التاريخ: 15 دي 1358 هـ. ش/ 16 صفر 1400 هـ. ق
المكان: قم
المخاطب: حركات التحرر العالمية
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد اقترح عليّ أن أوجه نداء الى مبعوثي الحركات التحررية والجماعات التي تناضل من أجل الحرية، الذين جاؤوا الى ايران للتفاهم مع الشعب الإيراني والإطلاع عن كثب على مشاكله.
لا أدري من أين أبدأ؟ هل أبدأ بذكر المصائب التي حلّت بشعبنا على طول التاريخ وخاصة في القرن الأخير؟ أم أبدأ بذكر المصائب التي أنزلها المستكبرون والمستعمرون بمستضعفي العالم.
ولست أدري من الذي أشكوه إلى الله؟ هل أشكو المستعمرين والظالمين والناهبين والمجرمين؟ أم أشكو الذين يرون ظلم الظالمين ولا ينهضون، بل جعلوا أنفسهم كالأسرى للأجانب، ولم يقتدوا بشعب إيران الشجاع المناضل الذي ألحق الهزيمة بالقوى الكبرى؟ فالشعب الإيراني المناضل الأعزل من السلاح جعل أميركا تركع بفضل قوة إيمانه، وطرد الشاه المخلوع من البلاد، وسيواصل أبناء الشعب الإيراني نضالهم-- بإذن الله-- حتى قلع جذور التبعية للغرب. أم هل أشكو حكام الدول الإسلامية التي تملك سلاح النفط الفاعل وغيره من الثروات الطبيعية، وتستطيع أن تجعل الغرب والشرق يستسلمان لها باتخاذ قرار واحد، لكننا نجدها هي المستسلمة لهما، ولا تستخدم هذا السلاح لأجل التحرر الكامل من سيطرة المستعمرين الشرقيين والغربيين؟
وأنتم يا حركات التحرر، ويا جماعات النضال من أجل الحرية، انهضوا جميعاً، ونبهوا شعوبكم والشعوب الإسلامية إلى أنّ الرضوخ للظلم وتحمله أسوأ وأقبح من الظلم نفسه. وادعوا الحكومات لانقاذ نفسها من الضعف والذل الذي هي فيه. وذكروا الجميع بالعودة الى الإسلام وإلى الأخوّة الإسلامية.
ويا مستضعفي العالم، انهضوا وانتزعوا أنفسكم من مخالب الأعداء، ولا ترضخوا لسيطرة الظلم أكثر من هذا. فإنّ الله مع المظلومين. والسلام على عباد الله الصالحين.
15 دي 1358 هـ. ش
روح الله الموسوي
* صحيفة الإمام، ج12، ص:34