التاريخ: 4 بهمن 1358 هـ. ش/ 6 ربيع الأول 1400 هـ. ق
المكان: طهران، مستشفى القلب
المخاطب: الشعب الايراني
بسم الله الرحمن الرحيم
المساواة في الانتفاع من الخدمات الحكومية
أريد أن اقول كلمتين: الأولى عن حالتي التي هي والحمد لله ليست بسيئة، وربما وفّر لي السادة الأطباء والسيد وزير الصحة الكثير من الخدمات التي لم نتعود نحن طلبة العلوم الدينية عليها. وسأكون مسروراً حينما أعلم إن هؤلاء السادة يهتمون ويوفّرون الرعاية حالياً لسكّان الأكواخ والخيام في المدن الذين لم يكونوا يحظون بأي عناية في زمن الطاغوت. إن الخدمات الصحية تعتبر من الحاجات الأولية للناس ويجب أن تتوفر للجميع. فلا تكون لشخص رعاية خاصة ولشخص آخر لا شيء. وأنا أرجو أن يهتم الأطباء أينما كانوا، والحكومة ووزير الصحة والشعب بالوضع الصحي لسكان الأكواخ، هؤلاء الفقراء وهم عيال الله.
ضرورة المشاركة الفعالة في انتخابات رئاسة الجمهورية
الكلمة الآخرى هي إن غداً يوم الجمعة، وهو يوم مبارك في شهر مبارك إذ ولد فيه الرسول الأكرم. وهو مبارك ايضاً لأن شعبنا حقق أملًا آخر هو انتخاب رئيس الجمهورية. في هذا المجال لدي بضعة امور إذا تحققت سأكون سعيداً ويهون عليَّ المرض.
الأول، أن يتوجه الشعب كله بلا استثناء لصناديق الاقتراع غداً ولا يهملوا امراً يحتاجه بلدهم ويرتبط به مصير الشعب والإسلام. كأن مثلًا إذا رغب احد في خوض انتخابات رئاسة الجمهورية واحتمل ان لا ينتخب، فيقاطع الانتخابات، أو ينسحب اصحابه ولا يصوتون لأحد. الافضل لمن يعلمون انهم لن ينتخبوا ان يصوتوا لآخرين، حتى تتحقق اصوات كافية إن شاء الله، ولا تنكّس رؤوسنا بأن الشعب لا يعبا بمصيره ومصير الإسلام. توجهوا جميعاً الى الصناديق. الأمر الآخر هو ان لا تختلفوا مع بعضكم حينما تتوجهون الى صناديق الاقتراع، فهذه قضية تخص البلاد. أي واحد سيفوز، لاشك إنه سيخدم البلاد. وإن لم يخدم، فالشعب موجود وسوف يعزله. ولهذا لا تتصرفوا مع بعضكم بخصومة، كونوا اخوة فيما بينكم. إذا انتخب شخص كرئيس للجمهورية، مدوا له أنتم ايضاً يد العون. لا تتشاجروا قبل ان ينتخب رئيس الجمهورية. لا تتشاجروا غداً عند صنايق الاقتراع. ولا تنسحب بعض الشرائح من الانتخابات. إنني أطلب من كل فئات الشعب وطوائفه وأقوامه، من فُرسٍ، أو تركٍ، أو كُردٍ، او بلوش، او تركمان، او بختياريين، وسائر الشرائح والطوائف في ايران، اطلب منهم راجياً أن لا يتصرفوا بشكل يقال عنكم في الخارج إنكم لا تتحلون بتربية إسلامية، وإنكم شعب يتنازع فيما بينه من أجل الأمور الدنيوية، وإنكم لا تعأبون لرئاسة الجمهورية. رئاسة الجمهورية الجيدة هي التي تخدم الشعب، وإذا كانت سيئة فعليها أن تجتاز الطريق الى جهنم. لا تفكروا في أن تتشاجروا تتناصروا وتتنازعوا من أجل أن يحصل هذا على أصوات اكثر، ويحصل ذلك على اصوات اقل، فتسببون المشاكل للجميع. وأكون أنا ايضاً هنا وفي المستشفى منزعجاً وغير راض بما تفعلونه. الامر الآخر هو إذا تم تعيين رئيس الجمهورية إن شاء الله، كائناً من كان، فلا يستاء الآخرون ولا ينسحبوا. البلد بلدكم أنتم سواء كان احدكم رئيسا للجمهورية، أو من حراس الثورة، أو طالب علوم دينية مثلي، إنه بلدكم أنتم.
إذا تم تعيين رئيس الجمهورية مدوا له يد العون جميعاً، شاركوا كلكم في العمل وساعدوه، لا تعتزلوا، ولا تزعلوا، واثبتوا للعالم رشدكم، وإنكم قادرون على ادارة شؤون البلد. إذا تقرر أن يكون أحدهم رئيساً للجمهورية، فسيكون للآخر شغل آخر، ولغيره عمل آخر. انجزوا الأعمال بسلام. وأنا غير مسموح لي بالتحدث إليكم أكثر من هذا. حفظكم الله ووفقكم إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي
* صحيفة الإمام، ج12، ص:111,110