الموضوع: عظمة الثورة_مواصلة الكفاح ضد المستكبرين حتى التخلص من كل أنواع التبعية
نداء
المخاطب: الشعب الإيراني
عدد الزوار: 147
التاريخ 22 بهمن 1358 هـ. ش/ 24 ربيع الأول 1400 هـ. ق
المكان: طهران، مستشفى القلب
المناسبة: ذكرى انتصار الثورة الاسلامية
المخاطب: الشعب الإيراني
بسم الله الرحمن الرحيم
أبارك ذكرى انتصار الثورة الايرانية العظيمة لعموم المستضعفين والمسلمين، وللشعب الإيراني النبيل الشجاع. في مثل هذا اليوم المبارك انتصر الحق على الباطل، وجنود الرحمن على أولياء الشيطان، وحزب الله على الطاغوت وأعوانه، وسادت حكومة العدل الإسلامي. وامتدت يد انتقام الحق من كُمِّ الشعب الايراني المقاتل، وتحقق انتصار الإسلام المعجز على الكفر. في مثل هذا اليوم السعيد تزايد تضامن شرائح الشعب الباسل، وأعرب الجيش وسائر القوى المسلحة عن وفائهم للإسلام وايران، وحرروا وطنهم من شر طواغيت العصر و في مقدمتهم الحكومة الاميركية.
تحية لهذا الشعب الحي اليقظ، وبوركت القوات المسلحة وحرس الإسلام والثورة الاسلامية. والخلود لراية (الله أكبر) المفعمة بالفخر، وهي رمز الانتصار المعجز لشعب ايران العظيم. الانتصار العظيم الذي طوى خلال سنة واحدة-- سنة واحدة فقط-- سجل المتجبرين الأسود، وأرسى أسس الجمهورية الإسلامية.
إنَّ مالم يتحقق في الثورات غير الإسلامية طوال سنوات متمادية، تحقق لشعبنا العزيز في غضون عام واحد تحت ظل الإسلام. وما أثمر في الثورات بقتل الملايين وحبس الملايين، حصل في ثورتنا بأقل الخسائر وأكبر المكاسب. مع إننا خسرنا شهداء كراماً وشباباً ابراراً، ولنا اليوم أخوة وأخوات معاقون، الشهداء الذين هم نور ثورتنا، والأخوات والأخوة المعاقون الذين هم رصيد ثورتنا الإسلامية، ولهم احترامهم الخاص لدى شعبنا الوفي، إلّا إننا في المقابل أنقذنا أمة عظيمة، وقطعنا مخالب ذئاب مفترسة للبشر- وحوش في صورة آدميين - عن شرايين حياة أمة عظيمة. وبمشيئة الله وإرادة الشعب العزيز الراسخة، طهرنا الوطن الاسلامي-- والى الأبد-- من رجس المجرمين عديمي الثقافة والخونة الناهبين، وضمنّا الحرية والاستقلال لأبناء وطننا تحت لواء (الله أكبر) المبارك. لقد قلت مراراً وأعلن الآن أيضاً إن على ايران أن تواصل كفاحها القاطع ضد هذا السفاح القاسي، الى حين قطع كل أنواع التبعية السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية لأميركا، وبعد ذلك إذا وافق شعبنا الواعي النبيل، نقيم علاقاتنا مع اميركا على غرار العلاقة مع سائر البلدان. قلت مراراً، وأقولها في هذا اليوم العظيم، إن الكفاح الحاسم لشعبنا ضد المستكبرين سيستمر حتى انهاء جميع ألوان التبعية لكافة القوى العظمى في الشرق والغرب. نعلم جميعاً إن العالم الإسلامي ينتظر الثمار الكاملة لثورتنا. إننا ندعم دعماً تاماً كل البلدان الخاضعة للهيمنة، من أجل نيل حريتها واستقلالها. ونقول لهم صراحة إن الحق يؤخذ. ثوروا واسقطوا القوى الكبرى عن مسرح التاريخ. لقد قلقت مراراً وأنذر الآن ايضاً بأن الشرق المظلوم وأفريقيا-- إذا لم يعتمدوا على أنفسهم-- فسيبقون مكبّلين الى الأبد. تعالوا وقفوا على أرجلكم وانقضوا على الغرب واطردوهم من الميدان.
إنني من هذا المستشفى ادعو افريقيا والشرق الخاضع للهيمنة، وكل البلدان الرازحة تحت الظلم، لأن يتحدوا ويقطعوا أيدي أميركا المجرمة عن أراضيهم. إن يد أميركا وباقي القوى الكبرى ملطّخة حتى المرفق في دماء شبابنا وسائر المظلومين والمقاتلين في العالم. سنبقى نحاربهم الى آخر قطرة من دمائنا بكل ما أوتينا من قوّة، لأننا رجال حرب. سوف نصدر ثورتنا الى كل العالم، لأن ثورتنا اسلامية. ومالم يدو هتاف لا إله إلّا الله ومحمد رسول الله في إرجاء العالم لن يتوقف الكفاح، ومادام هنالك كفاح ضد المستكبرين في أية بقعة من العالم فنحن موجودون. إننا ندافع عن اللبنانيين والفلسطينيين الذين لا ملاذ لهم في مقابل اسرائيل.
واسرائيل جرثومة الفساد هذه كانت دوماً قاعدة لأميركا. لقد حذرت من خطر اسرائيل طوال ما يقارب العشرين عامأً. علينا ان ننهض جميعاً ونقضي على اسرائيل، ونُعيد الشعب الفلسطيني البطل إلى أرضه. إننا ندعم بكل قوانا الشعب المسلم الباسل في افغانستان، الشعب الذي هب للجهاد ضد المعتدين، وليعلموا ان الله معهم كلما رصوا صفوفهم اكثر وقاتلوا بإيمان راسخ، وليعلموا ان النصر قريب. أيها الشعب الايراني العزيز، لقد ارعبتم الشرق المعتدي والغرب المجرم، لا تستسلموا ابداً لأية قوة وأنا اعلم يقيناً إنكم لن تفعلوا. وإذا ما فكّر أي شخص في أي موقع كان بالاستسلام، فأسقطوه عن صفحة الزمن بلا ترديد وبدون مواربة، فالاستسلام للشرق والغرب هزيمة نفسية وخيانة للاسلام والمسلمين. اليوم يوم الشهادة والدم. ونحن نتوقع في كل يوم، كل انواع التآمر في شتى ارجاء ايران. بيد إن عقيدتنا الاسلامية العزيزة تأمرنا أن لا نكف عن طلب الحرية وطلب الاستقلال، ولن نكف. إنني للأسف لم استطع المشاركة في احتفال الشعب واستعراض الجيش بسبب منع الأطباء، إلّا إن قلبي مع الشعب ومع الجيش الاسلامي - الوطني، ودعائي المتواضع يرافقهم. وسأبقى الى آخر رمق خادماً مضحياً في خدمة الجميع. وأسأل الله تعالى عظمة الإسلام ورفاه مجتمع المسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي
* صحيفة الإمام، ج12، ص:125