية الله تعالى ووحدة الكلمة وأن يصمد من خلال الاستقامة والصبر في مقابل المنغصات.
لقد نجح شعبنا وقوانا المسلحة في الجمهورية الإسلامية في هاتين السنتين في امتحانهم ولن يتنازلوا بأي شكل من الأشكال عن مكاسبهم التي حصلوا عليها بقبضاتهم وأسنانهم حتى لو تطلب الأمر التضحية بأرواحهم وأبنائهم الأعزاء. أنتم يا أسر الشهداء والمعوقين والجرحى أثبتم أنكم لا تسمحون للاستعمار أن يستولي على مقدرات هذا البلد. أنتم يا أسر الشهداء أفهمتم العالم كله من خلال استشهاد من هم فخر لهذه البلاد أنكم مستعدون للتضحية بجميع أعزائكم في سبيل الإسلام. أنتم نور الهداية لهذه الأمة وفقكم الله وكان في عونكم. لقد أثبتم من خلال تضحياتكم بأبنائكم وشبانكم الأعزاء للجميع بأن مؤامرات الأعداء في الداخل
والخارج لن تهزم هذه الامة.
كفاح بلدنا عقائدي وجهاد في سبيل العقيدة ولا يقبل الهزيمة. الجهاد في سبيل العقيدة يحشد جميع أنحاء البلاد في طريق واحد ويزيل جميع الصعاب والمشاكل من الطريق. الشعب الذي يجد طريقه في الصراط المستقيم للإنسانية وينهض للجهاد المقدس في سبيله سوف ينتصر بالتأكيد. أيها الشهداء ليهنأ لكم جوار الله وثقوا بأن الشعب لن يفرط بانتصاركم. يا ذوي الشهداء المضرجين بدمائهم ويا معوقي الحرب الذين قدموا سلامتهم لضمان حياتهم الخالدة، إطمئنوا أن شعبكم قد عقد العزم على أن يصون الانتصار حتى إقرار حكومة الله وظهور بقية الله (روحي فداه) أدامكم الله، والنصرُ للجمهورية الإسلامية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* صحيفة الإمام، ج14، ص: 65
1- قرأ السيد أحمد الخميني نداء الامام في اجتماع الآلاف من أسر شهداء إيران ولبنان وفلسطين والجزائر وليبيا وسورية والبحرين وأفغانستان والمجاهدين العراقيين في المراسم التي أقيمت في الذكرى السنوية ل- 22 من بهمن في صالة المصارعة في مجمّع آزادي الرياضي
2011-05-28